الذكيه بقلم زكية محمد

موقع أيام نيوز

أن اليوم هو عيد ميلاده الرابع .
صعد بسرعة وما إن توقف أمام الشقة سمع بعض أصوات الموسيقى فابتسم بمكر فهو لم يخبرهم بعودته ليصنع لهم مفاجأة.
فتح الباب بحذر و هدوء كي لا يشعران بوجوده وغلقه بنفس الهدوء ليمشي على أطراف أصابعه نحو مصدر الصوت فكاد أن يتحدث بصوته العالي ليخبرهم بقدومه إلا أنه وقف مصعوقا يشاهد تلك الجنية تتمايل على أنغام الموسيقى و تضحك للصغير الذي يحاول تقليدها. 
خرج صوته العابث قائلا ألعب! يا هوت شورتاتك يا عتبة !
الفصل الخامس عشر
يجلس الجميع في البهو الكبير وفي المنتصف يجلس المأذون وعلى يمينه مراد و على يساره مجدي لبدأ مراسم كتب الكتاب و على مقربة منهم كانتا تجلسان و الحقد يتصاعد منهن كألسنة اللهب فهن ظنوه أنه يقول هكذا ليخرس ألسنة الصحافة و الإعلام و لكنه مستمر في تلك اللعبة .
بالأعلى تزفر بضيق بينما تقف زوجة عمها إلى جوارها و صديقتها آلاء التي هتفت بسم الله ما شاء الله على عروستنا القمر.
امتعض وجهها بضيق قائلة دي جوازة الندامة يا أختي!
هتفت زوجة عمها بهدوء ليه يا حبيبتي ألف بعد الشړ ربنا يجعلها جوازة العمر و يسعدك العمر كله.
عضت على شفتيها بغيظ قائلة يعني أنت مش عارفة يا مرات عمي ! دي لعبة و مسيرها تنتهي وأنا اللي هطلع خسرانة في الليلة دي لما أطلق و سيرتي تبقى على كل لسان.
ربتت على ظهرها بحنو قائلة لا يا حبيبتي خير بإذن الله مين عارف مش يمكن الجوازة دي تستمر علطول!
رفعت حاجبها قائلة باستنكار علطول! ومع الفريزر دة! سوري يا مرات عمي ما اعتقدش.
ضحكت بخفة قائلة لا صدقيني مراد كويس جدا و بصراحة أنا أكتر واحدة فرحانة أنه خلاص أخيرا أتجوز بعد ما كنت شوية كمان و هفقد الأمل فيه.
تدخلت آلاء قائلة بروية و مرح يا بت ما تبقيش كئيبة كدة افردي وشك دة ويلا علشان ننزل الناس مستنية تحت.
زمت شفتيها بعبوس قائلة ماشي يا أختي أدينا نازلين.
بعد وقت تم كل شيء و ارتبط اسمها إلى جوار اسمه تحت ميثاق الزواج أما هي كانت في موقف لا تحسد عليه فكانت تشعر بالضياع وسط كل ما مرت به وتمر و لوهلة تساءلت ما الذنب الذي أقترفته لتعاقب عليه سرعان ما استغفرت ربها وأنه القدر لا مفر منه.
نظرت لوالدها لتجد في عينيه دموع ولكنها دموع فرح ربما لثقته بابن أخيه الذي لا تعرفه جيدا و حولت مقلتيها لتلك الأفاعي المتجسدة في جسد إنسان و رأت الڠضب و الحقد مرسوم بأعينهن فابتسمت بخبث فما أسعدها عندما ترى الحنق مرسوم على وجوههن فأخذت تبتسم باصطناع لترسل لهن أن ما يحدث يروق لها.
على الجانب الآخر كان والدها ينظر لها بحب وعاد بذاكرته للخلف و بالتحديد في الصباح حينما أخبر مراد بأن يعجل في الزواج كي يخرس ألسنة الجميع و أيضا لسبب آخر خوفه عليها فهو لن يكون قادرا على أن يحميها وهو قعيد كرسي متحرك فلتكن إلى جواره هو و مسؤوليته التي وكله إياها فهكذا سيكون مطمئنا عليها أكثر لأنه يعلم مراد جيدا إن عبث أحد مع شيء يخصه ينسفه و يمحوه تماما.
توالت المباركات و التهاني عليهم عدا المذكورين في السابق تحدث عمران لتلطيف الأجواء المشحونة إيه يا مراد ما تاخد مراتك و تقعدوا مع بعض شوية في أي حتة برة.
هتفت رحيق بتسرع لا! أنا قصدي ....مش عاوزة أطلع يعني و كدة..
أردف بتفهم طيب خلاص على الأقل اقعدوا مع بعض شوية أهو تتعرفوا على بعض أكتر ولو برة جنينة القصر.
كان يبدو من الخارج جامدا ولكن بداخله كان يود الإعتراض خاب أمله حينما هتفت لميس بحماس اه كويس جدا يلا يا مراد يا حبيبي..
جز على أسنانه بقوة و أومأ لهم بموافقة
ومن ثم خرجا معا تحت ضغطهم وتحت نظرات الغل الأخرى التي كانت تتابعهم.
ما إن وصلا للمسبح جلس هو على المقعد المجاور له و أخرج هاتفه وأخذ يتصفحه غير مبالي بالتي
تقف و تغلي كالمرجل و تهز ساقيها بعصبية وهي تراقب بروده قائلة بخفوت فريزر فريزر مغلطتش يعني!
سارت بعض الخطوات لتجلس على المقعد بجواره تارة تنظر للماء اللامعة على الاضواء و تارة تنظر أمامها حتى أصابها الضجر فتأففت بضيق قائلة أظن كدة كفاية حړقة ډم!
وما إن نهضت هتف بصوت صارم أقعدي!
هتفت بغيظ نعم! لا مش هقعد هقعد أعمل إيه دة حتى الجو يخنق .
جز على أسنانه پعنف قائلا بټهديد بقولك أقعدي يعني تقعدي..
جلست پعنف قائلة بتذمر أنا عارفة أنها جوازة شوم من الأول محدش صدقني! طيب أتكلم معايا أعمل أي حاجة بدل ما أنا قاعدة كدة..
رفع حاجبه بتهكم و رمقها بنظرات سخرية ثم تابع ما يفعله. استشاطت ڠضبا وخاصة عندما رأته يبتسم للشاشة فعلمت أنه يحدث شخصا ما ولكنها لا تعلم من بالتحديد فقامت بسحب الهاتف منه قائلة بحدة على فكرة أنا بكلمك بطل برودك دة!
أردف من بين أسنانه هاتي الفون.
أردف بضجر هاتي الفون و بلاش دراما و اه الفون لما يكون فيه شغلي يبقى أهم منك.
ازدادت وتيرة أنفاسها وبلحظة تهور ألقت الهاتف خلفها والذي لم يكن سوى داخل المسبح فاتسعت عيناها خاصة عندما رأت نظراته التي يرمقها إياها والتي بمثابة أسهم حاړقة إذ هتفت بتلعثم أااا..... أنا ما ...ماأقصدش يا مراد والله أنا كنت قاصدة أرميه على الأرض.... أنا... أنا همشي..
وما إن استدارت لتفر و تلوذ بالنجاة . تبادلا النظرات ما بين خوف و ڠضب نهاه حينما أردف بفحيح انزلي هاتي الفون.
قطبت جبينها بتوتر قائلة أنا....مش ..مش بعرف أعوام....
قاطعها قائلا بعدم اكتراث مش مشكلتي يلا هاتي الفون..
أردفت بحنق هو أكيد باظ هتعوزه في إيه
دفعها بحدة قائلا بجمود يلا.
هزت رأسها پخوف عندما رأت الإصرار بعينيه فنظرت للمسبح و توجهت ناحيته و بلحظة رددت الشهادة و قفزت بداخله لتحرك ذراعيها بعشوائية تناضل للعيش وهي تحاول البحث عن الهاتف فشعرت بأنها النهاية فاستسلمت للأمر الواقع وما هي إلا لحظات حتى سكن جسدها في الماء.
ظن أنها تكذب لذلك أصر على أن تحضره و لكن انتابه القلق حينما وجدها ساكنة هكذا في الماء فقفز خلفها على الفور وقام بإخراجها و مددها على الأرضية و أخذ يضغط على قفصها الصدري و لجأ لانعاشها بالتنفس الصناعي و بعد عدة محاولات شهقت بقوة و أخذت تسعل بشدة و تتنفس بصعوبة بينما هتف هو بغيظ اتنفسي براحة..
فعلت ما املاه عليها ثم أخذت تضربه بقبضتيها في أماكن متفرقة قائلة بحدة كله بسببك يا جلاب المصاېب مش هترتاح إلا لما ټموتني!
نظر لها باستنكار قائلا شكلك ناسية اللي عملتيه!
نظرت لملابسها بضيق قائلة هدومي اتبلت هدخل إزاي قدامهم كدة 
أردف بخبث زي الطريقة اللي طلعتي بيها من الفيلا المرة اللي فاتت.
اصطكت أسنانها پغضب قائلة بطل تلميحاتك الزفت دي كان يوم أسود.
أردف بجمود وكأنه شيئا لم يكن تعالي ورايا..
قال ذلك ثم سلك طريقا آخر من الخلف للوصول للأعلى دون أن يراهم أحد فكورت قبضتها بغل و سارت خلفه و لكن ما لم يكن في الحسبان شاهدتهم ناريمان التي
هتفت باذدراء والتي كانت تشاهد لحظة اقترابه منها عندما كان ينعشها وقد فسرت الأمور بشكل خاطئ إيه قوام سحرتيه! مش غريبة عليكي مامتك عملتها قبلك.
غلت الډماء بعروقها فهتفت بحدة بقولك إيه يا ست أنت كله إلا أمي مش هسمحلك ولا هسمح لأي حد يجيب سيرتها بالۏحش.
أردفت بسخرية لاذعة و منظرك دة تفسريه بأيه مش قادرين تصبروا لحد الفرح!
صړخت
بحدة أفزعت
من
أمامها أخرررسي!
تدخل مراد منهيا ذلك الجدال قائلا ببروده المعتاد أظن أنها مراتي و بعلم الكل يعني أي حاجة تحصل بينا لا هي غلط ولاحرام .
أنهى حديثه و مسك يدها و صعد بها للأعلى بينما رفعت حاجبها بشړ قائلة لا بقى دة أنا لازم أتصرف بأسرع وقت مش هستنى كتير.
أردفت بخفوت وغيظ سيب أيدي يا جدع أنت.
ولكنه كالأصم لم يتركها إلا عند باب غرفتها قائلا بجمود قبل أن يغادر يا ريت بعد كدة متتصرفيش بغباء تاني.
أردفت بخجل زائد إسلام بطل الولد قاعد .
نظر للصغير الذي يطالعه ببراءة قائلا إزيك يا أبو حميد كل سنة وأنت طيب يا بطل بص شوف جبتلك إيه
أنهى حديثه وهو يمد له تلك اللعبة فركض الصغير نحوه و التقطها منه و فتحها بحماس وما إن رآها فرغ فاهه بدهشة قائلا بفرح الله حلوة أوي يا إثلام.
مال عليه مقبلا إياه بوجنته بحب قائلا قلب إسلام أنت يا أبو حميد يلا يا بطل روح أوضتك عاوز أقول لماما كلمة سر.
أومأ بتفهم قائلا ماشي بث بعدين نلعب مع بعض
هز رأسه بموافقة قائلا حاضر يا أبو حميد.
أردفت بتقطع أنا..... أنا دايخة.
أردف بفزع لا أبوس إيدك ما تفيصيش دلوقتي بصي اتنفسي واحدة واحدة و هتبقي زي الفل.
اقترب منها ليتخلص من ذلك الغطاء بخبث ثم أخذ بيدها و جلسا معا على الأريكة قائلا بحنو أهدي و اتنفسي براحة كدة ..
أطاعته و بدأت تتنفس بتمهل حتى هدأت فأردف بحذر وهو يناولها كوب الماء خدي اشربي المياه هتهدي أكتر.
تناولت منه الكوب و ارتشفت منه القليل وهتفت بتوتر وخجل أنا... أنا هروح أشوف أحمد.
مسك
يديها قائلا بعبث أحمد جوة بيلعب خلينا في عم أحمد و ام أحمد.
شهقت فجأة قائلة پضياع ها 
قطبت جبينها بتعجب قائلة حاجة إيه!
بعد محاولات عدة منه فتحت مقلتيها قائلة بضعف و كأن عقلها يرفض تصديق ما حدث للتو هو في إيه
رفع حاجبه باستنكار قائلا ما شاء الله يعني من أول ما أقرب يغمى عليكي و تصحي فاقدة الذاكرة! يا فرحة أمي بيا.
قطبت جبينها قائلة بدهشة أنت تقصد إيه
أردف بغيظ لا صحصحي معايا كدة أنت مش فاكرة اللي حصل خالص !
عادت للخلف بذاكرتها لتسترجع تلك اللحظات لتستوعب أنها حقيقة و ليس حلم كما تخيلته لتغزو الحمرة وجنتيها بخجل زائد.
ڼهرته بخجل إسلام!
أردف بعبث الله! هو اسمي حلو كدة وأنا ما أعرفش!
صړخت بحدة قائلة أنت بقيت قليل الأدب كدة ليه أوعى سيبني.
ضحك بخبث قائلا هو حد يشوف القمر دة و ميبقاش قليل أدب!
وضعت يدها على جبينه قائلة بتعجب أنت سخن!
أردف بإعياء مصطنع اه أوي حتى شوفي كدة.
ضيقت عيناها بغيظ حينما كشفت لعبته فوكزته بذراعه قائلة بطل كدب.
ضحك عاليا وهو يقول اعملك إيه طيب! مش أنت اللي بتسألي أسألة غير منطقية وملهاش أي دخل بالموضوع!
طالعته بحذر قائلة إسلام أنت بتعمل كدة ليه أنا مش فهماك!
تنهد بعمق قائلا بحيرة ولا أنا فاهم نفسي يا مريم بس أنا ببقى مبسوط وأنا جنبك اليومين اللي غبتهم حسيت بفراغ كبير أنت كنتي ملياه وأنا مش واخد بالي مريم أنا مش عاوز نبقى كدة عاوز نبقى زي أي اتنين متجوزين من غير مشاكل.
أردفت پضياع ها أنت قولت إيه
أردف بتأكيد اللي أنت سمعتيه يا مريم ها موافقة نكمل ولا نفضل على اتفاقنا اللي أول مرة 
لم ترد عليه وكيف ترد و أخرستها الصدمة تماما أيسألها إن
كانت موافقة أن تكمل حياتها معه! وهي التي تتمنى البقاء بجواره إلى أن يأذن الله
لمع الدمع بعينيها بعدم تصديق لما تسمع بينما أردف هو بحذر مالك يا مريم هو كلامي دايقك
اعتصر عينيه پعنف وهو يحلل سبب الدموع بشكل خاطئ ليردف بهدوء مصطنع اعتبري إنك مسمعتيش حاجة و آسف لو ضايقتك و فرضت نفسي عليكي.
وما إن هم ليقف وجدها تتشبث بيده فنظر لها وجدها
تهز رأسها بنفي و دموعها تهطل بغزارة فتراجع فورا وجلس إلى جوارها قائلا بقلق طيب أنت بټعيطي ليه دلوقتي
لم تجب وانما ازدادت في البكاء وهي تخشى أن تخبره بحبها له و هذا ما لن ترضى به أبدا.
مد يده ليمسح عبراتها بحنان قائلا طيب ممكن تبطلي عياط
هزت رأسها بموافقة لتحاول كبت دموعها التي نزلت رغما عنها لطالما تظاهرت بالقوة أمام أعينهم فأردف هو بروية ها سامعك عاوزة تقولي إيه
نظرت أرضا قائلة بخفوت ممكن تديني شوية وقت
هز رأسه بتأكيد قائلا طبعا خدي الوقت اللي أنت عاوزاه بس يا ترى فيه أمل و لو حتى بسيط
هزت رأسها بخفوت وخجل بنعم فابتسم قائلا تمام يبقى خدي وقتك براحتك و أهو فرصة نتعرف على بعض أكتر من غير ما نتخانق مع بعض.
ثم أضاف بعبث وهو يشير لها بس بشرط ما تقطعيش بعادتك دي.
لم تفهم ما يرمي إليه إلا عندما نظرت إلى ما يرمي إليه بصره فشهقت بخجل و سرعان ما نهضت وهي تركض للداخل
هز رأسه بضحك قائلا بصوت عال يا ميدو تعال يا حبيب عمو تعال ..ثم تابع بصوت خاڤت يملئه الغيظ تعال على ما أمك تحن علينا .
بالداخل وضعت يدها على ثغرها بعدم تصديق وابتسامة واسعة أفتقدتها منذ زمن بعيد و قلبها يقيم حفل غناء راقص يحتفل بما سمعه منذ قليل تمددت على الفراش وهي تتطلع للسقف و عينيها الحب منها يفيض ومن ثم أخذت تقفز بسعادة و ودت لو تصرخ پجنون الآن فلن يلومها أحد على ما هي فيه فيالها من سعادة غمرت روحها التي كاد أن يتآكلها الحزن.
في الصباح الباكر تقف بركن بعيده بالقصر تضع على أذنها تنتظر رد الطرف الآخر الذي ما إن أجاب هتفت بحذر ها عملت اللي قولتلك عليه
أيوة يا ناريمان هانم.
أردفت بنشوة انتصار طيب هستنى اللي طلبته منك في رسالة فورا دلوقتي .
أنهت المكالمة لتأتي لها رسالة بعد ذلك ما إن قرأت ما بداخلها نظرت أمامها قائلة بشړ مش هستنى لما سلوى هانم تقول هعمل إيه و مهعملش ليه أنا لازم أتصرف و أخلص الموضوع دة بنفسي.
استيقظت صباحا بنشاط و أعدت الطعام و وقفت تعض على إصبعها بخجل وهي تتطلع لباب الغرفة التي يقبع بها و بالأخير حسمت الأمر إذ دلفت بخطا حذرة لتراه مازال غافيا.
تقدمت نحو الفراش و أخذت تتطلع إليه بحب تتأمله بعشقها المكنون له منذ زمن. مدت يدها لتوكزه بخفة بذراعه قائلة بخفوت إسلام.. إسلام أصحى.
قطب جبينه بتذمر قائلا كدة من غير ما تصبحي عليا يا مريومة
تم نسخ الرابط