متي تضعين لقلبي بقلم شيماء
المحتويات
جعلته رجل اعمال محنك استطاع السيطره على سوق الاعمال بذكاء شديد طالما اعجبت به بالطبع هى لا تبحث عن تبريرات لمسامحه غريب ولكنها على الاقل تحاول النظر إلى النصف الممتلئ من الكوب حتى تستطيع مع فريد تخطى ذلك الماضى بكل تفاصيله وأحداثه قطع تفكيرها صوت غريب يقول بتلك النبره الآمرة التى تذكرها بشخص ما
فريد عايز اتكلم معاك فى موضوع
فى الطبيعى كنت هقولك نتكلم بعد العشا فى اوضه المكتب بس عشان انا عارف انت عايز ايه فجوابى هو لاء مش فاضى
صاح به غريب بنبره محتده حانقه
يعنى ايه مش فاضى !! وبعدين لما اطلب نتكلم تحترمنى وتسمعنى للاخر
القى فريد المحرمه فوق الطاوله بعدما قام بمسح فمه بهدوء ثم قال بنبره شبهه محتده ولكن خفيضه
كانت حياة تراقب الحوار بتوجس رغم عدم فهمها لما يدور حولها او من محور الحديث انتفض غريب من مقعده واقفا ثم اردف يقول بعصبيه وتحذير
فريد متنساش نفسك الفلوس دى كلها فلوسى والشركات بتاعتى انا لسه مموتش عشان تتحكم !!
عايز ترجع الشړاكه مع سعيد يبقى ارجع امسك شركاتك وفلوسك تانى قدامك القرار واختار وعلى الاقل تريح دماغى وايدى من امضه كل شهر اللى بحول ليها ارباحكم وانتوا زى البشوات
كان الجو مشحونا بينهم لاقصى درجه ظلا كلا منهما يحدق فى الاخر بتحدى حتى تسائلت حياة بقلق متى ستنتهى حرب النظرات تلك رغم نتيجتها المحسومة وبالفعل كان غريب هو اول من سحب نظراته من امام ابنه واخفض رأسه للأسفل بأزعان رغم احتقان ملامحه من يصدق ان غريب رسلان الذى كان يخشاه الجميع ينحنى اليوم امام طفله الذى كان يرتجف خيفه من سماع صوته هذا ما فكرت حياة بتعجب وهى تتحرك من مقعدها هى الاخرى وتقف متأهبه استعددا للتدخل فى اى لحظه زفر غريب بحنق ثم قال بنفاذ صبر
عضت حياة على شفتيها پخوف وحبست انفاسها بترقب فهى اصبحت متأكده من شكوكها وتعلم فحوى ذلك الموضوع انتصب جسد فريد مره اخرى بتأهب وضاقت المسافه بين عينيه استعددا لجوله اخرى من الجدال فلم يحتاج للتفكير لمعرفه عن اى موضوع يريد والده محادثته وزعت حياة نظراتها بينهم ثم حركت رأسها رافضه بتوسل لغريب الذى كان ينظر نحوها الان فتدخل والده يعنى القضاء على اى امل فى الاستماع لها لاحقا التقط غريب رجائها وحرك رأسه موافقا عده مرات ثم اردف وهو يلتقط هاتفه من فوق الطاوله
انهى جملته والقى تحيه الوداع بأقتضاب ثم تحرك بخطواته نحو الخارج تنفست حياة الصعداء بعد خروجه وعادت تمرر نظرها فوق فريد الذى انسحب هو الاخر نحو غرفه مكتبه دون حديث
ظلت حياة طوال الساعه المنصرمة تجلس فى غرفه المعيشه فى الطابق
الارضى منتظره خروجه الا ان يأست وعلمت انه لن يخرج الا بعد مرور الساعتين لممارسه تمارينه الرياضيه وهذا يعنى شئ واحد وهو انه غاضب وبالفعل بعد مرور الساعتين خرج من غرفه مكتبه متجها نحو غرفه نومهم لتبديل ثيابه والنزول مره اخرى لغرفه الرياضه زفرت حياة بضيق واحباط تتمنى انتهاء ذلك التوتر المستمر والذى ينتهى فى كل مواجهه بينهم پغضب فريد وإغلاقه على نفسه فكرت فى اقټحام تمريناته والتحدث معه ولكن جزء كبير بداخلها كان متأكد من عدم صواب فكرتها لذلك تخلت عنها وعادت للجلوس مره اخرى وإعطائه مساحته الشخصيه منتظره التنفيس عن غضبه اولا
عايزه تقولى ايه !
اقتربت م مستمده منه الامان والشجاعه ثم اجابته بهدوء شديد
مش عايزه حاجه غير انك متتعصبش
طبع قبله مطمئنه فوق شعرها ولف ذراعيه حول خصرها بتملكه المعتاد ثم اجابها بحنان
حتى لو اتعصبت انتى عارفه وجودك معايا بيهدينى
رفعت رأسها قليلا حتى يتسنى لها الاقتراب منه وقامت ثم عادت لموضع رأسها القديم ثانية تحدثت بدون مقدمات بنبره رقيقه منخفضة
انت عارف نجلاء اختى هى مكنتش عايشه معانا هنا لان بابا كان رافض تفضل فى القصر وسابها تعيش مع عمامى فى البلد فكنت بشوفها فى الاجازات بس ومحمد اخويا أتولد بعدى بكام سنه يعنى فعليا مكنش ليا اخوات غيرك
قاطعها فريد معترضا على جملتها الاخيره قائلا بحنق
نعم !! اخوات غيرى ازاى يعنى !
رفعت جسدها تنظر إليه فوجدت الامتعاض يكسو ملامحه ابتسمت من طفوليته وتحدثت شارحه ومتلمسه رضاه
الاخ يعنى السند وانا وقتها كنت شايفاك كده وعايزه أفضل شايفاك كده
ظهر الارتباك وعدم التقبل على ملامحه وحبيبها ومالك قلبها وان ذلك لا يتعارض مع رؤيتها له كأخ ووالد وصديق ايضا الا يعلم ذلك الاحمق انها تراه ومنذ الصغر عالمها بأكمله ! لقد اختصرت فيه كل انواع الرجال واكتفت به حتى لو استغرقت وقتا طويلا لفهم ذلك والاعتراف به انتظرت حتى ابتعد هو عنها اولا ورأت ذلك الوميض عاد ليلمع داخل عينيه ثم كسيرتها الاولى واردفت مستأنفه حديثها
انا ونجلاء فضلنا زى الأغراب لان مفيش حاجه تجمعنا سوا رغم ان فرق السن بينا قد الفرق بينى وبينك وبعدها اتجوزت وعاشت مع جوزها وبرضه مش بتتقابل غير كل سنه مره ومفيش بينا اى اتصال غير لو احتاجت حاجه منى عارف انت لما كنت معايا كنت كافينى وبعدها محمد اخويا بقى
قريب منى بس لسه فى جزء ولو صغير
جوايا بيحن ويتمنى قربها
مهما تعدى السنين عارف ليه ! عشان هى اختى ڠصب عنى حتى لو مفيش اى حاجه تجمعنا سوا وحتى لو بنتقابل كل سنه مره كفايه انى لما احتاجلها الاقيها
سالها فريد مستفسرا وقد فهم جيدا مغزى حديثها
طب انتى عايزه ايه دلوقتى
ابتعدت عنه وجلست قبالته ثم اجابته بصدق شديد وهى تسبح بداخل بحور عسليتيه
عايزاك مبسوط وعايزه الجزء الصغير اللى جوه هنا يرتاح
لفظت جملتها الاخيره وهى تربت بكفها بحنان فوق موضع قلبه فاجاب
انا مبسوط طول مانتى جنبى
ثم اردف يقول وهو لايزال يحتجز كفها تحت كفه
وده مرتاح طول مانتى قريبه منه كده
اضاف جملته الاخيره وهو يطبع قبله بباطن كفها
انا مكتفى بيكى عن الدنيا كلها
زفرت بأستسلام فكل ذلك التفكير أرهقها وكل ما تريده هو الاختفاء بداخله والاحتماء به كعادتها عند القلق اخذ يمسح بحنان فوق شعرها مطمئنا
فى صباح اليوم التالى وتحديدا بداخل مقر شركات أل رسلان زفر وائل الجنيدى بضيق على تحكمات شريكه الغير مفهومه فقد اقترب موعد توقيع عقد الشړاكه بينهم وفى كل مره يلزمه فريد بالحضور لمكتبه لمناقشه كافه التفاصيل كأنه يتباهى بملكيته تحرك بعدم تركيز كعادته فى اتجاه المصعد فى نفس الوقت الذى تحركت به نيرمين لاستدعائه والصعود للاعلى حيث مهمتها المعقده مع زوجه اخيها اخفضت رأسها تنظر بداخل حقيبه يدها لتطمئن على تلك الجرعه والتى استلمتها منذ قليل من احد الموزعين الديلر فى منطقه مجاوره عاد وائل للخلف عده خطوات وشعر بجسده الطويل يصطدم بشئ ما الټفت على الفور بعجاله ليرى امرأه بشعر بنى ناعم تترنح خلفه قبل سقوطها اسرع يضع ذراعه خلف ظهرها ليدعمها ويمنع سقوطها المحتم اعتدلت نيرمين فى وقفتها بعدما حال وائل بينها وببن سقوطها اما عن حقيبه يدها المفتوحه فلم تكن محظوظه كفايه قدر صاحبتها فقد سقطت وخرجت جميع محتوياتها فوق الارضيه بما فى ذلك الابره الطبيه والجرعه التى تناثر اغلبها فوق رخام الاستقبال زفرت نيرمين بضيق شديد وهى تجلس على ركبتها تلملم محتويات حقيبتها حزنا على جرعتها الغاليه انحنى وائل هو الاخر بجذعه ليساعدها وهو يتمتم بندم شديد
انا اسف جدا انا بعتذرلك انا الغلطان صدقينى هعوضك عن اى ضرر حصل
رفعت نيرمين رأسها تنظر نحوه بحنق شديد ثم اجابته بأقتضاب وتوتر اصبح يلازمها بشكل دائم
ولا حاجه لو سمحت اتفضل بس وسبنى لوحدى
كان الشبهه بينها وبين فريد كبيرا لدرجه الا يلاحظ وائل التقارب بينهم فتح فمه ليجيبها معتذرا مره اخرى عندما لفت نظره تلك البودره البيضاء المنثوره فوق الارض والتى تحاول تلك المرأه جمعها بتلهف شديد مد أصابعه يتلمسها وهو يغمغم بصدق
صدقينى مش هينفع قوليلى بس اسم الدوا وانا هجيبه لحضرتك
دفعت نيرمين يده من فوقها وهى تجيبه پحده غير مفهومه
انا هتصرف لو سمحت ابعد بقى
كان توترها كبيرا على ان يتغاضى عنه وائل انهت نيرمين وضع حاجياتها داخل حقيبتها مره اخرى ثم اعتدلت فى وقفتها وركضت نحو الاعلى دون استخدام المصعد استقام وائل بجزعه هو الاخر متتبعا بنظره حركتها بأستغراب شديد على كلا هى لا تعنيه فى شئ هذا ما قرره وهو يحرك كتفيه بعدم اهتمام ويستدعى المصعد مره اخرى لفت نظره وهو يلتفت بجسده منتظرا وصول مصعده تلك الابره الطبيه الواقعه فوق الارضيه بجوار الحاډثه احنى جسده يلتقطها بتوجس شديد اصابه الشك خاصة مع ارتباكها الغير مبرر
أجابت نيرمين على
الاتصال القادم من صديقتها المقربه متسائله بنفاذ صبر
فى ايه يا نجوى عايزه ايه !
اجابتها نجوى بأستنكار متسائله
مالك يا نيرو !! انا بطمن عملتى ايه
زفرت نيرمين بتوتر ثم اجابتها بضيق
ولا حاجه لسه مدخلتش اهو وكمان فى واحد غبى خبطنى ووقع شنطتى والضړب بتاع النهارده راح منى
ردت نجوى مطمئنه ومهاوده لصديقتها
ولا يهمك انتى بس ركزى فى اللى بتعمليه ولما تخلصى هتلاقى واحده غيرها مستنياكى بس اهم حاجه تظبطى معاها الامور عارفه هتقولى ايه !
تهللت أسارير نرمين وأجابتها بحماس
مټخافيش انا حفظت اللى قولتيه صم هخلص معها واكلمك بس اهم حاجه انتى متأكده من المحاسب الزفت ده ولا كلامنا هيكون على الفاضى !
اجابتها نجوى بثقه شديده
يابنتى بقولك ساعدنى اول مره واخد كميه فلوس تخليه كلب تحت رجلينا
ردت نيرمين بأعتراض مفكره
بس المره دى هيتطرد فيها تفتكرى مش هيبلغ فريد ! وكمان لو متكلمش الشركه هتخسر كتير نوجه انتى متاكده من خطتك دى !
زفرت نجوى بضيق من قلق صديقتها الغير مبرر ثم اجابتها للمره الاخيره بأقتضاب
ياستى انا متأكده مش هيبلغه وبعدين يطرد ولا يولع مانا كده كده اتكشفت وفريد عرف انى ورا اللعب فى ملف البرنسيس بتاعته يعنى مش فارق معايا حاجه ولا حد ولو على الخساره اه هنخسر شويه بس المهم ان بعدها هنرتاح من الخدامه دى وكل حاجه هتبقى ليكم تانى وفريد هيقدر يعوض متقلقيش من التقطه دى المهم انتى بس تمثلى عليها صح عشان تصدق
وافقتها نيرمين بعد اقتناع وانهت المكالمه واغلقت هاتفها وطرقت باب غرفه حياة ودلفت الغرفه بعدما سمعت الإذن بالدخول ضغطت حياة فوق شفتيها بضيق بمجرد رؤيتها لنيرمين واستقبلتها داخل مكتبها بفتور شديد لم يخفى عن نيرمين التى كانت تحدقها بنظرات عدائيه للغايه رغم ذلك دعتها حياة للجلوس بأدب فأبتسمت نيرمين لها بأقتضاب وهى تجلس قبالتها فوق احد مقاعد الغرفه قائله بنبره مهتزه
طبعا انا اسفه انى جيت من غير ميعاد بس فى حاجه مهمه اوى هى اللى خلتنى اجيلك النهارده
سألتها حياة بأهتمام وقد اثارت فضولها بجملتها الاخيره
خير يا نيرمين !
اجابتها نيرمين وعينيها تتحرك فى كل اتجاه
مش خير نجوى
اتقبض صدر حياة بمجرد سماعها لذلك الاسم الذى تبغضه وأصبحت تخشاه كثيرا فأردفت نيرمين تقول بحنكه
نيرمين حاطه فريد فى دماغها جدا ومصممه تأذيه وانا بصراحه مقدرتش اسمع اللى هى قالتهولى ده ومبلغكيش بيه
استمعت حياة لحديثها ثم سألتها بتوجس
مش فاهمه
هزت نيرمين رأسها موافقه ثم قالت بهدوء شارحه
نجوى من زمان حاطه عينيها على فريد وعايزه فلوسه وقوة منصبه ومش قادره تتقبل انه اتجوز حد غيرها او ان فى واحده تانيه ممكن تبقى مراته وتشاركه فى رئاسه مجلس الاداره ودلوقتى قررت ټنتقم منه بأنها تحاول تفلس الشركه بأى شكل وخصوصا لما فريد طردها من الشركه فاتفقت مع مدير حسابات الشركه يسلمها ملف المناقصه الجديده واللى هتتقدم كمان كام يوم بعد ما عرفت تفاصيلها من اونكل سعيد لانه كان السبب فى معرفه الشركه بيها وكمان عارف كل حاجه عنها وتقدمها لشركه منافسه والمناقصه دى لو اتسحبت من الشركه هتخسر كتير
طال صمت حياة وهى تتفحص ارتباكها الظاهر ورغم علمها التام بالمناقصة الا انها سألتها بأرتياب مستفسره
ايه اللى يخلينى اصدق كلامك وانتى صاحبه نجوى ومبتحبيش فريد !
اجابها نيرمين بيأس
انتى ليه مش عايزه تصدقى انى اتغيرت
وعايزه فعلا افتح صفحه جديده مع
اخويا !!!
لوت حياة فمها بحيره ولم تجد ما تجيبها به ثم اردفت تسألها مرة اخرى بتشكك
طب ليه بتبلغينى انا ! ليه مقلتيش لفريد او حتى غريب بيه
اسرعت نيرمين تجيبها مفسره
فريد استحاله يسمعنى وانتى همزه الوصل الوحيده بينا اما عن بابا فانا حذرته وقالى ان سعيد صاحب عمره واستحاله يطلع اسرار شغلنا بره حتى لو لبنته
ظلت حياة تنظر نحوها بتوجس وارتياب وخصوصا وهى تتحدث بكل ذلك التوتر ثم قالت بهدوء وعمليه حاسمه
مادام غريب بيه مصدقكيش مفيش قدامى اى حاجه اعملها
تهدلت اكتاف نيرمين بأحباط ثم تحركت من مقعدها
متابعة القراءة