منال

موقع أيام نيوز

هامسة لها بصوت رقيق
خسارتك في أمك متزعليش يا حتة من قلبي! خالتك جمبك ومش هاتسيبك!
اقتحم بالها ما حدث مع الصغير يحيى وتهور دياب المخيف أمامه فعبست تعابيرها سريعا ربما هي حادة الطباع متعصبة تثور لتوافه الأمور لا تقبل بأن تكون في موقف ذل أو ضعف جريئة لا تخشى في الحق لومة لائم تأخذ حقها أولا بأول لكنها لينة القلب فيما يخص الأطفال الصغار على عكس أختها التي اكتسبت الكثير من طبائع وصفات جدتها عزيزة فأصبحت نسخة مستنسخة عنها 
جمده أنظاره على شرفة منزلها وهو يطل برأسه من نافذة سيارته الجانبية ندم لسوء تصرفه معها فقرر أن يصلح ما أفسده دون تأجيل ترجل دياب من السيارة صافقا الباب خلفه وجاب ببصره المكان بنظرات سريعة وشمولية 
أخذ نفسا عميقا حپسه في ه لثانية ليضبط انفعالاته ثم أطلقه دفعة واحدة ليتحرك في اتجاه مدخل
البناية صعد بتمهل على الدرج معيدا في رأسه عدة عبارات سوف يرددها على مسامعها لتغفر له زلة لسانه لكنه في كل مرة ينسى ما سيبدأ به 
شعر أن الكلمات تفر من على طرف لسانه كالزئبق فاستصعب الأمر كثيرا تفاجأ بوصوله إلى الطابق المتواجد به منزلها فتلفت حوله مدهوشا 
همس لنفسه بتعجب ساخر
طيرتي البرج اللي فاضل في نافوخي!
شعر بجفاف شديد في حلقه وهو يمد يده ناحية الجرس ليقرعه 
تنهد بعمق ثم ضغط عليه مستمعا لصوته وانتظر على أحر من الجمر فتح الباب 
ظنت أن أختها قد عادت من الخارج فأسندت الرضيعة الغافية برفق على الفراش محاوطة إياها ائد عدة لتضمن عدم سقوطها في حال تحركها 
سارت بخطى متعجلة نحو الباب واضعة بعدم اهتمام حجابها حول رأسها تحسبا إن كان الطارق غريبا سيطر الوجوم على تعابير وجهها واحتدت نظراتها حينما رأته واقفا على عتبة منزلها 
زادت حدة نظراتها القاسېة نحوه ثم عبست بفمها متسائلة بصوت مغلول
افندم
كان يتوقع ردة فعل كتلك فتهيأ لتحمل ما ستقذفه في وجه من عبارات لاذعة 
ابتسم هاتفا بود
سلامو عليكم الأول
ردت عليه باقتضاب متجهم
وعليكم خير
عاتبها قائلا بهدوء
طب ردي السلام عدل ده حتى السلام لله
كټفت ساعديها أمام ها قائلة بتذمر ساخط
جاي ليه هنا افتكرت بؤين نسيت تقولهم هناك فقولت تجي تكملهم عندي
كانت محقة في حنقها منه وفي ټعنيفها له بشدة 
أسبل عيناه نحوها قائلا بابتسامة صغيرة
حقك عليا أنا أسف!
نظرت له شزرا مرددة بعدم تصديق
والله
ابتلع ريقه متابعا بندم واضح في نبرته
أنا غلطت وجاي لحد عندك أعتذرلك أسف يا ست الأبلة مسمحاني!
شعرت بالاستخفاف في اعتذاره لها رغم تفاجئها به لكنها لم تصدقه فأرخت ساعديها ثم نظرت له بتأفف قائلة بجفاء
لأ!
ثم استندت على حافة باب المنزل دافعة إياه للأمام لتغلقه في وجهه قائلة
عن اذنك
أسرع بوضع يده على الباب مانعا إياها من إغلاقه ثم هتف مصډوما
ليه بس طب اديني فرصة أفهمك!
صاحت به بنبرة شبه منفعلة وهي تلوح بيدها أمام وجهه
تفهمني ايه ده أنا شوفت كل حاجة بعيني!
ضغط على ه قائلا بندم
معلش اعذريني أنا والله لما بأتعصب بأشوط في اللي قدامي!
رفعت حاجبها للأعلى هاتفة تنكار
وملاقتش إلا أنا تشوطني
ابتسم قائلا بتوسل
حقك عليا! أنا أسف ها مسمحاني
ردت بتبرم ساخط
ربنا اللي بيسامح مش أنا!!!!
فرك جبينه مستاء من رفضها العفو عنه فسألها بفضول
طيب هاتيجي الدرس تاني
أغاظها اعتقاده بأن إهانته لها كانت شيئا عابرا وها قد مضى 
زمت فمها قائلة بازدراء
لأ كان في وخلص!
رد عليها مازحا ومحاولا امتصاص ڠضبها الظاهر على محياها
بجد يعني مافيش شوية متعانين على جمب كده عشان الغلبان اللي زيي
استشاطت أكثر من طريقته اتخفة بالأمور فوبخته صائحة
انت جاي تهزر بقى!
أجابها مبتسما ببلاهة
لأ! أنا عاوزك تسامحيني!
نظرت له بتأفف ثم نفخت في وجهه قائلة
يووه عن اذنك مافيش حد هنا ومايصحش واقفتنا كده!
رد دياب متفهما
طيب عندك حق!
ثم توسلها برجاء واضح
بس وحياة أغلى حاجة عندك تقبلي أسفي!
زادت ابتسامته عبثا وهو يضيف غامزا لها
ماشي يا أحلى أبلة يا أم عينين ورامة ومناخير حمرة!
هتفت فيه بحدة مستنكرة تلميحاته المزعجة
انت بتعاكسني بقى
جمد تعابير وجهه للغاية هاتفا بصرامة شديدة وهو يشير بيده
أعوذو بالله! أنا بتاع معاكسات وكلام من ده استغفر الله يا رب هذه ليست أخلاقنا يا أبلة بسمة! احنا لما نحب نعاكس بنقول في الوش على طول أنا أعاكس لالالا!
جاهدت لتخفي ضحكتها التي تطفو على ثغرها بسبب طريقته الطريفة في الإنكار

فابتسم لها قائلا بتسلية
وربنا شكلك عاوزة تضحكي صح
عبست بصعوبة زائفة مرددة بقسۏة
لأ طبعا!
غمز لها قائلا
طب عليا النعمة انتي عاوزة تضحكي!
أشاحت بوجهها للجانب
لتتفادى النظر إليه فهتف بخفوت ماكر
طب إياكش يا رب ولاء ټنفجر دلوقتي انتي عاوزة تضحكي!
لم تستطع السيطرة على حركة ها أكثر من هذا فكركرت ضاحكة بمرح 
تنفس الصعداء لإزالة ذلك التوتر بينهما وهتف متسائلا بإلحاح
ها صافي يا لبن
أجابته بغموض
خلاص بقى!
أصر قائلا بإزعاج
لا قوليلي وريحيني ده أنا ممكن أجيبلك البقرة لحد هنا و 
قاطعته مرددة تهزاء
بايخة على فكرة يا أستاذ دياب!
شهق لاطما على ه بمرح
أستاذ دياب حتة واحدة مقبولة منك يا أبلة!
تنحنحت بخفوت لتخفي تلك الابتسامة التي تسعى للظهور على محياها 
سألها بتنهيدة متعبة
ها قوليلي هاتيجي الدرس
نظرت له بثبات وهي تجيبه بثقة
في المشمش!
صدم من ردها العجيب وردد قائلا
نعم مشمش! هو الدرس في سوق العبور
نظرت له بغيظ ثم دفعت الباب في وجهه قائلة باقتضاب
عن اذنك!
لم يتمكن تلك المرة من منعها من إغلاقه فوقف في مكانه مذهولا 
وضع يده على جبينه يفركه مرددا تياء
يخربيت دماغك! أنشف من حجر الصوان!
استندت بظهرها على الباب مبتسمة لنفسها بغرور هي لم تتوقع مجيئه إليها ولا اعتذاره الملح لتقبل به رفعت حاجبها للأعلى قائلة بوعيد
استنى عليا يا دياب أنا هاعلم عليك!
أسرعت في خطاها نحو المرحاض لتر الدلو الممتليء بالمياه ومسحوق التنظيف حملته بحذر وهي تسير في اتجاه غرفة نيرمين 
اتجهت نحو الشرفة ثم انحنت لترفعه عن الأرضية وأسندته على حافتها 
انتظرت بترقب شديد ولوج دياب من مدخل البناية لتقذفه على رأسه 
نزل على الدرج مدندنا بصافرة خفيضة عابثا بخصلات شعره رفع ياقة قميصه للأعلى ثم خرج من البناية متلفتا حوله بنظرات عادية انتفض في مكانه فجأة مصډوما بذهول كبير حينما انهمرت فوق ه تلك المياه الغادرة اغرورقت ثيابه بالكامل وابتل ما معه من هاتف محمول وميدالية المفاتيح 
كانت يداه لزجتين بفعل الصابون فنظر لأصابعه بأعين حمراوتين نفض ذراعيه من المياه العالقة بهما ثم هدر منفعلا من تلك الفعلة الحمقاء والمتجاوزة هاتفا بسباب لاذع
يا ولاد ال مش تفتحوا عينكم! للدرجادي عمي مش شايفين البني آدمين اللي ماشيين تحت!
سمع صوتها المألوف يأتيه من الأعلى صائحا
تعيش وتاخد غيرها!
رفع وجهه نحوها مسلطا نظراته الڼارية نحوها فرأها تضحك متباهية بما فعلته معه استشاط وجهه وبرزت عروقه وضغط على ه مانعا نفسه من السباب مجددا لوحت له بأصابعها قائلة بتشف كبير
دلوقتي أقدر أقولك حليب يا اشطا!
ضحكت مستفزة إياه وهي تلج إلى الداخل لم يبعد نظراته عن الشرفة رغم اختفائها
منها وتمتم مع نفسه بتوعد مغتاظ
ماشي متعنالك لقدام يا أبلة!
أخفض عينيه ليجد أحد المارة محدقا به وهو يضحك على هيئته فنظر له شزرا مرددا بحنق بائن
في حاجة!
رفع الرجل يده قائلا بحرج
لأ مافيش!
تحرك بعدها دياب نحو سيارته ليركبها متمتما بكلمات مبهمة لكنها توحي بغضبه التام 
نظرت باحتقار لها وهي متأبطة في ذراع والدتها فدفعتها عن عمد بقوة من كتفها لتحل محلها وتمسك بذراعها ابتلعت أسيف ريقها متحملة أسلوبها الفج في التعامل وأخرجت تنهيدة مزعوجة من ها 
تحركت للجانب الأخر لتسير إلى جوار عمتها متجنبة افتعال أي مشاجرات معها وهمست لنفسها بتذمر
ربنا يبعدها عني أنا بأتخنق منها!
عاتبت عواطف ابنتها قائلة بضجر
مالهاش لازمة الحركة دي!
مالت عليها نيرمين برأسها لتهمس لها پحقد واضح
انتي أمي مش أمها!
رمقتها عواطف بنظرات حادة موبخة إياها بغلظة
وهي أكتر من بنتي! يا ريت تفهمي ده وتعامليها كويس
إشرأبت نيرمين بها للجانب لتحدج أسيف بنظرات دونية مخيفة قبل أن ترد بغموض مربك
وماله يا ماما! ده أنا هعاملها معاملة متتخيلهاش!
استشعرت عواطف القلق من طريقتها فتساءلت بتوجس
قصدك ايه
ردت عليه بابتسامة خبيثة وهي تشيح بوجهها بعيدا عنها لتحدق أمامها بنظرات
مخيفة
متخديش في بالك! 
صمتت للحظة قبل أن تتابع بجدية آمرة
تعالي ناحية الرصيف أحسن بدل ماشيتنا في نص الشارع!
تحركت معها والدتها وكذلك أسيف ناحية الرصيف عفويا غير مدركتين لذلك الدنيء الجالس هناك على المقهى الشعبي 
ها وايه كمان
تساءل مجد بتلك العبارة باهتمام أكبر بعد أن أبلغه صبيه حودة بما جمعه من معلومات سريعة حول ذلك الدكان العتيق المملوك لعائلة خورشيد عرف باختصار من رجال منذر الذين تبادلوا الحديث السريع معه بتنازل عواطف عن حصتها وبيعها لمنذر وشراء الأخير لها بثمن مرتفع من أجل فرض سطوته على الدكان وضمھ إلى باقي المحال من أجل مشروع المطعم لكن رفضت ابنة أخيها بيع نصيبها له فتعطل مشروعه مؤقتا كما بلغه أيضا منعه لها من دخوله 
زاد فضوله لمعرفة سبب ذلك لكن سريعا ما تلاشى ذلك الغموض المريب حينما رأى ثلاثتهن تمرقن من أمامه تسمرت نظراته على وجهها المألوف له تحديدا هو عرفها توا نعم إنها نفس الفتاة التي اصطدمت به من قبل ليلة خروجه من السچن وتسببت لاحقا في اندلاع المشاجرة 
هتف الصبي حودة قائلا بتلهف وهو يوميء بعينيه نحوهن
دول أصحاب الدكان يا معلم والبت اللي على الطرف تبقى شريكة ابن طه!
تحفزت حواسه بالكامل بعد تلك الجملة الأخيرة وانتصب في جلسته متأهبا لها 
رأت نيرمين من على مسافة قريبة على تعابيره المتصلبة ما طمأن شعورها بقرب نجاح خطتها الجهنمية 
غمزت له بطرف عينها بحركة موحية لتشير إليها وهي تهتف عن عمد مؤكدة لشخصها المقصود
يا رب بس يعجب ذوق القماش يا بنت خالي!
استغربت أسيف من طريقتها الغير مريحة في نعتها بذلك اللقب والتفتت ناحيتها لتنظر لها بانزعاج بائن التوى ثغر الأخيرة بابتسامة شيطانية برزت من خلفها أنيابها الشرسة وهي تبادلها تلك النظرات الموحية بشړ مستطر 
مرت من جواره غير مدركة لوجوده المهلك قربها لكن نظراته المخيفة اخترقتها كليا لتعلن عن بدء تحد من نوع أخر تحد مباح فيه كل شيء للظفر بذلك الصراع الممېت 
تحسس مجد ه بحركة بطيئة ثم تابعها بأنظاره القوية هاتفا لنفسه بحماس مثير
ده كده احلوت على الأخر !!!!!!
يتبع التالي
الفصل الثاني والخمسون
قست نظراته حتى باتت أكثر غموضا وريبة تمعن في تفكيره الجهنمي الدنيء حتى وصل إلى مربط الفرس إلى تلك الذريعة التي سيبدأ من عندها حياكة خطته وتنفيذها فقدا هداه شيطان عقله إلى السبيل نحوها الآن صارت هي هدفه القادم والوصول إليها يعني إعطاء غريمه اللدود ضړبة ممېتة 
ألقى
تم نسخ الرابط