منال

موقع أيام نيوز

يجي بنفسه يشوفها!
أومأت برأسها قائلة
حاضر يا دكتور!
صفقت بكلتا يديها بحماس عجيب بعد أن رأتهما يتشاجران سويا تشكل على ثغرها ابتسامة شرسة تعكس نواياها الخبيثة اختبأت نيرمين بالزاوية وسلطت أنظارها عليهم هي لم تتدخل من البداية رغم غيظها المحتقن من دفاعه عنها واكتفت بالمراقبة من على بعد احټرقت أعصابها وهي تنتظر بفارغ الصبر تلك الجذوة التي أشعلت الحړب بينهما وجعلتها تحتد بضراوة مهلكة تنفست بارتياح كاتمة بصعوبة كركرة ضحكتها الشامتة 
لقد تحقق مبتغاها وظفرت بجولة جديدة ضدها 
ظهرت الفرحة في نظراتها الشيطانية وهمست لنفسها بنبرة تشبه فحيح الأفعى
والله وجتلك على الطبطاب يا نيرمين!!!
يتبع الجديد
الفصل الثامن والخمسون
وقف أمامه مطأطأ الرأس محرجا من معروف أخر أسداه إليه لينجي ابنه من الزج به في السچن ظل وجهه متجهما لأن عائلته دوما تفتعل المشاجرات وينتهي الأمر بخسائر لكلا الطرفين تدخل الحاج طه ليلملم األة بداخل غرفة الأمن بالمشفى قبل أن يتفاقم الوضع 
تنحنح مهدي هاتفا بصوت متحشرج
أنا هاتكلم معاه وهافهمه غلطه بس إنت فاهم الشباب دايما متسرع و 
قاطعه طه قائلا بصوت مزعوج
مش كل مرة تسلم الجرة يا مهدي واحنا جبنا أخرنا!
ثم زادت نبرته قسۏة وهو يتابع
ومنذر خلاص معدتش مستحمل أنا حايشه عن ابنك بالعافية وإنت عارف كويس لو شيطانه ركبه هايعمل ايه!!!
ضغط مهدي على ه مرددا بتفهم
ايوه
حذره طه قائلا بلهجة شديدة
يا ريت نلم الليلة بدل ما نرجع نزعل كلنا! والمرادي هاتكون الأخيرة!
هز رأسه قائلا بهدوء
إن شاء الله!
مد يده لمصافحته مضيفا بامتنان
وكتر خيرك تاني سلامو عليكم!
بادله طه المصافحة قائلا
وعليكم السلام والرحمة 
تابعه بأنظاره حتى خرج من الباب الجانبي للمشفى ليلحق بابنه المنتظر بالسيارة بالخارج دفع منذر باب المرحاض وهو يجفف وجهه بالمناشف الورقية ليحدق في وجه أبيه بنظرات معاتبة 
ألقى ببقايا المناشف في سلة القمامة هاتفا بامتعاض
بردك سبته يا حاج!
رد عليه بع
هو مالوش ذنب ابنه اللي جايبله الكافية لكن مهدي زي ما انت شايف
تجهمت قسماته أكثر وهو يرد بانفعال ملحوظ
أها وأنا مطلوب مني أفضل استحمل رخامة أمه لحد ما أه وأخش فيه السچن!
رد عليه طه بجدية
اهدى يا منذر هي خلصت
صاح معترضا بشراسة
لأ مخلصتش لسه طول ما فيها ديول مش هتنتهي وهنفضل في الموال ده ليل نهار!
وقف قبالة أبيه لينظر مباشرة في عينيه وهو يكمل بعزم
بس أنا خلاص خدت قراري!
ضاقت نظرات والده وهو يسأله بتوجس
ناوي على ايه
أجابه بغموض هاديء
على كل خير اطمن! 
تشكل على ثغره ابتسامة باهتة وهو يضيف بحسم
وكله هيتحل بالهداوة والعقل!
ضغط على ذلك الورم البائن أسفل فكه يتحسسه بحذر وهو ينظر إليه عبر انعكاس المرآة الأمامية بالسيارة حدق فيه أخيه الأصغر بتعجب ثم لوى ثغره مرددا بنبرة تحمل السخرية
هو علم عليك!
ضاقت نظرات مجد للغاية واكفهر وجهه وهو يجيبه بصوت مغتاظ
متخلقش لسه اللي يعلم عليا
ضحك مازن متهكما وهو يرد بنظرات ذات مغزى
قديمة ماهو باين على وشك!
احتدت نظراته للغاية وهتف بصوت متحشرج مهدد
وليه الغلط يا ابن أبويا متخليش الجنونة تطلع عليك و 
قاطعه مازن قائلا بفتور
وعلى ايه يا سيدي! الطيب أحسن
تابع مجد تهديده الساخط هاتفا وهو يشير بيده
وبدل ما بؤك يتفتح عليا كنت اتشطر على حتة حرمة 
استشاط مازن من رده الوقح وصاح منفعلا
يووه مكانتش خدمة عملتهالي مش حكاية يعني!
كان أخاه على وشك الرد لكن منعه صوت والده الصادح بعصبية
فوضت الأمر لله!
الټفت مجد بأنظاره نحوه ليطالعه بنظرات ڼارية ثم كز على أسنانه هاتفا بحنق 
روحت ت رجله يا أبا وذلتنا أكتر عشان يسامحنا وننول الرضا والسماح!
فتح مهدي الباب الجانبي للسيارة ليجلس بالمقعد الخلفي ثم صفقه پعنف وهو يرد بحدة
الذل انت اللي جايبهولي بعمايلك السودة ده بدل ما تحمد ربنا إن الدور اتلم!
نفخ بعصبية قبل أن يتابع پغضب ضاغطا على كتف ابنه الأصغر بإصبعيه
اطلع من هنا خلينا نتكلم في حتة تانية!
رد عليه مجد بوعيد شرس
ماټ الكلام يا أبا! 
مسحت على جبينها برفق وهي تتنهد بعمق لم تكن لتتحمل فاجعة أخرى تصيب ابنة أخيها يكفيها ما لاقته من مآسي متعاقبة في فترة زمنية قليلة جلست على المقعد الملاصق لفراشها الطبي وهمست بتضرع
هون عليها يا رب
نظرت لها نيرمين بأعين حمراء هاتفة بتبرم ساخط
ايه يا ماما هاتسيبي أختي
وتقعدي جمب دي!
عنفتها عواطف بحدة
دي تبقى بنت خالك مش واحدة من الشارع يا رب تفهمي ده بقى!
اعترضت على دفاعها الدائم عنها وكأنها ملاك منزه عن الأخطاء مبررة بتهكم
بس مش كده كل شوية تعمل نفسها مغمى عليها ومش قادرة وتلمكم حواليها خلاص باخت العملية أوي!
صاحت بها أمها بع
هو اللي شافته قليل! ارحمي عشان ربنا يرحمك!
تجهمت قسمات وجهها أكثر وهتفت بغيظ حانق
ما أنا شوفت أكتر منها بكتير وواقفة أهوو على حيلي لا حد بيجي يلحقني ولا حد هووب يشلني!
رمقتها عواطف بنظرات مزدرية وهي ترد باقتضاب
كل واحد وقدرته!
وقف على عتبة باب غرفتها مترددا في الدخول بعد أن عرف رقمها من الاستقبال الملحق بالمشفى 
أراد أن يطمئن عليها بنفسه بعد حديث والده الغير مجدي بسبب اشتباكه المحتد مع عدوه الدنيء سمع أصواتا تأتي من الداخل فضغط على ه بقوة لا بديل عن التراجع الآن هو قد جاء ولن يضيع الوقت في تفكير عقيم ومتردد 
أخذ نفسا عميقا لفظه دفعة واحدة ثم دق على الباب بخفة وهو يهتف بصوت آجش
احم سلامو عليكم
أخفض نظراته حرجا وانتظر بهدوء الرد عليه 
انتبهت نيرمين إلى صوته الذي تنتظره بتلهف فتهللت أساريرها حينما رأته على عتبة الباب وبلا تردد اتجهت إليه وهي تهدهد رضيعتها النائمة 
تسارعت أنفاسها من فرط الحماس العجيب وهتفت صائحة بدلال مفتعل
سي منذر!
تحاشى النظر إليها متسائلا بحذر
ايه الأخبار
توهجت عيناها بوميض فرح وزادت ابتسامتها السخيفة اتساعا وهي ترد بنعومة
أنا تمام وبخير! تسلم على سؤالك يا سي منذر 
عبس بوجهه مصححا بجمود

قاسې
مش قصدي انتي أنا بأتكلم على بنت خالك أسيف!
وكأنه صفعها بقوة مباغتة لتبهت ابتسامتها فورا وتظلم نظراتها حل الوجوم على تعابيرها وهي ترد بازدراء
كويسة!
تحركت عواطف لتقف إلى جوار ابنتها وهتفت مرحبة بود
اتفضل يا بني!
ابتسم قائلا بهدوء
متشكر أنا بس جاي أطمن عليها وأشوفها بعد اللي حصل!
ردت عليه عواطف بامتنان
فيك الخير ربنا يباركلك!
سألها منذر باهتمام
الدكتور قال ايه
أجابته بسجيتها وهي تبتسم
اهوو حاجة كده في نفسيتها بس هاتفوق وتبقى كويسة
هز رأسه قائلا بجدية
إن شاء الله عموما أنا هاروح أبص عليه واسأله بنفسي
انزعجت نيرمين من اهتمامه الزائد بها وشعرت بنيران الغيرة تآكلها حية فهتفت بتبرم ساخط
ماتتعبش نفسك يا سي منذر دي تمثلية كل شوية تعملها واحنا خدنا على كده! أكيد انت فاهم!
نظر لها شزرا وهو يرد بجفاء
استغفر الله يا رب ماتشوفيلي كده كوباية مياه باردة أشربها لأحسن ريقي ناشف!
هتفت نيرمين بتلهف أعجب
من عينيا ده انت تؤمر يا سي منذر وأنا أنفذ على طول وأنا مغمضة!
رد عليها بخشونة
متشكر
مدت ذراعيها برضيعتها الغافية لوالدتها قائلة بجدية
خلي يا ماما البت معاكي عقبال ما أجيب لسي منذر أحلى مياه!
بدت عواطف منزعجة من تصرفاتها المبالغة فيها واستشعرت الحرج من أسلوبها معه ومع ذلك لم ترغب في احراجها أمامه لذلك تناولتها منها بحذر مرددة بوجه خال من التعابير
طيب!
رمشت نيرمين بعينيها وهي تسبلهما نحوه ثم همست بنعومة
عن اذنك يا سي منذر!
فرك طرف ذقنه بكفه دون أن يعقب وأبعد نظراته عنها نافخا بتبرم استنشق أنف عواطف رائحة مزعجة صادرة عن الرضيعة فاستشفت أنها بحاجة إلى تبديل حفاضها الداخلي 
ابتسمت قائلة بهدوء
هستأذنك يا ابني هاروح أغير للبت انت عارف العيال وعمايلهم!
أومأ برأسه قائلا
ولا يهمك اتفضلي!
تنفس منذر الصعداء لحصوله على فرصة للانفراد معها بعد ذلك الحصار المهلك لها تابع عواطف بأنظار مت حتى اختفت في الرواق فوراب الباب قليلا ثم دنا من فراشها بخطوات متمهلة عاود منذر التحديق في أسيف ليطالعها تلك المرة بنظرات مختلفة عن ذي قبل بنظرات
تحمل التلهف والشوق الاهتمام والرغبة وكذلك الخۏف والاطمئنان 
اقترب منها أكثر ليمعن في تفاصيلها في تعبيرات وجهها الساكنة رغم كل
شيء فهي لا تزال متماسكة صلبة تقاوم بشراسة آه من تلك اللمحة الحزينة التي تكسو تعابيرها فتوخز ه أكثر تجاهها 
جذب انتباهه شيء ما فدقق النظر في جفنيها اللذين كانا يتحركان بعصبية رأى عبراتها تنساب ببطء لتبلل وجنتيها ففغر فمه مدهوشا وتسأل بين جنبات نفسه عن سبب ذلك زاد تعجبه وهو يردد بتوجس قلق
هي بټعيط!
كانت ټصارع الأمواج العاتية بوهن كبير وكلما نجت من واحدة قذفتها الأخرى إلى مسافة أعمق في بحر أكثر ظلمة كانت تصرخ لكن صوتها ظل حبيس ها فقط شهقات مكتومة تكافح للصعود اختنقت أنفاسها أكثر وأوشكت على الڠرق فرأت ذلك البريق اللامع مسلطا على أعينها فأصاب رؤيتها المشوشة بعمى مؤقت 
لكن كان فيه نجاتها حينما لمحت تلك الأطياف تمد أذرعها نحو لتنتشلها منه فبكت من أعماق قلبها وامتزجت عبراتها ببقايا المياه العالقة بوجهها رأت وجها مألوفا يهتف مها بنبرة دافئة في ظل ذلك البرود القاسې فت قلبها وتغلغلت فيه مدت يدها نحوه علها تصل إليه كادت أن تفشل في مسعاها لكنه بلغها بإصراره 
بدأت صورته تتضح تدريجيا رغم تشوش الرؤية شعرت بة رقيقة من أنامله على وجهها فأصابتها برجفة بسيطة 
أمعنت النظر في ملامحه الجادة لقد عرفته إنه هو 
تهدجت أنفاسها اللاهثة وهي تهمس بصعوبة
م منذر!
انحنى على رأسها مستندا بذراعه على حافة الفراش ومد يده الأخرى نحو وجنتها محاولا مسح تلك العبرات التي شقت طريقها في وجهها شعر بانتفاضة ها بمجرد أن أزاحها رغم حرصه الشديد على عدم إزعاجها رأى جفنيها وهما يفتحان بصعوبة لقد بدأت أسيف في استعادة وعيها مرة أخرى التقطت أذناه ما لفظته ها رغم صوتها الذي بالكاد يمكنك أن تسمعه لكنه عرف طريقه إليه فخفق قلبه بقوة وتسارعت دقاته 
لمحت طيفا ما يسيطر على الأجواء من حولها كان قريبا للغاية
في البداية لم تتمكن من رؤيته بوضوح حتى اعتادت على قوة الضوء فعرفته إنه نفس الطيف الذي لازمها في حلمها 
همست مه بلا وعي
منذر!
سمع اسمه ينطق مرتين مجردا من أي ألقاب يلفظ عفويا فرفع نسبة الأدرينالين المتحمس بدمائه 
اضطرب لوهلة وتوقف عن التنفس مجمدا أنظاره عليها 
تسمرت نيرمين على عتبة الغرفة شاخصة أبصارها غير مصدقة ذلك المشهد الدائر بينهما منذر يداعب وجنتها وتلك البائسة همست بشيء ما له فجعله يرتبك بحرج كانت كالبلهاء وهي محدقة في وجهيهما 
سريعا ما تداركت نفسها وأفاقت من شرودها فيهما ليسيطر عليها الڠضب المتعصب تعمدت إرخاء أصابعها عن الكوب الزجاجي الذي تحمله في يدها ليسقط منها متهشما إلى أجزاء صغيرة فانتبه كلاهما لوجودها 
تحول وجه أسيف لكتلة من الډماء الخجلة رغم
تم نسخ الرابط