منال
المحتويات
جيب جلبابه الرمادي وضغط على زر الاتصال بابنه البكري مرددا لنفسه بنبرة مكفهرة
انت فين يا بني
وضع الهاتف على أذنه فاستمع إلى تلك الرسالة الصوتية اجلة
الهاتف المطلوب غير متاح حاليا برجاء ترك رسالة بعد
أبعده عن أذنه قبل أن يكمل الجملة للنهاية محدثا نفسه بامتعاض
وده وقت الست دي!
زفر بصوت مسموع مكملا
بقي بصحبة رجاله بداخل إحدى غرف الحجز وعرف سريعا السبب وراء التشاجر الدامي فهو قد اشتبك معه أولا دون أن يتحرى عن الدوافع المهم ألا يخذل عائلته في أي موقف تجهمت تعابيره للغاية بعد كلمات رجاله الموجزة إنها قريبة عواطف احتك بها مجد بوضاعة وأساء لها عن قصد فتدخل رجال منذر بناء على تعليماته الصارمة للحول بينهما والدفاع عنها صمت ليفكر مليا فيما قالوه فأخيه لا يفعل ذلك إلا إذا كان الأمر خطېرا
محدش يجيب سيرة حريم في الليلة احنا مش ناقصين جرجرة ليهم على الأقسام!
رد عليه أحدهم معترضا
بس يا ريس دياب هي الوحيدة اللي
الټفت ناحيته هاتفا بغلظة صارمة
ولا كلمة! انتهى!
قطم الرجل عبارته ولم يضف المزيد رغم انزعاجه من قراره الغير حكيم فشاهدتها مهمة في إثبات حقهم أنهم كانوا في حالة دفاع عنها وهم المجني عليهم وليس العكس وضع دياب يديه على رأسه ضاغطا عليها بقوة فالأمر الآن في يد أخيه الكبير منذر ليتصرف بحنكة من أجل إخراجهم من هنا
رجعنا تاني للماضي الاسود!
ثم مسحت على وجهها بحنو ومسدت على رأسها برفق هامسة لها بنبرة أمومية دافئة
اطمني يا بنتي انتي في أمان دلوقتي!
لم تتمكن أسيف من السيطرة على ارتجافتها المتواصلة فصدى الاشتباك الحامي لازال يتردد في أذنيها ما لها في مخيلتها مشاهدا عڼيفة كذلك تلك النظرات الشيطانية الوضيعة ظلت تطاردها كلما أغمضت جفنيها
أشفقت عليها عواطف وانحنت لتا أعلى جبينها متابعة بضجر
قدر ولطف يا بنتي!
ظلت تربت على كتفها برفق محاولة بث الثقة إليها مرة أخرى
أزعجها للغاية شحوبها المقلق فهتفت مهتمة
ثم
وضعت أناملها على صدغها لتمسح تلك العبرات التي تبلله ومع ذلك استمرت في بكائها المنكسر
وبخطى سريعة اتجهت عواطف نحو الخارج متمتمة بكلمات مبهمة فرأتها بسمة على حالتها الشاردة تلك
اقتربت منها متسائلة بفضول
في ايه يا ماما مالك أخدة في وشك كده ليه
عليه عواطف بتنهيدة مطولة
اسكتي يا بنتي مش قادرة أحكيلك على اللي حصلنا واحنا تحت!
عقدت بسمة ما بين حاجبيها مبدية اهتمامها بحديث أمها المثير وتساءلت قائلة
خير
أجابتها عواطف بتبرم
حصلت حتة مضاربة يا ساتر يا رب عليها ولا في الأفلام!
انتبهت نيرمين للحوار الدائر بينهما وهي جالسة بغرفتها إشرأبت بها للأعلى مركزة حواسها كليا على ما تسمعه أثار فضولها بشدة سماعها لكلمات غامضة ك دكان لذا نهضت عن الفراش وسارت بحذر مقتربة من الباب لتتنصت عليهما دون أن تنتبه أي منهما لوجودها المقلق
زاد انعقاد حاجبي بسمة وهي تردد تغراب
مضاربة! وعشان ايه
أجابتها عواطف عفويا
عند الدكان بين دياب وابن أبو النجا!
هتفت بسمة قائلة بنزق
مع مازن
هزت عواطف رأسها نافية وهي تجيبها بتوجس
لأ مجد!
تبدلت تعابير وجه ابنتها للضيق وهي تقول
أعوذوا بالله! هو البلطجي ده خرج من السچن
أومأت والدتها بالإيجاب قائلة
ايوه!
ثم أخفضت نبرتها لتضيف ف
وبنت خالك كانت موجودة في النص وقت ما حصل ده كله!
بدت بسمة متعجبة للغاية مما قالته أمها فابتسمت قائلة بمزاح
ليه هي الخناقة كانت عشانها
كأنها بعبارتها تلك نجحت في استثارة أختها المتجسسة عليهما فصارت
ردت عواطف بجدية
مش عارفة والله يا بنتي هو أنا لحقت أعرف ولا أشوف حاجة الكل كان ماسك في بعضه ومحدش عارف ليه!
أضافت بسمة متسائلة باهتمام
ها وبعدين انتو اتصرفتوا ازاي ودياب عمل ايه معاه
أجابتها بضيق موضحة بيديها
ولا حاجة وقفت أتفرج من بعيد والستات تصوت الناس مقدرتش عليهم كانت على الأخر ومافيش إلا البوليس اللي عرف يخلصهم من بعض وخادهم كلهم على القسم!
ارتخت تعابير بسمة إلى حد ما وهتفت بفتور
أها! هيرجعوا يتصالحوا تاني ولا كأن حاجة حصلت! معروفة يا ماما هي أول مرة!
تهدل كتفي عواطف وهي تقول بتوجس واضح
الله أعلم! بس المرادي غير!
ثم أشارت بكفها نحو المطبخ متابعة
أما ألحق أروح أعمل حاجة سخنة للغلبانة اللي جوا هربان منها على الأخر!
لم تعقب عليها بسمة بل تحركت في اتجاه المرحاض غير مكترثة بتفاصيل المشاجرة ولا توابعها الخطېرة
وقبل أن تلج إليه خرجت إليها أختها متسائلة بع جلي
في ايه أمك بتحكي عن ايه
نظرت لها بسمة بحدة وهي تجيبها بتأفف
اسأليها!
هي مازالت تحمل في ها ضيقا نحوها بسبب صراحتها الزائدة معها
رمقتها بنظرات أخرى أكثر انزعاجا قبل أن تتجاهلها كليا وتتركها في مكانها لتدخل المرحاض
تجمدت نظرات نيرمين على نقطة ما بالفراغ وشردت تفكر بتعمق فيما عرفته جمعت خيوط الأمر معا ورددت مع نفسها بنبرة غير مريحة
لو الموضوع زي ما بأفكر ه
توقفت عن الحديث فقد لمعت عيناها فجأة بشيء مخيف نعم وصل عقلها إلى استنتاج مريب زاد بروز ابتسامتها الخبيثة من بين أسنانها وبدت أكثر حماسة عن ذي قبل
أخذت نفسا عميقا لتضبط انفعالاتها مرددة لنفسها بنبرة أقرب لفحيح الأفعى
اهدي كده يا نيرمين واحسبيها كويس عشان تظبط معاكي صح!
رفعت حاجباها للأعلى متابعة بجموح شيطاني
ولو زي ما أنا مفكرة يبقى هرتاح منها خالص!
وضعت يدها على جرحها تتحسسه فزاد إحساسها بالكراهية نحوها
هي تخلت عنها في أشد أوقاتها احتياجا لها
ولم تتقبل مطلقا أنها فعلت ذلك من أجل مصلحتها ولولا خۏفها من العودة إلى منزلها لما وطأت بقدميها منزلها مرة أخرى
دنت منها شادية محاولة تهدئتها بعد أن ثارت ثائرتها لكنها أبعدت يدها عنها هادرة بعصبية
بعتيني يا ماما وقبضتي التمن!
ردت عليها بحذر
مش كده يا حبيبتي!
صړخت فيها ولاء بحدة مستنكرة قسۏتها
هونت عليكي تعملي فيا كده!!!
هزت رأسها معترضة وهي تبرر لها
لا يا حبيبتي إنتي أغلى ما عندي بس بس كنت هاعمل ايه مع مجد ابن ال ده إنتي مشوفتيش كان بيتكلم ازاي! وتهديده ليكي وآ
قاطعتها قائلة بصړاخ أشد
أنا مش مصدقة مازن دمر فيا أكتر حاجة الواحدة ممكن
وضعت يدها على فم ابنتها لتكتم صوتها الصارخ وهتفت قائلة وهي ضاغطة على
شششش كل حاجة وليها علاج! أنا سألت الدكتورة في اتشفى و
ردت عليها ولاء بنبرة منفعلة
انتي بتضحكي عليا ولا عليكي هو انتي مفكراني جاهلة
حاولت شادية أن تهون عليها فأضافت بدون تفكير
طب فكري في ابنك يحيى!
وكأنها تعمدت مشاعرها الغاضبة أكثر هي تحثها على الاهتمام بابنها وتتناسى عن عمد أنها
ابني اللي مرمي في أبوه!
هتفت أمها معترضة
انتي ناسية الانة معايا يعني نقدر ناخده بالقانون!
زادت نظراتها حنقا وهتفت غير مصدقة تلك القسۏة الظاهرة عليها فصاحت بها
انتي بتبرري لنفسك يا ماما!
جاهدت شادية لتمتص ڠضبها هي مدركة
لعدم تا لذلك الاتفاق لكن من وجهة نظرها لم يكن لديها أي بديل سوى القبول به
وضعت كفيها على ذراعيها قائلة برجاء خفيف
افهميني بس
أزاحت قبضتيها عنها صاړخة بعصبية
مش عاوزة أفهم بقي عاوزة تقنيعني إنك عملتي ده لمصلحتي أنا مش مصدقة تحطي ايدك في ايد اللي حرمني من الخلفة
ردت عليها متبرمة من ضيق تفكيرها المحدود
مجد كان هيضيعك لو معملتش كده ومازن قصاده ولا حاجة مش هايقدر يقوله حتى لأ انتي مش عارفاه كويس زيي!
احتدت نظرات ولاء وهتفت مھددة بلا وعي
حقي اللي ضاع منهم هارجعه!
حذرتها والدتها قائلة بجدية
متتهوريش وسبيني أفكرلك وصدقيني هاتكسبي من اللي حصل!
امتعض وجه ولاء للغاية فحديث أمها ماهو إلا كالملح الذي يوضع على الملتهب ليزيد من ألمه فصړخت پجنون
كل حاجة عندك بالفلوس وليها تمن عينيك مابتعرفش تحسب غير هاخد من ده كام وده هيدفعلي أد ايه!
اختنق صوتها أكثر وهي تضيف
وأنا احساسي كأم ضاع للأبد بس انتي قبضتي تمنه ومش مهم أنا عاملة ازاي ولا حالتي ايه عشان الفلوس اللي هاتدخل جيبك!
نظرت لها شادية بجمود ثم ردت عليها
أنا مش هحاسبك على الكلام ده دلوقتي انتي مضايقة ومش في وعيك! بكرة تعرفي إن غرضي هو مصلحتك انتي وبس
لم تصغ إلى كلمة واحدة مما قالته بس بكت محدثة نفسها پقهر وهي تنظر لها بأعين مغلولة
حرام عليكي! انتي خليتني زيك مش بأفكر في حاجة إلا بتمنها لحد ما خسړت كل حاجة وأولها أنا وبقيت ولا حاجة ايوه ولا حاجة!
تعذر عليه الحصول على شاحن لإعادة شحن هاتفه الذي فقدت بطاريته كامل طاقتها فأصبح مجرد قطعة معدنية لا فائدة منها استغرقه إنهاء الإجراءات القانونية الخاصة بالشحنة الجديدة بالميناء وقتا أكثر من المتوقع وعلى مضض كبير تحمل هذا التأخير لينتهي منه تماما وما إن اطمأن من عدم الحاجة إلى وجوده حتى
تحرك مبتعدا ليعود إلى سيارته ولكن استوقفه أحد معارفه هاتفا بترحاب ودود
منذر حرب!
استدار منذر برأسه ليرى ذلك الذي يناديه مه فتابع الرجل قائلا بحماس عجيب
عاش من شافك يا راجل
دقق النظر في وجه الرجل وعرفه توا إنه أحد رفاقه القدامى منذ دراسته بكلية التجارة
دنا منه أحمد إياه ومتسائلا باهتمام
ايه يا راجل انت شكلك ناسيني
ابتسم مجاملا وهو يرد بهدوء واثق
لأ ازاي أحمد يسري! هو انت تتنسي!
كركر أحمد ضاحكا بمرح وهو يتابع
حبيبي يا منذر قولي بقالك كتير مجاتش بورسعيد
أجابه الأخير بهدوء
لأ بأجي من وقت للتاني بس انت عارف مشاغلي
ربت أحمد على كتفه قائلا
الله يكون في العون!
حافظ رفيقه على ابتسامته الواسعة وهو يكمل بألفة
بجد فرحان إني قابلتك النهاردة فكرتني والله بأيام زمان!
رد عليه منذر مبتسما ابتسامة باهتة
الله يخليك يا أحمد!
أضاف أحمد قائلا بجدية وهو يشير بيده
قولي ناقصك حاجة أخدمك فيها أنا قديم هنا في الشغل وليا لي وضعي!
رفع منذر حاجبيه للأعلى مبديا إعجابه وهو يرد
طب كويس!
أكد رفيقه على رغبته في تقديم أي عون له هاتفا بمرح
مش هزار والله تعالى الأول أعزمك على أكلة بوري إنما إيه مش هاتدوق زيها في الجمهورية بحالها
رد عليه منذر مقتضبا في حديثه
يدوم يا رب بس أنا مستعجل شوية
بالطبع كان عقله مشغولا بما يمكن أن يكون قد حدث أثناء غيابه
أصر رفيقه القديم على دعوته مرددا
هو أنا لحقت أشوفك ده احنا عاوزين نرغي شويتين تلاتة ونسترجع الذكريات إياها!
ضغط منذر على هاتفا
وقت تاني معلش
تجمدت تعابير وجه أحمد قائلا بتفهم
شكلك مستعجل
رد عليه منذر بنبرة جادة تحمل الإزعاج
يعني حاجة زي كده وبعدين موبايلي فاصل ومش معايا شاحن و
قاطعه أحمد قائلا
متابعة القراءة