منال
المحتويات
الأخيرة تهكمها القاسې قائلة
هو أنا قولت حاجة غلط! مش دي الحقيقية وهي زي البروتة واكلة شاربة نايمة ببلاش!
عجزت عن منع ابنتها من مواصلة طريقتها الفجة في الحديث عن ابنة خالها ظلت تحدجها بنظرات معاتبة هي سليطة اللسان بحق ودوما لا تستطيع صدها لذلك ردت بامتعاض وهي تعاود النظر في وعاء ثمار البطاطس المقشرة
قفلي على السيرة دي خالص هو دكانها وتصطفل فيه مع شريكها!
لكن نظرة واحدة إلى وجه نيرمين كفيلة برؤية تأثيرها عليها
همست لنفسها باحتقان شديد
شراكة القرف كله إلهي تتحرق قبل ما تخطيه برجليها!
أكملت ټعنيفها مرددة بسخط
طب اعملي خاطر لسي منذر اللي شال مننا بعد اللي عملته ده احتمال كبير يكون قلب علينا و
يوووه يا نيرمين قومي شوفي بنتك ولا إلبخي نفسك في أي حاجة بعيد عن السعادي خليني أخلص طبيخ!
ردت عليها بتهكم وقد استشاطت نظراتها
دلوقتي بقيت كخة!
انحنت عواطف للأسفل لتجمع البقايا المتناثرة حولها ثم هتفت قائلة بتبرم
ټي في الرغي وتضييع الوقت وأنا عاوزة الحق أخلص عشان أنزل أروح لثابت بتاع القماش
ليه كمان
ابتسمت عواطف وهي تجيبها بحماس
هاوصيه على كام توب قماش لبنت خالك كده عشان تفصلهم عبايات!
اغتاظت نيرمين من سجيتها التي تستفزها فهتفت بوقاحة
وطبعا هتكوعي فلوسهم من جيبك!
نهضت والدتها من جوارها قائلة تنكار
لأ ياختي! اطمني! أنا بس هاوصيه على القماش يا ريت بقى تتبطي!
كزت نيرمين على أسنانها بغيظ وهي تردد بصوت خفيض
ابتعدت عواطف عن الصالة لكن بقيت ابنتها على حالتها المتشنجة تلك لم تهدأ ثورة انفعالاتها ولم ترتخي تعابيرها المشدودة
استمرت في وعيدها لأسيف قائلة بنبرة عدوانية صريحة
طيب طيب يا بنت الساعتك وجبت معايا وهتخلص النهاردة!
انفرجت شفتاها بذهول عجيب واتسعت حدقتيها پصدمة كبيرة حينما رأت ذلك الحاجز الخشبي المحاوط لدكانها القديم وما حوله انقبض قلبها بقوة ورمشت بعينيها غير مصدقة ما تراه
تفاجأت بهؤلاء الرجال الأشداء الذين يسدونه فتراجعت بحذر للخلف متسائلة بضجر
انتو قافلين الحتة دي كده ليه
تعجبت من نظراتهم المشدوهة لها لكن سريعا ما حركت أنظارها إلى وجه ذلك الرجل الذي أجابها بجدية شديدة
أوامر الريس منذر!
كتمت غيظها بداخلها لكن صفحة وجهها المصطبغ بالحمرة المحتقنة مرآة حالها هو نفذ تهديده بطريقة أخرى
احتدت نبرتها وهي تقول
طب عاوزة أعدي لو سمحتم ده دكاني!
أضاف أخر قائلا بجفاء
أها مش هاينفع!
نظرت إليه مرددة بحنق
نعم!
أوضح لها قائلا ببرود وهو يشير بيده
الريس منذر منبه محدش يقرب من المربع ده كله!
صاحت فيه بعصبية قليلة وهي تشير بيدها
الكلام ده مايمشيش عليا أنا هادخل دكاني فوسع لو سمحت
وقبل أن ينطق الرجل مرة أخرى أردف زميله قائلا بهدوء جاد
استنى انت!
كټفت أسيف ساعديها أمام ها ونظرت بأعين مشټعلة للرجل الأخر الذي تابع حديثه بجدية
بصي يا ست نصيحة مني اتكلمي مع الريس منذر لأن ولا واحد من الرجالة دول هايخلوا حتى
الدبان الأزرق يهوب من هنا!
ارتخى ساعديها لا إراديا للأسفل وضغطت على أصابع كفها مكورة إياهم معا ثم ردت بصوت متشنج
بقى كده ماشي!
تشبثت بذراع حقيبتها مانعة نفسها من التهور
دون داع واستدارت بها للخلف لتسير نحو وجهة محددة نحو وكالته
يتبع الجديد
الفصل التاسع والأربعون الجزء الثاني
أسندت الصينية التي كانت تحملها على الطاولة بغرفة حفيدها الوحيد ثم لت في وقفتها لتنظر لها بتمعن شديد دار في بالها أمر ما نحوها فقط تحتاج لتهيئة وترتيب الظروف ليتحقق مرادها
تداركت شرودها السريع قائلة بترحاب ودود
اتفضلي الشاي!
رفعت بسمة وجهها نحوها لتنظر إليها مرددة بامتنان
شكرا مالوش لازمة واللخ أنا فطرت والحمدلله
ردت عليها جليلة بود أكبر وهي تشير بيدها
هو أنا عملت حاجة ده بس عشان زورك! ده انتي بتتعبي معاهم!
اكتفت بالابتسام لها لكن تحركت نظراتها نحو يحيى الجالس إلى جوارها حينما هتف متسائلا بحماس طفولي
مس بسمة كده صح
دققت النظر في الورقة التي أجاب عن أسئلتها البسيطة ثم وضعت يدها على فروة رأسه عابثة بخصلات شعره وهي تقول
اه يا يحيى برافو عليك!
رد عليها الصغير بسعادة غامرة
ييس!
تابعت بسمة قائلة بلطف وهي تشير إلى نقطة ما بالورقة
حل دي كمان!
هز يحيى رأسه موافقا وهو يقول
طيب!
أضافت جليلة بصوتها الجاد وهي تشير إلى طعامه الموضوع على مقربة منه
يا ريت تخلص أكلك كمان!
وافقتها بسمة الرأي فهتفت مؤكدة عليه بضرورة تناول طعامه
اسمع الكلام يا يحيى!
تنهدت جليلة هاتفة بامتعاض
قوليله يا بنتي والله مدوخني وراه في الأكل لما شكله بقى عدمان
عبست بسمة بوجهها ع زائف وعاتبته برقة
ليه بس كده يا يحيى انت المفروض تاكل عشان تكبر وتبقى قوي!
رد عليها الصغير ببراءة
ما أنا بأكل
ابتسمت له ثم وضعت يدها على طرف ذقنه وهمست له قائلة بنعومة
طيب خلص البسكوتة دي كمان عشان تيتة تتبسط منك
هز رأسه قائلا
ماشي!
تهللت أسارير جليلة لاستجابة حفيدها لأوامر معلمته وانصياعه لها دون مجهود يذكر وربما سيندمج الاثنان سريعا إن حدث ما تتمناه في اتقبل
أفاقت من تفكيرها المتحمس قائلة
لو عوزتي حاجة نادي عليا معلش البت أروى في المدرسة مانفعش تغيب و
قاطعتها بسمة قائلة بهدوء
ما أنا عارفة هابقى اجيبها وقت تاني أنا قولت أستغل فرصة اني أجازة النهاردة وأجي أعوض ليحيى اللي فاته
شكرتها جليلة قائلة بامتنان
فيكي الخير يا بنتي!
ثم أولتها ظهرها وتحركت في اتجاه باب الغرفة
طرأ ببالها أمر قد تناسته تماما ألا وهو إعطاءها أجرتها نظير مجيئها طوال الفترة الماضية لذلك التفتت برأسها متسائلة بجدية
صحيح النهاردة الحصة الكام
تنحنحت بسمة بحرج وهي تجيبها بخجل قليل
احم دي الأخيرة في الشهر!
ابتسمت لها جليلة مرددة
طيب يا بنتي اشربي الشاي قبل ما يبرد
اوكي!
تركتها بعدها جليلة لتواصل تدريسها للصغير وأغلقت باب الغرفة عليهما
وقفت للحظة ملتصقة به تحدث نفسها بضجر
نسيت خالص أقول دياب يسيبلي فلوس الدرس كويس انه هنا!
التفتت برأسها أولا ناحية غرفته ثم خطت نحوها بخطوات متعجلة
فتحت باب الغرفة بعد أن دقته مرة واحدة وهي تقول بتلهف
دياب يا دياب!
كان مشغولا بتعديل هيئته أمام المرآة بعد أن ارتدى ثيابه ليكتمل استعداده للخروج
نظر نحوها متعجبا تلهفها الغريب وسألها مستفهما
ايوه يامه في ايه
ردت عليه بتساؤل غامض
بأقولك معاك فلوس
فكة
عقد ما بين حاجبيه مدهوشا
ليه في حاجة
أخفضت نبرة صوتها وهي تجيبه بجدية
النهاردة أخر حصة في الشهر لدرس ابنك يحيى والمفروض أحاسب بسمة وهي برا!
تنبهت حواسه كليا لعبارتها الأخيرة وارتفع حاجبه للأعلى مرددا باهتمام
ايه ده هي برا
ردت عليه بإلحاح
اه بس عاوزين نديلها الفلوس النهاردة مايصحش!
جمد تعابير وجهه وعاود التحديق لنفسه في المرآة قائلا بفتور متعمد وهو يرتب من ياقته
طيب أنا هاطلع أديهوملها بنفسي!
زمت جليلة ها قائلة بتوجس خفيف
بلاش لأحسن تتحرج منك اديهوملي أنا و
لم ينتبه لباقي حديثها الممل وهتف هامسا محاولا إخفاء ابتسامته
هي دي بتكسف!
صاحت به بجدية
ها يا بني
رد عليها بجمود ثابت
ثواني بس يامه هاكمل لبس وأجيبلك اللي انتي عاوزاه!
ضغطت على ها قائلة على مضض
طيب
بس أوام!
استدارت عائدة من حيث أتت بينما بقي دياب في مكانه يدندن بصافرة خاڤتة وهو يمشط شعره للخلف
لمعت عيناه ببريق خفي لكن لم يستطع إنكار تحمسه الرهيب لرؤيتها
بوجهها المتصلب ونظراتها المشټعلة سارت بخطوات متعجلة نحو وكالته حتى وصلت إليها أخذت نفسا عميقا حبسته في ها لثوان قبل أن تطلقه دفعة واحدة لتضبط انفعالاتها أرادت أن تكون هادئة معه في جدالها القادم رغم أن الأمر بالنسبة لها شبه مستحيل
ولجت للداخل متسائلة بصوت شبه متشنج وهي تجوب بأنظارها المكان
فين الأستاذ منذر
أجابها أحد العمال بهدوء وهو يشير برأسه
وراكي!
تفاجأت من رده الغير متوقع وانفرجت مصډومة نوعا ما
ابتلعت ريقها واستدارت بها كليا للخلف لتواجهه
أومأ منذر بعينيه للعامل بالانصراف فنفذ الأخير أمره الصامت توا
سلط أنظاره عليها وظل محدقا بها دون أن تطرف عيناه لثانية بدا واثقا من نفسه وهو يتأملها بصلابته العجيبة كان متأكدا أنها عرجت بالدكان ومنعت من الدخول بالرغم من عدم مهاتفة أي أحد له حتى الآن وصدق تخمينه حينما أخرجته من حالته المغترة صائحة بنرفزة
انت ازاي تمنعني أدخل دكانيهز كتفيه قائلا ببرود
عادي! انتي ناسية إني شريك فيه!
صاحت فيه بنبرة مرتفعة وهي تلوح بذراعها
ده مش يديك الحق تتصرف كده!
نظر لها من طرف عينه ثم دس قبضتي في جيبي بنطاله وتحرك بخطى ثابتة في اتجاه مكتبه قائلا بغطرسة
والله أنا حر في ملكي!
تابعته بأعينها المشټعلة من طريقته وهدرت فيه پغضب
دكاني مش بتاعك لوحدك أنا نصيبي أكبر منك!
أخرج كفيه من جيبيه رافعا كليهما أمام وجهها قائلا بلهجة قوية
حلو يعني في حاجة متفقين عليها إننا شركا فيه!
واصلت صياحها العالي هاتفة بإلحاح
أنا عاوزة أدخل دكاني
تحرك صوبها حتى وقف قبالتها ثم أجابها بثقة باردة
وأنا مش ممانع بس بشروطي أنا!
اتسعت مقلتاها بغيظ وهي تردد بعصبية
كمان بتتشرط عليا!
تعمد أن يتمط بذراعيه أمامها ليبرز قوته الانية ثم أولاها ظهره ليتجه نحو مكتبه معلقا عليها بجمود
طلبتها منك ودي وإنتي مرضتيش وعاندتي معايا فاستحملي بقى!
اغتاظت أكثر من استفزازه لها فتابعت قائلة بتشنج وهي تهدده بكفها
فكرك أنا مش هاعرف أدخل أنا ممكن
أبلغ البوليس وهما هيجبروك تمشي رجالتك وهافتح الدكان!
جلس على مقعد مكتبه ترخاء تام ورمقها بنظرات مطولة ثابتة وهو يجيبها ببرود
وماله هيدخلوكي يوم نقول اتنين تلاتة بس مش على طول يا بنت رياض!
إنت عاوز ايه بالظبط
اكتفى بالابتسام لها ثم أومأ بغموض بعينيه فاستشاطت ڠضبا منه لأنها لا تستطيع سبر أغوار عقله لت في وقفتها رافعة رأسها للأعلى ثم ضغطت على ها بقوة مانعة نفسها من التطاول عليه ظل محافظا على ثبات نظراته العميقة لها أخفضت رأسها وهي تدس يدها في حقيبتها فتابعها باهتمام ملحوظ عليه
لم يتبين ما تفعله أسيف لكنها أخرجت منها حفنة مطوية من النقود وألقتها بعصبية على سطح مكتبه تحولت نظراته للحدة لكنه لم ينبس بكلمة راقبها فقط بهدوء ممېت للأعصاب
هدرت فيه قائلة بازدراء وهي تشير بيدها
لو على اللي دفعته فيه فخد فلوسك أهي وهاجيبلك أدهم عشر مرات!
ردت له متعمدة نفس عبارته السابقة حينما اتهمته بالسړقة لتزداد بعدها نبضات عروقه التي تدفقت إليها الډماء الفائرة بغزارة
هو استشعر إهانة بالغة من تعاملها معه ومن طريقتها في مواجهته هو ليس بحاجة إلى النقود لتكرر نفس حركته بنفس الحماقة المزعجة بالإضافة إلى أن شدته معها
متابعة القراءة