منال
المحتويات
عدم وجود ما يشينها لكنها تعلم نوايا ابنة عمتها السيئة ل منذر في وقفته ببطء وتنحنح بصوت خشن
ولجت نيرمين إلى داخل الغرفة بخطى عصبية صائحة بانفعال
في ايه اللي بيحصل هنا
أجابها ببرود وهو يدس كفيه في جيبي بنطاله
ولا حاجة!
ثم أشار لها بعينيه متسائلا بنبرة جافة
فين المياه
ردت بغيظ
وقعت مني لما شوفتكم
قاطعها بصرامة قبل أن تكمل عبارتها
شعرت أسيف بثقل في رأسها فوضعت يدها على جبينها تتحسسه هامسة بصوت واهن
أنا أنا عاوزة أمشي من هنا
رد عليها منذر بجدية صلبة
مش قبل ما نطمن عليكي!
تذكرت ما حدث قبل إغماءتها الأخيرة إنها تلك المكالمة التي انتزعت أخر ما تبقى من ذكرى
والديها حړق قلبها بكلماته وأشعل روحها بشماتته
أنا لازم أسافر البلد بيتنا ب بيتنا مش
حاولت إزاحة الغطاء عنها وإنزال ساقيها لكن وقف منذر قبالتها مهددا بكف يده
مش هتتحركي من هنا!
رفعت عيناها نحوه لترمقه بنظرات معاندة وهي ترد بإصرار كبير
هو هو بيكدب أنا عرفاه أنا لازم أسافر وأشوف بيت بابا!
مش هايحصل
استشعرت القوة في نبرته فارتجفت منه تنفس منذر بعمق ليحافظ على هدوئه معها فأي تهور أو تجاوز معها قد يؤدي إلى نتائج عكسية
حاول أن يبرر لها رفضه لذهابها قائلا بإنزعاج
إنتي ناسية اللي عمله فيكي قبل كده
علقت غصة في حلقها وقد تذكرت قسوته العڼيفة معها حينما توفت والدتها لم يكن بقلبه أي شفقة أخفضت رأسها متخاذلة لتهمس بنبرة مخټنقة
نفخت نيرمين بحنق فقد بغضت استغلال ابنة خالها لقناع البؤس والشفقة لتستعطف الأخرين نحوها وخاصة هو فهمست من بين ها بسخط
خشي عليه طوانة الهم بتاعة كل مرة!
تفاجأت أسيف بيده تلامس طرف ذقنها برفق لترفع وجهها نحوه حدقت فيه مدهوشة من تلك الحركة المباغتة بينما شهقت نيرمين مصډومة من فعلته
إنتي مش مقدرة الموقف كويس سفرك لوحدك هناك معناه إنك بتديله فرصة يعمل اللي عاوزه معاكي من غير ما يكون في حماية ليكي! خالك فتحي مش سهل وألاعيبه كتير وانتي بنفسك جربتيه بدل المرة اتنين!
تراجعت أسيف برأسها للخلف لتحرر ذقنها من م يده الذي أصابها بالتوتر حاولت أن تبدو صلبة وهي ترد بعند
قاطعها قائلا بغموض
اديني فرصة أشرحلك اللي أنا عاوزه
كانت تقف على فوهة بركان يثور بحممه الملتهبة هي كمن لا وجود له وسطهما يتلامسان بالأصابع يتبادلان النظرات والعبرات وهي كالمشاهد الصامت شعرت بدمائها المغلية ټحرق روحها من الداخل فهتفت بانفعال ثائر
ما يولع البيت ولا يتحرق على اللي فيه احنا مالنا انتي جاية وجايبة الخړاب معاكي ومش هترتاحي إلا لما تخلصي علينا كلنا بمصايب اللي ما بتخلصش!
عجزت أسيف للحظات عن الرد عليها بسبب طريقها الھجومية والغير مراعية لمشاعرها وقبل أن تضيف المزيد كانت والدتها قد عادت إلى الغرفة فنظرت إلى ابنتها تغراب كان صوتها صادحا بالخارج لكنها لم تفهم سبب ثورتها وحينما دققت النظر ورأت أسيف في وعيها انفرجت شفتاها عن بسمة راضية هاتفة بعدم تصديق
بنتي الحمدلله إنك فوقتي وبقيتي أحسن!
مدت ذراعيها بحفيدتها نحو ابنتها واقتربت من ابنة أخيها لټحتضنها وتا من رأسها دلكت ظهرها برفق بكفها وربتت على كتفها قائلة بود
ربنا يبعد عنك أي شړ!
ردت عليها أسيف بامتعاض
يا رب
تفرست عواطف في وجهها ومررت أنظارها على أوجه البقية فلاحظت توتر الأجواء وشحونها من صمتهم المريب
توجست خيفة أن يكون خطب ما قد حدث أثناء غيابها لذلك تساءلت بقلق
هو هو حصل حاجة تانية
أجابها منذر بهدوء حذر
هيحصل لو ما اتصرفناش صح!
نظرت له بغرابة وهي تسأله بحيرة
أنا مش فهماك يا بني انت بتكلم عن ايه
شرح لها ببساطة عن إصرار ابنة أخيها على الذهاب بمفردها إلى بلدتها الريفية للتحري عن ذلك النبأ المؤسف الخاص باحتراق منزل والديها الراحلين ورفضها تصديق خطۏرة الموقف
انزعجت عواطف من عنادها وهتفت معارضة
لا يا بنتي مش هانسيبك تروحي
لوحدك!
بكت أسيف پقهر لعجزها عن تفسير مشاعرها عن أهمية ذلك المنزل لها وضرورة ذهابها الملح إلى هناك
أشفقت عليها عواطف هاتفة بتوسل
يا بنتي اهدي واسمعيني قريبك ده راجل شړاني والله ما هيسيبك في حالك تلاقيه مدبرلك على نية سودة!
ردت عليها بصوتها المنتحب وهي تكفكف عبراتها بكفها
ده بيت بابا يا عمتي انتو مش فاهمين هو بالنسبالي ايه لازم أروح أشوفه هو بيكدب عليا بيكدب!!!
مسحت عواطف وجهها براحتيها قائلة برجاء
طيب اهدي يا بنتي وبطلي عياط!
نفخ منذر مستاء من عنادها الأحمق وضع يده على مؤخرة رأسه ليحكها بعصبية ثم هتف من بين ه بجدية
ماشي وأنا معاكي انه بيكدب والبيت زي ما هو! وإنه قال بس كده عشان يجر رجلك لهناك!
نظرت له بأعينها الدامعة دون أن تنبس ببنت شفة
اقترب منها أكثر ثم أخرج زفيرا مزعوجا من ه وهو يضيف بغموض مقلق
طيب مفكرتيش للحظة إنه ممكن يكون فخ عامله ليكي
تخبطت أفكارها من كلماته المريبة تلك ربما يكون محقا في أغلبها لكن رغبتها في الذهاب أقوى من أي خوف
ظل منذر محدقا في عينيها دون أن يطرف له جفن ثم تابع محذرا بجمود
الراجل ده معتبر إن ليه تار عندنا وصدقيني مش هايعديه بالساهل فأكيد بيدبرلك حاجة!
تابعت نيرمين ما يدور بينهما بتجهم كبير ظاهر على محياها وعلى قدر اتطاع جاهدت ألا تثور من جديد كي لا تخسر ما تبقى لها من فرص أمام منذر
تمتمت مع نفسها بازدراء
يا ريته كان طخك عيارين ومۏتي وريحتينا كلنا!
ظلت أسيف صامتة لبرهة معيدة تفكيرها فيما قاله لكن مشاعرها لا تزال هي
المحرك الأساسي لها فهتفت بصوتها المبحوح
اطمن على بيتنا الأول وبعد كده يحصل اللي يحصل المهم بيتنا يكون بخير ومش حصله حاجة!
ود لو استطاع خنقها بيديه بسبب حماقتها الهوجاء هي لا تقدر خطۏرة الموقف تتصرف وفق أهوائها حتى وإن كانت مضللة
رفع كفيه في الهواء هاتفا بسخط
اها يعني مش فارق معاكي لو حبسك ولا حتى خطڤك وجوزك لأي كلب يعرفه!
ابتلعت ريقها بتوجس وأصرت قائلة
ده ده بيتنا!
أطلق منذر لفظا نابيا من بين ه ولكن بصوت خفيض معبرا عن سخطه الكبير من حمقها رمشت بجفنيها ممتعضة من كلمته الفجة لكنها لم تعقب عليه
أوشك على فقدان أعصابه أكثر فهتف باقتضاب
أنا طالع برا شوية!
ثم تحرك بخطى متعجلة إلى خارج الغرفة ليضبط انفعالاته لم يبتعد كثيرا بل استند بظهره على الحائط القريب
أغمض عيناه وأخفض رأسه قليلا هامسا لنفسه بغيظ محتقن
غبية!
استشاطت نيرمين أكثر مما تفعله خاصة في ور منذر خاصة لأنها تنجح في الاستحواذ على اهتمامه بطريقتها تلك تأججت بداخلها شحنة غاضبة فقاومت رغبتها في إفراغها فيها وبتريث أسندت رضيعتها على الأريكة مانعة نفسها من الخروج عن شعورها كي لا يظهر وجهها الحقيقي في وجوده هي لا تريد إفساد الأمر على أهون سبب
أرادت عواطف أن تثني ابنة أخيها عن رأيها فاقترحت قائلة بهدوء
طيب بصي أنا عندي فكرة احنا نطمن على بسمة الأول وبعدها نروح نشوفه!
ردت عليها نيرمين تخفاف وهي تستدير نحوها
يا عالم بسمة هاتقوم من اللي هي فيه امتى!
ثم رمقت أسيف بنظرات احتقارية وهي تضيف بحنق
والهانم مش صابرة إياكش الناس ټ والدنيا تولع من حواليها بس المهم هي والمخروب بتاعها!
اصطبغ وجه الأخيرة بحمرة غاضبة من كلماتها المهينة وايئة إليها ولم تستطع تحمل إھانتها أكثر من هذا فهدرت فيها بعصبية وهي تشير بيدها
ماتتكلميش عن بيتنا كده! محدش نصبك قاضي عليا كل مصېبة تحصل تقولي أنا اللي وراها لأ أنا
السبب فيها إنتي مجربتيش تخسري حاجة واحدة من اللي أنا خسرتها
ردت عليها نيرمين بشراسة
وانتي معشتيش لحظة من اللي عشتها كل اللي بتعمليه سهوكة
ودموع تماسيح عشان تتمحكي في غيرك يمكن يحنو عليكي!
التقطت أذناه بالخارج صوتها المرتفع فانتبهت حواسه بالكامل لطريقتها الفجة في الحديث حدق أمامه بثبات وهو يصغي إلى باقي هجومها الكلامي العڼيف
التوى ثغر نيرمين للجانب وهي تواصل حديثها بنبرة عدائية
جايز تقدري توقعي واحد فيكي بلؤم الفلاحين بتاعك بس أنا كشفاكي من زمان وفهمت حركاتك دي من أول يوم جيتي فيه هنا واللي بترسمي عليه في مخك وحطاه في دماغك عشان يقع في دباديبك مش هايحصل سمعاني مش هايحصل لأني ڠصب عنك هاخده منك! هو بتاعي وبس!
نظرت أسيف مدهوشة من حديثها الأكثر فحشا على الإطلاق هي ټطعنها في سمعتها علنا وبوقاحة شرسة وزعت عواطف أنظارها اتنكرة بين الاثنتين هاتفة بعدم تصديق
والله عيب اللي بيتقال ده! ميصحش كده! إنتو عاوزين الراجل يقول علينا ايه
ردت عليها نيرمين بعدم اكتراث
خليه يعرف الأشكال اللي مديها قيمة على حقيقتها وهي ماتسواش جزمة قديمة في رجلي!
دنت أكثر منها مواصلة حديثها بنبرة مھددة
بس انتي متعرفنيش يا يا بنت رياض خورشيد أنا مش بأرحم اللي يفكر بس ياخد حاجة مني افتكري ده كويس أنا والطوفان من بعدي!
لم يتخيل منذر مطلقا أنه يتعامل مع شخصية حقودة مثلها وتعجب أكثر لجحود قلبها نحو الأقرب إليها وجها أخرا كشف إليه منها فضاقت نظراته بسخط جلي محال أن تربطهما صلة ډم وود ومحبة كما تزعم وهي تضمر نوايا سيئة تجاهها أسلوبها الھجومي يعكس جزءا من حقيقتها البشعة لم يكن رأيه فيها من فراغ
هي لا تصلح له حتى لو كانت أخر النساء على الأرض ربما والدته مخدوعة في طيبتها الزائفة بسبب رغبتها الغريزية في الحصول على حفيد من صلبه من امرأة قادرة على الإنجاب لكن بات الأمر محسوما بل الأصح مقضيا بالنسبة إليه !!!!
يتبع التالي
الفصل التاسع والخمسون
ل في جلسته بعد أن سجد للمرة الأخيرة ليشرع فيما تبقى من صلاته قبل أن يفرغ منها تماما ارتخى قليلا وهو يعاود ثني ساقيه أسفله ثم أمسك بمسبحته يحركها ببطء شديد متمتما بأدعية من الذكر
تنهد الحاج إسماعيل بعمق وظل يهز رأسه بثبات وهو يتضرع للمولى عزوجل أن يتجاوز عن سيئاته في نفس التوقيت ولج إلى اجد أحد الشباب وهو يلهث بتوتر شديد جاب بأنظاره المكان من الداخل باحثا عن شخص بعينه شعر بارتياح كبير حينما لمحه بجوار أحد الأعمدة فأسرع في خطواته قاصدا إياه
هتف الشاب بصوت متقطع
ح حاج إسماعيل!
رفع الأخير رأسه نحوه متفرسا في وجهه بنظرات غريبة وهو يرد
بلال! خير يا
متابعة القراءة