منال
المحتويات
مميزة في قلب والدته هي تسعى للتقارب معه وإصلاح ما أفسدته بحديثها العابث
زفرت بنفاذ صبر وظلت على حالتها المزعوجة تلك حتى ولجت إليها أختها ورمقتها بنظرات حادة دون أن تتحدث معها
حدجتها نيرمين بشراسة وهي تسألها بعصبية
ايه مالك لاوية بوزك عليا ليه
التفتت بسمة ناحيتها وكتفت ساعديها محدجة إياها بنظرات حانقة ثم ردت قائلة بازدراء
تمتمت نيرمين من بين بصوت خفيض
وهبقى طبيعية ازاي وأنا متنيلة في القرف ده كل يوم!
تجاهلتها بسمة وأرخت ساعديها لتتجه نحو خزانة الملابس
سألتها نيرمين بفضول وهي تراقب تصرفاتها
انتي رايحة فين
أجابتها الأخيرة بفتور
عندي شغل!
لمعت عيناها فجأة بوميض عجيب وهي تتساءل باهتمام
نظرت لها بسمة من طرف عينها قائلة بنفاذ صبر
اه عندي درس!
هبت نيرمين من مكانها مرددة بحماس مريب
طب استني هاجي معاكي!
قطبت بسمة ما بين حاجبيها تغراب كبير وسألتها بتعجب
تيجي معايا! ليه إن شاء الله تكونيش ناوية تشتغلي مدرسة وأنا معرفش!!
زفرت نيرمين في وجهها قائلة بحدة
رمقتها بنظرات
مزعوجة وهي تحدث نفسها بضجر
هو أنا نقصاكي!
تحرك بسيارته في اتجاه الطريق الرئيسي لتبدأ سفرته نحو محافظة بورسعيد حيث الشحنة الواردة بالميناء ظل باله مشغولا بما يمكن أن يحدث في غيابه من تجاوزات مسيئة من قبل مجد وبقي على اتصال مستمر برجاله المرابطين أمام الدكان وكذلك بالمحال الجديدة ليتأكد من عدم وجوده
رد عليه قائلا بتلهف
ايوه يا باشا
هتف الضابط بنبرة جادة
ازيك يا منذر
أجابه الأخير بدون تردد
بخير الحمدلله!
تابع الضابط قائلا بتفاخر
شوف يا سيدي عشان تعرف غلاوتك عندي أنا حققت في موضوع السړقة بتاع قريبتك ده ومسكنا اللي سرقها وهي اعترفت بده
بجد طب حصل ازاي
أجابه الضابط بتريث
التحريات أثبتت إن في عاملة باللوكاندة اسمها زهرة سابت شغلها بعد يومين البت دي فقيرة ومستواها مش أد كده ولما رجالتنا دوروا وراها لاقوا إن أثر النعمة بان عليها بسرعة ودي حاجة غريبة وطبعا ده دورنا كشرطة نعرف أصل وفصل الحكاية بالظبط!
مهللا بحماس
الله عليك يا باشا أنا مش عارف أقول ايه والله!
رد عليه الضابط بهدوء
ماتقولش حاجة هات قريبتك وتعالى القسم عشان نكمل الإجراءات وتستلم فلوسها!
ارتبك منذر من جملته الأخيرة وضغط على ه بقوة فهو لا يرغب في إبراز دوره في إظهار الحقيقة وإار نقودها اروقة لذا أردف قائلا بحذر
طب معلش يا باشا هاتقل عليك في حاجة أخيرة
رد عليه الضابط بجدية
قول يا منذر
تنحنح الأخير بخشونة مرددا
إن مكانش فيها إزعاج تبعتولها عسكري تدعاء رسمي يبلغها بإنكم لاقيتوا فلوسها وبلاش أظهر أنا في الصورة
ليه
ابتلع ريقه وهو يجيبه بتمهل
يعني مش عاوز أحرجها وكده هو الموضوع ده كان خدمة عشانها ومش حابب إنها تعرف!
رد عليه الضابط بهدوء
ماشي يا سيدي عشان خاطرك بس!
هتف منذر ممتنا لتلبيته لطلبه دون جدال
ربنا يكرمك يا باشا نقفلك في أي حاجة تعوزها!
أضاف الضابط قائلا بهدوء
وماله سلام!
رد عليه الأخير بتنهيدة ارتياح
مع ألف سلامة!
أخرج منذر زفيرا عميقا من دفعة واحدة ثم وضع يده على رأسه ماسحا إياها عدة مرات بحركات متتالية
أخفض يده ثم فرك بها وجهه وتلفت حوله بنظرات عامة قبل أن يثبت أنظاره على نقطة ما بالفراغ
تجمدت تعابيره نوعا ما وردد لنفسه بع خفيف
أخيرا يا ريت بس تحسي بظلمك ليا !!!
يتبع التالي
الفصل الرابع والأربعون
استقبلتهما بألفتها المعهودة وعلى ثغرها ابتسامة عريضة دعتهما للدخول في غرفة الضيوف أولا ريثما يستعد الصغيران لتلقي الدرس كانت ملامح بسمة متجهمة إلى حد ما فقد استاءت من ور أختها معها وملازمتها إياها خلال عملها دون أن تعرف السبب الحقيقي وراء تلك الزيارة وتعمدت نيرمين أن تأتي معها لغرض ما في نفسها وأرت كذلك رضيعتها لتثير شغف جليلة إلى الصغار خاصة أنها قرأت في عينيها رغبة ملحة في الحصول على حفيد جديد لعائلة حرب
يكفيها تلك النظرات الموحية والكلمات المتوارية لتزرع في نفسها الشك حول تأكيد تلك الرغبة ولما لا تعطي لنفسها الفرصة للتقرب أكثر إليها وقد أوشكت عدتها الشرعية على الانتهاء فربما بطريقة ما تلفت أنظارها إليها
قطعت بسمة الصمت السائد مستطردة حديثها بتبرم
مش فاهمة انتي صممتي تجي ليه معاياردت عليها نيرمين ببرود وهي تهز كتفيها في عدم مبالاة
مالكيش فيه
ثم أدارت ها للجانب لتقع عيناها على صورة عائلية لعائلة حرب وبالطبع التقطتت نظراتها شخصه المهيب
أخرجت من ها تنهيدة حارة فتعجبت بسمة من طريقتها
دققت النظر فيما هي محدقة به بنظراتها الغريبة وتساءلت بفضول
متنحة في الصورة ليه
أجابتها بلا وعي
طول عمره راجل
سألته بحيرة
مين ده
أجابتها نيرمين بتنهيدة مطولة
سي منذر شايفة واقف ازايارتابت بسمة من طريقتها الغريبة في الحديث بتلك الهيئة ورددت بتهكم
ماله يعني عادي!
ردت عليها نيرمين بإنزعاج
ايش فهمك انتي في الرجالة
نظرت لها بسمة باندهاش أعجب وتمتمت مستنكرة
واحدة زيك المفروض تكون كارهة الصنف كله بعد اللي شافته في جوازتها الأولى
عبس وجه نيرمين بشدة وردت بسخط جلي
هي دي كانت جوازة أصلا متفكرنيش!
بررت لها بسمة سبب اندهاشها قائلة
ماهو عشان كده أنا مستغربة بصاتك ليه هو بالذات!
حدقت فيها نيرمين بنظرات ثابتة وهي تقول
لأنه غير أي حد!
هزت بسمة رأسها للجانبين مانعة ضحكة ساخرة من الخروج من بين ها وهتفت مازحة
لأحسن تكوني بتفكري تتجوزيه و
وضعت نيرمين يدها على فمها لتمنعها من إتمام حديثها ورمقتها بنظرات حادة هامسة بتحذير شديد اللهجة
ششش وطي صوتك أمه تسمعك!
أزاحت بسمة كف يدها عنها مستغربة تصرفاتها المبالغة فيها
استغرقها الأمر عدة لحظات لتتأكد أن أختها تتحدث بجدية تامة فارتفع حاجباها للأعلى غير مصدقة نيتها المبيتة مسبقا
شحب لون بشرتها قليلا وردت بصوت خفيض
انتي بتكلمي جد أنا بأقولك ده بهزار!
همست نيرمين بتوجس
هزار أو جد ده موضوع يخصني! سامعة وبطلي كلام بقى فيه
نظرت لها شزرا وهي تعقب باقتضاب
انتي حرة! بس أنا بأحذرك إنه مش كل الهزار بيقلب بجد وساعتها هتتسكي على دماغك و
قاطعتها نيرمين قائلة بازدراء
بدل ما تحذريني شوفي نفسك الأول!
احتدت نظرات بسمة نحوها وهي ترد پغضب
أشوف نفسي ليه هو أنا زيك
تقوس فم نيرمين للجانب مشكلة ابتسامة تهكمية ساخطة ثم رمقتها بنظرات حادة وهي توضح مقصدها بنبرة لاذعة
هه انتي واحدة أنانية مش بتحبي إلا نفسك وبس عايشة عشان مصالحك الخاصة ومش مهم أي حد إلا انتي!
فغرت بسمة ها مرددة بذهول مستنكر
أنا
أومأت نيرمين بالإيجاب قائلة بفظاظة
اه انتي بصي لنفسك في المراية وشوفي طريقتك مع الناس وهتلاقي كلامي صح انتي بس اللي عملالي فيها مصلحة اجتماعية وآ قطمت عبارتها حينما لمحت طيف شخص ما يدنو من الخارج
ظلت تعابير وجه بسمة مصډومة من حديث أختها الچارح لقد تجاوزت حد المقبول معها ربما هي صارحتها بما تظنه عيوبا بها وقد تكون مصېبة في أغلبها لكن هذا لا يعطيها الحق لأن تكون فجة في حديثها وتناست أنها تحمل أكثر منها في قلبها حقدا وغلا نحو الجميع بصعوبة بالغة كتمت غيظها في نفسها وجاهدت لتبدو
طبيعية في تصرفاتها لكن ذلك لا يمنع أنها باتت تضمر ناحيتها شيء ما
عادت جليلة مرة أخرى للغرفة حاملة بيديها صينية مليئة بالمشروبات والحلوى فنهضت نيرمين على الفور من على الأريكة لتساعدها قائلة برقة مصطنعة
عنك يا خالتي مالوش لازمة التعب ده هو احنا أغراب
ردت عليها جليلة بلطف
دي حاجة بسيطة يا بنتي!
ضجرت بسمة من تصرفات أختها المصطنعة خاصة بعد أن كشفت نيتها الغريبة فنهضت من مكانها متسائلة بجمود مريب
هي أروى جاهزة
عشان أبدأ معاها الدرسهزت جليلة رأسها نافية
لأ البت نايمة وهاصحيها بس يحيى صاحي خلصي معاه الأول تكون أروى جهزت
حركت بسمة رأسها بالإيجاب قائلة بإيجاز
ماشي!
أشارت لها بيدها وهي تصطحبها للخارج
تعالي في أوضته!
ثم لمحت كلتاهما الصغير وهو يقفز بمرح مقتربا منهما
ابتسمت جليلة قائلة بحماس
أهوو بنفسه جاي يستقبلك!
احتضن الصغير معلمته من ها بحب صادق نابع من قلبه هاتفا بمرح
مس بسمة!مسحت الأخيرة على ظهره برفق مرددة بهدوء
حبيبي يا يحيى!
تراجع الصغير بظهره للخلف متابعا بسعادة
أنا مخلص مذاكرة كلها وحفظت كل حاجة و
قاطعته بسمة بابتسامة ودودة
خلاص يا حبيبي أنا هسألك عن كل حاجة جوا في الأوضة!
هز رأسه بإيماءات متتالية وهو يقول
اوكي يا مس بسمة!
ثم حاوطت إياه من كتفيه وسارت معه بإتجاه غرفته الخاصة ليشرعا في استذكار الدروس
تأكدت نيرمين من ابتعاد أختها لتبدأ هي الأخرى في تنفيذ خطتها الدنيئة اقتربت من جليلة وابتسمت لها قائلة
تسلم ايدك الحاجة طعمها حلو
ردت عليها جليلة بابتسامة عريضة وهي تمسح على ذراعها
بالهنا والشفا يا بنتي!
عمدت نيرمين إلى تسبيل نظراتها والرمش بجفنيها لعدة مرات لتظهر نفسها بالشابة المتحرجة وهي تقول
خالتي معلش ممكن أطلب منك حاجة
ارتسمت علامات الجدية على تعابير وجه جليلة وسألتها باهتمام
خير يا نيرمين
ادعت التوتر والارتباك وهي تقول بتعلثم
أنا يعني محرجة أقول كده و
هتفت فيها جليلة بقلق
اتكلمي على طول ماتتكسفيش! في ايه
تنحنحت بصوت خفيض قائلة بخجل
احنا لما كنا بايتين عندكم بنتي رنا كانت لابسة الحلق الحمصة بتاعها والحلق ده هدية غالية أوي من أمي!
ثبتت جليلة أنظارها عليها متابعة بجدية
أها وبعدين!
استأنفت نيرمين حديثها بصوت خفيض يوحي بالتردد
فلما رجعنا بيتنا وجيت أغيرلها هدومها ملاقتش إلا البريمة شابكة في ودانها فجايز يعني يكون يكون وقع هنا في حتة كده ولا كده
قطبت جليلة جبينها مرددة باندهاش
هنا فين مافيش حاجة يا بنتي ولو كنت لاقيت حاجة زي كده أكيد كنت هسأل وأعرف!
تابعت نيرمين قائلة بمكر وقد برقت عيناها بذلك الوميض الشيطاني
عارفة يا خالتي بس لو مافيهاش حرج يعني ممكن أدور في أوضة سي منذر جايز يكون وقع تحت السرير ولا حاجة
حركت جليلة رأسها بإيماءة موافقة وهي ترد
وماله منذر أصلا مش موجود دلوقتي فتعالي دوري براحتك وربنا يعترك فيه!
التوى ثغرها بابتسامة ماجنة
كتر خيرك يا خالتي والله ما في زيك أبدا
تحركت معها للخارج تاركة رضيعتها بغرفة الضيوف لكنها توقفت عمدا لتقول بضيق مصطنع وهي تضع يدها على جبينها
يووه كنت هانسى رنا دماغي مش فيا أما أشيلها بدل ما تصحى وټعيط وتعمل دوشة و
قاطعتها جليلة قائلة بحنو
لا خليها معايا لحد ما تخلصي!
ردت عليها بع زائف
مايصحش كده أنا بأتعبك معايا يا خالتي
ابتسمت جليلة مرددة بحنو أمومي غريزي
وهو ده اسمه تعب ده الأطفال أحباب الله!
تنهدت نيرمين بصوت مسموع قائلة عن عمد
اه والله ربنا يعوض على سي منذر بالخلف الصالح يا رب زي دياب أخوه!
نجحت بكلماتها المنتقاة بعناية في إثارة مشاعر الضيق بداخلها هي تعلم أهمية ذلك الموضوع بالنسبة لها ومدى حساسيته لذا ببراعة جراح ماهر ضغطت على الچرح دون أن
متابعة القراءة