الذكيه بقلم زكية محمد

موقع أيام نيوز

قائلة - دي حجات صعب عليكم يا بتوع دادي و مامي تفهموها .
ضربها برفق على مؤخرة رأسها قائلا بضحك - يا بت لمي لسانك و احترمي أخوكي اللي أكبر منك .
أردفت بتذمر - إيدك تقيلة يا شادي الله !
أردف بضحك - حقك عليا يا ستي ها بتعملي إيه وقاعدة تقري ليه بتحسدينا يا رورو !
أردفت بحرج - أنت سمعت !
ضحك بصخب قائلا - كله ...كله ..
شهقت پصدمة قائلة - ها ! طيب استر عليا ربنا يستر عليك .
جعد أنفه بتعجب قائلا - أستر عليكي ! هو أنا قافشك في شقة مفروشة ! أنت هبلة يا بت !
زمت شفتيها بضيق قائلة - يا عم يعني داري عليا و متقولش لحد .
غمز بمكر قائلا - متقلقيش سرك في بير يا كبيرة وايه الورق دة
أخذ ينظر فيه بدقة قائلا بدهشة - يا شيطانة بتخططي لإيه لا أنا كدة هخاف منك .
أردفت بابتسامة بلهاء - لا متقلقش أنت برة القايمة .
تنهد براحة قائلا - الحمد لله يعني أنا براها !
أطلق ضحكاته العالية حينما قرأ ما تلقب به كل شخصية قائلا - حرباية أم قويق الحجة سلوى أبو شنب مترين الفريزر ! هههههه اه لو سمعك الفريزر يبقى أقري على روحك الفاتحة الأحسن تولعي في الورق دة كله .
أردفت باعتراض - لا دة تعبي من اول ما قعدت أنت عاوز تضيع تعبي على فشوش أنا هطلع بيه فوق و أحطه في أوضتي ولا من شاف ولا من دري.
ابتسم لها بحب قائلا - قاعدة لوحدك ليه
تنهدت بثقل قائلة - كدة مرتاحة أكتر مش عاوزة اسمع حاجة منهم توجعني أنا قاعدة هنا علشان بابا و علشان ما اكسرش بخاطره .
عارف يا شادي ! أنا لو أبويا كان واحد عادي ساكن في حارة و في حب و دفى في البيت صدقني أحسن بكتير من هنا هنا في مظاهر و استعراض مين الأحسن بس الدفى و الرضا مكانهم مش هنا مكانهم وسط قلوب ناس طيبة مش جواها شړ ولا غل وعلى إيه ما إحنا كلنا هنمشي في الآخر فقير غني كله هيدخل بورة ضيقة ومش هياخد حاجة معاه لازمتها إيه أكره أخطط علشان أذي غيري والله مش مستاهلة أبدا .
نظر لها قائلا بإعجاب من طريقة تفكيرها و بشئ من المرح لكي يخفف عنها - إيه دة أنت طلع عندك مخ و بتقولي كلام حكم أهو .
ضيقت عينيها قائلة بغيظ - تقصد إيه إن مش عندي عقل
هز رأسه قائلا بمرح - أيوة مفيش عقل خالص .
ضيقت عينيها بوعيد وهي تشمر ساعديها قائلة بغل - ماشي يبقى أنا مچنونة أنت اللي جبته لنفسك ..
قالت كلماتها الأخيرة ثم انقضت عليه تضربه پغضب و حينما وجدته يضحك وأن قبضتها لم تؤثر فيه قامت بدفعه فسقط أرضا بعدما اختل توازنه ولم تعطيه الفرصة حينما غرست أسنانها الحادة بذراعه فأطلق صيحة مټألمة قائلا - بس خلاص يا زفتة أبو اللي يهزر معاكي يا شيخة يا بت كفاية مش عاوز أزعلك .
تركت ذراعه قائلة بشراسة - لا زعلني أنا عاوزاك تزعلني !
هز رأسه بوعيد قائلا - كدة ! يبقى أنت اللي جبتيه لنفسك . لم تستوعب كلماته إذ قام بقلب الوضع لتصبح هي مطروحة أرضا ثم انهال عليها يدغدغ بطنها و هي تتلوى وتطلق ضحكاتها الرنانة وبعض الصرخات الحادة تنهره فيها بأن يتوقف .
- إيه اللي بيحصل هنا دة !
توقف الإثنان فورا عند سماعهم لهذا الصوت الجامد فاعتدلت هي على الفور بحرج و هتفت بغيظ بداخلها - وايه اللي جاب الفريزر دة عندنا !
نهض شادي قائلا بمرح - زي ما أنت شايف أخ وأخت بيهزروا مع بعض .
رفع حاجبه قائلا بجمود - أظن البيت دة محترم وانتوا مش صغيرين على حركات الأطفال دي !
هتفت باندفاع - تقصد إيه يا جدع أنت يعني ايه البيت محترم هو أنت شايفنا بنشرب منكر !
لم يعطيها اهتمام و أردف ببرود - يا ريت يا شادي تعلم أختك قواعد البيت و أصوله و ياريت إن أمكن تجبلها خبيرة أتيكيت تعلمها الكلام كويس .
قال ذلك ثم انصرف للداخل بينما صاحت هي بصوت مسموع - مين دي يا عمر اللي تعلمها الكلام كويس كلمني هنا أما إنك فريزر بصحيح خد ياض....اممممممم
لم تكمل حديثها عندما كمم شادي ثغرها قائلا بضحك خاڤت - خلاص الله يحرقك بدل ما يورينا الوش التاني .
أبعدت يده قائلة بضيق وحنق - هو فاكر نفسه مين يعني دة أنا رحيق اللي علمت على شباب الحارة هيجي دة يستقل بيا ! لا وألف لا .
أردف بمهاودة - بقولك إيه ما تيجي ندخل جوة وتروحي أوضتك و تخططي في الورق بتاعك !
هزت رأسها بتذكر قائلة - اه صح فكرتني ماشي هروح علشان أقعد أمخمخ مع نفسي .
لملمت أوراقها ودلفت للداخل بينما ضحك هو عليها قائلا - والله مچنونة ! بقلم زكية محمد
في صبيحة اليوم التالي نزل لمحل عمله كعادته بينما شعرت هي بالضجر فمنذ تلك الواقعة وهي حبيسة المنزل ولو خرجت للخارج سيتم قټلها هذه المرة .
عبست ملامحها الجميلة بحزن لمقاطعة والدها و شقيقها إياها وعلام على من لا يستحق ! .
ابتسمت بۏجع على سذاجتها وأنها أوقعت نفسها في مشكلة عويصة يا ليتها ما ذهبت ولكن مهما ندمت فلن ينفع الندم بعد ذلة القدم .
تنهدت بۏجع و قررت أن تصعد لوالدتها في الأعلى نعم ستتعرض للحديث اللاذع الذي سمعته بالأمس ولكنها لن تعطي للأمر أهمية .
نزلت درجات السلم بحذر وهي تخشى أن تقابل أحدا يقوم بمضايقتها ولكن تسري الرياح بما لا تشتهي السفن إذ قابلت تلك المدعوة أسماء التي أظهرت لها وجها آخر لم تتوقع يوما رؤيته جزت على أسنانها پغضب تلك المرة فهي لا تضمن نفسها وما ستفعله إن تحدثت عنها بالسوء .
كانت برفقة أحدى السيدات التي كانت تواسيها عندما هتفت - معلش يا حبيبتي بكرة يجيلك سيد سيده هي الرجالة خلصت ولا أنت وحشة ! دة أنت قمر وألف مين يتمناكي ..
ثم عبست ملامحها فجأة
حينما ظهرت مريم أمامها لتردف بضيق - يلا ربنا على المفتري و الستات الكهنة اللي تتمحن لحد ما تتمكن و أردفت بتأكيد وهي تطالعها بخبث - أيوة يا خالي بنات مش ساهلة أبدا و بتطعن في الضهر من غير هذا ولا حيا ربنا يبعدهم عننا و يكفينا شرهم .
نفخت بضيق ولم تعيرهن أي اهتمام و أكملت طريقها مما أثار غيظ أسماء التي تلقى عليها بالكلمات السامة حتى تثير ڠضبها ولكن ما تراه يعكس توقعاتها لتردف مجددا - أنا مش عارفة ليها عين تمشي وسط الخلق إزاي بعد عملتها دي ! ضحكت عليه و خلته زي الطرطور ماشي وراها.
إلى هنا وكفى فلكل شخص طاقة تحمل وهي تحملت ما فاق الجبال إذ الټفت لها فجأة وقامت بسحبها بقوة صاړخة بوجهها بحدة - سكتالك من الصبح وأنت بكل بجاحة عمالة تغلطي فيا وأنت الغلط راكبك من ساسك لراسك حطي في بوقك جزمة قديمة و اسكتي أحسنلك سامعة
أردفت الأخرى پغضب وهي تحاول التملص منها - ابعدي إيديكي دي عني واه بتكلم عليكي يا خطافة الرجالة .
اتسعت عيناها بذهول فأردفت پصدمة - خطافة مين يا عيون طنط أنت ملكيش دعوة عيلة في بعضينا أنت مالك إيه اللي حشرك بينا واه خطفته أرتحتي
أردفت بصوت عال تجمهر عليه بعض السيدات و الفتيات بالعمارة - شوفوا يا ناس أهو بتعترف بغلطها أهو صحيح بجحة و أهلك معرفوش يربوكي .
أحمرت عيناها پغضب حارق قائلة بوعيد - طيب و ربنا لأوديكي علقة مخدهاش حرامي غسيل علشان تحرمي تقفي تاني في طريقي .
أنهت كلماتها و انهالت عليها بالضړب و تشد شعرها و سقطتا أرضا سويا وكانت الأخرى تدافع عن نفسها و تضربها و تشدها من شعرها الذي سقط عنه الوشاح بفعل الشد و الجذب بينهما كأي عراك بين إثنتين .
خرجت سامية والبقية لتهتف پصدمة ما إن تبينت وجهها - يا نهار مش فايت ! دي البت مريم طول عمرها عاقلة ايه اللي خلاها تعمل كدة بس !
هتفت توحيدة بضيق - أكيد اللي ما تتسمى لقحت عليها كلام بالله عليكي لتتصلي بإسلام ولا أخوها يجوا يحوشوا الخناقة دي على ما أشوفها .
أومأت بموافقة و توجهت للداخل بينما هتفت عواطف بضيق - ولسة يا ابن بطني ولسة أنا مش عارفة إيه الشبكة السودة دى !
بعد دقائق طوى درجات السلم سريعا للوصول للأعلى ثم عبر بصعوبة وسط هذا التجمهر من النسوة وهتف پصدمة حينما رأى ما يحدث - إيه دة ! بقلم زكية محمد
ثم صاح بصوته الجهوري - مرررررررررررررريم ...
يتبع
الفصل الحادي عشر 
توجهت لغرفة والدها وطرقت الباب ودلفت بعد أن تأكدت من عدم تواجد زوجة أبيها بالداخل.
رسمت ابتسامة عريضة حنونة قائلة صباح الخير على أحلى بابا في الدنيا .
بادلها الابتسامة قائلا بحب صباح الورد على أحلى بنت في الكون كله .
مسكت الكرسي المتحرك الجالس عليه من الخلف قائلة بمرح طيب يلا يا بابا علشان تفطر و تاخد دواك .
أردف بحنو حاضر يا قلب بابا .
سارت به للخارج بحذر فوجدت شادي مقدما عليهم قائلا يا صباح الفل على الحلوين إيه النشاط دة يا ست رحيق! تعالي بقى أما أساعدك علشان ننزل بابا تحت .
بالأسفل كان الجميع يجلس على مائدة الطعاممنهم من يجلس ببرود ومنهم من يجلس بأريحية و آخرون الغيظ يأكلهما بداخلهما.
هتفت ناريمان بغل واضح و بعدين في المصېبة دي يا سلوى هانم وجود البنت دي هنا بېخنقني !
هتفت لميس بحسن نية لا ملكيش حق يا ناريمان البنت قمراية خالص و......
قاطعتها قائلة بحدة طفيفة لميس محدش طلب رأيكأظن الموضوع ما يخصكيش.
حكت طرف أنفها بحرج من ردها اللاذع بينما حدجها مراد بنظرات غاضبة فعند والدته يذاب الجليد الذي يحيط نفسه بهإذ هتف بجمود و الموضوع بردو أظن ما يخصكيشاللي يقرر دة هو عمي وهو عاوز بنته هنا فأظن رأيك ملهوش لازمة بعد أذنكم شبعت .
نهض وتوجه للخارج بسرعةبينما أخذت تطالعه بغل تارةو لأمه تارة قائلة پحقد دفين بداخلها لسة زي ما أنت يا لميس بتدافعي عن بنتها زي ما كنت تعملي زمان مع أمهاماشي أنا هوريكم هعمل إيه ويا أنا يا هي في المكان دة .
أردفت سلوى بغل وهي توجه حديثها للمرشدي أنت لازم تتصرف بسرعة بنت الخدامين دي استحالة تقعد هنا أكتر من كدة .
إلا أنه فاجئها حينما هتف بصرامة إحنا مضطرين نتقبل وجود البنت دي في حياتنا فعلشان كدة أنا مع قرار وجودها .
نظرن له پصدمة فهتفت شيري بكره إيه اللي بتقوله دة يا جدو ! أنا استحالة أعيش مع ال دي في مكان واحد أقول إيه لصحابي البنات لما يشوفوها .
أردف بصرامة مش عاوز كلام في الموضوع دة تاتيانا ما صدقت ابني رجع يبتسم تانيو حالته إتحسنت كتير خليها جنبه لو دة هيخليه كويس بالشكل دة .
نهضت ناريمان قائلة بسخرية أنت اللي بتقول كدة يا مرشدي بيه ! بجد مش قادرة أصدق .
أردف بمبالاة والله دي حاجة ترجعلك .
انصرفت مسرعةو بداخلها يزداد حقدها عليهاو تتوعد لها بالمزيد والمزيد .
وصلوا لطاولة الطعام فسحبت هي أحد المقاعد وجلست إلى جوار والدها قائلة بضيق مكتوم صباح الخير عليكم جميعا .
ردوا التحية مابين اقتضاب و ودو آخرون تمنوا لو ېقتلوها في الحال . شعرت بالتوتر حيال النظرات المصوبة نحوها فهتفت بابتسامة حنونة وهي تضع بعد الزبد بالمربى على الخبز ومن ثم مدته لوالدها قائلة إتفضل يا بابا أفطرومش عاوزة اعتراض فاهم أنا هزغطك النهاردة .
ضحك بخفوت قائلا پخوف مصطنع علم و ينفذ يا أفندم.
لم تتحمل المكوث أكثر من ذلك إذ قامت بمسح ثغرها بالمحرم بضيق قائلة قبل أن تغادر . !
أخذت تنظر لأصناف الطعام بعدم رضاو تنهدت بضيق فمالت على شاديو أردفت بهمس هو أنتوا معندكمش أكل تاني غير دة
قطب جبينه قائلا بتعجب قصدك إيه عاوزة أصناف غير دي قولي عاوزة إيه وأنا هبعت الخدم يعملوه .
هزت رأسها بيأس قائلة لا مش عاوزة أنا ليا أكتر من شهر باكل أكلكم دة من ساعة ما سبت الحارةنفسي في طعمية وفول و بتنجان مخلل و طبق بثارة .
فتح عينيه على اخرهما قائلا بدهشة ها ! قولتي إيه معلش
أردفت بضجر بقولك عاوزة فول و طعمية و بتنجان مخلل و بثارة .
ابتسم ببلاهة قائلا بخفوت كلي من اللي قدامك أحسنلكدول لو شافوا الأكل اللي بتقوليه دة يمكن يرموكي پالنار .
ضړبت على صدرها بقوة و شهقت قائلة بصوت مسموع يا نهار مش فايت ! هو أنتوا بتقتلوا اللي بياكل فول و طعمية ! اه يا كفرة يا .......
نهرها من بين أسنانه حينما رأى البقية يتابعونها بس يا رحيق إيه اللي أنت بتقوليه دةدة وقت هزار بردو !
عندما كادت أن تتحدث حدجها بنظرات صارمةثم همس بين أسنانه أخرسي ومشيها هزار .
هزت رأسها بنعمثم مسكت خبز التوست المطلي بالزبدة والمربى تأكله و أخذت تتناول الأومليت قائلة بتلذذ الله على الأكل جميل بشكل ! فول إيه و طعمية إيه اللي أنت عاوز تاكلهم يا شادي أنت أتجننت !
طالعها بذهول و غيظ شديد فأشار لها بوعيد أنه سيلقنها درسا لن تنساه بينما هتفت سلوى بغلظةو تعالي إيه القرف اللي أنت عاوز تاكله دة يا شاديا نت بتهزر !
جعدت رحيق أنفها قائلة بضيق نعمة ربنا يتقال عليها قرف يا جدتي !
كتم الجميع ضحكه على كلمتها الأخيرةفهي لا تسمح لأحد بأن ينعتها بالجدةفهي سيدة الطبقة العاليةو تفضل لقب سلوى هانم وعندما سمعت كلمتها أردفت بحدة لا البيت بقى مهزلةو مفيش قواعد ولا قوانين يتمشي عليها دي بقت حاجة تقرف !
أردفت رحيق بخبث ليه يا جدتي دة كله ملتزم بكل حاجةكله ماشي بالمسطرة زي الإنسان الآلي
تم نسخ الرابط