منال
المحتويات
على إثر قوته التي كادت تفتك بها
لاحظت عواطف ما أصاب ابنتها فهتفت پذعر
نيرمين!
تسارعت أنفاسها فخرج صوتها لاهثا وهي تقول بصعوبة
الحقوني آآه! دماغي ھتنفجر!
هوى ها المنهك نفسيا على الأريكة فأسرعت والدتها نحوها لتتفقدها هاتفة بفزع
بنتي مالك يا نيرمين ايه اللي حصلك
تسمر منذر في مكانه غير مكترث بما آلم بها بينما بقيت أسيف في مكانها جالسة على طرف الفراش شاردة في عالم أخر الټفت بأعينه نحوها وطالعها بنظرات أكثر عمقا تمنى لو تركت مشاحناتهما جانبا وفكرت بتعقل في اقتراحه ربما يكون هو أول دربه الصحيح معها لتكتشف بتأن ما يكنه من مشاعر لها
هدر الحاج فتحي بتلك العبارة مستنكرا اتهام رفيقه الحاج إسماعيل بتدبير حاډث إحراق منزل رياض خورشيد
نظر له الأخير قائلا بجمود
وهو هيفتري عليك بالباطل أكيد لأ يا فتحي!
رد عليه محتجا بانفعال
وانت صدقته على طول ده شكله واحد من اللي بيكرهوني وعاوز يلبسني في نصيبة!
اعترض الحاج إسماعيل على هجومه قائلا بتريث
صاح فيه پغضب
لأ يا حاج إسماعيل أنا عاتب عليك!
دقق الأخير النظر في وجهه بدا غير مقتنع بعصبيته الزائدة فبلال مشهود عنه بنيته الطيبة وصدق أقاويله هو لا يدعي بالباطل على أي شخص لكنه كان أمينا فيما رأه
أردف الحاج إسماعيل قائلا بتمهل
عموما لا عتاب ولا لوم الحكاية في ايد المركز وهما هيتصرفوا!
يا ريت عشان الحق يبان!
تساءل إسماعيل باهتمام
على كده بنت المرحوم رياض عرفت باللي حصل في دارهم
التوى ثغره للجانب وهو يرد على مضض
أيوه أنا قولتلها
سأله مهتما بمعرفة ردة فعلها
أها وقالت ايه
تهدل كتفيه للأسفل قائلا بنبرة غير مبالية
معرفش ومايفرقش معايا!
اقتضب الحاج إسماعيل في حديثه معه بعد حصوله على ما يريد فهتف قائلا
توجس فتحي خيفة أن يكون أمره قد كشف فهتفت بتوتر بائن عليه
إنت كنت جاي في ايه وماشي على طول!
أجابه بهدوء جاد
جيت أفهم منك اللي حصل وطالما إنت ملكش دعوة خلاص هاخلي اللي بلغني يقول اللي يعرفه للمركز وهما
صاح فتحي مقاطعا بانفعال
إنت عاوز تورطني وخلاص يا حاج إسماعيل
رفع يده أمام وجهه قائلا بع
ارتبك فتحي أكثر من إصراره على المضي قدما في إبلاغ الشرطة بما رأه ذلك الشخص الغامض فهتف مهددا بتهور
انت كده بتخسرني يا حاج!
تيقن الحاج إسماعيل وجود خطب ما من توتره الزائد عن الحد فسأله بجدية
وإنت خاېف من ايه
ابتلع ريقه مرددا بحذر
مش خاېف بس هاتعمل شوشرة مالهاش داعي حواليا وإنت عارف الناس في البلد هنا مابتصدق
صاحب الحق مابيخفش يا حاج فتحي!
ثم ابتسم بثقة قبل أن يودعه قائلا
سلامو عليكم يا حاج فتحي!
لم يبادله السلام بل ظل محدقا فيه وهو يبتعد بنظرات قاتمة لقد حدث خطأ غير مقصود في مخططه سيودي به إلى
التهلكة
همس من بين ه بحنق
آآآخ طلعلي منين الكلب ده
كور قبضة يده ضاغطا على أصابعه بقوة وهو يضيف بنبرة متوعدة
بس لو أعرف هو مين !!
أت أنينا خاڤتا وهي ترتشف القليل من كوب الماء الذي تمسك به والدتها وضعت يدها الأخرى على جبينها تتحسسه برفق ثم حركت رأسها للجانبين ناظرة حولها بأعين زائغة
وجدت نفسها ممددة على الأريكة بنفس الغرفة
تأوهت مجددا ثم ابتلعت ريقها وهي تتساءل بنبرة ثقيلة واهنة
أومال أومال سي منذر فين
أجابتها عواطف بتنهيدة ارتياح
خضتيني عليكي!
ردت عليها نيرمين بإلحاح
هو هو مشى
أسندت عواطف الكوب على الطاولة القريبة ثم أجابتها بإيماءة مؤكدة برأسها
أيوه!
فركت نيرمين جبينها بأصابع يدها متسائلة بفضول
طب طب ايه اللي حصل
ردت عليها أمها ببساطة
وقعتي من طولك واحنا بنتكلم!
للحظة ظنت أنه اهتم بها حينما فقدت وعيها وربما يكون قد حملها مثلما فعل مع البائسة أسيف فهتفت متسائلة بتلهف
وسي منذر عمل ايه
ردت عليها عواطف بفتور
ولا حاجة!
تشكلت علامات الانزعاج على وجهها خاب ظنها تماما حاولت أن تضبط أعصابها فسحبت نفسا عميقا ثم زفرته على مهل وهي تضيف متسائلة بتجهم
طب طب مين شالني
هزت عواطف كتفيها قائلة بسجيتها
محدش انتي وقعتي على الكنبة وأنا فردت ك عليها وفضلت جمبك لحد ما منذر نده للدكتورة تشوفك
كادت تصاب بالشلل من تبخر أبسط ما تمنته فكزت على أسنانها متابعة بامتعاض جلي
كمان طب وبعدين يعني هو مثلا اتخض عليا و
قاطعتها قائلة بجفاء
لأ سابك ومشى يشوف اللي وراه!
عجزت عن الرد عليها من قوة تأثير الصدمة عليها فكل ما فكرت فيه وهي فاقدة للوعي صار هباء منثورا وكأنه لم يكن من الأساس لم يهتم بها ولم يعبأ بإحساس الغيرة بداخلها بل الأسوأ أنه لم يشعر بوجودها
سيطرت عليها الحسړة وهي تتمتم بازدراء ساخط
ايييه! مشى يادي أم النحس اللي أنا فيه حتى في دي فقر!!!
يتبع الجديد
الفصل الستون
اعتاد التسلل خلسة دون أن ينتبه لوجوده أحد ليطمئن عليها بعد أن يعطي الممرضة ائولة عن رعايتها بداخل غرفة العناية الفائقة مبلغا نقديا لتسهل مروره للداخل في غير أوقات الزيارة الرسمية كي يحظى بفرصته معها دون أي مقاطعة كان يراقبها لفترات مطولة ممعنا النظر في تفاصيل وجهها اتكين لم يأت بباله مطلقا أنه سيحب من جديد بعد الخدعة التي وقع بها بل وسيتعلق فؤاده بها تحديدا تلك التي كانت بعيدة كل البعد عن مخيلته لتتسلل على مهل بطريقة أو بأخرى إليه فتحوز على مكانة خاصة بها في قلبه
تنهد دياب بعمق مخرجا ثقلا كبيرا مليئا بالهموم يجثو على ه أخفض نظراته ليحدق في ملخص تقريرها الطبي المعلق على حافة الفراش لكنه لم يفهم منه شيئا ما أراحه نوعا ما أنه لم يفوت فرصة للسؤال عن تطور حالتها الصحية من الأطباء المتابعين لها
دنا من فراشها أكثر وطالعها بنظرات شغوفة محببة
طولتي أوي يا بسمة ارجعيلنا تاني يا حبيبتي!
انحنى أكثر عليها ليطبع صغيرة على جبينها ليتراجع بعدها سريعا للخلف قبل أن يراه أحد
أخرج زفيرا مشحونا من ه ثم ودعها هامسا
هارجعلك تاني يا حبيبتي!
تحرك بخطى متعجلة نحو باب غرفتها ليخرج منها قبل أن تلتقطه الأعين
رايحة فين يا بنتي
مالهاش لازمة الأعدة
ردت عليها عواطف معترضة على تصرفها الأحمق
ده انتي لسه قايمة من دوخة خليكي شوية بدل ما تقعي من
طولك ومحدش يلحقك
نظرت لوالدتها شزرا وهي تهتف بتهكم
كان لحقني في الأول لكن زي قلتها كله محصل بعضه!
كزت على أسنانها متابعة بحنق واضح
وجايز لو أعدت أكتر من كده أتجلط باللي بيحصل هنا!
تنهدت أمها قائلة تياء
كفاية هي تتخطبله وتتهنى!
قطبت عواطف جبينها متسائلة تغراب
وإنتي ايه اللي مزعلك ده حل مؤقت لظروفها يعني مش عارفة قريبها عمل ايه المرة اللي فاتت!
أغاظها دفاع والدتها اتميت عنها مبررة كل موقف يحدث معها فتمتمت من بين ها بحدة
بنت الإيه لعبتها صح وبلفته في عبها بس لسه الحكاية في أولها ومخلصتش!
لم يبدو صوتها واضحا فسألتها عواطف مستفسرة
انتي بتكلمي نفسك علي صوتك شوية!
ضمت رضيعتها إلى ها قائلة باقتضاب عابس
أنا ماشية
ثم تحركت بعدها إلى خارج الغرفة وهي تشتعل غيظا مما حدث وبالطبع لن تدع الأمر يمر على سلام حتى وإن كان عرضا زائفا هي نوت على تخريبه وستسعى جاهدة لإفساده
تنهدت والدتها هامسة بضجر بعد انصرافها
هاقول ايه بس غير ربنا يهديكي
لم يضمد چروحه أو كدماته البارزة على وجهه بل توجه مباشرة إليها بنفس ثيابه الغير مهندمة هو يشك بدرجة كبيرة أن وراء تواجدها بالمشفى خطب أخر غير الزيارة الاعتيادية للمريض وخاصة في وجود منذر والذي بادلته بنظرات استجداء وكأنها تطلب منه الحماية
استدعى مجد عددا من أتباعه ليأتوا بصحبته
تجنب من يمر بهم الاحتكاك به أو بأحد من أتباعه الأشداء
الأجواء توحي بوقوع کاړثة وشيكة لكن لم تتحدد معالمها بعد
فركت فاطمة جبينها بإصبعيها وهي تقرأ وصفة الطبيب الورقية لتر
المطلوب منها ابتسمت قائلة للكهل الواقف أمام طاولتها الزجاجية
هما كلهم موجودين ماعدا أخر واحد!
سألها الكهل بصوت متقطع
يعني أشتريه من حتة تانية
ردت موضحة
لأ هو قليل في السوق بس هاحاول أجيبلك البديل ليه نفس المفعول تقريبا ايه رأيك
تهدل كتفيه مرددا تسلام
ماشي يا بنتي!
أولتها ظهرها لتطالع أرفف الأدوية لتأتي بالمطلوب وقبل أن تمد يدها للرفع العلوي سمعت صوتا غليظا يصيح بشراسة مخيفة
برا يا ولاد ال !!!
وبصحبته أشخاصا أوجههم غير مريحة بالمرة لم يتركوا الفرصة
للمتواجدين بالمكان للنجاة بأنفسهم بل دفعوهم دفعا للخارج ليحتلوه كليا
باتت فاطمة بمفردها معهم فنظرت حولها بهلع وهابت الموقف كثيرا لم تكن تظن أنه سيهددها
جف حلقها تماما من طريقته المرعبة وهمست بنبرة مذعورة
أنا أنا معملتش حاجة!
كانت على وشك البكاء وهي تتوسله بصوت متقطع
لو لو سمحت امشي من هنا!!
قولتي للبت ايه عني
هزت رأسها نافية مجيبة إياه پخوف كبير وهي تتراجع للخلف
م مقولتش حاجة! صدقني أنا ماتكلمتش
طالعها بنظرات أكثر إظلاما عن ذي قبل وصاح قائلا بصوته المتحشرج
ماشي وأنا هاعمل نفسي مصدقك!
صمت للحظة قبل أن يتابع بټهديد غامض
بس هتاخدي قرصة ودن كده تفكرك بمين مجد أبو النجا!
جحظت بنظراتها مړعوپة مما هي مقلبة عليه فرقع بأصابعه لأتباعه ليبدأوا في تحطيم الطاولات الزجاجية بكل ما تحمله من مغلفات طبية وأدوية ومساحيق التجميل ليشرعوا بعدها في تهشيم الأرفف صړخت فاطمة مستغيثة بمن ينجدها ولكن لا حياة لمن تنادي فلم يجرؤ أي
أجهشت فاطمة بالبكاء المرتعد وهي تبحث عن مهرب لها فرك مجد وجهه بكفه ثم دنا منها
وراحت تصيح شاهقة
معملتش حاجة!
وأجهشت پبكاء أشد متوسلة أن يدعها وشأنها
هتف من بين أسنانه بنبرة عدائية صريحة
ده تحذير تاني ليكي يا ضكترة بعد كده هاتعامل بشكل مش هاتحبيه خالص!
هزت رأسها بإيماءات متتالية متفهمة تهديده الواضح ثم صاح عاليا بخشونة قوية
بينا يا رجالة كفاية كده!
تجمع أتباعه حوله وأنهوا تحطيم ما بقي على حاله من هجومهم الشرس ليخرجوا من المكان واحدا تلو الأخر
ونفذ جزءا مخيفا من تهديده بټدمير صيدليتها وما أنذرها به أشد قسۏة إن لم ترتدع لم يتوقف
كانت بحاجة إلى الوقت لتفكر في عرضه المقلق لم يكن ذهنها صافيا بالقدر الكافي لتتخذ قرارا حاسما ونهائيا في ذلك الشأن كل الأجواء حولها متوترة ومشحونة للغاية فتعوق الوصول إلى حل صائب وعقلاني في الظروف الحالية أرادت الانفراد بنفسها لتصل إلى قرار أخير بعيدا عن أي ضغوطات خارجية لذلك جلست بالاستقبال بالطابق الأرضي بالمشفى مسترجعة في ذاكرتها كل ما مرت به
رحل والديها خسړت حبهما وحنانهما فجأة فباتت الحياة بالنسبة لها مظلمة
وباردة ثم انتقلت للعيش مع عمتها حيث تتواجد معاملات جافة وقاسېة من ابنتيها وخاصة الكبرى وإن كانت الصغرى مرنة نسبيا في بعض الأمور إلا أنها ليست على وفاق كلي معها
متابعة القراءة