الذكيه بقلم زكية محمد
المحتويات
هنا هروح أشوفها.
و بلحظة اختفى من أمامهم و الصدمة ما زالت على وجوه البقية ليردف موسى بانفعال فيه إيه أنا مش فاهم حاجة!
أردفت توحيدة بدموع قلقة مريم مش موجودة في البيت هي و أحمد.
قطب جبينه بتعجب قائلا مش موجودة! تلاقيها راحت تشتري حاجة ولا راحت مشوار طيب ما تتصلوا عليها.
هزت رأسها بنفي قائلة سألنا و مش موجودة و تليفونها هنا في البيت هتكون راحت فين بس
أردفت بعتاب دي بنتي يا عواطف مش عاوزاني أقلب الدنيا عليها إزاي بس بالله عليك تتصرف و تعمل حاجة يا حج موسى دي غلبانة و ملهاش حد إلا إحنا.
هز رأسه قائلا بخفوت حاضر يا توحيدة روحي بلغي أيوب و محمود علشان نعرف هنعمل ايه.
فتحت عمته منال الباب بوجه مقبوض فهتف هو پخوف من الإجابة إزيك يا عمتو هي مريم عندك
لم ترد عليه وانما أخذت تطالعه بغيظ شديد أربك الذي يقف أمامها فكرر سؤاله بتلعثم عمتي أنت ساكتة ليه
هتفت بغيظ عاوز إيه يا إسلام
جذبته من أذنه و سحبته للداخل قائلة بحنق تعال هنا يا روح أمك و قولي عملت إيه في البت
لم يعبأ لألم أذنه و أردف براحة و طمأنينة يعني هي عندك مريم عندك! طيب هي فين أنا عاوز أشوفها.
زادت من ضغطها على أذنه قائلة بغيظ كلمني هنا و رد عليا الأول يا حمار.
تركته قائلة بغل و ربنا المعبود لأوريكم واحد واحد يا عيلة الأحمدي البت جيالي خلصانة لولا الدكتور الله أعلم كان هيحصلها إيه!
أردف بقلق بالغ ليه مالها هي فين أنا هدخل أشوفها .
و ما إن هم ليدلف للداخل و قف بسبب صوتها الحاد الصارم قائلة أقف عندك يا إسلام! و يا ريت لو تطلع برة و تورينا عرض قفاك.
أردفت بجمود مش قبل ما نتكلم يا إسلام.
زفر بضيق قائلا حاضر يا عمتي هنتكلم بس طمنيني عليها أرجوكي.
أردفت بتهكم غريبة بتسأل عنها يعني و قلقان عليها وأنت السبب في اللي هي فيه.
نظر لها بوجه شاحب قائلا هي حكتلك!
أردفت بجمود هو سؤال واحد عملت إيه في البت وصلها للي هي فيه دلوقتي دي كانت ھتموت روحها من العياط لولا الحقنة اللي أدهالها الدكتور نجدتنا و أحمد يا يعيني اللي كمل عياط هو الآخر خاېف على أمه.
أردفت بهدوء جوة في الأوضة بيلعب في لعب مازن ابن عادل بعد ما هدي و دلوقتي مستنية جوابك يا إسلام حرام عليك دي مريم ضفرها برقابيكم يا ولاد أخويا دي هي اللي بتسأل عليا لو مجتش يبقى في التليفون.
حك مؤخرة رأسه بحرج قائلا إيه يا عمتي يعني إحنا مش بنسأل عليكي! دة اول الأسبوع كنت عندك.
مصمصت شفتيها بتهكم قائلة أنت هتذلني يا واد! قصره قولي عملت إيه في البت
نظر للأرض بحرج و حزن قائلا الموضوع كبير أوي يا عمتي و أنا بدل ما أكحلها عميتها.
أردفت بحنق عملت إيه يا منيل أحكي حكم أنا عارفاك إيدك سابقة لسانك.
تنهد بعمق قائلا صدقيني يا عمتي الحكاية كبيرة أوي أكبر مما تتخيلي علشان كدة هحكي و الكل يكون موجود لأننا كلنا غلطنا في حقها مش بس أنا.
نظرت له بعدم فهم قائلة يعني إيه أنا بدأت أقلق منك يا واد!
مسح وجهه بكف يده قائلا بتعب هتعرفي يا عمتي بس شوية كدة كمان.
عمو إثلام.
رفع بصره تجاه مصدر الصوت ليطالع كتلة البراءة تلك بحب قائلا وهو يفرد له ذراعيه حبيب عمو تعال يا ميدو تعالى يا حبيبي.
تقدم الصغير جريا فضمھ بذراعيه و رفعه ليجلسه على فخذه و من ثم احتضنه بحب و أغلق عينيه يحاول ألا تنزل عبراته تأثرا بذلك الصغير الذي لا ذنب له أن يولد لأم كتلك ولا لأب
ابتسم له بحنو و قبله من وجنته بقوة قائلا معلش يا ميدو يا حبيبي حقك عليا.
أردف بضيق عمو إثلام عاوز أشوف ماما هي كانت بټعيط و الدكتور جه و أداها حقنة..
ربت على شعره قائلا بحب متخافش يا أبو حميد ماما كويسة يلا روح كمل لعب على ما أخلص كلام مع تيتة. بقلم زكية محمد
هز رأسه قائلا لا أنا عاوز أقعد معاك و كمان ماما.
ضمھ لصدره فاستكان الصغير بين ذراعيه و أخذ يعبث في اللعبة التي بيده بينما نظر هو أمامه بشرود و خوف مبهم من القادم.
بعد مرور أسبوعين كان العمل على قدم و ساق في حديقة القصر استعدادا لاستقبال حفل زفاف حفيد العائلة بابنة عمه التي ظهرت من العدم.
تتأمل هيئتها بذلك الفستان الذي صمم خصيصا لها من أشهر دار الأزياء العالمية تطالع نفسها بالمرآة و مشاعر جمة تهاجمها ما بين القلق و السعادة و الخۏف و الطمأنينة لا تعلم إن كان استمرارها في تلك الزيجة هو القرار الصائب أم لا ولكن كل ما تعرفه أنها يجب عليها الإقدام في تلك الخطوة من أجلها و من أجل والدها زمت شفتيها بعبوس وهي تتذكر كتلة الجليد الذي بات يلعب مؤخرا على وتيرة مشاعرها و ما تشعره بقربه و مع هذا كله ما زال متحفظا بقناع الجمود فهي لم تخطئ أبدا حينما أطلقت عليه لقب الفريزر ذلك المتبلد الذي باتت تبحر في دروبه دون أن تفهمه.
لاحت سحابة حزن على وجهها وهي تتذكر والدتها التي في أمس الحاجة لها في يوم كهذا شعرت بها آلاء و سندس اللاتي يقفن بجوارها فاحتضنتها سندس بحنان قائلة بۏجع خفي متعيطيش و تبوظي الميكب أنا حاسة بيكي و عارفة إزاي الإحساس دة صعب بس أهو ربنا عوضك بينا و بمرات عمك اللي هي زي مامتك دلوقتي متعيطيش يا روحي.
هتفت بصدق أنا مش عارفة عملت إيه حلو علشان ربنا يبعتك ليا ربنا يخليكي يا مدام سندس.
تدخلت آلاء قائلة بمرح أخص عليكي يا رورو من لقى أحبابه ولا إيه!
ابتسمت لها بخفوت قائلة و دي تيجي بردو أنت صحبة عمري عقبالك كدة قريب.
بعد وقت دلف شادي بمرحه المعتاد و نزل بصحبتها و كان بالأسفل يقف مراد بانتظارها برفقة والدها و والده و ما إن وصلا للأسفل احتضنت رحيق والدها بقوة والذي بادلها عناقا حارا و أدمعت عيناه قائلا ألف مبروك يا حبيبة بابا ربنا يسعدك يا حبيبتي.
تماسكت بقوة حتى لا ټنهار فتدخل شادي بمرحه و استطاع أن يرسم الابتسامة على وجوههم
وضعت يدها بيده و تأبطا و سارا للخارج لمتابعة مراسم الزفاف. بقلم زكية محمد
انسلت من بين الموجودين لتجلس بمكان خال و تسمح لعبراتها التي كبحتها كثيرا في الهطول أخذت تبكي بصمت و قد أتتها ذكرى زواجها المشؤوم اليوم الذي زجها فيه أخيها نحو الچحيم بعد أن حرمها من حق اختيار شريك حياتها من أجل مصالحه و خبث الآخر الذي خطط كل شئ حتى يفوز بها و كأنها إحدى المقتنيات لتكتشف بعدها أنه خائڼ ېخونها يوميا و ما إن مل منها و من شكواها الدائم و هذا ما زاده ضجرا ليلقي بها حيث أتت لتصيبها الصدمة عندما لم يرحب شقيقها بوجودها معهم ليلقي لها بحفنة من النقود من ورثها المستحق و ما أقسى من أن تأتيك الطعڼة من أقرب الأقربين!
وضعت يدها على ثغرها كي لا يصدر منها صوت شهقاتها لتنتفض في مكانها حينما شعرت بيد تربت على ظهرها قائلة بصوت طفولي أنت بټعيطي ليه يا طنط
ابتسمت لها بۏجع حاولت مداراته قائلة وهي تأخذ بيد الصغيرة و تجلسها إلى جوارها على العشب قائلة أبدا يا حبيبتي أنا مبعيطتش في تراب دخل في عيني.
أردفت الصغيرة بطفولية أنت قاعدة لوحدك ليه
هزت رأسها بخفوت قائلة لا هقوم أهو قوليلي بقى أنت سايبة الفرح و جيتي هنا ليه
أردفت بتوضيح كنت و جيت أشرب و بعدين سمعت صوتك.
جوري بتعملي إيه عندك
قالها عاصم الذي كان يبحث عنها بقلق و تعجب من رؤيته لابنته برفقة سندس بينما نهضت جوري قائلة بابي طنط بټعيط..
أردف پغضب مكتوم طيب يلا اسبقيني وانا هحصلك..صمت ليتابع بسخرية وأنا هشوف طنط اللي بټعيط دي!
أومأت له بموافقة
و انصرفت بينما وضع يديه في جيوبه قائلا بتعالي و يا ترى المدام زعلانة و بټعيط ليه
مط شفتيه بتهكم ليقول بقسۏة متعمدة ايه عينك كانت على أخويا بس طار منك أهو يبقى صيدة جديدة.
نهضت من مكانها وهمت لټصفعه على إهانته إياها قائلة بحدة أخرس! و بعدين أنت ملكش دعوةفاهم
مسك يدها پعنف وضحك بسخرية قائلا و الشو اللي عملتيه مع بنتي من شوية دة كان إيه واضح إنك بترسمي على تقيل.
نظرت له باذدراء قائلة أنت بني آدم حقېر وقلة الكلام معاك أحسن.
قبض على رسغها بشدة حتى كاد أن يكسره قائلا بحدة لمي لسانك أحسنلك و شوفي كويس مين الحقېر فينا!
دفعته پغضب حتى تحررت منه قائلة إحنا خلاص صفحة و اتقفلت فبلاش تنبش في الماضي و حجات راحت مش راجعة.
رفع حاجبه باستنكار قائلا وأنا مين قالك إني يهمني الماضي ولا تكوني فاكرة إني بجري وراكي دة أنت تبقي عبيطة أوي! أنا بس جاي أحذرك تبعدي عن بنتي و يا ريت بلاش من الحوارات الفكسانة دي!
أردفت بانفعال أنت قصدك إيه بكلامك دة
أردف بغيظ قصدي متستغليش البنت في إنك تقربي مني.
نظرت له بذهول قائلة بضحك موجع أستغل إيه و نيلة إيه! ثم تابعت بقوة زائفة لرد اعتبارها من الكلمات الموجعة التي وجهها لها منذ لحظات و أقرب منك ليه إن شاء الله! دي بس أوهام في خيالك يا بشمهندس شوف مين اللي بيعترض طريق التاني و بيخلق أي حاجة علشان يكلمه بيها ساعتها بس هتفهم مين بيستغل مين.
قالت ذلك ثم انصرفت للداخل بسرعة لتجفف دموعها العالقة بينما ضغط بقوة على قبضته حتى برزت عروقه و بعدها ضربها بالجدار بقوة قائلا بوعيد ماشي يا سندس أنا هعرف أخد حقي منك كويس أوي.
قال ذلك ثم انصرف هو الآخر للحفل.
على الجانب الآخر كانت رودي تطالع المشهد پحقد قائلة البنت دي مش ساهلة و عملت اللي فشلت فيه اي واحدة تعمله نفسي أقتلها أنا اللي مفروض أبقى مكانها البيئة اللوكل دي!
هتفت شيري بكره تعيشي و تاخدي غيرها يا رودي بس عندك حق دي مش سهلة أبدا أنا أول مرة أشوف مراد كدة! لا دة معجباته النهاردة هيموتوا من الغيظ.
أردفت بسخط شيري! هو أنت فرحانة فيا!
هزت رأسها نافية تقول لا أبدا يا بيبي بس بصراحة الموضوع ممتع بصي كدة سالي!
قالتها وهي تشير لسالي التي بحاجة لسيارة المطافي لإخماد الحريق الذي نشب بداخلها.
زمت رودي شفتيها بضيق قائلة أنا أصلا مش زعلانة أنا بس زعلانة على الأيام اللي قضيتها و أنا بأيام وردي بس يا خسارة راحت على الفاضي.
ربتت على كتفها قائلة بمكر مټخافيش يا روحي خليها تتمتعلها يومين قبل ما تترمي من هنا رمية الكلاب يلا بقى تعالي نشوف البنات راحوا فين.
على الجانب الآخر كانت ممسكة بكأس العصير و عروقها قد برزت من كثرة ضغطها عليه وهي تطالعهم بغل و كره شديدين. اصطكت أسنانها پعنف و نيرانها لم تخمد بعد وهي تشاهد مراد يحاوط خصر رحيق و يلتقطان بعض الصور .
وإلى جوارها صديقتها هايدي إلى تتطلع لها بحسرة و بعض التشفي فقد سئمت من غطرستها الغير منتهية وهي تكرر في كل لحظة أن مراد لن يكون لأي امرأة أخرى سواها و ها هو خابت جميع توقعاتها فقد ارتبط بواحدة أخرى غيرها فلربما هذا ينتشلها من مستنقع الغرور التي هي به و تستيقظ و تعي حقيقة الأمور.
خرج صوتها هادئا تقول سالي أنت كويسة
هتفت پغضب مكتوم و صدرها يعلو و يهبط پعنف من فرط الإنفعال كويسة! أنا الود ودي أقوم أخنقها بإيدي و استريح.
أردفت بروية سالي أعصابك يا حبيبتي هتحرقيها على ناس مش مستاهلة.
أردفت بغل وهي تحدجها بكره مش سالي اللي تخسر بسهولة كدة.
على مقربة منهم وقفتا مرغمتان حفاظا على مظهرهما أمام هؤلاء الذين يدعون الثراء و اضطروا أن يكذبوا في حقيقة رحيق حيث أخبروهم بأنها كانت تدرس بلندن وعندما أنهت الدراسة أتت ليعلن بعدها مراد خطبتهم و زواجهم بعدها بفترة.
هتفت ناريمان بغيظ قعدتي تقولي اصبري اصبري لحد ما أهو أتجوزها و هتقعد هنا ڠصب عن عين التخين.
هتفت الأخيرة بسخط قائلة بنوع من الاستسلام يعني عاوزاني أعمل إيه و مراد عينه في وسط راسه مش بتتحرك خطوة وإلا عارف بيها.
ضيقت عينيها بحدة قائلة يعني إيه هترضي بالأمر الواقع هترضي ببنت فاطمة هنا وسطنا اللي السبب في اللي حصل لابنك!
مطت شفتيها بضيق قائلة ناريمان بقولك إيه يا ريت تهدي لو على المكان اللي هي موجودة متقعديش فيه .
طالعها بذهول قائلة إيه! أنت اللي بتقولي كدة!
ثم أضافت بسخرية لاذعة لا شكلك كبرتي و خرفتي.
اتسعت عيناها قائلة پغضب ناريمان! إلزمي حدودك كويس أوي و شوفي بتكلمي مين.
رفعت حاجبها بدهشة قائلة بتهكم لا عارفة كويس أوي بس يا ريت كمان ما تنسيش عمايلك.
قالتها بټهديد مبطن و اختفت من أمامها بينما تمتمت سلوى بضيق و دة وقتك أنت كمان طلعتي مش ساهلة يا ناريمان مش ساهلة أبدا و يتخاف منك.
تتأفف بضيق وهي تتابع المتواجدين تارة و تنظر له بطرف عينيها تارة بينما ظل هو جامدا يتابع المراسم بهدوء ثلجي.
هتفت بضجر بقولك إيه يا أخينا هي القعدة هتطول ضهري وجعني من الصبح وأنا واقفة و أيش حمام مش عارفة إيه و ميكب إيه و......
ثم أخذت تثرثر بعبوس بينما ضيق عينيه بملل من ثرثرتها التي
متابعة القراءة