الذكيه بقلم زكية محمد
المحتويات
اللي بتحبيه .
هتفت بجمود - مش عاوزة ورايا شغل عاوزة أخلصه .
زفرت بضيق من صمتها القاټل ذاك و ردودها المقتضبة و لكن يجب من وضع حد للأمر و إنهاءه فأردفت بصرامة - رحيق بصيلي هنا و اسمعيني لحظة .
نظرت لها بانتباه قائلة بهدوء - أيوة يا مدام سندس !
أردفت بصرامة - بصي بقى الموضوع طول و بقي سخيف أوي ممكن أفهم ليه مش راضية تقابلي أهلك لحد دلوقتي و أخوكي شوية و هيبوس رجلك وأنت مصدراله الوش الخشب !
جحظت عيناها پصدمة قائلة - نعم ! هو أنت مفكراني بقولك كدة علشان تمشي لا دي راحت منك خالص ! رحيق أنا بس عاوزاكي تعيشي في وسط أهلك و تحسي أن ليكي سند في ضهرك إنما موضوع إنك تمشي دة يشهد ربنا إني مش عاوزة أسيبك أبدا بس أنا مش هكون أنانية .
قوست شفتيها بأسى قائلة - حبيبتي أي حد بيروح مكان جديد عليه بيحس الاحساس دة لما تتعودي هتحبيهم .
و كالعادة تركتها فهي تخشى المواجهة وليست في أتم الاستعداد لها .
نزلت للأسفل و قد غلفت دموعها طبقة كرستالية فالبكاد ترى ما أمامها بتشوش تشعر بالنقيض تريد أن تركض لوالدها لتنعم بحنان الأب الذي لم تجربه من قبل و عقلها ينهرها أنه لم يسأل عنها و تركها تعاني بمفردها .
يتبع
الفصل التاسع
هزت رأسها بعدم فهم و كاد الجنون يعصف بها فهتفت بعصبية شديدة - قصدك إيه بإني السبب ها قصدك إيه
أردفت بتهكم - و دي حاجة يتهزر فيها ! إيه عاوزة تبرأي نفسك من عملتك دي !
أردفت بذهول و الصدمات تتلاحق عليها - حرام عليكي إزاي أنا هعمل كدة فيك وأنا مكنتش أعرف حاجة غير لما جيتي قولتيلي إزاي تتهميني بالقرف دة دي آخرتها !
أردفت بجمود - مش دة جزء من خطتك ولا متهيألي ! هو قالي على كل حاجة و عرفني الإتفاق اللي بينكم وقالي كمان أنه هيشوف شغله معاكي استلقي وعدك يا حلوة شوفتي بقى الكفة كلها اتقلبت ضدك ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها ..
صاحت بدفاع عن نفسها - أنا معملتش أي حاجة من اللي بتقولي عليها دي يا أسماء أنت زي أختي هعمل فيك كدة ! صدقيني .
دلفت والدتها في تلك اللحظة قائلة بضيق - جرا إيه يا دلعدي جاية تتهجمي على البت في بيتنا عمالة تتلوني عليها علشان تسامحك بعد اللي عملتيه ! على العموم بنتي قمر وألف مين يتمناها روحي أشبعي بيه إسلام ..
أردفت بصړاخ - و سمعتي اللي حطتوها في الأرض أنت وبنتك مين هيرجعهالي ها ردوا عليا .
رفعت حاجبها قائلة بقسۏة - دة بس علشان تحرمي و تعرفي أنت بتلعبي مع مين يا حلوة .
طالعتهن پقهر و زمت شفتيها بأسى قائلة - لأول مرة في حياتي هكره نفسي و هكره شوية مبادئ وصلتني للي أنا فيه دة و لأول مرة أستاهل اللي يجرالي طالما ماشية ورا شوية قواعد ملهمش تلاتين لازمة في الزمن دة و بجد ندمانة إني ساعدتك بس أنا أحسن منك مش هفضحك حسبي الله ونعم الوكيل هسيب حقي لربنا وهو اللي هياخدهولي منكم ومن كل اللي ظلمني ..
أنهت كلماتها و غادرت بسرعة المكان و قلبها ېنزف بچروحه الغائرة و تمنت في تلك اللحظة أن توارى تحت الثرى بينما هتفت نسمة بحدة - تفضحك إزاي يا بت
أردفت بتلجلج - أاا...دي بتكدب يا أما و بتقول أي كلام دي مش ساهلة ..
أردفت بتأكيد - أيوة ربنا يرحمنا من شرها بت توحيدة دي ..
تلقتها على السلم فهتفت پذعر - مريم ...مريم حبيبتي أنت سمعتي باللي حصل
ألقت بنفسها بين ذراعيها قائلة پبكاء - ھموت يا بثينة قلبي وجعني و حساه پينزف .
أخذت بيدها إلى الأعلى و دلفتا لشقتها ثم جلستا على الأريكة فأردفت بعتاب و ضيق - شوفتي ! شوفتي أخرتها أهي طلعت من الليلة و لبستيها لوحدك .
أردفت پبكاء - مكنتش فاكرة أنها هتعمل كدة و بعدين أنا معرفش مين دة اللي بتقول أن أنا اللي خططت معاه و الله ما استاهل أبدا اللي عملته .
زمت شفتيها بعبوس قائلة - علشان طيبة و الطيبة في الزمن دة ما بتوكلش عيش يا مريم كله بيدوس على كله علشان مصلحته دة أنت حتى مرضتيش تقوليلي عن سبب مرواحك معاها و أعرف زيي زي الغريب أنا مش بلومك بس مش عاوزاكي تتعاملي مع الكل بصفو نية .
أردفت بۏجع
- مقدرش أشوف حد محتاج مساعدتي و أقوله لا .
أردفت بانفعال - و أديكي أهو مدتيلها إيدك لكن هي عملت إيه ! عضتها يا مريم و رمتها ونكرت الجميل.
أومأت بخفوت قائلة - عندك حق يا بثينة أنا اللي غلطانة و أستاهل ضړب الجزمة أنا كل اللي بيحصلي لحد دلوقتي بسبب غبائي .
أردفت بهدوء - لا متقوليش كدة العيب مش عندك و بعدين ما أتعودتش عليكي كدة أنا فين مريم القوية اللي ما بتستسلمش بسهولة كدة .
أردفت بتهكم - خلاص ماعدتش تتحمل أكتر من كدة جبت آخري يا بثينة يا رب أموت و أرتاح و أريحهم مني ..
أردفت بعتاب - بعد الشړ عنك متقوليش كدة يا مريم متنسيش أحمد اللي محتجالك .
ابتسمت بحب على ذكر هذا البرئ الصغير قائلة - صدقيني هو الحاجة الوحيدة اللي مصبراني على مر الأيام.
أردفت بحنو - يبقى متقوليش الهبل دة تاني سامعة
احتضنتها بحب قائلة - ربنا يخليكي ليا يا بوسبوس أنت الوحيدة اللي بتستحملي قرفي .
ضيقت عينيها قائلة بغيظ - مش هرد عليكي قومي يا بت قومي فرفشي كدة ألا بالحق إيه أخبارك مع اللي ما يتسمى
قوست شفتيها بعبوس قائلة - متقوليش عليه كدة .
رفعت حاجبها باستنكار قائلة - من امتى! ولا السنارة غمزت ولا إيه العبارة
تنهدت بحزن قائلة - لا غمزت ولا نيلة دة بني آدم رزل أصلا و ما بيحسش .
ضحكت بصخب قائلة - لا دة أنت شكلك معبية منه على قلبك قد كدة ! قوليلي عمل فيكي إيه المزغود
أمام قصر فخم مصمم على الطريقة الحديثة توقفت سيارة سوداء و نزل منها ذلك المتعجرف وتوقف للحظات قبل أن يلمح سيارة ابن عمه .
قطب جبينه بتعجب و وقف يشاهد ارتجال شادي السريع و إلتفافه يمينا و يسارا بشكل يثير الريبة فوقف يراقبه بفضول .
اتسعت عيناه پصدمة حينما رآه يفتح الباب الخلفي و يميل قليلا ليحمل ذلك الجسد والذي لم يكن سوى لرحيق ثم غلق الباب بقدمه واستدار ليدلف بهدوء .
ما إن سار للداخل بحديقة القصر أوقفه صوته الجامد قائلا بدهشة - بتعمل إيه يا حيوان !
اعتصر عينيه و زفر بغيظ ثم استدار ناحيته قائلا - زي ما أنت شايف .
رفع حاجبه بشك قائلا - هي نايمة ولا أنت مخډرها !
ابتسم ببلاهة قائلا - إزاي عرفت أيوة أنا مخډرها .
أردف بتهكم - و ملقتش طريقة غير دي تجيبها بيها هنا !
أردف بضجر - أهو كان على إيدك دماغها الحجر دي اللي عاوزة تتكسر مش نافع معاها اللين يبقى نتعامل بالقوة أنا هوديها لبابا اللي ھيموت و يشوفها .
أردف بجمود - و الباقي يعرف باللي يحصل مهدتلهم يعني ولا اتصرفت بغباء كالعادة من غير ما تدرس أبعاد الموضوع !
رفع شفته العليا قائلا بتهكم - أبعاد ! ليه هرسم مجسم !
هز رأسه بيأس قائلا ببرود وهو يهم بالدلوف - براحتك اعمل اللي أنت عاوز تعمله .
دلف للداخل بسرعة بينما توقف هو يستوعب كلماته قائلا بخفوت - هو قصده إيه بكلامه دة ما هما مسيرهم هيعرفوا أنا هدخل بيها وخلاص ما هو الموضوع لازم يتعرف هنفضل نخبي فيه لحد إمتى
ثم ألقى نظرة على تلك الغافية قائلا بضحك خاڤت - مين يصدق القطة الشرسة هي نفسها الملاك اللي نايم دة ! اه لو تفضلي كدة من غير ما تنشفي راسك .
دلف للداخل وهو في حالة تأهب ما إن يراها أحد معه حبس أنفاسه و خطى بخطا رزينة ووجد ما توقعه .
كانت والدته تجلس برفقة زوجة عمه و جدته اللاتي طالعنه بذهول عندما وجدوه يحمل جسد فتاة غائبة عن الوعي .
نهضت ناريمان بسرعة البرق و هتف بحدة - مين دي يا شادي وازاي تجيبها هنا بالشكل دة
هتف بحذر - دي ...دي رحيق يا ماما ..
تصلب جسدها بذهول و حاولت تكذيب القادم حينما سألته بحذر - أيوة يعني رحيق دي جايبها من أي مصېبة
أردف بضيق - رحيق أختي يا ماما ..
صاحت پغضب عارم - أختك مين أنت اټجننت ! شيري بس اللي أختك أمشي أرمي الژبالة اللي معاك دي برة و كفاية تخاريف .
أردف بضيق - يا ماما دي أختي مش ژبالة بابا عاوز يشوفها .
صاحت پجنون - أيوة قول كدة باباك ! بقى هو اللي باعتك بيها مش كنا خلصنا منها ومن أمها .
ضيق عينيه بانتباه قائلا - قصدك إيه
انتبهت لما تفوهت به قائلة - ما اقصدش تعالي شوفي يا سلوى هانم حفيدك و عمايله !
نهضت هي بدورها صائحة بقسۏة - بنت الخدامين دي استحالة تقعد هنا ثانية واحدة أطلع وديها مطرح ما جبتها يا شادي .
أردف بجمود - والله بابا هو اللي هيقرر....
تخطاهن و صعد للأعلى بها ضاربا بكلامهم عرض الحائط بينما صاحت ناريمان پجنون - إلحقي يا سلوى هانم مصېبة ! إيه اللي جابها تاني مش ماټت خلاص ...مش ..
ڼهرتها پغضب دي تكف عن الثرثرة وقتها سيفتضح أمرهما قائلة بصرامة وهي تتطلع إلى لميس - أخرسي هتفضحينا ! أهدي و اعقلي لحد ما نشوف الموضوع إيه ..
اشتعلت النيران بصدرها فهي تمقتها لأنها ابنة غريمتها التي فضلها عليها و ظنت أنها قد تخلصت منهما ولكن للقدر رأي آخر .
صعدت للأعلى وهي تزفر بغيظ وڠضب لو تجسد لحړق الأخضر و اليابس بينما نظرت سلوى أمامها بذهول فقد ظهرت تلك المرة ابنتها ابنة تلك التي أخذت منها ابنها و جعلته يتخلى عن ثراءه و ينزل لمستواها المتدني ليرتبط بابنة السائق خاصتهم رغم أنف الجميع فلم يعبأ باعتراضهم ولا بأي شئ آخر و تزوجها.
جزت على أسنانها پغضب فيبدو الماضي لم تغلق أبوابه بعد وأن عليها أن تتوخى الحذر في الآتي و توابعه و أخذت تتوعد لها بداخلها .
طرق الباب و فتحه بصعوبة و دلف وعلى وجهه ابتسامة مشرقة و حماس لرؤية رد فعل والده ما إن يراها .
كان يقرأ في أحد الكتب عندما دلف هو لتنسحب أنفاسه و يتوقف العالم من حوله و أخذ يرمش بسرعة لعله يحلم .
ابتسامة عريضة توسطت وجهه قائلا بتلعثم و فرحة تغزو أوصاله - ه...هه...هي بنتي ...بنتي رحيق ..
أومأ له بتأكيد قائلا بحنو - أيوة يا بابا هي رحيق بنتك .
أردف بقلق بالغ حينما لاحظ سكونها - طيب هي ليه كدة ساكتة ! هو حصلها حاجة
قاطعه قائلا بهدوء - متقلقش يا بابا هي كويسة أنا هنيمها جنبك علشان لما تصحى تشوفك .
أردف بلهفة و فرحة طفل ليلة عيد بملابسه وهو يعدل من وضعية الوسادة - هاتها هنا يا شادي حطها جنبي خليني أشوفها و أشبع منها .
ممدها برفق وخلع حذائها برفق و دثرها جيدا بالغطاء بينما تجمعت الدموع سريعا في مقلتي مجدي وهو في حالة عدم تصديق أنه أخيرا رأى ابنته بعد عملية بحث عنها دامت لسنوات في الخفاء .
مد يده المرتجفة ېلمس وجهها بحنان أبوي و ابتسم بحب فهي نسخة لزوجته الراحلة .
نظر لشادي قائلا بلهفة - هي مالها يا شادي نايمة في الوقت دة مش غريبة !
تنحنح بحرج قائلا بحذر - أصل يا بابا ... أنا.. أنا خدرتها علشان أعرف أجيبها هنا .
حدق به بذهول قائلا - عملت إيه ! أنت متخلف ولا جرا لعقلك حاجة !
أردف بضيق و تذمر - يا بابا يعني رضيت تيجي معايا بهدوء و أنا قولت لا !
هز رأسه بيأس قائلا - هتفضل كدة مچنون لحد إمتى دة حتى أنت الكبير .
أردف بمرح - جرا إيه يا حج هي رحيق هتكوش على قلبك و تاخدك مننا ولا إيه .
ابتسم لابنه قائلا - أنتوا التلاتة غلاوتكم واحدة عندي أنتوا اللي طلعت بيكم بس مشتاقلها شوف
متابعة القراءة