قطه فى عرين الاسد بقلم مني سلامه
المحتويات
يعني
قال شاردا
ساعات بحس انك عاقلة أوى وتقيلة اوى وساعات بحس انك عصبيه أوى ونرفوزه وساعات بحس انك حنينه أوى ورقيقة أوى وساعات بحس انك طفلة أوى
نظر اليها قائلا بمرح
اعترفى انتى مين فى دول
ابتسمت قائله بمرح
أنا كل دول فى بعض كولكشن يعني
رفع حاجبيه قائلا بتحدى
بس انتى النهاردة مختلفة أول مرة أشوفك مرحة كدة
قصدك انى كئيبة يعني
قال مراد مبتسما
لا طبعا مش قصدى كدة بس انتى جادة على طول واول مرة أشوفك طفوليه كده وشقية كدة يا ترى ايه سبب التغيير ده
قالت مريم بشئ من الحزن
ده مش تغيير تقدر تقول ان ده عودة لطبيعتى اللى شوفته فى حياتى هو اللى خلانى جادة أوى وكئيبة أوى بس أنا مكنتش كده زمان لما بابا وماما واختى اللهم يرحمهم كانوا عايشين
ربنا يرحمهم
صمت قليلا ثم قال
يعني انتى بدأتى
تحسي انك رجعتى لطبيعتك تانى
قالت
أيوة
نظر اليها قائلا
ليه ايه اللى رجعك لطبيعتك دى تانى ونساكى اللى شوفتيه فى حياتك
صمتت وهى تنظر اليه لمحه نظرة فى عينيها أذابت قلبه داخل صدره قالت
هامسه
انت وجودك فى حياتى خلانى أنسى كل الظروف الصعبة اللى مريت بيها
أمامه بدا عليه التفكر ثم عاد ينظر اليها مرة أخرى قائلا بصوت مضطرب
يلا نروح عشان منتأخرش
لم تعترض مريم فهى تعلم أن صراعا كبيرا يدور بداخله تفهمه وتتفهمه جيدا
كان حفل خطوبة نرمين بسيطا بين أفراد العائلتين فقط فى الفيلا كانت نرمين تشعر بالسعادة بإرتباطها ب أحمد ابن خالتها والذى تعرف عنه حسن الخلق والتدين قدمت له أمه علبه الشبكة فقال لها مبتسما
ابتسمت أمه وهى تلبس ابنة أختها الشبكة وتعالت الزغاريد فى البيت كانت سعادة أحمد كبيرة وقد تمت خطبته على أحب انسانه الى قلبه كم قضى سنين طوال يتمناها زوجة له لكنه لم يجرؤ يوما عن الإفصاح عن هذا الحب احتراما لثقة أخيها فيه وخوفا من فعل شئ يغضب الله عز وجل فيذهب ببركة زيجتهما فرح أحمد أكثر عندما وافق مراد و ناهد على الخطوبة السريعة والتى استغرقت أيام قلائل اتفقوا على أن يكون الزفاف فى نهاية العام الدراسى
شعرت زهرة بالنوم فدثرها مراد وبقى بجوارها الى أن نامت ثم توجه الى غرفة نرمين فرآى ثلاثتهن معا فابتسم قائلا
شكلكوا وانتوا متجمعين مع بعض كده مش مريحنى
ضحكت الثلاث فتيات وقالت نرمين ضاحكه
ليه بأه يا أبيه هنكون بنتفق يعني
الټفت الى مريم قائلا
مش هتنامى
همت بأن تجيبه لكن نرمين قالت
لا مش هتنام دلوقتى يا أبيه احنا عمالين نرغى ونلوك لوك سيبها تلوك معانا وبعدين احنا سهرتنا النهارده للصبح
اتسمعت ابتسامته قائلا
ماشى لوك لوك براحتكوا
انصرف مراد عائدا الى غرفته جلس على الأريكة ورفع طرف بنطاله وأزاح الساق الصناعيه قليلا مستغلا عدم وجود مريم فى الغرفة
بحثت مريم عن هاتفها فلم تجده قالت ل نرمين
مش لاقياه رنى عليا كده
اتصلت بها نرمين وقالت
بيرن شكلك نسيتيه تحت
قالت مريم
لا أنا طلعت بيه شكلى نسيته فى الأوضة هروح أجيبه وأرجعلكوا
قالت سارة
ماشى مستنيينك بس اوعى تتأخرى
توجهت الى غرفة مراد الذى سمع صوت هاتفها الموضوع على الكمودينو هم مراد بأن يرتدى ساقه الصناعية مرة أخرى ليذهب اليها ويعطيها هاتفها كانت مريم معتاده على طرق الباب لكنها لم تطرقه هذه المرة لظنها بأنه عاد الى غرفة زهرة بعدما تحدث معهن فتحت الباب ودخلت ليتسمر كلاهما فى مكانه شعر كل منهما برجفه تسرى فى جسده وكأن ماسا كهربائيا أصابهما معا لم يكن مراد قد ارتدى ساقه الصناعيه بعد تطلع كل منهما الى عين الآخر وكل منهما يحبس أنفاسه كانت صدمة مراد كبيرة أرادها أن تعرف لكن ليس بتلك الطريقة ليس فجأة أراد أن
يمهد لها ويشرح لها لا أن ترى الفراغ فى ساقه لا أن ترى أعاقته ونقصه التى يخفيها عن أعين الجميع أرادها أن تعرف لكنه لم يريدها أن ترى ظل حابسا أنفاسه مطولا وهو متجمد فى مكانه من الصدمة كانت مريم تشعر بما يشعر به فى تلك اللحظة تعلم أنه كره دخولها عليه الآن وكره أن تراه هكذا وكره أن تطلع على اعاقته بتلك الطريق كانت ترى فى عينيه الخۏف والجزع والألم والحيرة والصدمة والتردد والقلق عاد مراد يتنفس
مرة أخرى لا بل يلهث وكأنه يبذل مجهودا شاقا خفض بصره ونظر أرضا شعر بأنه غير مستعد لتلك اللحظة بعد غير مستعد لأن يخسرها غير مستعد لأن يرى فى عينيها نظرة يرفضها وتدفعه لأن يبتعد عنها ويبعدها عنه وقفت مريم فى مكانها تنظر اليه شعرت بالدموع التى همت بأن تتجمع فى عينيها لكنها منعتها قسرا وأوقفتها قبل أن تظهر داخل عينيها كانت تعلم مدى حساسية الأمر بالنسبة ل مراد
كانت تعلم
أن كلمة واحدة أو نظرة واحدة منها من شأنها أن تنهى كل شئ بينهما مدت يدها وأغلقت الباب ووقفت مكانها كان مراد مازال ينظر أرضا لا يجد فى نفسه الجرأة ليرى نظرات عينيها أو تعبيرات وجهها كانت مريم تشعر بتوتر بالغ خاڤت أن تخسره فى لحظة خاڤت أن يسئ فهم مشاعرها تجاهه فيحكم عليها بفراقه تقدمت منه ببطء
كلما اقتربت خطوة ازدادت خفقات قلبه سرعة طال الصمت كان يتنظر مراد أن تتحدث أن تسأل أن تستفهم أن تعاتب أن تغضب لكن طال انتظاره حاول أن يرفع رأسه لينظر داخل عينيها لكن خوفه من خسارتها منعه فجأة وجدها وقد چثت على ركبتيها أمامه حبس أنفاسه نظرت مريم اليه وهى تسمع صوت خفقان قلبها وتساءلت ترى أهذا صوت خفقان قلبي أم قلبه نظرت الى الساق المبتور والساق التى مازال يمسكها بيده نظرت الى وجهه تتمنى أن يفهم أن يفهم أنها لا تأبى لتلك الإعاقه وأنها لا تعنى لها شيئا مدت يديها وأمسكت منه الساق الصناعيه شعرت برجفة جسده وانتفاضته سمعت صوت تنفسه رأت ارتعاشة يده شعر مراد بالدهشة وهو يراها جاثيه على ركبتيها تحت أقدامه تمسك بساقه الصناعية وأخيرا رفع رأسه لينظر اليها عندما بدأت فى محاولة تثبيتها فى ساقه المبتور أخذ يتأمل وجهها وعينيها التى كانت مثبته على الساق كان يلهث بشدة وقد ازداد اضطرابه لا يعلم كيف سمح لها بأن تفعل وبأن تكون قريبه منه هكذا وبأن تراه هكذا انتهت مريم من مهمتها التى استغرقت بعض الوقت لجهلها بطريقة تركيبها الصحيحة الى أن نجحت فى ذلك ثم رفعت رأسها تنظر اليه شعر مراد برجفه فى كل أوصاله وهو ينظر اليها وهى قريبة منه الى هذا الحد جاثيه على ركبتيها تحت قدميه بحث فى عينيها عن نظرة نفور ورفض فلم يجد بحث عن نظرة شفقه وعطف فلم يجد لم يجد الا نظرة حب وشوق وابتسامه صغيرة ترتسم على محياها وهى تتطلع اليه أخيرا وجد فى نفسه القدرة على الكلام قال بصوت مبحوح
عرفتى امتى
قالت مريم بهدوء وهى تنظر اليه
من كام
متابعة القراءة