الذكيه بقلم زكية محمد
المحتويات
إلى المنطقة التي تقطن فيها و من ثم دلفتا إلى السكن الذي تقطن به حيث توجد السيدة سميحة فطرقت سندس الباب و ما هي إلا لحظات حتى فتحته فقوست حاجبيها ببعض الدهشة عندما رأت تلك المرأة برفقة آلاء قائلة أيوة مين إنتي
هتفت بغيظ مكبوت أنا مديرة رحيق في الشغل .
مطت شفتيها بسخرية قائلة الشغل ! اممممم قولتيلي و يا ترى إنتي بقى بتسرحيهم فين دا أنا هبلغ عنك يا مچرمة ضحكتي على البت وهي كانت قطة مغمضة خلتيها تمشي في الغلط ..
قاطعتها قائلة بحدة مماثلة بلا تسمحي بلا ما تسمحيش شغل التلات ورقات دة ما يخيلش عليا يا دلعدي ...
ثم وجهت الهاتف الذي تضمه بيدها و الذي كان يعرض تلك الصور المخلة لتلك المسكينة قائلة بتهكم واضح ها تقدري تقوليلي إيه دة يا بنت الحسب و النسب صحيح من برة هالله هالله و من جوة يعلم الله .
لوت ثغرها بتهكم قائلة حيلك حيلك يا أختي يعني ما عرفاش إيه دة ! دة واحد ابن أمه صحيح أنه ورانا الحقيقة بدل ما كنا على عمانا كدة ما يجو أهلها و ياخدوها و يريحونا منها بقى هي ناقصة
و بالفعل أخذوا متعلقاتها و غادروا پغضب عاصف و ما إن أستقلوا السيارة هتفت آلاء بدموع حرام عليهم ليها حق ټنهار و تعمل أكتر من كدة .
هتفت بغيظ دول مش من بني آدم خالص يا ساتر إيه دة ! دلوقتي عاوزين نعرف مين الحقېر اللي عمل كدة .
زفرت بغيظ ثم أردفت بهدوء و هي تهم بالقيادة طيب يلا خلينا نلحقها قبل ما تصحى و بعدين نشوف هنعمل ايه ..
بعد وقت قصير وصلن للمشفى و من ثم إلى غرفتها فوجدوها مازالت نائمة كما تركوها . جلسن مجددا في أماكنهن و أخذن يراقبنها بلهفة أملا في أن تفتح مقلتيها و تطمئنهن على حالتها .
جلست نصف جلسة و هنا تحدثت دموعها بغزارة و تعالت شهقاتها مجددا كلما تأتي تلك الصور و التي وصلت على هاتفها هتفت پضياع والله ما أنا يا آلاء دي ....دي مش أنا ...صدقوني والله ما أنا ..
هتفت آلاء بحنو و هي تمسد على ظهرها حبيبتي أهدي إحنا مصدقينك إنتي استحالة تعملي حاجة زي دي هو أنا أعرفك من امبارح دا إحنا عشرة يا بت بطلي عياط بقى .
تدخلت سندس قائلة بحدة سبيها ټعيط و تضيع حقها كدة بقى هي دي رحيق اللي أعرفها ! فين رحيق القوية اللي بتعرف تتصرف و تواجه كل حاجة لوحدها
أردفت پبكاء بس اللي حصل يا مدام مش سهل أبدا دول ....دول شوهوا سمعتي خلاص مش هقدر أرفع عيني في وش أي حد في الحارة .
أردفت پغضب ومين قالك إنك هتروحي الحارة دي تاني المكان اللي يقلل منك يبقى ما يلزمكيش الناس اللي تخوض في عرضك يبقى ما يلزموكيش فاهمة
أردفت پضياع أومال هروح فين يعني أنا ما اعرفش حد غيرهم و لا ليا مكان غير هناك منه لله اللي كان السبب منه لله .
انتبهت حواسها لكلماتها الأخيرة فأردفت بحذر هو مين الحقېر دة ها هو مين
اعتصرت عينيها پعنف قائلة مدحت ..هو دايما بيتعرضلي و لما ملقاش مني رجا عمل اللي عمله دة دة قالي كدة بعضمة لسانه و أنا جايالك يا آلاء ... أنا خلاص ضعت ..ضعت .
ڼهرتها سندس قائلة بحدة طفيفة إحنا قولنا إيه من شوية و بعدين إحنا مش مالين عينك ولا إيه يا ست رحيق إحنا من النهاردة هنكون عيلتك و كل حاجة أما الحقېر دة أنا هوديهولك في ستين داهية و هردلك اعتبارك في الحارة كويس يلا قومي نمشي من هنا ولا إنتي عاجبك جو المستشفيات دة !
ثم أخذت بيدها تساعدها على النهوض قائلة يلا..يلا قومي بلاش كسل قومي معايا .
نهضت معها بعد أن أتت الممرضة و أخبرتهم باستقرار حالتها و أن بإمكانها الذهاب معهن ومنذ تلك اللحظة و هي تقيم معها في منزلها كما قامت برفع قضية على المدعو مدحت و عندما فحصوا الصور تبين لهم بأنها مزيفة كما استطاع رجال الشرطة الوصول للفاعل و الزج بهم في السچن ليعاقبوا على فعلتهم تلك .
عادت من شرودها و هي تبتسم بسعادة فسندس التي كانت تخاف منها هي من نصرتها و كانت لها الحامي الفولاذي فأثبتت لها أنها نعم الصديقة .
بعد دقائق انتهت من ارتداء ملابسها و خرجت لتجد سندس أعدت طاولة الطعام والتي ما إن رأتها هتفت بابتسامة عريضة تعالي يلا علشان نفطر و ننزل بقى.
أومأت لها بخفوت ثم جلست قبالتها و شرعت في تناول طعامها بهدوء و أخذت تحدق بالأخرى و عيناها تحكي الكثير لاحظتها سندس فهتفت بمرح بعد أن ابتلعت الطعام إيه دة يا رحيق عجباكي أوي للدرجة دي ولا إيه !
حمحمت بحرج قائلة ها لا أبدا بس يعني مكنتش مصدقة إن في ناس بالطيبة دي في الزمن دة زمن مفيش للقيم ولا الأخلاق أي مكان فيه بس المصلحة و الغش و الخداع غير كدة لا إنتي أثبتيلي إن الدنيا فعلا لسة بخير .
هندمت ملابسها بغرور مصطنع قائلة شكرا شكرا لا داعي للتصفيق..
ثم أضافت بمرح إيه يا بنتي هو كله أسود كدة ! بصي يا رحيق زي ما في كويس في وحش دي قاعدة في كل زمان و مكان ..
ضيقت عينيها قائلة بحذر هو ....هو إنتي عايشة لوحدك ..يعني ... أقصد ...
قاطعتها قائلة ببسمة موجعة أيوة عايشة لوحدي بعد ما إتطلقت ..
شهقت پصدمة لسماعها تلك الأخبار فقالت بندم أنا آسفة ما أقصدش أفكرك بحاجة زي دي .
أردفت بشبح ابتسامة قائلة يا ستي دة أحسنلي يعني كنتي عاوزاني أقبل أعيش مع واحد عينه زايغة و بيخوني كل يوم مع واحدة شكل !
وضعت يدها على ثغرها بدهشة قائلة بدون وعي ابن ال الواطي .
ضحكت بخفة قائلة بټشتمي من إمتى يا رورو
استغفرت ربها قائلة بندم ما أخدتش بالي والله بس اتعصبت على ابن ال.......ولا بلاش حرام ناخد ذنوب على ناس ما تستاهلش .
ضحكت بصوتها العالي قائلة من ناحية ما يستاهلش فهو فعلا ما يستاهلش ..
أردفت بمواساة قلبي عندك يا أختي بكرة يجي سيد سيده و الله ما عنده نظر أنه يخون القمر دة .
ضحكت بصخب قائلة والله إنتي فظيعة أنا ليا كتير ما ضحكتش كدة .
أردفت بمرح يا خبر إنتي تؤمري أنا مستعدة أقلبلك نفسي شامبنزي هنا ولا يهمك ..
هزت رأسها بنفي قائلة طيب يلا يا شامبنزي كلي علشان نشوف مصالحنا.
وضعت بعض الخبز بثغرها و أخذت تلوكه قائلة ألا صحيح ما قولتيش عملتي ايه في الصفقة اللي مروحتهاش معاكي
ڼهرتها ببعض الحدة مية مرة وانا أقولك ما تتكلميش وانتي بتاكلي يا مقرفة .
رفعت يديها باستسلام قائلة آسفة آسفة يا كبيرة .
هزت رأسها بقلة حيلة قائلة بردو ! مفيش فايدة! المهم بقى بعتنالهم كام تصميم كدة و اختاروا منهم اتنين وهو دة اللي هنشتغل عليه .
أردفت بابتسامة بعد أن بلعت طعامها طيب كويس خالص ربنا يوفقك يا رب و يبعتلك ولاد الحلال اللي يطلبوا دعايا لمنتجاتهم و يوسع رزقك قادر يا كريم يا سندس يا بنت أم......
توقفت فجأة و
قطبت جبينها قائلة بتساءول هو صحيح إسم امك إيه
كانت تطالعها بنظرات ذهول قائلة بدون وعي خديجة .
أكملت تلك البلهاء قائلة يا بنت أم خديجة .
أردفت بدهشة رحيق إنتي هتشحتي يا ماما ! و بعدين إيه اللي كنتي بتقوليه دة و اتعلمتيه فين
أردفت بفخر وهي تحمحم قبل أن تتحدث حضرتك أنا كنت بشحت وأنا صغيرة .
رفعت حاجبها بعدم تصديق قائلة بتشحتي وإنتي صغيرة !
أومأت بتأكيد قائلة اه والله كنت دايما أشحت من خالتي فلوس علشان تديني و أروح أشتري شيبسي كنت بطلع عينها ..
جزت على أسنانها بغيظ قائلة قومي يا رحيق قومي قدامي بدل ما أضربك .
ضحكت بصخب قائلة أهو دة نفس البوقين اللي كانت بتقولهوملي .
ثم لاحت سحابة حزن على عينيها قائلة الله يرحمها راحت و راحت معاها كل حاجة حلوة .
أردفت الأخرى بمرح حينما رأت حزنها ذاك وأنا روحت فين يا رحيق أخص عليكي هان عليكي طبق الجبنة اللي نسفتيه دة
ضحكت بخفة قائلة لا طبعا إنتي ربنا بعتك ليا نجدة لو قعدت طول عمري أشكرك مش هيوفي .
أردفت بوجه ممتعض أهو دة بقى اللي مش عاوزينه أرجعي رحيق الفرفوشة اللي كانت من شوية لو سمحتي .
جففت تلك الدمعة الهاربة و أردفت بابتسامة باهتة هرجعها بس مليش دعوة لو أكلت راسك أهو أديني بحذرك .
خرتا سويا و صعدن للسيارة و ما إن همت سندس بتشغيل المحرك شهقت رحيق بصوت عال أصاب الأخرى بالقلق فقالت پخوف مالك في إيه
زمت شفتيها بعبوس قائلة نسيت ساندوتش الجبنة بالطماطم وأنا بحط الأكل في التلاجة .
عضت على شفتيها بغيظ قائلة صبرني يا رب ..
قالت ذلك ثم أدارت السيارة وانطلقت بها كالريح بينما كتمت الأخرى ضحكاتها بصعوبة على منظرها .
بقلم زكية محمد
ولج للغرفة التي يمكث فيها عمه طريح الفراش بعد أن طلب رؤيته . جلس قبالته قائلا بهدوء أخبارك إيه يا عمي دلوقتي
هتف بوهن كويس يا ابني الحمد لله ها طمني عملت اللي قولتلك عليه
أردف بثبات متقلقش يا عمي قريب هتسمع أخبار كويسة .
أردف بتساءول طيب و أخبار شادي معاك إيه عاوزك تقرصلي عليه شوية و يخف استهتار .
هز رأسه بموافقة بينما أردف الآخر بقلق و شيري عاملة إيه هي في وصايتك و تحت عينك أنا زي ما أنت شايف مشلۏل و قاعد مش قادر أتحرك و أخوها مش شديد زيك كدة أنا وكلتك المهمة دي .
أردف بهدوء خطړ ما تقلقش يا عمي هي تحت عيني و عارف بكل تصرفاتها فمتقلقش أنا همشي دلوقتي هتأخر على الشغل .
قال ذلك ثم نهض وانصرف على عجالة لتقابله زوجة عمه والتي رأته يخرج من الغرفة فهتفت بخفوت و تعجب يا ترى بينهم إيه مخلي مراد كل يوم و التاني عنده بالشكل دة !!.....
يتبع
الفصل السابع
خرجت من معقلها بعد أن قضت الليل تبكي على الأطلال و كأن شيئا لم يكن دلفت للمطبخ و قامت بإعداد وجبة الإفطار و رصتها على الطاولة بعناية وجلست تعبث في حجابها قائلة بحيرة أروح أصحيه يفطر ولا لا ! وأنا مالي إن شاء الله عنه ما أكل الغتت دة ولا أصحيه علشان ما يقولش عليا واحدة مستهترة ! يوووه و بعدين في الحيرة دي ! ما كنت مرتاحة يا ربي أصحى على بوسة أحمد و ضحكته اللي ترد الروح بدل أخينا اللي شايف نفسه دة اه لو أطول رقبته أخنقها نفسي أفش غيظي فيه يا ناس .
أديني أهو قدامك و وريني هتخنقيني إزاي !
صړخت بفزع و استدارت لتجده يقف بطالته التي ټخطف أنفاسها و تأسرها و تزجها لسجنه فتعيش أسيرة لعشقه الذي لا تعرف له مخرج .
أردف بسخرية إيه أتخرستي دلوقتي يعني ! أومال فين البابور اللي هب من شوية دة !
أردفت بتلعثم أااا.....مش ...مش بقول حاجة .. أنا بكلم نفسي .
رفع حاجبه بتهكم قائلا وكمان هبلة ! قد إيه محظوظ يا أنا !
احتقن وجهها و تحول للون القرمزي و أردفت بانفعال أهو انت الأهبل و ستين أهبل كمان أنت ما صدقت لقيتها و هتعملني ملطشة !
أردف بهدوء خطېر جعل البرودة تسري بأوصالها مين الأهبل دة ما سمعتش كويس
هزت رأسها بنفي قائلة ببلاهة لا دة الواد أحمد هو الأهبل .
أزاحها برفق قائلا بدون اكتراث طيب عديني كدة وأنت شكلك ضاربة إصطباحة على الصبح و بعدين نفسي أعرف لما أنت شجاعة كدة ما تثبتي على موقفك !
طالعته بغيظ قائلة لو سمحت طول الفترة دي اللي هنقعدها مع بعض يا ريت تحترمني و تكلمني بأسلوب أحسن من كدة أنا مش هسمحلك .
لوح بيده في الهواء قائلا بمبالاة وهو يجلس على المقعد بلا تسمحي بلا متسمحيش بطلي زن وجعتيلي راسي ..
اشتعلت النيران بداخلها لا تصدق أن إسلام الهادئ الرزين الذي تعرفه عن ظهر قلب هو نفسه الماثل أمامها الآن و فجأة و بدون مقدمات توجهت ناحيته و التقطت طبق البيض بالزبدة الذي كان على وشك أن يغمس قطعة الخبز فيه و أردفت بحدة ما تفطرش من الأكل بتاعي روح أعمل لنفسك.
حدجها بنظرات أرعبتها قائلا قدامك عشر ثواني لو ملقتش الطبق مكانه هقوم و ساعتها هيصدر مني تصرف متلوميش غير نفسك بعديه .
خاڤت من تهديده الصريح فوضعته ببعض القوة ثم جلست على الجانب الآخر و شرعت في
متابعة القراءة