الذكيه بقلم زكية محمد
المحتويات
تناول طعامها و كلما وضعت قطعة خبز تحت أسنانها تدهسها بغل و كأنها ترسل له بأنه يا ليته لو كان موضع ذلك الخبز لألتهمته بقوة تقطع أحشائه بأسنانهاوعلى ذكر ذلك شردت بمخيلتها تتخيل كيف تقطعه إلى قطع صغيرة عند تلك النقطة أخذت تضحك بانتصار بينما طالعها الآخر بذهول و هو يجزم بأنها مچنونة و بحاجة لمشفى المجانين لتعالج .
ابتسم بخبث وهو يلتقط كوب الماء المجاور له و نثره على حين غرة عليها لتصرخ هي بفزع لتنتبه حواسها و تعود للواقع بعد أن أغدقت عليه بخيالها الأحمق فأردفت بانفعال إيه الغباء دة !
ضحك بصخب عليها قائلا العيب عليا يعني بفوقك بدل ما أنت عمالة تضحكي زي الهطلة !
و بلمح البصر احتضنت طبق البيض و الخبز و فرت من أمامه كالعاصفة لتدلف لغرفتها و تغلق الباب بإحكام وهي تصيح بنشوة الانتصار أيوة كدة يا مريم أوعي تخليه ينتصر عليكي أبدا .
أخذ يتطلع لذاته پصدمة كيف تجرأت على فعل ذلك ! تلك البلهاء التي ستقوده للجنون يوما . نهض و الڠضب حليفه و طوى الأرض بخطوتين واصلا لغرفتها ثم أخذ يطرق على الباب پعنف قائلا أنت يا زفتة افتحي الباب نهارك مش فايت النهاردة بقى أنا تعملي فيا كدة !
أردفت بحدة وهي تلوك الطعام بغيظ لا مش هفتح هبلة أنا ولا هبلة علشان أفتحلك !
أردفت پخوف و ټهديد والله لأقول لعمي موسى عليك ها ..
ضحك بغلب قائلا بسخرية ليه قالولك عيل صغير هتشتكي لأبويا أعلى ما في خيلك أركبيه و أبقي النهاردة من جحرك دة ..
قال ذلك ثم توجه ناحية الصالة وهو يسير جيئة و ذهابا يكور يديه پغضب و كم ود لو كانت أمامه الآن لفصل رأسها عن جسدها . نظر لملابسه المبتلة بغيظ شديد قائلا بتبرم بقى حتة عيلة تعمل فيا كدة ! ماشي يا مريم ..
استدعت رحيق لتدلف لها على الفور جلست قبالتها انتظارا لما ستمليه عليها .
هتفت سندس بهدوء يلا قدامك عشر دقايق بالظبط تلمي ورق الصفقة و تجهزيه علشان ناخد التصاميم و نروح شركة نوديلهم التصاميم.
هزت رأسها بخفوت ومن ثم انصرفت لتنفذ المطلوب و بعد دقائق وصلت أمام هذا الصرح الشامخ وما إن ارتجلت من السيارة فرغ ثغرها بدهشة و انبهار وهي تتأمل المبنى العملاق قائلة ما شاء الله إيه دة يا مدام سندس ! يا حلاوة يا ولاد تعالوا يا حارة و شوفوا بنتكم واقفة فين دة أنا هوصيهم لما أموت يدفنوني هنا ..
هزت رأسها بموافقة و سحبت نفسا عميقا ثم زفرته بتمهل و ولجتا سويا ليبتلعهم هذا المبنى الشاهق الإرتفاع.
وقفت أمام المصعد فهتفت رحيق بحذر حضرتك واقفة ليه هنا يلا نطلع !
رفعت حاجبها بذهول قائلة عاوزانا نطلع خمسطاشر دور على السلم !
جعدت أنفها بضيق قائلة نعم ! خمسطاشر دور ! طيب ما تقوليله هو ينزل .
أردفت بتعجب وماله إحنا كدة كدة هنطلع بالأسانسير ...
قاطعتها قائلة بابتسامة بلهاء قصدك هتطلعي بيه أنا استحالة مش هقدر أنا هطلع قدامك يدوب ألحق أوصل .
حدجتها بذهول قائلة هتطلعي 15 دور يا مچنونة ! رحيق أهدي كدة أومال.
هزت رأسها برفض قائلة بجدية لا يا مدام سندس أنا اللي آسفة أنا بټرعب من الاسانسير عندي فوبيا استحالة أطلع فيه نهائي فهمتيني طيب ما إحنا شركتنا الصغنتوتة في الدور التالت ليه الإفترى دة !
جزت على أسنانها بغيظ قائلة ساعات بتوصليلي إني بتعامل مع بنت أختي مالك يا رحيق ما تجمدي كدة !
أردفت بإصرار بصي يا مدام سندس إحنا كدة كدة جينا بدري أنا هطلع على السلم و هسبقك أو انتي اسبقيني و استنيني هناك سلام ..
أنهت حديثها و أطلقت العنان لساقيها و الأخرى تنظر لطيفها بفيه يكاد يصل إلى الأرض و هزت رأسها بنفاذ صبر و استقلت بعدها المصعد لتنتظر تلك البلهاء بالأعلى أي جنون هذا !
و بالفعل وصلت قبلها بكثير و وقفت قبالة السلم تنتظرها و بداخلها قدح يغلي و تمنت لو تظهر أمامها الآن فتفتك بها ..
انتظرت كثيرا حتى راودها القلق و الخۏف عليها و خشت أن يكون حدث لها شيئا زفرت براحة عندما ظهرت ولكن حالتها مذرية حيث تعرق وجهها و أصبح
مثل اللون القرمزي من فرط الجهد الذي بذلته.
ما إن وصلت للسلمة الأخيرة ألقت نفسها على أقرب مقعد تلتقط أنفاسها بصعوبة .
هتفت سندس پخوف و حدة يا مچنونة يا مچنونة ! أنا غلطانة إني سبتك و سمعت كلامك شوفتي اخرة تنشيف دماغك !
هتفت بتقطع مممياه .....عععاوزة...مياه ..
ركضت لتجلب لها الماء و عادت تحمل زجاجة مياه فإلتقطتها الأخرى منها بسرعة و قامت بإرتشافها بأكملها ثم أردفت بتذمر روح إلهي تتشك يا بعيد إلهي عشرين دور تاخدهم في طرة اه يا رجليا يا أمي اه ..
ثم نظرت للتي كانت تكاد ټنفجر كالقنبلة الموقوتة و أردفت بحذر أتأخرت عليكي !
مسكت رأسها قائلة بغيظ هتشليني يا رحيق هتشليني بعمايلك دي !
نهضت قائلة بسرعة بعد الشړ يا مدام سندس إن شاء الله صاحب الهلومة دي ..
جحظت عيناها پصدمة وهي تتطلع للشخص القابع خلف تلك البلهاء والذي ظهر من العدم .
لم تكتفي رحيق بهذا القدر حينما أردفت بحنق و يجيله شلل أطفال كدة كان لازم يعني يترزع في الدور العشرين !
أخذت تحدجها بقوة كي تكف عن الحديث و لكنها هتفت ببلاهة في إيه ! بتبصيلي كدة ليه
أردفت بغيظ مكبوت وهي تصطنع الابتسامة إزيك يا باشمهندس مراد
هتف بجمود وهو يطالع الأخرى بنظرات لو كانت رصاصا لقټلتها أهلا يا مدام سندس..
أردفت بعملية إحنا جيبنا التصاميم اللي انتوا طلبتوها و .......
قاطعها مشيرا لها بيده قائلا بهدوء جليدي طيب ..طيب أعتقد الكلام دة مش هنا في المكتب .
استدارت لترى ذلك المتعجرف و حدجته بحنق بينما مالت على سندس تهمس بجوار أذنها مين الأخ
وكزتها في ذراعها قائلة بهمس مماثل دة صاحب الهلومة دي يا أختي الله يحرقك يا شيخة .
انتفضتا معا على أثر صوته الجامد قائلا مش هقعد واقف لسيادتكم كتير ورايا شغل مهم ..
حمحمت بحرج قائلة وهي تهم بالسير تمام يا باشمهندس مراد ..
سار قبلهم متوجها للمكتب الخاص به بينما رفعت رحيق يدها في الهواء وكأنها تضربه وهي تهتف بحنق خاڤت مين اللي دلك على التلاجة دي يا مدام ! من قلة العملا يعني !
أردفت بحزم ما اسمعش نفسك لحد ما نخلص .
هزت رأسها بنعم و من ثم دلفتا للمكتب و جلستا مقابلته بينما جلس هو بغطرسته المعتادة .
مدت سندس له الأوراق قائلة بتهذيب دي التصاميم يا فندم اللي اختارتوها شوف لو محتاج تعديل ولا كويس كدة .
التقط منها التصاميم و أخذ يحدق بها بتركيز عال استغرق ذلك دقائق قبل أن يمط شفتيه باستحسان قائلا بجمود كويس مش بطال تقدروا تنفذوا من دلوقتي .
عضت رحيق على شفتيها بغيظ بينما هتفت الأخرى بابتسامة مجاملة تمام يا أفندم و أنا جهزت الأوراق علشان التوقيع ..
هز رأسه بهدوء قائلا تمام ثواني يكون شادي هنا علشان هو المسؤول عن الشؤون القانونية .
أنهى كلماته و ضغط على الزر لتأتي السكرتيرة على الفور فقال ابعتي شادي بسرعة يكون هنا .
أومأت بموافقة فهتف هو بتذكر اه و شوفيهم هيشربوا إيه
ابتسمت سندس بعملية قائلة ملوش لزوم يا باشمهندس هنمضي العقود و نمشي علطول .....
قاطعتها رحيق قائلة بابتسامة بلهاء بس أنا عاوزة عصير فراولة .
قالتها بترجي طفولي بينما تنحنحت سندس بحرج قائلة احم هاتيلها عصير فراولة وأنا قهوة سادة لو سمحتي .
أومأت لهن بابتسامة عملية و انصرفت وبعد لحظات ولج شادي الذي توجه ناحيتهم و رحب بهم بعملية بينما هتف مراد ببرود شادي خد الأوراق دي و راجعها كويس قبل ما تمضي العقود .
تناولها منه قائلا ببسمة واسعة أوك مفيش مشكلة جابوا التصاميم
أومأ برأسه قائلا أيوة خد أهو شوفها علشان تخلص كل حاجة معاهم .
جلس قبالته و شرع في إنهاء ما طلب منه و بعد وقت انتهوا من مهمتهم ليردف مراد برسمية باردة كالثلج كحاله كدة كل حاجة تمام فاضل دلوقتي التنفيذ .
أردفت سندس بعملية إن شاء الله يا أفندم الشغل هيعجبكم و لينا شرف كبير إننا نتعامل مع شركة كبيرة زيكم ..
أردفت رحيق بخفوت سمعه شادي قصدك حصلنا القرف بالذمة دة بني آدم دة ! دة لوح تلج يا ساتر على الغتاتة ..
اڼفجر شادي ضاحكا عليها مما أثار تعجب الآخرين بينما حدجه مراد بنظرات جعلته يتوقف فورا عن الضحك و رفع يديه باستسلام في الهواء قائلا أنا آسف بس أفتكرت حاجة كدة ضحكتني .
غادرن هن و بمجرد أن خرجن هتفت سندس بتوبيخ و عتاب ينفع اللي عملتيه دة يا رحيق بتحرجيني قدام المدير ! وأنا اللي بقول عليكي عاقلة !
استشعرت جديتها فهتفت برجاء أنا آسفة يا مدام والله مكنش قصدي بصي خدي أي حد معاكي بلاش أنا بعد كدة .
قالت جملتها وهي تنكس رأسها للأسفل بينما زفرت هي بضيق قائلة أنا ما أقصدش أزعلك بس بقولك كدة علشان تاخدي بالك .
أردفت بلهفة حاضر هحاول بس أنت عارفاني بتصرف بعفوية من غير ما أفكر .
ضيقت عينيها قائلة بغيظ قصدك بتهور ...
ثم تنهدت بعمق قائلة رورو دي أحلى حاجة فيكي أنك نقية من جوة ومن برة بس متخليش حد يستغل دة بشكل مش كويس يلا بينا ...
عندما كانت تهم بالحديث قاطعتها بصرامة قائلة و هننزل بالأسانسير ومش عاوزة أسمع أي اعتراض .
قطبت جبينها بتذمر ولكنها لن تعارضها تلك المرة حتى لا تتهمها بالاستهتار .
دلفت للمصعد معها و لسوء حظها ولج معهم في نفس اللحظة شادي الذي ما إن رآها غمز لها بطرف عينه بعبث بينما نفخت وجنتيها و استدارت للجانب الآخر وما إن تحرك المصعد ونزل للأسفل تشبثت بذراع سندس بقوة قائلة پذعر وهي على وشك البكاء أنا ... أنا خاېفة ھموت ...ھموت ..بتخنق ..
سرى الړعب بأوردتها حينما رأت حالتها تلك قائلة پخوف رحيق ..رحيق اتنفسي واهدي مفيش حاجة
إلا أنها أخذ صدرها يعلو و يهبط پعنف و تلتقط أنفاسها بصعوبة و أبيضت عيناها و شعرت بأنها النهاية .
سقطت على ركبتيها والأخرى تسندها وهي تفرك يدها بقلق قائلة بدموع رحيق خليكي معايا أوعي تغمضي ..
هتف شادي أخيرا بقلق هي مالها هي متعودة على كدة ولا عندها فوبيا !
أردفت بدموع أيوة هي قالتلي كدة وأنا الغبية كنت فاكراها بتدلع ولا بتهزر وقف الأسانسير أرجوك وقفه .
انتصب واقفا وضغط بسرعة على أقرب دور فتوقف فهتفت سندس بقلق بالغ ينهش أعماقها رحيق بصي أهو وقف خلاص يلا فتحي و ردي عليا يا رحيق ..
أخذت تربت على وجنتيها بخفة حينما استسلمت للقاع المظلم الذي سحبها نحوه . تدخل شادي قائلا بهدوء خليني أشيلها و أوديها لأقرب دكتور .
نظرت له قائلة پضياع بس ...
قاطعها قائلا بصرامة مفيش بس يعني عاجبك حالتها دي !
هزت رأسها بنفي فأردف بروية خلاص يبقى سيبيني أتصرف و ألحقها .
قال ذلك ثم حملها ثم حملها و خرج بها تحت أنظار الموظفين المذهولين صعد لسيارته و جاورته هي و انطلق بها بسرعة .
بعد وقت كانت ممددة على الفراش و بيدها السيروم المغذي فهتف الطبيب بعملية متقلقوش هتفوق بعد شوية و الموضوع ملهوش داعي للخوف دة كله .
أردفت پخوف بس هي ...هي كانت پتتخنق يا دكتور و .....
قاطعها قائلا بروية دة عادي جدا طالما عندها فوبيا من الأماكن الضيقة و المقفولة تقدر تمشي أول ما تفوق معاكم بعد أذنكم .
انصرف الطبيب بينما هتف شادي في محاولة منه لطمأنتها متقلقيش هتكون كويسة إن شاء الله.
أردفت بعرفان للجميل أنا متشكرة أوي على اللي عملته معانا .
أردف بابتسامة عريضة وهو ينظر لرحيق الغافية و بداخله يتعجب من دقات قلبه المتزايدة عندما كان يحملها ولم القلق انتابه بهذا الشكل عندما وجدها هكذا ! متشكرنيش يا مدام دة واجبي أنا هستنى برة لحد ما تفوق علشان أوصلكم وهبقى ابعت حد يجيب عربيتك من قدام الشركة .
أومأت له بخفوت بينما خرج وما إن غلق الباب خلفه أردف بتعجب وهو يضع يده على قلبه الذي لم يتوقف نبضه المتزايد بعد و بعدين معاك ! غريبة ! قلبي بيدق بطريقة غريبة ودي أول مرة تحصل ..... بقلم زكية محمد
ليلا أتت كلتا العائلتين لرؤية العروسين و اضطرت مريم للخروج وما طمأنها هو وجودهم فلن يستطيع أن يفعل شئ أثناء وجودهم .
كانت المواجهة مشحونة إلى حد ما و استمر اللقاء ما بين رضا و سخط تشبث أحمد بوالدته فاضطروا أن يتركوه وكم سعدت هي لهذا القرار و ما إن غادروا كانت تحتضن الصغير تستمد منه الأمان أما هو أخذ يطالعها بنظرات ذئب مفترس يتربص بفريسته .
أخذت تتراجع للخلف پخوف ولم تلحظ تلك الطاولة التي إصتدمت بها وكادت أن تهوى بالسفير و لكنه كان الأسرع حينما جذبهما معا ناحيته لتقبع رأسها على صدره و الصغير بينهما .
تكاد تجزم أن دقات قلبها وصلت لمسامعه التي تتراقص على ألحان عشقه فرغ ثغرها بذهول تستوعب مدى اقترابها منه يا للقدر ! أهي الآن بين ذراعيه و ليس
متابعة القراءة