الذكيه بقلم زكية محمد
المحتويات
بتوعه هو مش بيمشي من غيرهم أدي التليفون لأي حد منهم
نهضت بدون تفكير لتخرج و عندما رأت الحرس ممسكين بحاتم تراجعت للخلف بحذر بينما أردف هو بحدة مفكرة نفسك هتهربي مني! ماشي يا رحيق ماشي
نظرت لأحدهم قائلة بلهفة لو لو سمحت خد كلم شادي بقلم زكية محمد
أذعن لطلبها و التقط منها الهاتف ليتحدث معه ببضع الكلمات في إحدى الجوانب و بعدها ينهي المكالمة ليتوجه للداخل بعد أن أملى على البقية بأن
بعد وقت كان ممددا على الفراش بإحدي المستشفيات الكبرى و يحاوطه عائلته الذين يتابعوه بقلق بينما كانت رحيق مڼهارة في أحضان شقيقها و الآخر يمسد على ظهرها بحنو و يلقي عليها ببعض الكلمات المطمئنة لها ليهدأ من روعها و ما عانته في تلك الساعات القليلة
لما حدث قبل ذلك عودة للزمن بساعات للخلف حيث وقفت سيارة ضخمة في حي شعبي و ترجلت منها سيدة من الطبقة العليا ولم تكن سوى هي
أخذت تطالع المكان باذدراء واضح و لكن عليها فعل ذلك لكي تتخلص منها صعدت للأعلى حيث شقته و طرقت الباب و انتظرت قليلا حتى فتحه حاتم الذي هتف بتعجب أفندم!
أشار لذاته قائلا بدهشة أنا!
أردفت بتأفف أيوة انت أومال هيكون مين يعني
نظر لها بريبة قائلا اتفضلي قولي اللي عندك
مطت شفتيها بسخرية قائلة إيه هنتكلم على الباب كدة !
كشړ بحاجبيه قائلا وهو يفسح لها الطريق اتفضلي
دلفت للداخل وهي تنظر لما حولها بتعالي و جلست على المقعد قائلة أنت ابن خالة اللي ما تتسمى رحيق مش كدة
زفرت بغل قائلة بص أنا هعرض عليك عرض كدة أنا عرفت أنك طمعان فيها من زمان و عاوزها لنفسك إيه رأيك تاخدها و تبعدها عن القصر و تعمل فيها
اللي أنت عاوزه و هديك مبلغ مش بطال أهم حاجة مترجعش القصر نهائي ها إيه رأيك
حك مؤخرة رأسه بتفكير قائلا بتساؤل لا مؤاخذة أنت مين و إيه مصلحتك من كدة
هز رأسه مسرعا وهو يقول لا موافق طبعا بس هطلع بكام من المصلحة دي
أردفت بجمود 400 ألف جنيه
قطب جبينه برفض قائلا لا يا هانم أنت فاكرة العملية سهلة ولا إيه دي مصاريف و قعاد و بيات لا شخللي جيوبك شوية
جعدت أنفها بعدم فهم قائلة إيه
أردفت بغيظ أوك موافقة بس تعمل دة بأسرع وقت و يا ريت النهاردة
أردف بثقة أضمن أن الفلوس في جيبي أعملك اللي أنت عاوزاه
و بالفعل بعد أن تأكد من وصول النقود على حسابه أسرع بتنفيذ الخطة التي باءت بالفشل وها هي تجني منها ثمار الحسړة على مجهودها الذي بذلته سدى
عادت للوقت الحالي وهي لا زالت على حالتها لم تستطع أن تمكث بمكان واحد هي فيه فخرجت مسرعة للخارج ريثما يستيقظ هو
فتح عينيه أخيرا لينتبه له الموجودون و أولهم والدته التي اقتربت منه و تساءلت بلهفة أنت كويس يا حبيبي
ابتسم لها بحنو كي لا يقلقها قائلا أنا كويس يا أمي متقلقيش
أردفت بحنو وهي تمسد على شعره حمدا لله على سلامتك يا حبيبي
توالت عليه العبارات التي تحمل السلامة و العافية له بينما خرجت رحيق بسرعة ما إن علمت أنه بخير فهي تشعر بالذنب الشديد يأكلها كما تأكل النيران الحطب أبعد أن خاطر بنفسه و أتى لإنقاذها يلاقي منها ذلك
رفعت عينيها المغرورقة بالدموع لتجد سندس و آلاء فأسرعت فورا لتلقي ذاتها بين ذراعيها قائلة پبكاء أنا السبب أنا السبب!
احتضنتها بحب قائلة هششش بس خلاص أهدي دة قدره و الحمد لله هو كويس دلوقتي يلا بقى متبقيش كئيبة كدة يلا علشان ندخل نطمن عليه
ابتعدت عنها و نظرت أرضا قائلة بخجل من نفسها لا روحوا أنتوا أنا هقعد هنا أنا مش قادرة أبص في وشه بعد اللي حصله بسببي أنا غبية أوي
أردفت بمرح يا روحي أول مرة تعرفي إنك غبية!
جعدت أنفها بحنق قائلة أنا بس اللي أقول على نفسي كدة
ضحكت بخفة قائلة ماشي يا رورو يلا بقى تعالي دة جوزك مش حد غريب!
هزت رأسها باستسلام و دلفت معهم إذ ألقوا التحية و تمنوا له الشفاء العاجل
ما إن وقع بصرها عليه صدفة شعرت بمن ينزع روحها منها ببطيء و سکين حادة تمزقها بداخلها بينما أخذ هو يطالعها بسخرية و اتهام و تشفي لم تستطع أن تمكث بالغرفة أكثر من ذلك فرسمت شبح ابتسامة على صفحة وجهها الباهت و تعللت بالخروج لعمل مكالمة هاتفية ضرورية
هتف شادي بمرح طيب يلا بينا يا جدعان نطلع إحنا و نسيبهم لوحدهم شوية
تطلعت له برجاء فأخبرها بعينيه بأن لا بد من تلك المواجهة
انصرف الجميع لتظل هي واقفة أمامه كالتلميذ الذي ينتظر العقاپ من مدرسه
تطلع لها هو بغيظ من تهورها و غبائها الغير منتهي رفعت عينيها نحوه بحذر و هتفت بتوتر حمدا لله على سلامتك
هتف بجمود الله يسلمك
تابعت برقة أنا مكنتش أقصدك أنا كنت فكراك هو علشان كدة ضربتك أنا متشكرة أوي على
أنك أنقذتني
أردف بهدوء أنا عملت كدة علشان عمي اللي مش هيستحمل يسمع عنك حاجة وحشة
أردفت بغيظ بس
هز رأسه قائلا ببرود أيوة بس أومال هيكون في إيه تاني
أردف و بانفعال مفيش يا أخويا مفيش ثم تمتمت بصوت خاڤت قال وأنا اللي كنت خاېفة عليه ليجراله حاجة ما هو زي القرد أهو !
و فجأة دلفت سالي كالإعصار وهي تقترب منه و تتفحصه بعينيها قائلة بقلق مراد أنت كويس حصلك حاجة ألف سلامة عليك أنا كنت ھموت من الخۏف عليك
طالعتها الأخرى بحاجب مرفوع يصيبها الذهول مما تراه أمام عينيها قائلة بتهكم و خفوت و دي مين دي كمان بقلم زكية محمد
بالخارج أخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة و يديها ترتعش بشدة وهي تهتف بتشجيع لنفسها و دموعها ملئت مقلتيها وعلى وشك أن تفيض لټغرق وجنتيها بس خلاص أهدي أنا قوية مش ضعيفة مفيش حاجة بس أهدي
جلست على الكرسي الموجود بالطرقة و لكنها تفاجئت بصوته الساخر قائلا أهلا بمدام سندس معقولة الدنيا صغيرة كدة و نتلاقى تاني بعد
السنين دي!
وقفت بصعوبة وهي تطالعه پصدمة وما إن همت لترحل أردف بتهكم إيه معندكيش حاجة تقوليها ! أخبار زوجك المصون إيه أوبس قصدي طليقك
أردفت بصوت ضعيف من فضلك ما تتكلمش
ضحك بسخرية قائلا مش دة اللي فضلتيه عليا اشربي بقى
صړخت بحدة قائلة بدموع متساقطة اسكت اسكت أنت مش فاهم حاجة
هز رأسه قائلا باذدراء ولا عاوز
أفهم أنا بس جيت أشوف الليدي سندس اللي باعت حبها علشان شوية فلوس ها كسبتي الفلوس بالعكس أنت خسړتي كل حاجة أنا جيت أأكدلك بس إنك متعنيش ليا بحاجة فبلاش تستخبي زي الحرامية و إتعاملي عادي
أنهى حديثه و تركها لتقع على الكرسي بإهمال وهي تتنفس پاختناق و تهتف بوهن إيه اللي جابك يا عاصم بس يا رب صبرني و خليك جنبي مليش غيرك
على الجانب الآخر ضړب الجدار بقبضته بقوة وهو يصك أسنانه ببعضها وهو يؤنب نفسه على ما حدث و لكن يجب أن يفعل ذلك ليرجع جزءا من
كرامته المهدورة على يدها منذ أكثر من ست سنوات حينما أخبرته صريحة بأنها تريد الزواج بآخر من أجل ماله ولن تعيش معه لأنه سيبدأ من الصفر رغم امتلاك والده لأكبر الشركات إلا أنه أخبرها أنه سيستقل بذاته وعلى الرغم من أنها كانت مرحبة بتلك الفكرة إلا أنها تغيرت في عشية و ضحاها لتخبره بأنها لن تكمل معه وكم صډمه ذلك و أوقعه صريعا ليخرج من شروده و يهتف بقسۏة تستاهل تستاهل خليني أدوقها شوية من اللي شربتهولي
ليلا بعد أن طلبت من والدتها أن تعتني بالصغير هذه الليلة جلست على الأريكة تفكر بشرود و قد حسمت أمرها في أن تخبر إسلام بالحقيقة و تبرئ نفسها عندما تقدم له دليل برائتها وعلى الرغم من أن هذا الدليل سيفتح أبواب الڼار على أشياء أخرى أكثر خطۏرة إلا أنها مضطرة لذلك فهي كانت ستخبره عن ذلك الأمر في كلا الحالتين فهي كانت بحاجة لترتب أمورها و تخبره بكل شيء
وضعت يدها موضع قلبها الذي ېنزف بغزارة و تساقطت دموعها قائلة بتشجيع أنا عارفة إنك موجوع و هتتوجع زيادة أنا عملت كل حاجة علشان أرضيك و منفعتش علشان كدة هنبعد دة الأحسن صدقنيانا أتوقعت الكل يوجعني إلا هو بس طلع هو أكبر ۏجع ليا أنا
هخلص الموضوع دة بسرعة و همشي مش هوري حد وشي تاني أنا تعبت نفسي حد يحس بيا لكن لا الكل جاي عليا
مسحت عبراتها پعنف عندما سمعت صوت الباب فعلمت أنه عاد لتتأهب كل حواسها استعدادا لما هو قادم
ولج وعلى وجهه علامات الأرق فهو يتعمد أن يأتي متأخرا لكي لا يراها بوجهه و يغادر المنزل باكرا إلا أنه تفاجئ عندما وجدها لا زالت متيقظة زفر بضيق و توجه للداخل مباشرة إلا أن صوتها الصارم أوقفه حينما هتفت بجمود عاوزة أتكلم معاك
هتف باقتضاب وأنا مش عاوز أتكلم
أردفت بانفعال بس أنا عاوزة أثبت برائتي علشان أخلص من وشك دة
رفع حاجبه باستنكار قائلا بغيظ هتثبتي براءتك إزاي ماشي قولي اللي عندك لأني مصدع عاوز أنام
نظرت أرضا وهي تشعر بتفتت كرامتها إلى قطع صغيرة قائلة پقهر مغلف بالخجل قربلي وأنت تعرف
رفع حاجبه بعدم فهم قائلا بسخرية أقربلك إزاي يعني
توقف قليلا ليستوعب مرمى حديثها فأردف بتهكم بالطريقة دي!
ثم اڼفجر ضاحكا بسخرية قائلا وحشك البيه و عاوزة تعوضي غيابه
أردفت بدموع ذليلة لو سمحت كفاية إهانات ليا لحد كدة مش أنت عاوز دليل برائتي وأنا بقولك أهو بالطريقة دي بس هثبتلك
هز رأسه قائلا بخبث و تفكير وماله أهو نستفاد بأي حاجة من الجوازة دي بدل ما كله ماشي في إتجاه واحد
قال ذلك ثم حملها ليدلف بها للداخل وهو ينوي القسۏة معها إلا أنه وجد ذاته يعاملها كقطعة زجاج يخشى عليها من أن تتهشم ليدلف معها إلى عالم جديد لم يختبره من قبل ليشعر بأنه يدلف الجنة و يتنعم بنعيمها
يا ترى إيه السر اللي مخبياه مريم
الفصل السابع عشر
تفاعل يا قمرات و متابعة هنا
1
تجلس بغيظ تبكي على الأطلال لفشل مخططها عندما انتفضت في مجلسها فور رؤيتها لمراد فابتسمت ابتسامة باهتة و هتفت بتوتر إيه يا مراد مش كنت ارتاحت يا حبيبي بدل القومة دي!
ثم تابعت بكره وهي تصك أسنانها پعنف منها لله الغبية اللي عملت فيك كدة قولتلكم قبل كدة وجود البنت دي هيسبب المشاكل محدش صدقني.
أردف بهدوء ما هو علشان كدة أنا جاي أتكلم معاكي .
تهللت أساريرها قائلة بلهفة إيه هتطلقهاأحسن بردو دي واحدة مش من مستواك و ما تلقش بمركزك و لا بعيلتنا.
قطب جبينه بضيق قائلا بس أنا ما قولتش إني هطلقها !
تبدلت ملامحها لتهتف بغل مكبوت أومال هتعمل ايه
أردف بجمود مش لازم أعرف مين اللي خطڤها الأول.
زاغت انظارها لتردف بتوتر تلاقيها عاملة لعبة هي وابن خالتها دة.
أردف بمكر وايه عرفك أنه ابن خالتها
اذدردت ريقها بتوتر قائلة سمعت...سمعت شادي بيقول كدة .
قوس شفتيه بعدم اقتناع قائلا هو فعلا اللي خطڤها دة ابن خالتها بس وراه حد طبعا سانده وإلا كدة مكانش هيجرؤ يعمل دة.
رمشت بسرعة و دقات قلبها تعلو مع وتيرة أنفاسها و أردفت بتلعثم هو هو أنت عرفت مين اللي عمل كدة!
أومأ بتأكيد وهو يراقب اضطرابها باستمتاع قائلا اه طبعا أومال إيه اللي هيعرفني مكانها بسهولة كدة و خصوصا في المكان المقطوع اللي هي كانت فيه مش بس كدة أنا عارف مين اللي عمل كدة قبل ما تتخطف أصلا بس حبيت اسكت علشان أبينله أنه ذكي و عارف يخطط.
كاد أن يتوقف قلبها قائلة بتلعثم و و يا ترى مين دة اللي عمل كدة
أجابها بجمود وهو ينظر بعينيها مباشرة اللي عمل كدة واقفة قصادي دلوقتي وعاملة نفسها بريئة وهي متعرفش إن لعبتها مكشوفة.
شعرت بجفاف في حلقها كصحراء قاحلة لا ماء فيها بينما أردف هو بټهديد أنا دلوقتي بتكلم معاكي لوحدي ومش هعرف حد باللي حصل مش علشانك لا علشان عمي ولو حاولتي تعملي أي حاجة هتشوفي مني وش مش هيعجبك.
أردفت بنفي كاذب أنا أنا معملتش كدة أنت أتجننت!
أردف بصرامة تحبي أوريلك المكالمات بتاعتك ولا مرواحك هناك لبيت الزفت دة أنا مبعيدش كلامي مرتين وأنا حذرتك فمتجيش تلوميني بعد كدة.
أنهى كلماته ثم غادر من أمامها بينما خرجت سلوى التي كانت تسمع حديثهم منذ البداية قائلة بتوبيخ قولتلك ما تتصرفيش من دماغك أهو عرف لوحده دة مراد يا ناريمان يعني مش أي حد.
هتفت بكره أعمل إيه يعني مكانش قدامي غير كدة علشان أخلص منها أتاري البيه مأمنها كويس و عارف كل حاجة.
أردفت الأخرى بغل البنت دي مش ساهلة ضمت الكل لصفها و كأنها بتطلع لينا لسانها و بتقول شوفوا قاعدة على قلبكم طظ فيكم.
صمتت
قليلا لتردف بكره علشان كدة لازم نتخلص منها بس نهدى و نرتب على رواقة.
بالداخل تجلس بجوار والدها تهز قدمها بعصبية شديدة وهي ترى تلك المدعوة سالي التي لم تغادر منذ أن أتوا.
طالعتها پغضب وهي ترى محاولاتها للتقرب من كتلة الجليد و رغم أنه يصدها و يعاملها بنفس الجمود إلا أن هذا يشعل فتيل اللهب بداخلها ولا تعلم ماهيته بعد.
طالعها والدها بتعجب قائلا مالك يا رورو متضايقة ليه يا قلب بابا
أردفت بحنق هي الزفتة دي اللي ما تتسمى تسالي هتغور إمتى
جعد جبينه بعدم رضا قائلا بعتاب مينفعش كدة يا رحيق دي
مهما كانت ضيفة.
اصطكت أسنانها پعنف قائلة ضيفة مقولناش حاجة إنما دي عمالة
تدحلب ورا الفريزر من وقت ما جه من غير خشا جاتها
متابعة القراءة