متي تضعين لقلبي بقلم شيماء

موقع أيام نيوز

صدرت من بين شفتيها منذ قليل فتحت فمها لتصحيح ذلك الخطأ ثم أغلقته مره اخرى وهى تتراجع للخلف بړعب خاصة وهى تراه يتقدم منها بخطوات بطيئه حذره وذلك العرق بجانب صدغه على وشك الانفجار من شده الضړب توقف امامها مباشرة قائلا بنبره أشبهه بالفحيح بعدما اخفض رأسه قليلا حتى اصبحت انفاسه المتلاحقة تلفح وجهها وتزيد من بث الړعب بداخل صدرها 
انا فعلا مش هقربلك لا دلوقتى ولا بعدين بس مش عشان انتى عايزه كده لا عشان انا خلاص مبقتش عايزك ولا مهتم حتى انى اقربلك وعشان فى حاجات احلى كتير مستنيانى اجربها 
اصدر حلقها شهقه اخرى ولكن تلك المره من اثر الصدمه انهى فريد جملته وتحرك نحو الخارج بجسد متصلب للغايه ثم صفق الباب خلفه بقوه تاركها تشعر بأركان الغرفه تهتز من اثرها تحركت هى حتى الفراش ثم ارتمت فوقه تاركه لدموعها العنان وهى تشهق بحسره لا تكاد تصدق ما حدث بينهم منذ قليل 
ظلت حياة تنتحب بقوه حتى منتصف الليل وكلماته الاخيره تدوى بداخل عقلها
لقد سئم منها !! بل وأوضح ذلك علانية اى شئ قد يطعن المرأه فى أنوثتها اكثر من ان يسأم منها زوجها !! او فى حالتها لتكن اكثر دقه لم ترضيه من الاساس فلا يوجد سبب واحد على الارض يجعل رجلا ما ينفر من زوجته بعد مرتهم الاولى سوى انها لم ترضيه وعليه بالطبع التجأ إلى احضان اخرى لقد أكد بجملته شكوكها التى تتأكلها منذ الصياح عادت لتعلو شهقاتها من جديد ولا تدرى ما الذى يحزنها اكثر !! اهو عزوفه عنها كزوج بعد ما حدث يينهم ام رغبتها الملحه فى البحث عنه واسترضائه ! فكرت بحزن اهذا هو الحب ! يجعل المرء يتنازل عن كرامته بكل تلك السهوله !! فهناك صراع قائم يكاد يشطرها نصفين بين عقلها وقلبها فكرامتها تغريها بقلب الدنيا رأسا على عقب والاختفاء من حياته وقلبها يطلب منها الارتماء بين احضانه ومحاوله استعطافه مره اخرى رفعت رأسها بكبرياء شديد وهى تمسح دموعها بكف يدها مقرره الرضوخ لعقلها فهى ستكون ملعونه ان حاولت استرضاء رجل يرفضها حتى لو كان قلبها بين يديه
فى غرفه مكتبه ظل فريد يذرع الغرفه ذهابا وايابا وهو يكاد يجن من غضبه كيف تجرؤ على وصف ما حدث بينهم بالغلطه !! لقد طعنته فى رجولته بقوه غير عابئه بمشاعره !!وبالتالى لم يجد امامه سوى المحافظه على ما تبقى من كرامته وأخبارها بأنها لم تعد تؤثر به والزم نفسه بالابتعاد عنها ربما للأبد ما الذى حدث لها منذ الصباح هذا ما فكر به بعمق وهو يجول داخل مكتبه فهو ليس ساذج وليس اعمى أيضا فتلك المرآه التى كانت بين يديه فى الصباح لا تستطيع إقناعه بأنها رافضه لما حدث بالتأكيد هناك شيئا ما حدث وهو السبب فى ذلك التغيير ولن يهدئ حتى يكتشفه زفر بحيره وهو يدس يده بجيوب بنطاله هل حقا يستشعر بحدوث شئ ما معها ام ان عقله يحاول إقناعه بذلك حتى لا يتقبل فكره انها رافضه للمسته هذا ما فكر به بأحباط وهو يراقب امواج البحر الهائجه من نافذه غرفته وحتى ان اكتشف الخطأ ان وجد فهو لا يستطيع ابدا مسامحتها على تلك الجمله 
ظلت حياة قابعه فوق الفراش ضامه ركبتيها إلى قفصها الصدرى وتحيطاهما بكلتا ذراعيها مستنده بذقنها ووجهها الباكى فوقهما وعينيها معلقه فوق الباب منتظره عودته فى اى لحظه
وفى الصباح فتحت عينيها پذعر وهى تتلفت حولها محاوله تذكر متى غالبها النوم فأخر ما تتذكره هو جلوسها فى ذلك البرد الشديد منتظره عودته لفراشه واندساسها داخل احضانه وقعت عينيها اول الامر على المكان الذى كانت تقبع به حقيبته فوجدته فارغا تحركت من فوق الفراش مسرعه نحو الاسفل فعلى الاقل تريد رؤيه وجهه قبل سفره متناسيه الواقع الاليم وهو ذهابه مع امرأه اخرى غيرها أخبرتها عفاف انه قد غادر بالفعل منذ ما يقارب الساعه فتهدلت أكتافها وعادت إلى غرفتها ترتمى فوق الفراش بأحباط غير قادره على بدء
يومها البارد دونه 
فى ذلك الكافيه المنزوى عن أعين الناس جلست جيهان مره اخرى امام منصور الجنيدى هاتفه به بحنق شديد 
يعنى ايه يا منصور مخافش !!! انا مش عارفه انت جايب البرود ده كله منين ! مادام فريد طلع منها زى القط من غير خربوش واحد حتى يبقى مش هيسكت ده ابن جوزى وانا اكتر واحده عرفاه 
عاد منصور بجسده للخلف ليتكأ على ظهر مقعده وهو
يجيبها بثقه شديده اثارت حنقها اكثر 
انا مظبط الدنيا كويس مش هيقدر يعمل حاجه ده غير ان الولد اللى نفذ المهمه انا خلصلته اوراق خروجه بره البلد مع مبلغ محترم وزمانه طار من زمان 
صمتت جيهان معطيه لعقلها الوقت اللازم للتفكير جيدا فى حديثه ثم قالت بأرتياب 
طب دى بالنسبه للى نفذ انت فكرك بقى ان فريد مش عارف انك اللى ورا الموضوع ده ! اذا كان غريب نفسه عارف وبصراحه انا مستغربه لحد دلوقتى ازاى غريب وفريد سيبينك كده !! 
ظهرت أسنان منصور من خلف شفتيه فى ابتسامه سمجه قائلا بتفاخر 
مش هيلحقوا يعملوا
حاجه 
زفرت جيهان بنفاذ صبر ثم ردت قائله بنزق 
ھموت واعرف برودك ده من ساعه الحاډثه جايبه منين 
ضيقت عينيها فوقه بشك ثم سألته مستفسره بتوجس 
منصور !! انت مخبى حاجه عليا ! اسلوبك ده مش مريحنى خالص !! 
ارتبكت ملامح منصور لثانيه واحده ثم استقرت ملامحه مره اخرى وهو يجيبها كاذبا بثبات شديد 
لا هخبى عليكى ايه انا وانتى فى مركب واحد حتى وانتى عارفه كده كويس 
هزت جيهان رأسها موافقه رغم الشك الذى لازال يراودها تجاهه اما عن منصور فقد ابتسم بخبث بعد رؤيه استسلامها فهو ابدا لن يخبرها عن تلك الصفقه التى خاض بها والتى ان تمت على خير ما يرام سيغادر البلاد بعد تأمين مستقبله بعده مليارات خضراء 
كل ما فى الامر يومان اذا لماذا تشعر كما انها تنتظر منذ قرن !!هذا ما فكرت به حياة بحزن وهى جالسه خلال فتره راحتها امام ايمان السكرتيره وعقلها لا يلتقط شئ مما تتفوه به صديقتها والتى بالرغم من فارق السن بينهم والمده القصيره التى عاشرتها بها تشعر بجوارها بروح الصديق الحقيقى وخصوصا بعد اختفاء صديقتها مريم من حياتها دون ابداء اسباب غير انشغالها بالعمل إلى جانب خطبتها اعادها من شرودها صوت ايمان تسألها مستفسره 
حياة !! انا بكلمك 
حركت حياة رأسها بأتجاه ايمان تسألها بشرود 
ها قلتى حاجه 
هزت ايمان رأسها مبتسمه وهى ترمقها بنظره متفهمه 
انتى مش معايا خالص بس عمتا انا كنت بسألك فريد بيه راجع النهارده صح ! 
ارتبكت ملامح حياة واومأت برأسها ايماءه خفيفه للغايه فهى لا تعلم بماذا تجيبها فهو لم يتواصل معها منذ تلك الليله ولم يحاول حتى الاطمئنان عليها وليس لديها معلومه عنه زياده عن موظفيه وربما سكرتيرته تعرف تفاصيل عودته اكثر منها
اثناء شردوها فى تلك الافكار المحزنه التقطت اذنها شئ ما من حديث ايمان يتضمن نجوى وإيطاليا انتبهت بكل حواسها وعادت تسأل ايمان مره اخرى بأستفسار 
انتى قلتى ايه ! 
هتفت ايمان بنبره ممازحه تجيبها قائله 
لاااا انت بجد مش هنا وحالتك بقت صعبه انا كنت بقولك وبرضه نجوى هانم هترجع النهارده مع سعيد بيه من إيطاليا 
انتفضت حياة تسألها بأمل 
إيطاليا !! 
اومأت ايمان رأسها لها موافقه ثم اجابتها شارحه 
اه كلمتنى الصبح تبلغنى ان سعيد بيه والدها راجع معاها النهارده 
بدء وجهه حياة يشرق بالسعاده وهى تعاود سؤال ايمان لمزيد من التوضيح 
هى نجوى مش كانت مسافره إنجلترا 
حركت ايمان رأسها نافيه بثقه ثم اجابتها قائله بنبره قاطعه 
لا فريد بيه هو اللى فى لندن بس نجوى هانم سافرت لبباها ومراته الايطاليه هما معظم الوقت عايشين هناك نجوى بس اللى عايشه هنا وبتزورهم من وقت للتانى بس واضح ان فى حاجه مهمه عشان
كده سعيد بيه نازل معاها 
سألتها حياة بترقب كبير وقلبها يضرب سريعا من شده السعاده 
ابمان انتى متأكده 
اجابتها ايمان بثقه شديده 
ايوه انا اللى حجزت لها تذكره الطياره والفندق كمان لانها مش بتحب تنزل فى بيت بباها 
لمعت عينى حياة وقد عاد الإشراق إليها مره اخرى ولكن سرعان ما عاد لإحباطها مره اخرى فربما قضت ليله هنا وليله هناك ومضت بداخل عقلها فكره ستجعلها تطرد الافكار للأبد فغمغمت قائله بلهفه شديده 
ايمان ممكن اطلب منك طلب ! 
اجابتها ايمان بود شديد 
طبعا اؤمرينى 
ازدردت حياة لعابها بقوه ثم قالت بهدوء 
مش بتقولى انك انتى اللى حجزتى لها الفندق ! ممكن تكلميهم وتتاكدى انها كانت موجوده امبارح 
هزت ايمان رأسها موافقه دون استفسار وشرعت فى فعل ما طلبته زوجه مخدومها على الفور وبعد دقائق عده كانت حياة تتنفس الصعداء بعدما تأكدت من نزول نجوى فى فندق بالعاصمة الايطاليه روما والتى تبعد فى اقل تقدير عن مكان تواجد زوجها الالاف الكيلو مترات 
ظلت حياة تنتظر انتهاء ذلك النهار بفارغ الصبر حتى يتسنى لها رؤيته فعلى حد علمها يجب ان يكون فى المنزل على موعد العشاء وبالطبع قد قررت مصارحته بسوء فهمها او تلاعب نجوى بها لم تستطع الجزم حتى الان ولذلك ستخبره لانها تثق فى رأيه وتعلم جيدا حنكته فى تصريف الامور وقبل ذلك بالطبع سنعتذر منه عن تلك الحماقات التى تفوهت بها تلك الليله 
عادت إلى المنزل بعد السادسه بقليل فقد كان لديها يوم عمل ممتلئ للغايه وتشعر وكأنها مسئوله مسئوليه تامة فى غيابه عن ابقاء الامور فى نصابها الصحيح بدلت ملابسها وعادت للأسفل مرة اخرى فهى تنتوى تحضير الطعام الليله بنفسها وبالفعل بعد مده طويله كانت قد انتهت من إعداد الاطباق المفضله لديه وصعدت للاعلى للاغتسال وتبديل ملابسها والاستعداد لاستقباله 
نظرت فى المرأه للمره الاخيره للتأكد من مظهرها وعيونها تلمع برضا فقد قامت بتمشيط شعرها الناعم وتركه منسدلا بحريه فوق كتفيها كما ارتدت كنزه بلون الخردل بأكتاف منخفضة كاشفه عن عنقها بأكمله وعضمتى كتفيها البارزتين مما أعطاها منظر انثوى رائع ابتسمت بحنين وهى تتذكر يوم حفله التجديد وهما فى طريقهم لمنزل والده عندما أعطاها أوامر بشكل قاطع وضيق شديد الا ترتدى مثل تلك الملابس الكاشفة مره اخرى خارج المنزل رغم انه هو من قام بأختيار معظمهم على حد علمها تنهدت بأشتياق وهى تلقى نظره اخيره على وجهها قبل ركضها للأسفل عند سماعها لصوت محرك سياره داخل حديقه المنزل هبطت السلالم بعجاله حتى يتسنى لها استقباله وبالفعل لم يخطأ حدسها فقد كان هو القادم ابتسمت له بلهفه واضحه بمجرد رؤيتها له يدلف من الباب الداخلى فبادل تلك الابتسامه بجمود تام ثم أشاح بنظره عنها اللعنه على كل ذلك الم يكفيه شوقه لها خلال الايام الماضيه رغم رفضها الصريح له لتقف امامه الان بهذا المظهر الفاتن وتتوقع منه ضبط اعصابه !! هذا ما فكر به بحنق وهو يتجاوزها متسلقا الدرج ومنه إلى غرفتهم تحركت وراءه وتبعته حتى غرفتهم رغم تجاهله التام لها التقط هو ملابسه بعصبيه واضحه وهو لايزال يشيح بوجهه عنها ثم صفق باب الخزانه خلفه قبل ان يتجه إلى الحمام لأخذ دشا باردا زفر بضيق واضح مفكرا بحنق ان هذا اخر ما يطمح له فبدلا من حتى تهدء اعصابه خرج بعد قليل فوجدها لازالت واقفه تنتظره تنحنت حياة محاوله
ايجاد صوتها وشجاعتها لمحادثته فليس خفيا عليها تجاهله الصريح لها سألته بنبره متردده ولكن ناعمه للغايه جعلته يسب داخليا 
محتاج مساعده ! 
رفع رأسه پحده اكثر من اللازم لينظر نحوها ثم اجابها بنبره جافه وهو يقوم بأرتداء ملابسه امامها كأنه غير موجوده 
لا عضت على شفتيها بحرج وأشاحت بنظرها بعيدا عنه وقد بدءت وجنتيها تتلون وهى تراه يقوم برمى المنشفه التى كانت تحيط بخصره فوق الفراش بلا مبالاه ثم استجمعت جرأتها لتردف حديثها قائله بخجل 
طيب انا خليت دادا عفاف تحضرلك العشا اكيد تعبان ومحتاج تاكل 
اجابها بنبره خاليه وهو يتحرك من حولها متجها نحو الخارج بعدما قام بأرتداء ملابس رياضيه مريحه ومشط شعره الرطب 
اكلت فى الطياره زفرت بأحباط وهى تراه يتعامل معها بكل ذلك الجمود فهى كانت تأمل فى التحدث معه عما حدث والاعتذار منه ولكنه لا ينظر حتى نحوها توقف امام الباب موجها حديثه إليها بنظرات جامده 
انا نازل الجيم
ومش عايز ازعاج من اى حد مهما كان السبب 
اندفعت خلفه هاتفه اسمه بلهفه لتوقفه عندما عاود السير مره اخرى فتوقف ببطء مستديرا إليها بضيق ثم نظر نحوها بنفاذ صبر ليحثها على التحدث بصمت تهدلت أكتافها من نظرته البارده نحوها فيبدو انه فعلا مل منها او الأدق انها لم ترضيه من البدايه غمغمت بصوت مخټنق كاذبه 
خلاص مفيش حاجه 
هز كتفيه بلامبالاه قبل استئناف سيره نحو الدرج ومنه إلى الاسفل عادت حياة لغرفتهم وجلست فوق حافه الفراش تبكى بصمت فيبدو ان بوجود نجوى او فى عدم وجودها هى لم ترضيه كأمراة 
تحركت تبدل ملابسها بعدما أعطت لعفاف امر من خلف الباب المغلق بعدم رغبتها فى تناول الطعام ثم ارتمت فوق الفراش بحزن شديد مستمره فى نحيبها ولم تدرى كم مر من الوقت وهى على تلك الحاله حتى شعرت بحركه ما امام باب غرفتهم مسحت دموعها بسرعه شديده ثم اغمضت عينيها متظاهره بالنوم دلف فريد للداخل بهدوء شديد وقام بالاغتسال مره اخرى فقد كان يتصبب عرقا من فرط ممارسته للرياضه بدل ملابسه على ضوء مصباح الطاوله الخاڤت ورغم علمه التام بأستيقاظها الا انها اثر التعامل كما لو انه صدق ادعائها الساذج للنوم تمدد بظهره على الفراش بجوارها وهو يشعر بالإرهاق فى كل خليه من خلايا جسده آملا ان يزوره النوم سريعا بعد كل ذلك المجهود البدنى والعضلى الذى قام به القى نظره متفحصه فوق ظهرها الذى كان قبالته ورغم عدم رؤيته لملامح وجهها الا انه احس بتشنج ملامحها وجسدها حبست حياة انفاسها وهى تدعو الله فى صمت ان يمد ذراعه ويأخذها بين احضانه ولكن طال انتظارها حتى سقطت فى نوم حقيقى دون تحقيق أمنيتها 
فى الصباح استيقطت حياة وهى تشعر بدفء ما بجوارها كانت افتقدته بشده فى اليومين الماضيين فتحت عينها تستكشف
تم نسخ الرابط