منال
المحتويات
لديها استعداد لفعل الأسوأ
نظرت بسمة إلى وكيل المدرسة بنظرات مزعوجة للغاية وهمست لنفسها پغضب
ايه المصېبة اللي حشرتني فيها دي يا أستاذ أسامة هو أنا ناقصة أعلق مع واحدة زي دي
أفاقت بسمة من صمتها الإجباري على صوت السيدة الصائح بسخط
ها يا أبلة هتشوفيلي حل ولا هتفضلي متنحة كده كتير!!!
اضطربت بسمة قليلا من طريقتها قائلة بتوجس
أصدرت السيدة صوتا بفمها مستخفة بها وهي تقول
أما أشوف!
ثم سارت الاثنتان معا نحو غرفة مكتب مدير المدرسة للحديث هناك
لاحقا في المساء
حبست أسيف نفسها في غرفة بسمة رافضة الخروج منها أو تناول الطعام أو مشاركة أي أحد في الحديث
فضلت أن تكون أسيرة أحزانها
ظلت حقائب السفر موضوعة أمامها ولم تجرؤ هي على الاقتراب منهم أو حتى فتحهم فهي تخشى أن ټنهار مرة أخرى إن رأت متعلقات والدتها
يكفيها ما مرت به من وضع مخجل أمام الجميع فتسمع بأذنيها تعليقات جارحة مسيئة لشخصها
تمددت على الفراش وانكمشت على نفسها مكورة ساقيها إلى صدرها ودفنت رأسها في الوسادة باكية بلا توقف
ليه سبتوني لوحدي ليه مامتش معاكو أنا ماليش حد يحبني بعدكم!
هدهدت نيرمين رضيعتها رنا بعد أن أطعمتها حتى تأكدت من نومها فأسندتها برفق على الفراش ثم دثرتها بغطاءها وخرجت من الغرفة
كانت والدتها مشغولة بإحضار أواني الطعام من المطبخ فقامت هي برص الصحون على الطاولة
ولجت عواطف لداخل غرفة بسمة لتدعو أسيف لتناول العشاء معهن لكنها أصرت على رفضها وأثرت النوم
سئمت نيرمين من معاملة والدتها اللينة لها وضجرت من ذلك الاهتمام الزائد بها فالأمر لا يستحق كل هذا هي ليست الوحيدة في العالم التي فقدت عائلتها
رمقت هي أمها نيرمين بنظرات حادة متسائلة بحنق بائن
برضوه مش عاوزة تاكل
ردت عليها أمها بضيق
لأ من وقت ما سممتي بدنها بالكلمتين بتوعك وهي حابسة نفسها جوا!
الله يا ماما انتي عاوزة الراجل يقول عننا كلمة بطالة!
عنفتها عواطف من طريقتها المتسرعة في الحكم على الأخرين مرددة
بطلي أفكارك دي يا ساتر عليكي!
انضمت إليهما بسمة جالسة على مقعدها المعتاد بالطاولة وهتفت قائلة بجدية وهي تضع بعض الطعام بالملعقة الكبيرة في صحنها الفارغ
ردت عليها عواطف بتنهيدة
ربنا يسهل كام يوم كده تكون راقت وهاخليها تنام معايا!
أضافت نيرمين هاتفة بوجه عابس متعمدة الإساءة إلى أسيف
دي نكدية وببوز طوله شبرين!
زفرت عواطف في وجهها قائلة بحدة
يا باي يا نيرمين على كلامك ده الملافظ سعد!
قاطعت بسمة حديثهما عن ابنة خالها قائلة بحماس عجيب
سيبك منها يا دلوقتي يا ماما النهاردة حصل عندنا في المدرسة حتت مشكلة بس بنتك طلعت جدعة وحلتها!
انتبهت الاثنتان لها فسردت لهما ما دار في مدرستها من تصرفات ولية الأمر المريبة والجريئة وكيف تمكنت هي من علاج الأزمة بحنكة وحكمة فقد أقنعتها بأنها ستدعم ابنها لكي يحصل على أعلى المراتب والدرجات في كافة المواد وستتأكد من انضمامه لمسابقات المتفوقين وغيرها مما يفيده دراسيا ويجعله محبوبا أكثر لدى جميع المعلمين وسيحصل على امتيازات
تؤهله للإلتحاق لاحقا بالمسابقات الرياضية والثقافية بالمدرسة
كما تعهدت لها بألا تتكرر مسألة الضړب عليه وأنها ستعرف المعلم المسئول عن ذلك وستتولى بنفسها مهمة التأكد من محاسبته من قبل مسئولي إدارة المدرسة
وعلى مضض كبير وافقت السيدة على عدم التمادي في الأمر وانهت المشاجرة موافقة على تلك الاقتراحات
أبدت والدتها إعجابها قائلة بتشجيع
ناصحة يا بنت بطني!
بينما أضافت نيرمين ساخرة
أروبة ياختي!
ردت عليهما بسمة بغطرسة وهي تهز كتفيها في زهو
طبعا هو أنا أي كلام!
تساءلت نيرمين بعدم اقتناع وهي تدس الطعام في فمها
والست صدقت إنك هاتخلي ابنها يبقى رقم واحد في المدرسة
ردت عليها بسمة بثقة
ايوه!
ثم تابعت موضحة بجدية وقد عقدت ما بين حاجبيها
وبعدين الولد يستاهل هو شاطر وكويس بس أمه بيئة طحن! بجد مش شبهها خالص!!!
التوى ثغر نيرمين مرددة بسخرية
يدي الحلق للي بلى ودانه!
هتفت بسمة مضيفة بتباهي
بس انتي عارفة كده بقالي ضهر اتحمى فيه
ردت عليها نيرمين ساخرة
يا شيخة بايعة السمك دي هاتحميكي
أجابتها أختها مؤكدة بجدية
اه تخيلي دي واصلة وقادرة!
صاحت فيهما عواطف بعد أن ضجرت من ثرثرتهما الزائدة
كفايكو رغي وتعالوا ساعدوني في ترويق المطبخ!
ردت عليها بسمة متذمرة
مش أما نخلص أكل الأول!
التفتت نيرمين ناحية والدتها وسألتها بجدية وقد سلطت أنظارها عليها
صحيح يا ماما إنتي مش هاتكلمي المحروسة في موضوع بيع الدكان
تناست عواطف تلك المسألة رغما عنها وانشغل عقلها بما حدث لابنة أخيها ففغرت فمها مرددة
هه! الدكان!
استطردت نيرمين حديثها قائلة بصوت جاد ومحذر في آن واحد
احنا اتلهينا عنه بس مش عاوزين نخسر محبة سي منذر والحاج طه!
تنهدت عواطف بإرهاق وهي ترد عليها
مش وقته بعدين أبقى أكلمها!
ألحت عليها نيرمين هاتفة بنبرة ذات مغزى وهي تغمز لها بعينيها
حطيه بس في بالك خلينا نبيع ونستفيد وهي كمان هاتطلع من البيعة بقرشين حلوين يعني هاتكسب زينا ومش هتخسر!
بينما أضافت بسمة بحماس
اه وممكن نوضب البيت بالفلوس اللي هانخدها!
استدارت نيرمين برأسها نحوها وردت عليها
تصدقي صح عاوزين نركب بلاط جديد وتغير البوهية و
قاطعتهما عواطف قائلة بتجهم
ربنا يسهل بطلوا لت في الموضوع ده خلوه يكمل على خير!
ثم حدقت أمامها بنظرات شاردة لتحدث نفسها بقلق
هو حد عارف ايه اللي ممكن يحصل بكرة !!!!
يتبع التالي
ح٢٧
عاد إلى منزله منهكا بعد يوم عمل أخر شاق ومرهق أوصد الباب خلفه واتجه إلى غرفته ليبدل ثيابه
لكن كعادتها استقبلته والدته بترحابها الودود متسائلة
ايه الأخبار يا بني
أخذ منذر نفسا عميقا وزفره دفعة واحدة وهو يجيبها بصوت متعب
الحمدلله
اقتربت منه وربتت على ظهره وهي مبتسمة له
نظر لها بغرابة متسائلا بجدية
شكلك عاوز يقول حاجة كده صح
سألته بغموض وقد زاد وميض عيناها
فكرت في اللي قوتلك عليه
قطب جبينه متسائلا بعدم فهم
ده اللي هو ايه
عقدت ما بين حاجبيها مندهشة من تناسيه للموضوع وهتفت بنزق وهي عابسة الوجه
تتجوز تاني بنت عواطف انت نسيت يا منذر
تشنجت تعابيره مرددا بعصبية قليلة
يا أماه أنا مش ناقص خانقة
وضعت يدها على طرف ذقنها مستنكرة عبارته الأخيرة وهي تقول
حد يقول على الجواز خانقة!
زفر بصوت مسموع قائلا بامتعاض
مش وقته يا أمي! انتي مش شايفة اللي احنا فيه!
تشكل على ثغرها ابتسامة بلهاء وهي تقول
ما أنا عارفة ومقدرة!
ثم تابعت قائلة بسذاجة
بس عاوزاك تتأكد يا حبيبي إن البت كويسة ومتربية وكمان بتخلف يعني هاتضمن تجيب منها عيال إن شاء الله!
انزعج هو من تلميحاتها الصريحة حول الإنجاب وتصلبت تعابير وجهه بشدة
ثم زفر قائلا بحنق وقد قست نظراته
حاجة جليلة قفلي على الموضوع وخليني أشوف ورايا ايه!
تفهمت عدم رغبته في الحديث ورددت قائلة على مضض
براحتك يا بني!
ثم طرأ بعقلها شيء ما
فتساءلت بفضول
ألا بالحق بنت أخو عواطف عاملة ايه
انتبه لسؤالها باهتمام عجيب وتجمدت نظراته نوعا ما ثم أولها ظهره متحاشيا النظر إليها وفرك ذقنه قائلا بهدوء
يعني من ده على ده
تحركت خلفه قائلة بجدية
أنا عاوزة أروح أعزيهم واسأل عليها!
رد عليها بثبات وهو يسحب ثيابه من خزانة ملابسه
براحتك بس خليها كمان يومين كده تكون البت راقت وفاقت من اللي هي فيه!
أثارت جملته الأخيرة إهتمامها فقد بدت غامضة نسبيا وسألته بفضول وهي تتفرس تعابير وجهه
هو حصلها حاجة
أجابها بغموض أكثر وهو يغلق ضلفة الخزانة
أهي بتاخد وتدي مع نفسها!
لم تفهم المقصد من عبارته تلك ولكنها رددت على أي حال بجملة معتادة
ربنا معاها
ثم انحنت لتجمع ثياب منذر من على فراشه متابعة بعزم
ده الواجب بردك ومايصحش!
اتجه منذر ناحية باب غرفته قائلا بعدم اكتراث
اعملي اللي يريحك ممكن بقى نفضنا من سيرة آل خورشيد!
أومأت برأسها مرددة
حاضر يا منذر!
ثم لحقت به متسائلة باهتمام أمومي
أجيبلك تاكل
رد عليها باقتضاب
لأ!
أضافت قائلة بابتسامة ودود
الفصل الحادي والثلاثون
خرجت من المخفر وهي تسير بغير هدى محاولة التفكير في طريقة تفتح بها قفل الدكان الصدأ خاصة أن ما معها من أموال لا يكفي بالكاد إلا أجرة حرفي صغير
هداها عقلها إلى سؤال أحد المارة عن ورشة قريبة للنجارة حتى تستعين بأحد الصبيان العاملين بها لإتمام تلك المهمة بما معها من أموال
تلفتت حولها متأملة أوجه الناس بشرود
ترددت في فعل هذا فقد كان الع واضحا على أغلبهم
تنهدت بحيرة وحركت أنظارها في الإتجاه الأخر وقعت عيناها على أحد كبار السن الجالسين أمام محل بقالته فعقدت العزم على سؤاله هو
اتجهت نحوه وسألته بارتباك يشوب نبرتها
سلامو عليكم يا حاج متعرفش محل نجار قريب من هنا
تفرس الرجل في وجهها بنظرات دقيقة ثم أجابها بصوت متحشرج من أثر وهو يشير بيده
وعليكم السلام في بعد شارعين ورشة الحاج زقزوق!
نظرت إلى حيث أشار وردت عليه ممتنة
شكرا يا حاج!
أسرعت في خطاها وهي متحمسة لإنجاز ذلك الأمر
ركضت مهرولة إلى داخل غرفة نومها باحثة عن هاتفها المحمول لتتصل بزوجها فتخبره بتلك الکاړثة الوشيكة
كانت كالمغيبة وهي تحاول تذكر أين أسندته
صاحت لنفسها بقلق كبير وهي تزيل الوسادة لتنظر خلفها
راح فين الزفت ده ما أنا يبه هنا على طول!
لم يخطر ببالها أن صغيرتها قد أخذته دون علمها من غرفتها لتلهو بأحد الألعاب المحفوظة عليه في شرفة حجرتها الخاصة
جلست أروى ترخاء على المقعد وقامت بتشغيل تلك اللعبة قائلة بحماس
أما أقفل الليفل ده كمان وأخد الجايزة!
وصلت إلى ورشة النجارة التي استدلت عليها تنهدت بصوت لاهث وهي تقرأ اسمها بصوت خفيض
الحاج زقزوق لأعمال النجارة!
عضت على شفتها السفلى مبتسمة بابتسامة خفيفة ثمت حركت بخطوات متمهلة نحوها
ولجت للداخل باحثة بعينيها عمن تحدثه جاءها صوت من الخلف يسألها
عاوزة حاجة يا ست
التفتت نحو صاحب الصوت الذكوري لتجد رجلا كبيرا يطالعها بنظرات عادية فردت عليه بتلعثم
أنا انا كنت قصدي باب الدكان بتاعي مش بيفتح و يعني القفل بايظ و
هز رأسه بإيماءة جادة
أها فهمتك
تابعت أسيف حديثها بحرج
فيعني لو ينفع حد يفتحهولي هو قريب من هنا على فكرة بس ممكن تقولي هاتكلف كام الحكاية دي
رد عليها الحاج زقزوق قائلا
خليها علينا خالص!
توردت وجنتيها خجلا من مجاملته وأكملت بحياء قليل
شكرا أنا بس مش معايا إلا دول
نظر إلى النقود التي بحوزتها ومط فمه ليقول
ممممم مش مشكلة دول يكفوا وزيادة!
ثم استدار برأسه للجانب ليصيح عاليا
واد يا حسن
ر إليه أحد الصبيان هاتفا
نعم يا حاج!
رد عليه الحاج زقزوق بصوت آمر
روح مع الأستاذة وشوف طلباتها ايه
ماشي!
هاتوا العصيان والجنازير والشوم وحصلوني!
صاح منذر بتلك العبارة بصوته الجهوري في عمال الوكالة لينفذوا سريعا و بدون نقاش أمره الصارم
فا بلحظات تلقى أباه اتصالا هاتفيا من المحامي الخاص بالعائلة يبلغه فيه بمعرفة دياب لهوية
متابعة القراءة