منال
المحتويات
لسبب مختلف تماما عن الذي تعتقده هي
أضافت قائلة بصوتها المنفعل
بس ابعد عني وعن اللي يخصني!
تصلبت عضلات وجهه وبدا متحفزا إلى حد كبير وهو يرمقها بنظراته الڼارية
هتف بصعوبة من بين ه المطبقتين
لمي فلوسك يا بنت رياض! انتي عارفة كويس إني مش ناقص فلوس عشان أبص للكام ملطوش بتوعك دول!
صاحت فيه صاړخة بيأس
صمت مجبرا أمام صياحها المتواصل عاجزا عن إيجاد إجابة مقنعة لها فكيف يبرر أسبابه وهو نفسه لا يستطيع تفسير ردات فعله الغير عقلانية فيما يخصها
تجمدت عيناه عليها وظلت تعابيره خالية من أي إشارات متأثرة رغم ثورته اتعرة بداخله
ضجرت من صمته المريب فهتفت بتوسل رقيق
أغمض جفناه لثانية ليسيطر على نفسه أمام نبرتها تلك ثم فتحهما مكملا تحديقه الجامد نحوها وهو يهتف بنبرة جافة
مش فاضي أرد دلوقتي
أغاظها رده اتفز فتمتمت بحنق كبير رغم تلعثم كلماتها
إنت إنت
قاطعها قائلا بصلابة قاسېة متعمدا رد ما فعلته بالأمس معه
ممكن تتفضلي من هنا عندي شغل! شرفتي!
وتسلمي على جيتك متشكر يا بنت الأصول!
تجهم وجهها كثيرا ورمقته بنظرات أكثر اشتعالا عن ذي قبل نفخت بعصبية أمامه قبل أن توليه ظهرها وتخرج من وكالته خالية الوفاض في مسألة الدكان لكنها معبأة بمشاعر ڠضب مشحونة على الأخير نسيت أن تأخذ ما تركته من أموال على مكتبه فمد يده ليجمعهم
النقود ڼصب عينيه يتأملهم بنظرات غامضة
قطع تحديقه بهم صوت أبيه متسائلا تغراب
في ايه يا منذر قريبة عواطف بتعمل ايه هنا
أخفى النقود في درج مكتبه ثم أجابه بهدوء حذر
جاية عشان الدكان!
جلس طه على المقعد الملاصق للمكتب ونظر له بتفرس وهو يقول
أها قولتلي بقى شكلك كده
تنحنح منذر مقاطعا بخشونة
سيبك يا حاج من الحكايات الهايفة دي وخلينا نركز في الشغل أحسن
ماهو ده برضوه شغل ولا أنا غلطان!
تحاشى منذر النظر إلى أبيه واكتفى بالعبث فيما أمامه من أوراق ليظهر انشغاله بهم رغم أن عقله لم يتوقف عن التفكير فيها للحظة تلك التي تحرك دوما شيئا بداخله وتجبره على متابعتها في كل الأوقات خاصة إن كانت غائبة عنه
أوشك الوقت المخصص للدرس الخصوصي على الانتهاء فلملمت ما معها من أدوات تستعين بها ووضعتهم بداخل حقيبتها
مكملتش بسكوتك ليه
الټفت الصغير برأسه للخلف ثم نهض عن مقعده ليقفز في مكانه بمرح
مالت هي بها ناحية الفراش ممددة ذراعها نحوها لتمسك بها حدقت فيها باندهاش عجيب من طريقة تناولها التي بدت غريبة عن المألوف
رددت تغراب
وبعدين في حد ياكلها كده!
هز الصغير يحيى كتفيه نافيا وهو يقول
مش أنا والله!
ردت عليه مستنكرة
يعني هي اتاكلت لوحدها يا يحيى!
أجابها ببراءة
معرفش بس أنا مش بأكلها بورقتها يا مس
دققت النظر أكثر فيها هاتفة بغرابة أكبر
ورقتها
لفتها على الجانبين لتتفحصها عن كثب وهمست لنفسها بحيرة
شكلها غريب أوي دي متقرقضة من آ
قاطع تفكيرها الحائر صوت يحيى هاتفا بصوت مرتفع وهو يشير إلى فراشه
مس بصي!
وجهت بصرها حيث أشار فرأت كائنا رماديا يمتاز بذيله الطويل وجلده الرمادي الخشن يسير على حافة الفراش
هو جرذ صغير الحجم لكنه كان كفيلا ليثير هلعها فصړخت بلا وعي
هاه! ف فاااااااااار!
هبت من مكانها مذعورة وواصلت صړاخها الهيستري
ماما فااااار!
انضم الصغير يحيى إليها وصړخ هو الأخر ولكن بضحكات مكركرة على طريقتها الخرقاء في القفز والركض نحو الشرفة
ولج دياب على إثر صوتهما لداخل الغرفة فتفاجىء
بما يفعله الاثنان
توجه نحو الشرفة متسائلا بضيق
في ايه
وضعت بسمة يدها على ذراعه لتقبض عليه وهي تصيح بړعب
في فار جوا في الأوضة! يع!
أخفض عيناه لينظر إلى كفها القابض على ذراعه ثم حدق بها مرة أخرى وهو يقول بتجهم
ماشي بالراحة مش كده!
ردت عليه بتشنج مرتعد وهي تهتز بها
بأقولك فار فار!
حدجها بنظرات حادة قائلا بتهكم ساخر
يعني معندكوش في بيتكم محسساني إنك أول مرة تشوفيه!
أغضبها رده فنظرت له بازدراء وردت عليه بسخط
والله انت ما عندك ډم!
عبس وجهه سريعا من ردها الفظ فباغتها بوضع قبضته على يدها الممدودة إليه ممسكا بها من رسغها ثم جذبها نحوه ليقربها أكثر إليه
نظر مباشرة في عينيها بنظرات أخافتها محذرا إياها بصرامة شديدة اللهجة
اتكلمي كويس
معايا!
تجمدت الكلمات على طرف لسانها من حركته تلك وحدقت فيه مشدوهة من نظراته المنذرة پغضب جم
وزع الصغير يحيى نظراته بينهما مبتسما لكنه لم ييتفوه بشيء وتسلل من أمامهما تاركا الشرفة ليبحث بمرح عن فأره الزائر
لمحتهما متقاربان للغاية عبر الشرفة المطلة على الطريق وهي تشرأب بها للأعلى عندما ترجلت من السيارة جاءت ولاء لزيارة ابنها بعد أن استعادت عافيتها هي اشتاقت إليه ورغبت في رؤيته لكنها لم تبلغ عائلة حرب بزيارتها ظلت أنظارها مسلطة عليهما لبرهة اصطبغ وجهها بحمرة مغتاظة نوعا ما
ولما تغتاظ وهي قد اختارت طريقها مسبقا لم ترغب في تفسير الأمر بالطبع لن يقف دياب كمشاهد لفترة طويلة أو منتظرا على مقاعد البدلاء حتى تصبح متاحة له مرة أخرى كان عليها أن تتوقع اقترانه بإحداهن
ابتلعت ولاء غصة مريرة عالقة بحلقها واتجهت نحو مدخل البناية مقاومة تلك الرغبة النادمة ايطرة عليها فما مرت به مؤخرا ليس بالهين وجعلها تعيد حساباتها بالكامل !!!
يتبع الجديد
الفصل الخمسون
حركت رسغها بعصبية محاولة إفلاته من قبضته المحكمة حوله لكنها أبى أن يحرره ظل مسلطا أنظاره القوية عليها دون أن يطرف له جفن
فاض بها الكيل من فرضه لسيطرته عليها فصاحت فيه بنبرة مزعوجة من تصرفه
سيب ايدي!
رمقها بنظرات أخيرة مغترة قبل أن يرخي أصابعه كليا عنها سحبت يدها سريعا للخلف لتفركها بقبضتها الأخرى وهمست متمتمة بكلمات مبهمة لكنها كانت تشير لڠضبها منه
لم يستطع دياب تبين ما تقصده فهتف بسخرية متهكمة
والله هاين عليا أسيبك مع كومة فيران بحالها يمكن يقصوا الحتة الزايدة اللي في لسانك!
اتسعت حدقتاها بحمرة غاضبة لكنه امتصها على عجالة حينما ظهر شبح ابتسامة على ثغره وهو يتابع بعبث
بس متهونيش عليا يا أبلة!
استشعرت الحرج من غزله المتواري فهتفت بصلابة
عن اذنك!
ثم أشارت له بيدها ليتحرك للجانب فسألها مازحا
طب والفار
أجابته ساخرة بابتسامة متسلية وهي تنسل من الشرفة لداخل الغرفة
هيروح فين ما هو قاعد عندكم!
كركر ضاحكا من دعابتها الخفيفة ووضع يديه في داخل جيبه ليسير خلفها متبخترا بنفسه
على الجانب الأخر وفي نفس التوقيت صدمت حينما رأتها واقفة أمام عتبة باب منزلها في أبهى صورها متغنجة بها ومتباهية بحسنها الكاذب
رمشت بعينيها عدة مرات لتتأكد أنها لا ترى شبحا
هتفت بذهول متلعثم
ولاء!
رسمت ابتسامة متكلفة على ثغرها وهي ترد ببرود غير مبالية بأي ردة فعل لاحقة
ازيك يا طنط
امتعض وجه جليلة على الأخير وهتفت متسائلة من بين ها
خير جاية هنا ليه
أجابتها ولاء بجمود وهي تنزع نظارتها عن رأسها
عاوزة أشوف ابني فيها حاجة دي!
هي كفها بالأخر وأسندتهما على بطنها مرددة بتجهم
اه بس انتي ماتصلتيش تقولي إنك عاوزة تشوفيه!
رفعت ولاء حاجبها للأعلى وأشارت بيدها الممسكة بنظارتها قائلة بجفاء
هو أنا كل ما أحتاج أشوف ابني لازم اتصل أنا أمه وده شيء طبيعي يعني!
عبست جليلة
أكثر بوجهها وهي ترد بتأفف
اها! قولتلي هو احنا هانعيده تاني يا ولاء!
حركت الأخيرة رأسها بإهتزازة خفيفة لتنفض شعرها المنسدل للخلف واستأنفت حديثها بنبرة باردة
لو سمحتي يا طنط ناديلي ابني
زفرت جليلة أمام وجهها بانزعاج كبير فهي ليست بحاجة للجدال مع تلك المقيتة خاصة أن الحاج طه قد حرم عليها القدوم إلى هنا أو حتى أن تطأ قدماها ذلك المنزل مهما كانت الظروف لذلك اعتبرت أخر حدودها هي مدخل البناية تم ذلك بعد كشف ملعوبها الحقېر وحدوث الانفصال بينهما عقب ولادة يحيى
أعطاها دياب حقوقها المادية كاملة وقطع كل الصلات الودية معها إلا فقط ما يخص ابنه كان مضطرا للتواصل معها بشأنه فبقي الباب مواربا في تلك الجزئية تحديدا
تمتمت بصوت هامس
هو أنا ناقصة ۏجع قلب!
سألتها ولاء ببرود أكبر
ها يا طنط هتناديله ولا أناديله أنا
نظرت لها جليلة شزرا وأشارت لها بكفها قائلة بتبرم
طب خشي جوا مش هاتكلميه على الباب
ابتسمت لها ولاء بتصنع وهي ترد
ميرسي!
تنحت جليلة للجانب قائلة بتهكم هامس
ميرسي الله يرحم أبوكي!
تعمدت ولاء التغنج بها أكثر لتستفز جليلة التي كانت تراقبها بأعين ساخطة واتجهت دون انتظار ناحية غرفة ابنها حيث يتواجد طليقها الأسبق مع بسمة
فتحت الباب فجأة لتجد الاثنان يضحكان بمرح لا يتلائم مع وجودها الغاضب سريعا تلبدت الأجواء وتلاشت الضحكات ليحل الع والتجهم مكانها ذهل دياب من وجودها بالمنزل فقد مضت سنوات منذ أخر زيارة لها هنا
تسمرت بسمة في مكانها مدهوشة فلم تتوقع رؤيتها بعد تلك الفترة الطويلة
استندت ولاء بمرفقها على مقبض الباب
لتبدأ في هز ها بعصبية وهي تردد بازدراء متعمد
واضح إني جيت في وقت مش مناسب!
استعاد دياب السيطرة على الموقف ورد عليها قائلا بعصبية ملحوظة
جاية هنا ليه
انتصبت في وقفتها وأجابته بنبرة جامدة
جاية لابني وحشني وعاوزة شوفه اوعى تكون نسيت إني أمه!
ثم سلطت أنظارها على بسمة لتحدجها بنظرات احتقارية وهي تتساءل بنبرة تحمل الإساءة
ممكن أعرف بقى مين دي وبتعمل ايه هنا في أوضة ابني
شعرت بسمة بحرج شديد بسبب ذلك الموقف المخزي ثم مررت عيناها سريعا على وجه دياب قبل أن تعاود النظر إليها لترد بتلعثم وهي تتنحنح بخفوت
احم أنا ا بتاعته!
زادت نظرات ولاء الدونية لها وهتفت بتهكم ساخر
اها قولتيلي بقى!
استشاط دياب من أسلوبها المهين فاندفع كالثور الأهوج في اتجاهها ليقبض على ذراعها صائحا بصوت متصلب
اطلعي برا يا ولاء!
تعمدت التدلل في نبرتها وهي تتأوه بميوعة مقززة
آآي بالراحة عليا يا دياب!
ارتفعت حرارة وجه بسمة للغاية بسبب طريقة ولاء اتفزة وشعرت بالنفور الشديد من مجرد البقاء معها في كان واحد
إحساس عجيب بالحنق وربما قليل من الغيرة سيطر عليها لمجرد رؤيتها تتدلل عليه فابتلعت ريقها بصعوبة وصاحت بصوت مقتضب يعكس ضجرها الشديد
عن اذنكم
ضحكت ولاء قائلة بسخط مهين
ايه ده بالسرعة دي! أوام خلصتي الدرس مع إني شايفة إنه لسه بدري يا مدام ولا آنسة لسه أصلي بصراحة مش عارفة إنتي وضعك ايه هنا!
بلغ دياب ذروة انفعاله سريعا وفقد السيطرة على أعصابه فهزها من ذراعها وهو ېصرخ بحدة فيها
ما تحترمي نفسك يا ولاء وتتكلمي بأدب هنا!
نظرت له بعينين مسلبتين ووضعت يدها على فمها لتقول بحرج مصطنع وبائن
أوبسي! هو أنا
متابعة القراءة