منال

موقع أيام نيوز

بس أكيد شايف الوضع
مازحها قائلا بتسلية متعمدة
الظاهر إنك حابة تقعي من طولك وأنا أشيلك زي تملي جايز ده بيجيب نتيجة معاكي!
توردت وجنتيها من جملته الأخيرة وشعرت بتلك السخونة المنبعثة من وجهها لمجرد تذكرها تلك المواقف المحرجة ابتسم لخجلها ودس يديه في جيبي بنطاله متأملا وجهها المشتعل بالحمرة تمتاع تطيب له النفوس 
لمحته من على بعد وهو يحادثها فاحتدت نظراتها وقست تعابير وجهها لماذا هي دونا عن غيرها وكأن مغناطيسا بها كزت نيرمين على أسنانها بغيظ ثم اندفعت پغضب نحوهما 
رسمت على ثغرها ابتسامة سخيفة وهي تهتف عاليا
سي منذر! 
الټفت الاثنان برأسهما نحوها وبالطبع امتعض وجهه لمجرد رؤية تلك السمجة ټقتحم عليه المكان جمد نظراته
نحوها متسائلا باقتضاب
خير في حاجة حصلت
تعمدت نيرمين النظر باحتقار إلى أسيف ثم ردت قائلة بغموض متعمدة إغاظتها
كنت عاوزاك في كلمتين كده لوحدنا!
رد عليها بجمود قاسې وقد ضاقت نظراته
ماتقولي اللي انتي عاوزاه هنا مافيش حد غريب دي بنت خالك!
متعمدة إظهار رغبتها في عدم الحديث في وجود أسيف
لأ بس 
ثم غمزت بطرف عينها نحوها لتشير لها 
تفهمت الأخيرة مقصدها دون الحاجة للنطق بهذا فقد كان واضحا للعيان لذلك هتفت بحرج مزعوج
خدوا راحتكم أنا راجعة عند عمتي!
زفر منذر بضجر كبير من تصرفها السخيف وسألها بنفاذ صبر
عاوزة ايه
هي تجيبه بدلال رقيق
أنا كنت عاوزة أتشكرلك على اللي بتعمله معانا يعني مفضي نفسك وسايب شغلك عشانا!
ثم دنت منه بطريقة مريبة وحدقت فيه بنظرات ذات مغزى وهي تقول بتنهيدة غريبة
أنا ساعات بأحس إنك إنت قريب مني و 
استشعر طريقتها الغير مريحة في التودد إليه وفرض نفسها عليه فتراجع خطوة للخلف صائحا بصلابة
ما أنا قولتلك للمرة المليون إن احنا أخوات فأظن ده عادي في الظروف دي!
رمقها بنظرات أكثر قسۏة قبل أن يضيف بجمود
اه ويا ريت بقى تروحي تشوفي أمك ولا تقعدي جمب أختك العيانة هي تحس بيكي أكتر عن اذنك!
انفرج فمها پصدمة أخرى من ردة فعله الغليظة معها أولاها ظهره وتحرك من أمامها هامسا بتبرم ضائق
أعوذوا بالله! هو في كده!
تسمرت في مكانها للحظات تحترق من صرامته الحادة معها هو لا يعطيها أي فرصة لتقترب أكثر دوما يصدها ويثبط عزيمتها ويحبط كل محاولاتها معه حتى تعاطفه مع مصابهم يبدو جامدا مثله 
وما زاد هذا إلا من حنقها تجاه أسيف فتوعدتها بشراسة
لو هباب البرك ماتصرفش وخلصني منك هاتعامل أنا بطريقتي معاكي بس لازم أزيحك من قصادي إنتي اللي مانعاه عني!
رأها وهي تلج للمشفى فتوسم خيرا أن تفعل ما طلبه منها في الصيدلية قبل ذلك الحاډث المؤسف لذا بحرص شديد وحذر بالغ أشار لها بعينيه ففهمت هي مقصده وابتسمت له برقة لتؤكد يقينه هي جاءت إلى هنا اليوم لتقوم بواجبها نحو المړيضة ومن ثم تحذير أسيف من خطۏرة اقتراب ذلك الدنيء منها 
تحركت فاطمة بخطوات ثابتة في اتجاه عواطف لتؤازرها أولا فجلست معها لبعض الوقت تبث في روحها المتعبة التفاؤل والأمل ونجحت في فعل هذا واستبشرت الأخيرة خيرا بوجودها بقي منذر على مسافة جيدة ليتابع ما يدور باهتمام دون أن يثير الريبة حوله 
رت أسيف ومعها علبة من العصير ترتشفها بتأن جلست غير منتبهة فنهضت فاطمة من مكانها لتذهب إليها وما إن رأتها هي حتى صافحتها بود وقبلتها من وجنتيها مرحبة بها 
جلست الاثنتان في إحدى الزوايا بعيدا عن أعين الجميع إلا نظراته هو فقد كان حريصا على مراقبتهما مراقبة حثيثة قائلة بنبرة مواسية
قلبي عندك يا أسيف!
ابتسمت لها الأخيرة مجاملة
شكرا على زيارتك وتعبك!
أضافت فاطمة بصوتها الهادئ
والله لو بإيدي أعمل حاجة مش هتأخر إن شاء الله تطمنوا عليها وتقوم بالسلامة!
يا رب أمين
صمتت للحظة لتستجمع أفكارها قبل أن تشرع في الحديث الأخر الذي رت من أجله وبتريث مدروس استطردت قائلة
أنا كنت محتاجة أتكلم معاكي في حاجة مهمة!
قطبت أسيف جبينها متسائلة باهتمام
خير
ضغطت فاطمة على ها متابعة بحرج
أنا عارفة إن المكان والظرف مش مناسب بس بس الكلام ده مينفعش يتأجل!
توترت إلى حد ما عقب جملتها الغامضة تلك وهتفت باضطراب 
انتي قلقتيني في ايه
انحنت برأسها عليها لتهمس لها بخفوت
مجد أبو النجا فكراه اللي حذرتك منه!
امتعض وجه أسيف لتذكرها ذلك الرجل الوقح الذي تعامل
معها بفظاظة وجرأة صرفت عن ذهنها صورته المزعجة وهي ترد على مضض
ايوه ماله 
أجابتها بتمهل متعمد
أنا عرفت انه ضايقك تاني!
تنهدت أسيف بعمق قبل أن تجيبها
الحمدلله عدت على خير!
وضعت فاطمة وهي تضيف محذرة
بصي الراجل ده بشع جدا مافيش بلوى إلا وعملها صعب تتخيلي أد ايه هو حيوان ولا حتى عمل ايه في الناس اللي عايشين في المنطقة ده غير طبعا إنه رد سوابق و 
اشمئزت لمجرد سماعها مساوئه المقيتة فهمست مقاطعة بنفور
طب انتي بتقوليلي ده كله ليه أنا مش فاهمة!
أجابتها بتلعثم ملحوظ
بصي أنا أنا سمعت كده إنه انه عاوز يخطبك!
ارتفع حاجباها للأعلى پصدمة كبيرة وهتفت مذهولة
نعم!
خشيت فاطمة أن ينتبه من حولهما لحديثهما المقلق فغمزت لها لتهدئ من انفعالاتها استجابت أسيف لرجائها الصامت لكنها لم تستطع إخفاء تأففها مما سمعته فكيف لحقېر مثله أن يفكر في الارتباط بها لمجرد رؤيتها صدفة لمرة أو اثنين بالطبع هناك شيء مريب بالأمر ناهيك عما اقترفه من جرائم وأفعال مشينة تخجل هي من مجرد تخيلها مع نفسها 
تابع فاطمة موضحة بتوجس
أنا معرفش تفاصيل بس وصلي رتوش كلام بتقول كده وهايحاول يلاقي سكة معاكي!
ردت عليها بحدة جادة
اطمني أنا مش من النوع

ده!
تابعت فاطمة مؤكدة خطۏرة الوضع
ماهو عشان انتي محترمة وبنت ناس هايخشلك من ناحية الارتباط والخطوبة!
احتجت قائلة برفض قاطع
مش هايحصل!
لاحظ منذر من مراقبة تعابيرها المشدودة انزعاجها الجلي فتأهبت حواسه لردة فعلها كان كمن يقف على جمر متقدة يقاوم بشراسة تلك الرغبة التي تحسه على الاقتراب منهما بدأت تدور في رأسه عشرات الأسئلة محاولا تخمين ما الذي تتحدثان فيه بدا مهتما أكثر بإيماءاتها الحادة وإشارات كفي يدها المحتدة الأمور كلها تشير إلى اعتراضها هو لم يسمع رفضها شفهيا لكن حدسه يؤكد له هذا 
ل في وقفته حينما وجدهما تنهضان من جلستهما وتتبادلان المصافحة أسرع بإشاحة وجهه بعيدا عنهما كي لا تنتبه له أسيف لكن وقعت عيناه على ما أزعجه فعلا ما جعل قلقه وارتيابه يتضاعفان أضعافا مضاعفة رأى ذلك الخسيس يدنو منه وهو ممسك بباقة ورد لا تليق به
تجمدت نظراته على ابتسامته التي برزت على ثغره لتزيد من استفزازه وتشعل بركان غضبه وقف مجد قبالته متباهيا بنفسه ومتعاليا بنظراته المغترة قوس فمه أكثر للجانب تحمل بين طياتها التحدي قبل أن يستطرد حديثه هاتفا بصوته الخشن متعمدا إثارة غيظه
مرحب يا أبو نسب غايب عنا ليه أديلك كام يوم !!!!
يتبع التالي
الفصل السابع والخمسون
أظلمت نظراته واشتدت قتامتها حينما رأى غريمه يقف قبالته يطالعه بغرور مقزز أشعل حنقه نحوه أكثر بطريقته في استعراض قوته الزائفة فبادله نظرات ڼارية مھددة بإحراقه حيا إن تجرأ وأساء التصرف هنا 
أردف مجد قائلا ببرود مستفز
هدي نفسك يا بونسب! 
ثم مد يده ليضعها على كتف منذر لكن أمسك به الأخير من رسغه قبل أن تطاله أنامله القڈرة ليبعدها عنها بنفور واضح على محياه ثم رد بغل يحمل الصرامة
مافيش نسب مع الأشكال اللي زيك!
قست نظرات مجد لكنه ضبط أعصابه كي يثير انفعالات خصمه فرد عليه ببساطة فجة
ده أنا بأعملك قيمة يا بن طه!
هتف فيه منذر بصوت متصلب وهو يرمقه بتلك النظرات الدونية
قيمتي عارفها كويس الدور والباقي على ال زيك!
أغاظه سبابه النابي فرد عليه من بين أسنانه بنبرة عدوانية
متخلنيش أعمل الدنيئة معاك هنا ومش هايفرق معايا احنا في مستشفى ولا لأ!
التوى ثغر منذر للجانب ليبتسم مستخفا من
تهديده الفارغ ثم رد عليه بثقة جادة متعمدا رمقه بنظرات احتقارية
وحياتك ولا أنا بالعكس المشرحة ناقصة واحد!
قبض مجد على باقة الورد فاعتصر فروعها بأصابعه فټحطم أغلبها لكنها عاد ليرخيها حينما رأى الصيدلانية فاطمة وقعت عيناها عليه فارتبكت من رؤيته المزعجة 
صاح هاتفا بطريقة محرجة وهو يفتح ذراعيه في الهواء
أهلا بالضكترة كلها!
تسمرت في مكانها ثم حانت منها نظرة خاطفة لمنذر وكأنها تستجديه قبل أن تستجمع نفسها وتهمس بتردد
عن عن اذنكم!
سد مجد عليها الطريق به محدجا إياها بنظرات عدائية مقلقة استشعرت هي تهديده الخفي رغم صمته لكن عيناه عكست نواياه السيئة جف حلقها تقريبا وأحست بتلك الرجفة تتسرب إلى أوصالها 
حدث مجد نفسه بوعيد مخيف وهو يطالعها بنظراته الشرسة
يا ويلك معايا لو كنتي خالفتي أوامري!
ابتلعت فاطمة ريقها بتوتر ملحوظ فقد رأت الشرر المتطاير من حدقتيه المخيفتين ثم تحركت للجانب لتتمكن من الفرار من أمامه مرددة لنفسها پخوف
ربنا يستر!
أسرعت في خطاها وهي تدعو الله في نفسها أن ينجيها من شړ ذلك المقيت فهي لا تضمن ما يمكن أن يحدث لها إن وقعت في براثنه مرر مجد أنظاره على الجالسين بالمقاعد فرأها منزوية مع نفسها برقت عيناه بوميض خبيث وزادت ابتسامته المقززة اتساعا لم يترك لنفسه أي فرصة للتفكير بل صاح بنزق
ده الحبايب كلهم متجمعين هنا!
اغتاظ منذر من أسلوبه اتفز في التصرف بوقاحة وعدم احترام خصوصية تلك النوعية من الأماكن فاعترض طريقه مهددا بصوت قاس
امشي من هنا أحسنلك!
دفعه مجد من كتفه بقوة قائلا بتحد
ليه بس ده حتى عيادة المړيض واجبة!
أكمل خطاه في اتجاه عواطف وابنة أخيها التي بدت مصډومة لرؤيته اتسعت حدقتيها پخوف بائن وتسارعت دقات قلبها لمجرد وره أمامها كما تبدل لون بشرتها للحمرة المزعوجة وانكمشت في جلستها رهبة منه لم يغب عن بالها وقاحته ولا خسته الفجة اقتحم عقلها عشرات المشاهد التي بدت كالومضات الخاطفة فزاد قلقها منه وما أكمل مشهد فزعها منه تردد تحذيرات فاطمة لها في عقلها  
نهضت عواطف من مكانها لتست وشكلت دون وعي بها حاجزا أمامه لتمنعه من رؤيتها 
هتف مجد مبتسما بسخافة
سلامو عليكم يا حاجة! 
ردت عليه عواطف بحذر
وعليكم السلام شرفت يا معلم مجد!
تابع قائلا بجفاء بعد أن تلاشت ابتسامته
ألف سلامة على الأبلة احنا بردك مخلصناش نعرف باللي جرى ومانقومش بالواجب!
ثم مد يده بباقة الورد مكملا
ده عشان الأبلة!
ابتسمت له عواطف مجاملة وهي تشكره
كتر خيرك!
مال مجد برأسه للجانب ليحدق في أسيف بنظرات جريئة وهو يقول بنبرة فجة
ازيك يا حلوة مش تسلمي عليا ده
أنا حتى ضيفك!
ضغطت هي على أصابع كفيها بعصبية ثم نهضت من مكانها قائلة بتردد
أنا أنا طالعة عند بسمة!
ضاقت نظراته حتى باتت أكثر حدة وهو يعاتبها بوجوم
الله الله هو اذا رت الشياطين!
قبض منذر على كتف غريمه بأصابعه الغليظة ورد عليه بسخط متعمدا الاستهزاء منه
كويس إنك عارف نفسك!
تنفست أسيف الصعداء لوجود منذر هنا فبعد ما عرفته عن
تم نسخ الرابط