الذكيه بقلم زكية محمد
المحتويات
لم ينتبه لحرف مما قالته و ما إن انتهت و وجدته على نفس حالته أردفت بضيق لكن بكلم مين فريزر بصحيح!
مال على أذنها قائلا بهمس خطېر سمعتك على فكرة و هعرفك الفريزر هيعمل إيه كمان شوية.
اتسعت عيناها پخوف قائلة ببلاهة لا أنا بهزر يا ميرو مبتهزرش يا راجل خلي البساط أحمدي..
طوي كفه و ضغط عليه بقوة و بداخله يتساءل ماذا فعل ليبليه الله بتلك القصيرة الماكرة!
هتف بجمود وهي فين الواحدة دي
اصطكت أسنانها پعنف قائلة بغيظ نعم يا عمر ! ليه قالولك عليا راجل ولا راجل!
أردف بخبث والله أنا مش شايف غير كدة كلامك شكلك ميدلش غير على كدة . بقلم زكية محمد
رفع شفته العليا بتهكم قائلا باستفزاز دول عميوا أو معندهمش زوق .
ضيقت عينيها بوعيد قائلة ماشي اما وريتك.
دلفت للمرحاض وهي تبتسم بظفر بينما ضحك هو بخفوت على تلك البلهاء قائلا دي عبيطة و شكلي هستغل دة لصالحي كتير..
ثم اقتربت منه قائلة بخفوت علشان بس تعرف إنك أنت اللي أعمى يا ....يا فريزر.
حاوط خصرها بتملك مما جعل خلاصها منه مستحيلا و أردف بخفوت مدمر لأعصابها أنت قد اللي عملتيه دة
رفع حاجبه قائلا بخبث أنا قولتلك قبل كدة أنك هتندمي لو نطقتي الكلمة دي تاني و أنا بقى هعاقبك كويس أوي.
أردفت بتخبط و صوت خاڤت هتعمل ايه
هعمل كدة..
قال ذلك ثم مال ليتجرع الرحيق الذي أدمنه من أول لحظة اقتطفه فيها ثم غرق معها في بحور العشق معا.
و ما إن انتهى من سرده حلت عليهم صاعقة رعدية ولم تختلف حالتهم عن خاصته شيئا و كلا منهم يسبح في واديه.
تساقطت دموع توحيدة قهرا على ابنتها التي لم تذق يوما هنيئا فهي تعلم بعشقها لإسلام الذي تراه مسطر في عيني ابنتها و مدى تعلقها به منذ أن كانت طفلة وكم هي سعيدة بتلك الحقائق التي ستغير موزاين ابنتها التي ظلمت مرارا و تكرارا افتراء و ظلما ليس إلا.
موسى الذي شلته الصدمة عن الحركة لا يصدق أن ابنه فعل كل هذا كيف كان يرتدي قناع المثالية بينما يختبئ خلفه حياة مليئة بالمعاصي كيف خدعهم طيلة هذه المدة و هم صدقوه يا للحسرة التي اعترته! فهو يقف والخذي حليفه هنا فبأي وجه سيواجه أخيه و بالأخص هي ذلك الجبل العتيد الذي تحمل الكثير دون أن يخر أرضا. أخذ يطلب له الرحمة فلا يجوز الآن عليه سواها.
عواطف التي شعرت بتجمد في أطرافها وهي تسمع حقيقة ابنها الذي مارس الزيف عن جدارة وكم كان بارعا به يا الله! لو أحد ينتشلها من ذلك الکابوس نعم هي تشعر و كأنها بكابوس ستصحو منه قريبا. كم شعرت بالدونية و الندم لظلمها إياها تلك التي تحملت كل شيء من ابنها ولم توشي به لأحد و عندما اضطرت لفعل ذلك لتبرئ نفسها. حمدت الله أن الوضع لم يسؤ بعد فالأمور يمكن اصلاحها الآن.
كان الڠضب هو المتحكم بها و هي تسمع لتلك الحقائق الدنيئة التي ودت لو كانت جميعها أكذوبة. وكم شعرت بالشفقة تجاهها وما عانته بمفردها تلك الحنونة الغالية التي تحظى بمكانة عالية بقلبها تساقطت دموعها رغما عنها وهي في حالة ذهول من قدرة تحملها لكل ذلك! و لم تختلف حالة سامية و محمود عنهما شيئا.
انتبهوا جميعهم و خرجوا من تلك الحالة التي خيمت عليهم على صوت الصغير الذي خرج وهو يعبس بطفولية قائلا جدو موثى.
ثم ركض ناحيته و حمله الآخر بعينين تفيضان من الدمع و احتضنه بقوة و كأنه يرسل له أسفا كبيرا له فنظر الصغير له بحزن قائلا جدو أنت ليه بټعيط و إثلام كمان.
ثم أخذ يطالع الجميع فوجدهم على نفس الحالة فهتف بتذمر كله بيعيط حتى ماما
جوة بټعيط.
انتبهت حواس إسلام ليردف بلهفة صحيح يا ميدو يعني ماما صاحية دلوقتي
هز رأسه بنعم قائلا أيوة يا إثلام ثاحية .
هتف بتماسك وهو يتوجه ناحية الغرفة التي تقبع بها أنا هروح أشوفها.
وقف أمام باب الغرفة وهو في حالة تردد من دلوفه فهو يخشى أن يصيبها مكروه بسبب رؤيتها له بعدما فعل. حبس أنفاسه و فتح الباب بحذر لينشطر فؤاده نصفين وهو يراها متكورة كالجنين على الفراش و تبكي بصمت.
اصطك فكه پعنف ڠضبا من نفسه و ليس أحدا آخر وكم ود لو يبرح نفسه ضړبا عڼيفا على تهوره و تسرعه في الحكم عليها.
زادت عبراتها نزولا عندما شعرت بدلوفه و كيف لا تشعر به وهو إدمانها!
تقدم منها حتى جلس على الأرض ليكون قبالتها و هتف بحزن وهو يشعر بعبراتها خنجرا يغرز في قلبه في كل مرة فيزيده ألما ممم..مريم ..مريم أنا... أنا آسف كنت غبي و متهور أنا عارف إنك موجوعة و مني أنا بالذات بس أعذريني حطي نفسك مكاني للأسف اللي عمل كدة نجح أنه يزرع جوايا الشك بس أوعدك هدور وراه ومش هسكت إلا لما أعرف مين هو و ساعتها هندمه على اليوم اللي أتولد فيه مريم..مريم كلميني أرجوكي متقعديش ساكتة كدة.
مد يده ناحية وجهها ليمسح عبراتها إلا أنها بقت عالقة بالمنتصف عندما وجدها تنكمش بنفور منه و تغلق عينيها وكم ألمه ذلك ! و علم حينها أن الطريق لوصالها صعبا صعبا إن لم يكن مستحيلا.
نهض من مكانه ثم مال عليها مقبلا إياها بقوة على رأسها و كأنه من خلالها ينقل لها ندمه و أسفه ثم انتصب واقفا و غادر الغرفة وهو يجر أذيال الخيبة خلفه فتطلع له الموجودون و أعينهم تتساءل بلهفة و لكنهم تراجعوا بحزن عندما قرأوا الإجابة المرسومة على وجهه.
دلفت والدتها لها التي مكثت معها وقتا طويلا تطمئن فيه عليها و بعد وقت غادروا بعد أن أوصوا منال بأن تعتني بها.
و منذ ذلك الحين وهو يأتي يوميا طلبا للعفو و المسامحة و لكنها ترفض بكل حسم فما فعله ليس بهين.
فاقت من شرودها على دقة الباب و دلوف عمتها بعدها لتقول بابتسامة بسيطة مريومة حبيبتي في حد برة عاوز يشوفك.
يتبع
الفصل العشرون
نظرت لها بتعجب قائلة بصوت مبحوح حد مين دة
أردفت بهدوء بيقول أنه محمد يلا قومي علشان تشوفيه جاي ليه أنا هطلع أستناكي.
نهضت من مكانها بتثاقل و ارتدت حجابها بعناية ثم خرجت لترى من ذاك الذي طلب رؤيتها!
ما إن خرجت للصالة ورأته عرفته على الفور فهو صديق إسلام تأففت بضيق و نهض هو بدوره ليمد يده ليصافحها ليضمها بحرج عندما وجدها تطالعه بحاجب مرفوع على فعلته تلك تنحنح بحرج قائلا إزيك يا مريم
قطبت جبينها بتعجب و جلست إلى جوار عمتها قائلة بجمود الحمد لله.
أردف بابتسامة بسيطة يا رب دايما أنا جيت علشان ......
قاطعته بحدة قائلة لو جاي تدافع عن صاحبك و تعمل من البحر طحينة يبقى وفر تعبك أحسن.
هز رأسه قائلا بتفهم يعني أنا معرفش اللي بينكم بس مفيش أمل حتى!
رفعت حاجبها قائلة بسخرية أمل ماټت و شبعت مۏت يا أستاذ يا ريت تقول للي باعتك يبطل شغل العيال دة لإني مستحيل أرجعله و قوله يا ريت يحس على دمه و يطلقني زي ما قال.
عبس وجهه قائلا بروية أفهم من كلامك دة خلاص الباب اتقفل بينكم.
هزت رأسها بتأكيد قائلة البيبان و الشبابيك وكل حاجة.
نهض من مجلسه قائلا بهدوء طيب تمام بعد أذنكم اه و يا ريت محدش يقول لإسلام على مجيتي هنا علشان أنا جيت من وراه ولو عرف هيزعل. بقلم زكية محمد
أومأت منال له بهدوء بينما انصرف هو إلى حيث أتى. جلست على الأريكة وهي تشعر بالإختناق الشديد و اه من قلب ذليل و عقل عزيز!
جلست عمتها إلى جوارها و احتضنتها دون أن تنبت بكلمة فهي تعلم جيدا بحالة التخبط التي تعيشها فهي تقع في نيران عشقه و لا مفر لها من الهروب.
هتفت بهمس موجع قلبي واجعني أوي يا عمتو نفسي أرتاح بس مش عارفة!
هتفت بدموع مكبوتة ألف بعد الشړ عليكي من الۏجع يا حبيبتي أنت بس محتاجة وقت تبعدي عنهم شوية الاوباش دول اللي مزعلين مريومة حبيبتي.
ابتسمت بخفوت قائلة ۏجعوني أوي يا عمتو ومحدش فيهم صدقني كله قال عليا مش محترمة وهما عارفين إني تربيتهم وهو أكتر حد جرحني كنت مستنية منه يطمني بس هو عمل زيهم و ألعن و أسماء بعد دة كله برده جاية تدمرني...ااااه يا عمتو ھموت والله مش قادرة..
ضمتها پخوف شديد و بدأت تقرأ عليها بعضا من آيات الذكر الحكيم و قد عزمت على شيء و عزمت على تنفيذه فهي لن تظل هكذا مكتوفة الأيدي تشاهد سقوطها دون أن تساعدها.
في إحدى النوادي العامة يجلس يهز ساقيه بانتظارهم و ما إن رآهم مقدمين عليه ابتسم بخفوت قائلا يا مراحب بالحلوين.
جلسا قبالته وهتف محمد بسعادة يا أهلا بيك يا رأفت يا وش السعد .
هتف بحذر إيه كل حاجة تمت خلاص
هزت بثينة رأسها بموافقة قائلة بفرح شديد أيوة الخطة نجحت و الهانم مشيت أكيد إسلام هيطلقها أو طلقها في الحالتين مش هنخسر كلها شوية وقت.
أردف بخبث وهو يحك فروة رأسه طيب حيث كدة بقى أنا عاوز حقي قولتولي أصبر لحد ما الخطة تنجح و أديها نجحت أهي.
أردف محمد بابتسامة عريضة وهو يوجه حديثه لبثينة خلاص يا بوسبوس النهاردة أطمنت أنها استحالة ترجعله و هتطلق منه.
رفعت حاجبها بدهشة قائلة إيه دة أنت روحتلها كمان! ما تتقل يا خفيف.
أردف بسماجة من بعض ما عندكم يا قلبي المهم الخطة نجحت و كله تمام التمام.
تدخل رأفت قائلا طيب وأنا لا مؤاخذة نصيبي فين من دة كله دة لولايا مكنتوش قعدتوا منشكحين كدة .
أردف محمد بغلظة و هو يدس يده بجيبه ومن ثم أخرج بعض الورقات النقدية خد يا رأفت ياكش يطمر بس.
تناول النقود منه وهو يعدها بشراهة قائلا من يد ما نعدمها يا زمل.
ثم نظر لبثينة قائلا وأنت يا حلوة الحلوين إيه النظام
رمت له النقود على الطاولة بحنق قائلة أهو يا أخويا إيه ما بتشبعش!
أردف بضحك هو في حد يقول للفلوس لا
نظر له محمد قائلا بملل طيب يا رأفت يلا هوينا مش خدت اللي يلزمك.
وضع النقود بملابسه و نهض قائلا وهو يغمز بعبث اه يا شوية أشرار هتخططوا إيه تاني على العموم لو في جديد أنا في الخدمة يلا سلام يا معلمة.
انصرف رأفت ليهتف محمد بهدوء و دلوقتي هنعمل ايه
أردفت وهي تمط شفتيها هنستنى لحد ما يطلقوا انت تاخد اللي ليك وأنا أخد اللي ليا.
حك مؤخرة رأسه قائلا بقلق بس أنا خاېف مترضاش بيا و توافق عليا.
أردفت بخبث جرا إيه يا حمادة شوية تسبيل على شوية إهتمام و الدنيا هتظيط معاك سبني أنا بس أتكتك.
غمز بمكر قائلا اه حبيب القلب اللي أنت مش عارفة توصليله! بقلم زكية محمد
رفعت شفتها باستنكار قائلة جرا إيه يا حبيبي إحنا هنقعد نقطم في بعض ولا إيه ما أنت كمان البت ما عبرتك في مرة أنت هتعملهم عليا.
جز على أسنانه بغيظ قائلا خلاص يا بثينة مش لازم تفكريني و تنكدي على اللي جبوني.
أردفت بضيق وهي تهم بالنهوض طيب يلا يا أخويا بينا لأحسن حد يشوفنا.
أردف بتساؤل على فين كدة ما أدينا قاعدين بندردش سوى!
أردفت بابتسامة لئيمة أخص عليك يا حمادة أنت مش عاوزني أقف جنب صحبتي في ظروف زي دي ! لا أبدا دة أنا لازم أواسيها مش صحبتي يا جدع!
طالعها بدهشة قائلا لا دة أنت إبليس يضربلك تعظيم سلام و يقولك يا أستاذة يخربيتك ايه دةصحيح إن كيدكن عظيم .
تأففت بضجر قائلة سلام يا حودة أشوفك بعدين.
استيقظ قبلها بغيظ شديد وهو ينظر لتلك الغافية لا ليست بسلام وإنما كأنها في معركة طاحنة تركل و ټضرب ما يقع عليه يدها أثناء نومها وها هو قضى بقية الليل على ذلك الحال و عندما غفي أتت لتركله ببطنه حيث أنها تقلبت أثناء نومها لتكن قدميها ممدة فوقه و رأسها عند آخر الفراش حتى خاف أن تسقط رأسها أرضا و كم هي تغفو بعمق و كأنها لم تفعل شيء.
مسح على وجهه بإرهاق وهو يبتسم بخفوت عليها تلك الفاتنة الساحرة التي ألقت عليه تعويذتها منذ الصغر فباتت تسكن بداخله رافضة أن تتزحزح أنش واحد حتى مدت جزورها لأعماقه فأصبح من المستحيل بترها.
لم تتغير طباعها سليطة لسان مندفعة متهورة شرسةلينة حنونة لا يحمل قلبها ذرة كره ولكن إن تعدى أحد حدوده معها تقف له بالمرصاد قوية هشة بها كل شيء و نقيضه و نجحت في ما فشل فيه سابقاتها من اللواتي توددن له و تمنوا فقط لو ينظر لهن لتأتي هي و ټخطف لبه بعد أن نجحت في أسره طيلة هذه المدة كما نجحت في أهم شيء أن تلقي بمياه مغلية على ذلك الجليد
متابعة القراءة