منال
المحتويات
في أولى رابع!
عبس وجهه قائلا بانزعاج
هو مافيش إلا أنا في أم المدرسة الفقر دي!
هزت كتفيها مبررة
هانعمل ايه عندنا عجز وزي ما انت شايف لما حد بيغيب مش بنلاقي اللي يغطي مكانه!
نفخ بصوت مسموع وهو يضيف
إياكش بس يحاسبونا على الاحتياطي ده!
ردت عليه المشرفة بسخط
هو احنا بنعرف ناخد حاجة من الحكومة ده حتى بدل المنطقة النائية بقالهم أد كده مادهولناش
ربنا ياخدهم ويريحنا!
مررت المشرفة أنظارها سريعا على هيئته التي كانت غير مناسبة نوعا ما فلفتت انتباهه محذرة
ظبط نفسك كده يا أستاذ ناصر
نظر إلى حيث أشارت وفهم مقصدها هي كانت محقة في ذلك فثيابه شبه مزرية
أكدت عليه متابعة بصرامة قليلة
بعد ما تخلص اطلع الحصة ماتنساش ماشي
طيب هاقفل الأوضة وطالع!
انتظرها حتى انصرفت من أمامه ثم عاود أدراجه للداخل ليهندم من هيئته الغير مرتبة كان يشعر بثقل في رأسه بسبب سهره لوقت طويل ناهيك عن امتلاكه لمبلغ زهيد من المال فلم يستطع شراء ما يسر به على نفسه
تثاءب بصوت خشن ثم مسح طرف أنفه بإصبعه رفع حزام بنطاله المتهدل للأعلى سائرا بخطوات متهملة نحو الخارج هو لم يكن بحاجة للتأنق في العمل فالوضع هنا لا يستحق
ولج إلى الفصل متأملا المتواجدين به بنظرات متأففة ومشمئزة منهم
اترزعوا في مكانكوا جتكم الهم عيال !
امتثل الصغار لأمره وجلسوا خلف مقاعدهم الخشبية المتهالكة
أشار بذراعه لها قائلا بصوت جاف
انتي يا بت تعالي هنا!
ابتلعت الصغيرة ريقها پخوف وقفت في مكانها ناظرة له ببراءة وهي تقول
ايوه يا أستاذ
رد عليها بصوته المتحشرج بمكر
روحي هاتلي من أوضة الصيانة المفك والكماشة
دول شكلهم ازاي
صاح بها متعمدا إھانتها
غبية ومابتفهمش
ضحك الصغار على سخريته اتهزأة منها فأدمعت عيناها تأثرا وزاد ع وجهها الطفولي
تابع هو قائلا بخبث
تعالي معايا هوريكي شكلهم!
هزت رأسها قائلة بصوت حزين
ماشي!
ثم أشار لطفل أخر مهددا بصوته الآجش الآمر
انت يا واد تعالى اقف هنا وأي حد يفتح بؤه ويتكلم طلعهولي على الحيطة! ويومه مش فايت
حاضر يا أستاذ !!!!
يتبع الجديد
الفصل التاسع والأربعون الجزء الأول
صدح صوت هاتفه فجأة لينتفض بقوة وتفر الډماء من عروقه اضطرب ه وتوتر كثيرا
سريعا ما استعاد ناصر هدوئه ودس يده في جيبه ليخرج هاتفه وينظر إليه رأى اسم ذلك الشخص الذي ترقب اتصاله بفارغ الصبر فبرقت عيناه بوميض أخر متلهف
هو اعتاد على تخليص بعض المصالح والمهام الشخصية له وطلب منه معروفا قبل فترة عله ينفذه له إن أتيحت الفرصة
لم يرغب في الحديث أمام الطفلة التي جاءت معه لإار أدوات الصيانة فضغط على زر إنهاء المكالمة قبل أن يجيب عليها وأمرها
ارجعي فصلك يا بت!
هرولت عائدة إلى فصلها ليتمكن من الاتصال بذلك الشخص الهام
هتف بحماس عجيب
سلامو عليكم ازيك يا باشا أنا مصدقتش نفسي ان سيادتك بتتصل بيا!
أتاه صوته الهاديء قائلا
بجدية
لأ صدق وعاوزك تطمن أمر نقلك للمدرسة الجديدة هي خلال ساعات!
تهللت أساريره أكثر وهو يرد بعدم تصديق
بجد يا باشا
رد عليه الشخص بصوته الجاد
هو أنا بأهزر في الحاجات دي رجالتي دايما أحب أريحهم وزي ما بيخدموني أنا برضوه بأشوف طلباتهم!
شكره ناصر قائلا
كتر خيرك يا باشا إنت اطلب اللي عاوزه وي هاتكون سدادة
تابع الشخص حديثه مضيفا بغموض
قريب هحتاجك في مصلحة كده بس عاوزك تشوفلي حد ثقة ويكون مضمون!
هتف دون تردد
عندي يا باشا واحد حبيبي وأنتيمي وقديم في الشغلانة كمان!
سمع صوته يقول باقتضاب
حلو بعدين نتكلم في التفاصيل!
رد عليه ممتثلا وهو يوميء برأسه
اللي تؤمر بيه!
هاكلمك تاني مع السلامة
هتف مودعا بامتنان كبير
ألف سلامة يا باشا! في انتظار سيادتك!
أنهى المكالمة معه ملوحا بقبضته بحماس زائد في الهواء
تنهد بارتياح ماسحا بكفه على ه فقد تحقق مبتغاه وسينقل إلى مدرسة أخرى بالمدينة بعيدا عن تلك النائية الفقيرة
التوى فمه بابتسامة صفراء عريضة وهتف محدثا نفسه بسعادة
وأخيرا هاسيب أم المكان ال ده وأروح مدرسة أنضف!
حصلت على رقم أحد الأشخاص المبروكين كما تظن من إحدى جاراتها لتستعين به في حل کاړثة الحجاب المشؤوم وفكرت في الذهاب إليه بصحبة نيرمين كي تكون شاهدة معها على الأمر فهي تخاف أن تتواجد هناك بمفردها قطع تفكيرها المتعمق صوت قرع الجرس فأسرعت نحو الباب لتفتحه فرأت بسمة واقفة على العتبة مبتسمة لها بخفوت فبادلتها نفس الابتسامة وهي تفتحه على مصرعيه سامحة لها بالولوج للداخل
استطردت بسمة حديثها قائلة بهدوء
صباح الخير
انحنت عليها جليلة لتا من وجنتيها بطيبتها المعهودة معها مرددة
صباح النور يا بنتي اتفضلي!
تنحنحت بسمة بحرج قائلة بتوضيح
أنا جيت بدري عشان أدي الدرس ليحيى زي ما كلمتك
ردت عليها جليلة بود وهي تشير بيدها
تنوري يا بسمة في أي وقت وأنا صحيته وهو مستنيكي في أوضته
هزت رأسها بتفهم وهي تضيف بنبرة موجزة
تمام!
اتفضلي!
ثم سارت بصحبتها نحو غرفة الصغير يحيى لتستذكر معه دروسه
انتهت من ارتداء إحدى ثيابها الداكنة وضبطت وضعية حجابها حول رأسها ثم وضعت في حقيبة
يدها جزءا مما ستحتاج إليه من النقود
لت أسيف في وقفتها وأغلقت أزرار كميها ثم جذبت ثوبها للأسفل وسحبت حذائها وارتدئه
نظرت إلى انعكاس صورتها بالمرآة
مازالت تلك اللمحة الحزينة تكسو وجهها الذابل تحسست وجنتيها بأناملها وتنهدت قائلة
دول مش هايستحملوا پهدلة الأيام الجاية محتاجة أجيب غيرهم
هي بحاجة لشراء ثياب أخرى ملائمة لحزنها على فقدان الأعزاء فلم يكن بحوزتها إلا اثنين فقط ولن تعتمد عليهما إن كانت ستخرج يوميا للعمل وضعت تلك األة في اعتبارها لكن الآن ستنفذ الأهم من وجهة نظرها ت طيفه في مخيلتها بنظراته الثاقبة التي تهابها في بعض الأحيان
نفضت صورته عن عقلها رافعة أنفها للأعلى في إباء
ازدردت ريقها مشجعة نفسها على عدم الخۏف والثبات على موقفها
مافيش حد هايمنعني عن دكان أبويا!
هو لن يثنيها عما تريد ستشرع في توضيب دكانها العتيق وإزالة ما به من أخشاب متهالكة لتفكر بعدها في مشروع ما تستثمر باقي أموالها فيه
خرجت بعدها من الغرفة متجهة نحو الصالة حيث تجلس بها عمتها على الأريكة اقتربت منها بخطواتها المتمهلة مدققة النظر فيها رأتها منهمكة في تقشير ثمار البطاطس
رفعت عواطف أنظارها نحوها متسائلة بغرابة
انتي نازلة في حتة يا بنتي
حركت رأسها بالإيجاب وهي تجيبها
أيوه هاعدي على ورشة النجارة وبعدها هاروح الدكان!
استثارت عبارتها الأخيرة حفيظتها فعقدت جبينها متابعة تساؤلاتها بع
الدكان ليه يا بنتي تاني
ردت عليها أسيف بجمود
عمتي من فضلك موضوع الدكان ده يخصني لوحدي أنا صاحبة القرار الأخير فيه!
هتفت عواطف مبررة رفضها لذهابها إليه
محدش قالك حاجة بس مش وقته إنتي شايفة اللي حصلك عنده ده غير الپهدلة والإزاز المتكسر وآ
قاطعتها مرددة بإصرار أكبر
هي حاجة مش مقصودة
وأكيد الدنيا أهدى دلوقتي!
أزعج عمتها استهانتها بالأمر فمشاجرات عڼيفة كتلك لا تنتهي بين ليلة وضحاها
لذلك ردت عليها محاولة إقناعها بالعكس
لا حول ولا قوة إلا بالله الدكان ده جايبلنا المشاكل وۏجع القلب استني يا بنتي يومين كده ولا حاجة وابقي انزلي لما الدنيا تهدى خالص!
أصرت على رأيها قائلة بعناد
ماينفعش ده غير أصلا في حاجات بأفكر أعملها فيه فلازم أشوفها على الطبيعة
ضغطت عواطف على هاتفة برجاء خفيف
طب استني أخلص الأكل وألبس وأجي معاكي!
جلست أسيف إلى جوارها على الأريكة ثم وضعت يدها على ونظرت لها مطولا بنظرات حانية
رسمت على ابتسامة خفيفة وهي تقول بهدوء رقيق
يا عمتي مافيش داعي تتعبي نفسك أنا مش هاتوه هما كام ساعة وهارجع!
أخفضت عواطف رأسها قائلة تياء
مش عارفة أقولك ايه انتي راكبة راسك ومش عاوزة تسمعي لحد خالص!
حافظت أسيف على ابتسامتها الودودة وهي تضيف
من فضلك يا عمتي سيبيني على راحتي وأوعدك مش هتأخر
يئست عواطف من إقناعها فرددت مستسلمة بجدية
طيب طمنيني عليكي كل شوية انتي معاكي رقمي صح
هزت رأسها بإيماءة ظاهرة
ايوه
ثم مالت برأسها عليهعلى وجنتها قبل أن تنهض من جوارها
تحركت عدة خطوات للأمام ولكنها
تذكرت شيئا ما فالتفتت برأسها متسائلة بجدية
بالحق يا عمتي مافيش محل فساتين من هنا قريب
قطبت عواطف جبينها مرددة تغراب قليل
فساتين!
أوضحت أسيف غرضها أكثر بترديد
قصدي يعني بيبع حاجات واسعة كده زي العبايات بس غوامق محتاجة أشتري كام واحد!
تهدل كتفي عواطف للأسفل وهي تجيبها بفتور
لا يا بنتي مافيش هنا!
اكتفت أسيف بالابتسام مجاملة وهي تضغط على لكن استعادت انتباهها نحو عمتها حينما واصلت حديثها بتلهف غريب
أه افتكرت في محل ثابت بتاع القماش قريب مننا ممكن أعدي عليه وأخليه يجيبلك قماش بالألوان اللي انتي عاوزاها ونوديها عند ترزي جمبه يفصلهالك زي ما تحبي والله دي ايديه مالهاش حل في القص والتفصيل!
بدت مسألة التفصيل وما يخصها جيدة نوعا ما لذلك ردت عليها قائلة برقة
طيب هافكر في الحكاية دي يا عمتي!
ابتسمت لها عواطف محذرة بحنو أمومي غريزي بها
ماشي يا بنتي خلي بالك من نفسك وكلميني!
أومأت برأسها قائلة
حاضر سلامو عليكم
أخرجت عواطف تنهيدة شبه مرهقة من ها وهي ترد
وعليكم السلام ورحمة الله!
تابعتها بأنظارها حتى خرجت من المنزل فتمتمت بتضرع للمولى
ربنا يحفظك ويكفيكي شړ اتخبي يا بنت الغالي!
تلكعت نيرمين في خطواتها المتباطئة نحو والدتها كان الوجوم كعادته هو ايطر على حال وجهها
دست في فمها لقمة من الخبز لتتساءل بتأفف وهي تلوكها
بترغي مع البت دي في ايه على الصبح كده
نظرت لها عواطف شزرا ثم أشاحت بأعينها بعيدا عنها وهي تجيبها بفتور بارد
كلامنا العادي!
جلست نيرمين على الأريكة مثنية ساقها أسفل الأخرى ثم استرخت أكثر بتمديد ذراعها على حافتها
تساءلت بنفس النبرة المزعوجة وهي تلوي ثغرها للجانب
وهي المحروسة رايحة فين كده
لم تنظر لها والدتها وهي تجيبها بإيجاز
الدكان!
كاد حلقها يختنق بالطعام حينما سمعت تلك الكلمة المٹيرة لأعصابها فسعلت عدة مرات حتى استعادت السيطرة على حالها
تشنجت تعابير وجهها وهي تصرخ بحدة
بردك يا ماما سيبتيها تنزل وتروح الزفت ده!
رمقتها عواطف بنظرة غير مبالية بطرف عينها مرددة تسلام
هاعملها ايه!
أغاظها ردها فهدرت بعصبية وهي تلوح بكلا ذراعيها
لم تكترث لها عواطف ورددت ببرود هاديء لتستفزها أكثر
هي حرة نفسها!
صاحت نيرمين معنفة تراخي أمها معها بانفعال كبير
ده لما تبقى متنيلة على عينها أعدة لوحدها مش متهببة وسطنا بتاكل وتشرب من حاجاتنا ببلاش كأنها أتة محلولة!
تصلب وجه عواطف واستدارت في اتجاه ابنتها لتصرخ بها بحدة
نيرمين!
تابعت
متابعة القراءة