منال

موقع أيام نيوز

عرفت بوصية أبيها الخاصة بتملك دكانه العتيق بعد ۏفاته بفترة قصيرة ففرحت بوجود رابط ملموس يذكرها بالأحباء الراحلين وأصرت على رؤيته واستعادة ما هو ملكها لكن فقدت والدتها أثناء مسعاها لتحقيق أمنيتها تمسكت بأخر بارقة أمل وسط تلك الصعوبات التي مرت بها واستمتعت برائحته التي جددت ذكراهم في روحها الملتاعة لكن هدد إحساسها بذلك الدفء المتأني فت بقوة في مخيلتها مقتحما خلايا عقلها ومسيطرا عليه منذر إنه هو منذ أول مرة رأته فيها بصلابته وهيبته 

ظنت أنها لحظة عابرة في حياتها ستمضي ولن تراه مجددا لكن شاءت الأقدار أن يتلاقيا من جديد وما تلاه من مصادمات معه وتحديات عنيدة جعلتهما خصمين يمقتان بعضهما البعض  
سحبت أسيف نفسا مطولا حبسته في ها ثم أغمضت جفنيها للحظات قبل أن تعاود فتحهما وهي تتنهد بعمق ربما هو على صواب هي بحاجة إليه كي لا يتعرض لها الحاج فتحي من جديد فهو ليس من النوع اللين الذي يصفح بسهولة ومن المحتمل أن يكون قد ڼصب لها فخا لاستدراجها إلى هناك فهو يعرف أهمية بيتها بالنسبة لها 
أنهكها التفكير المتواصل وأجهد عقلها صعوبة الوصول إلى حل أخر بدون اللجوء إلى تلك الخطبة المزعومة زفرت بتعب ثم استندت برأسها على مرفقها راقبها منذر من على بعد مانعا نفسه بصعوبة من الاقتراب منها واقټحام عزلتها المؤقتة خشي من تركها بمفردها فيأتي ذلك
ما أقلقه حقا هو تفكيرها الطائش في أغلب الأحيان دوما تتخذ قرارا أهوجا في لحظة متهورة لتستفزه بعنادها الغير منطقي لم يكن أمامه سوى الضغط عليها وإقناعها بضرورة القبول ربما هي حجة مؤقتة للتقرب منها والبقاء إلى جوارها لكن مع الوقت سيبوح لها بما يكنه نحوها من مشاعر صادقة تحرك صوبها بخطوات ثابتة حتى وقف قبالتها 
شعرت بتلك العتمة القليلة التي حجبت الضوء عنها فجأة فرفعت رأسها للأعلى لتحدق به فرأته أمامها حركت شفتاها بحركة عفوية مزعوجة من وجوده حولها 
تنحنح بصوت خفيض وهو يتساءل بنبرة مهذبة
ممكن نتكلم
أبعدت عيناها عنه مرددة بع
أنا عاوزة أقعد مع نفسي شوية فلو سمحت 
قاطعها قائلا بإصرار
أسيف أنا عارف إنك مترددة ومش حابة تقبلي باقتراحي بس هو ده الأنسب ليكي إنتي مش هاتضرري من حاجة!
ردت عليه تنكار وقد احتدت نظراتها
انت بتكلم عن خطوبة وارتباط وكأنها حاجة عادية بالنسبالك أنا صعب أقبل بحاجة زي كده مستحيل أصلا أتجوز حد مش عارفاه ولا حتى بأحبه! لأ وبالطريقة دي كمان!
رغم رغبته الشديدة في توطيد الارتباط أكثر وبلوغ أخر مراحله إلا أنه تريث في خطواته لم يرد التعجل فيه كي لا يفسده برمته لذا بصعوبة بالغة أجابها دون أن يظهر تغيير في نبرته
محدش اتكلم عن جواز أنا بأقولك خطوبة صورية حاجة كده وكده يعني!
ردت عليه بتهكم واضح
أها هزار وكلام فارغ!
ضبط ببراعة هدوئه أمام استهزاءها الساخط ثم جلس إلى جوارها ليتابع حديثه بجدية جافة
شوفي أنا عاوزك متقلقيش أنا مش هاغصبك على حاجة بس لو ركزتي في كلامي هتلاقي إن
ده فعلا الحل الوحيد عشان تروحي البلد بحماية ومن غير ما حد يتعرضلك!
ضاقت نظراتها نحوه مرددة تخفاف
وأنا محتاجة لحماية منك انت بالذات
أزعجه أسلوبها التهكمي فحذرها بجمود
لاحظي إن كلامك جارح معايا!
رمشت بعينيها بتوتر وظلت تفرك أصابع يديها بحركة عصبية 
تنهد بعمق متابعا
ومع ذلك أنا من غير حاجة كنت واقف جمبك! بيتهيألي إنتي عارفة ده كويس ومش محتاجة ضغطت أسيف على ها قائلة بحرج قليل
أنا مقصدش بس دي مشاكلي وتخصني لوحدي و 
قاطعها مكملا بصلابة
ورغم كده أنا اتدخلت فيها عشان مرضتش إن حد يجي عليكي أو يظلمك 
رفعت رأسها للأعلى هامسة بامتنان
وأنا بأشكرك على ده بس دلوقتي أنا 
أسيف أنا مش من النوع الزنان ولا اللحوح في طلباتي اللي بأعوزه بأعمله على طول مش بأضيع وقتي بس عشان الموضوع ده يخصك انتي بالذات فلازم توافقي عليه بنفسك! وإلا 
صمت لثانية قبل أن يتابع بصلابة تامة
لم تهتز نبرته وهو يشير بكلماته المتوارية إلى صرامته وتذمته في بعض الأحيان 
نظر مباشرة في عينيها متسائلا بجدية أشد
فيا ريت تقوليلي قرارك دلوقتي رأيك ايه في موضوع الخطوبة
ظلت تطالعه بأعين زائغة حائرة هو يحاول جاهدا أن يبث لها الأمان والثقة في حديثه أن يظهر لها دعمه ومساندته لها وهي في أمس الحاجة إلى ذلك الآن 
استسلمت أخيرا أمام إصراره قائلة
ماشي بس بشروط!
خرجت تلك الكلمة من ها كاكن لأعصابه المحترقة من فرط التفكير المتوتر تنفس الصعداء لموافقتها شعر بارتياح غير طبيعي لقبولها بعرضه لم يتخيل أنها ستقبل به في النهاية فقد وصل معها لمرحلة ميؤوسة منها خاصة بسبب عنادها الكبير وهي كعادتها فاجئته بقرارها 
وعلى الرغم من كونه موافقتها مشروطة إلا أنه لم يمانع أبدا فالأهم أنها ارتضت بالخطوبة لمعت نظراته بوميض غريب والتوى ثغره للجانب ليرد عليها مبتسما
وأنا موافق عليها!
ضاقت نظراتها نحوه إلى حد كبير وظلت مجمدة عيناها عليه للحظات قبل أن تنطق بغموض
مش لما تعرف هما ايه !!!
يتبع التالي

تم نسخ الرابط