الذكيه بقلم زكية محمد

موقع أيام نيوز

وبلحظة تهور ضربها بها.
استندت على الجدار ووقعت وهي تشعر بتراخي جسدها بينما هتف فريد پخوف إيه اللي أنت عملته دة يا مچنون دي مصېبة!
أردف بجمود وهو يشاهد حالتها المزرية دة اللي كان لازم يحصل يلا بينا نهرب ولا من شاف ولا من دري لحد ما تتصفى وتطلع روحها.
وبالفعل تركاها تأن پألم فمدت يدها بصعوبة لتتصل بعلي و ما إن أتاها الرد هتفت بوهن علي ألحقني.
أتاها رده قائلا بقلق بسمة مالك
أردفت بتعب اسمعني مفيش وقت سامحني أرجوك أنا.... أنا كنت بضحك عليك علشان.... علشان ناخد الأرض بتاعتك.....نديم ضحك عليا.... و دلوقتي ضړبني بماسورة وهودع أمانة عليك لتسامحني و خلي بالك من نفسك منه.
أردف پضياع طيب أنت فين فين قوليلي..
أملته العنوان بسرعة لينهي المكالمة و يسرع نحوها لتشعر پألم شديد ببطنها فتضع يدها عليها قائلة سامحني مقدرتش أحافظ عليك..
قالت ذلك قبل أن تغيب عن الوعي وبعد ساعات خرج الطبيب من الغرفة وعلى وجهه إمارات الأسى فهتف على بلهفة مراتي عاملة إيه يا دكتور 
هز رأسه بأسف قائلا الحالة جات متدهورة جدا و مقدرناش ننقذها البقاء لله شد حيلك ابنك هيتنقل للحضانة و هيقعد فيها يومين و لا تلاتة كدة.
هز رأسه پضياع قائلا ابني!
أومأ بتأكيد قائلا أيوة ابنك الحمد لله قدرنا ننقذه لو إتأخرت كمان دقايق كنت هتترحم عليهم هما الاتنين خليك جاهز للمحضر اللي هيتفتح دلوقتي لأنهم هياخدوا أقوالك.
جلس بإهمال وعلى وجهه علامات الصدمة وهو يسترجع حديثها في أنها كانت تخدعه كيف لها أن تفعل مثل هذا الشيء أبعد ما فعله معها يلاقي الخېانة والغدر منها
بعد وقت قام بالاتصال بمريم التي أتت على الفور وعلى وجهها إمارات الهلع وهتفت پخوف
علي هو هو بسمة فين وايه الكلام اللي أنت قولته
هتف بتيه بسمة ماټت و ضحكت عليا...و كلهم ضحكوا عليا..
قطبت جبينها بتعجب قائلة ضحكوا عليك إزاي
هز رأسه پضياع ثم هتف أنا لازم أتأكد من حاجة .
قال ذلك ثم توجه للداخل لإجراء فحص حمض نووي ليتبين له ما إن كان هو ابن هذا الطفل أم هو أيضا جزء من مخططهم الدنيء .
وبعد ساعات خرجت نتيجة التحاليل لتثبت نسب الطفل له فحمد الله على ذلك و تساقطت دموعه ندما على ما أقترفت يداه.
بعد مرور أسبوع بعد أن سجلت القضية بمجهول أخذ الصغير الذي ما إن وضعه بين ذراعيه شعر بالأسى قائلا بأسف أنا آسف يا ابني آسف حقك عليا معرفتش أختار أمك صح مشيت ورا شيطاني لحد ما وصلت للي أنا فيه..
دلف به للداخل فوجد مريم التي كانت تطالعه بحزن منذ أن علمت ما حدث و نظرت للصغير باشفاق و حزن فولد ولم يرى أمه ڼصب عينيه و ما أصعب الفقد منذ الصغر.
تقدم ناحيتها قائلا بصوت أجش مريم من النهاردة أحمد هيبقى مسؤوليتك و كمان هتصل على الجماعة وأقولهم أنك ولدتي بدري على 8 شهور عادي بتحصل.
اتسعت عيناها بذهول قائلة بس بس إزاي تقول إني أمه 
أردف بإصرار بقولك إيه مش ناقص خوتة أنت هتنفذي اللي قولتلك عليه من غير نقاش و كلمة كمان هقعدك من الكلية اللي أنت فرحانة بيها و هتمم جوازي منك ڠصب عنك و أنسي أي حاجة قولتها..
هزت رأسها پخوف من هيئته تلك و ما كان منها سوى الإذعان وهي تطالعه پذعر خائڤة منه فما سسمعته عنه ليس بقليل..
سافرت العائلتين للإسكندرية ما إن علموا بولادة مريم المزعومة و مكثوا معهم لأيام أمتدت لشهر وبعدها طلب من مريم أن تتوجه بالصغير معهم للقاهرة حتى يسوي أموره هنا فهو خائڤ عليها وعلى الصغير من هؤلاء الذين تسببوا في مقټل زوجته والتي أتفقت معهم مسبقا للتخلص منه.
مرت الشهور بعد ذلك عليهم فعلي قرر أن يغير كل شيء و يتغير إذ ترك منصبه لمن يستحقه وعمل بجد وكد لجمع الأموال لإعطائها لهؤلاء المدنسين ليتخلص من شرهم نهائيا دون الحاجة لبيع تلك القطعة وكم هو ممتن للظروف التي أظهرت لهم حقيقتهم فهم خدعوه من أجل أن ينصبوا عليه و يأخذوا النقود و يتخلصوا منه ابتسم بمرار على ما فعله بنفسه و للحظة أقر بأنه يستحق أكثر من ذلك فما فعله ليس بهين كما أنه خطا في تلك الطريق طواعية دون أن يجبره أحد على ذلك.
استمر في الإتصال بمريم للاطمئنان على الصغير الذي اعتبرته الأخرى ابنا حقيقيا لها فكانت تعامله بحنان نابع من عاطفة الأمومة عندها و وازنت بينه و بين دراستها .
غاب عاما كاملا استطاع فيه أن يتخلص من ذلك الثقل الذي وقع على عاتقه حارب نفسه و جاهدها جهادا فولاذيا حتى استطاع أن يتلغب على مشكلة الإدمان لديه ليعود لابنه و زوجته كي يبدأ معهما حياة جديدة دون أية خطوط سوداء بالطريق استطاع أن يسد النقود لأصحابها الذين ما كره مثلهم. رسمت ابتسامة عريضة على ثغره منذ زمن وهو يستنشق نفحات الهواء باستمتاع و كأنه كان في قاع البحر و تم إنقاذه.
على الجانب الآخر كان فريد و نديم يغليان كالمرجل فهم شعروا بالخسارة الفادحة منذ أن فشل مخططهم فصاح فريد بغيظ هتعمل ايه أدي كل حاجة راحت علينا يا نديم!
نظر أمامه بشړ قائلا البيه دفع الفلوس مفكر أنه خلاص كدة هيفلت مني..
أردف الآخر بكره و هتعمل ايه دي كل حاجة باظت!
لمع الشړ بعينيه قائلا مش هسيبه يتهنى بيها أبدا و هتشوف هعمل إيه
ضيق عينيه بحذر قائلا هتعمل ايه
أردف بخبث هسجنه هو فاكر أنه كدة ناصح دة أنا زورت الوصولات الأمانة اللي أدتهاله و بكدة هقدر أقدم الأصلية للمحكمة و بعدين يبقوا يتصافوا.
ضحك بمكر قائلا يا ابن اللعيبة يعني هتاخد المبلغ مضاعف
أومأ بتأكيد قائلا بشړ أيوة نديم ميطلعش بلوشي من ورا أي مصلحة.
و بالفعل تفاجئ علي في اليوم التالي بوجود رجال الشرطة الذين أخذوه دون أن يعرف ما السبب وما إن وصل للقسم وعلم السبب صاح بانفعال والله سددتهم إمبارح و الوصولات معايا في البيت.
أردف رجل الشرطة بغلظة وطي صوتك يا روح امك مش قاعد في سوق التلات هنا ثم إن الوصولات أهي قدامنا وأنت مسددتهاش في المعاد يبقى تتحبس..
أخذ يعارض معهم و يؤكد لهم بأنه دفع المبلغ البارحة لهم و عندما أحضروا الوصولات التي أخبرهم إياها وجدوها مزورة و عندما لم يستطع دفع المبلغ تم الحكم عليه بعامين معلش يا جماعة مش عارفة الحكم إيه بالظبط فعدوها 
قضى تلك المدة في السچن ولم يخبر أحد و كان يتصل بهم خلسة من داخل السچن و أخبرهم أنه اضطر للسفر إلى إحدى دول الخليج و سيمكث هناك مدة و بعدها سيعود.
استغل فترة السچن في أن يعود لله و يستغفره عما اقترف من ذنب في حق خالقه ندم أشد الندم على كل معصية أبعدته عن طريق الله .
ما إن خرج و أنهى مدته أسرع يهندم مظهره لينطلق كالريح لرؤية ابنه و أهله وقد ابتاع لعبة زهيدة الثمن للصغير الذي بلغ العامين و نص ولم يراه إلا في الصور. بقلم زكية محمد
أثناء الطريق وعلى مقربة من القاهرة انقلبت الأجواء فجأة و أصبح هناك شبورة بالكاد رأى منها السائق و انتهى الأمر بانقلاب الأتوبيس و اصتدامه بشاحنة كبيرة على الطريق السريع.
بعد وقت وصلت الفاجعة لعائلته الذين انطلقوا بسرعة البرق نحو المشفى المتواجد به و تعالت الصرخات و النحيب حينما أخبرهم بۏفاته منذ لحظات حيث تعرض لإصابة خطېرة في الرأس و الصدر و صعدت الروح لخالقها.
حزنت عليه كثيرا و نظرت للصغير الذي بين ذراعيه و دموعها لم تتوقف عن الجريان و ضمته بحنان لصدرها وهي تهتف بداخلها بقيت يتيم الأم والاب يا أحمد.
ثم هزت رأسها قائلة بتصميم لا لا أنت مش يتيم يا حبيبي مش يتيم أنا هكون ماما و هكون بابا هعوضك ومش هحرمك من أى حاجة ربنا يرحمهم و يغفرلهم ذنوبهم.
أقيم العزاء و خيم الحزن على المنزل لابنهم الفقيد لتمر الأيام بعدها بحلوها و مرها على الجميع تابعت مريم دراستها في القاهرة بعد تحويل أوراقها من الإسكندرية تحت ضغط كبير على والدها لإتمام مرحلتها الجامعية واعتنت بالصغير الذي كان شمسها المشرقة والذي أعاد البسمة لوجهها و للجميع فهو العوض عن فقيدهم و ذكرى منه.
دفنت مريم ذلك السر في أعماقها و أقامت جدارا صلبا صعب اختراقه لتظل صورته أمام أهله كما زينها هو لهم فماذا إن علموا سيصابوا بالخذلان كما أنها خاڤت على مستقبل الصغير لذا التزمت الصمت و تابعت دور كونها والدته الحقيقة و بالفعل لم تبخل عنه بشيء فأغدقته بحنانها و عطفها فبات الصغير متعلقا بها وكم غمرتها السعادة للفظه إياها ب ماما.
عادت لمحطة الواقع بعد أن استقلت رحلة إلى الماضي الأليم الذي كان نتيجته أحمد ذلك البرئ الذي تشفق عليه حتى الآن كلما تذكرت والديه و لكنها بات عندها شيئا رئيسيا بحياتها فهو ابنها الروحي بالفعل.
مسحت عبراتها التي أغرقت وجهها حتى أصبحت عينيها بلون الډماء و صوت شهقاتها يعلو ويعم الغرفة.
ظل محدقا بها و هو أشبه بأبو الهول لم يتحرك قيد أنملة و لولا أنفاسه البطيئة لقلنا أنه بالفعل تمثالا حجريا. و كيف له أن ينطق بعد سماعه لكل ذلك أهذا شقيقه الذي كان يدعي الأخلاق الحميدة و الشخصية المثالية يفعل ذلك! 
يا الله لقد كاد يصيبه الجنون وهو يستمع للحقائق التي تسردها عليه. حرك مقلتيه لتقبع على وجهها الدامي و تساءل بداخله كيف تحملت كل ذلك دون أن تشتكي أو تمل فهي ليست مجبرة على أن تتحمل مسؤولية طفل ليس ابنها كما أنها ليست مضطرة لأن تخفي ذلك السر عنهم ذلك السر العظيم الذي قلب كافة الموازين.
ما هذا الجبل الذي تحمل كل تلك الصعاب! فهو لن يقول عليها غير ذلك فهذا اللقب مناسبا لها فمن يمر بتلك الظروف منذ البداية حتى الآن بالفعل جبل و منحه الله قوة تحمل غير موجودة في أي مخلوق آخر.
ألهذا السبب عندما كان يقترب منها ترتجف و كأنها تعيش ذلك لأول مرة و هو كالأبله لا يعلم أنها بالفعل المرة الأولى أن تجرب هذه المشاعر إلى جواره شعر بنغزة قوية حينما تذكر اعترافها بأنها تحبه لا بل ومن الصغر أي غفران سيطلبه منها الآن بعدما ارتكبه في حقها فهو أصبح مثلهم الجلاد الذي أدمى روحها النقية و هي أبعد ما يكون عن ذلك.
أراد التحدث ولكن ما أثقل الحروف على لسانه فماذا سيقول فلن يجدي أي شيء لإصلاح الأمر الآن.
نهض من مكانه و توجه ناحيتها بخطا متعثرة كطفل يتعلم المشي حديثا جلس على مقربة منها و رفع ذراعه ليضعه على منكبها إلا أنها انتفضت مبتعدة عنها قائلة بصړاخ ينبع من قلب ذبيح ذبح على يد الجميع و أولهم هو ما تقربليش أنت فاهم
نهضت قائلة بدموع و حدة مش محتاجة لا عطفك ولا شفقتك و يا ريت تكون عند كلمتك و تطلقني.
هتف بمهاودة اسمعي يا مريم...
قاطعته قائلة بۏجع أسمع إيه مفيش حاجة تتقال أصلا يا أستاذ إسلام بعد اللي عملته...
قالت ذلك ثم هرولت لغرفتها لتلقي بنفسها على الفراش تبكي على تلك الچروح و الندبات التي فتحت من جديد مع زيادة الچروح لۏجع آخر بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.
وضع رأسه بين راحتي يده و الندم حليفه على ما أقترف بحقها.
انقضى الليل ما بين بكاء و عض على أنامل اليد لينسدل الستار على الليل و تشرق شمس يوم جديد تحمل الكثير في طياته.
فتح عينيه و اعتدل يبعثر خصلات شعره وهو يتطلع حوله فقد غفي البارحة دون أن يشعر بعد أن ظل طيلة الليل يسير بالصالة ذهابا و إيابا يشعر بالعجز وهو يسمع صوت بكائها الذي يقطع نياط القلوب غير قادر على الدلوف و ترميم ما يمكن إصلاحه قدر المستطاع . بقلم زكية محمد
لاحظ الهدوء المريب بالشقة فنهض بفزع خشية أن يصيبها مكروه و فتح الباب كالعاصفة و لكنه لم يجدها فخرج ليبحث عنها في باقي الغرف و انتهى المطاف بعدم وجودها في المكان بأكمله انتابه القلق الحاد و صړخ باسمها بلوعة قائلا مرررررررريم..
يتبع
الفصل التاسع عشر
صعد للأعلى پجنون بعدما أدرك أنها ليست بالمنزل
و ضړب باب الشقة الخاصة بعمه پعنف حتى فتحته توحيدة التي ما إن رأته و رأت حالته المزرية هتفت بقلق خير يا إسلام يا ابني في حاجة
هتف بلهفة وعقله يرفض أي إحتمال آخر مريم عندك صح هي جوة صح يا مرات عمي مش كدة
هزت رأسها بنفي قائلة بتوضيح لا يا ابني هي اه جات و خدت أحمد من يجي ساعة كدة و نزلت تاني هي مش في الشقة
هز رأسه پضياع قائلا لا لا مش موجودة مش موجودة.. أنا هنزل أشوفها تحت عند أبويا أكيد عنده.
طوى درجات السلم تحته حتى وصل لشقة والده وطرق الباب پعنف فانتبها له من بالداخل فهتفت عواطف وهي تضع يدها على قلبها يا ساتر يا رب مين اللي بيخبط كدة على الصبح
فتح موسى الباب ليجد ابنه الذي ولج يبحث عنها كالمچنون بالداخل بينما ظل والديه يطالعانه بذهول من تصرفاته الغير طبيعية بالمرة.
هتف موسى بتعجب مالك يا إسلام بتدور على إيه يا ابني بقلم زكية محمد
هتف بتيه . مريم مريم يا بابا مريم مجاتش هنا
مصمصت عواطف شفتيها بتهكم قائلة لا مجاتش يا ابن بطني و مالك مدلوق عليها أوي كدة دة أنت حتى مقولتش صباح الخير و لسة هنشوف..
قاطعها موسى قائلا بصرامة عواطف بس اسكتي.
ثم التف لابنه قائلا بروية لا مش موجودة يا ابني تلاقيها عند أمها ولا حاجة
نزلت في ذلك التوقيت توحيدة التي هتفت بقلق وهي تدلف للداخل لقيتها يا ابني أنا شوفتها عند محمود و ملقتهاش و كمان صحبتها.
شعر بالاختناق و كأنهم سحبوا الأكسجين من المكان فجلس بإهمال على المقعد قائلا پضياع مريم ضاعت مني خلاص.
تقدم منه والده و أردف بدهشة قصدك إيه يا إسلام
نهض قائلا بتذكر اكيد عند عمتو هي قريبة من
تم نسخ الرابط