قطه فى عرين الاسد بقلم مني سلامه
المحتويات
الظلم والقهر الذى تعرضت له لانها ذاقت من نفس الكأس يوم اتهمها الناس بأنها على علاقة ب جمال فكانت مريم أكثر من تشعر بها فى تلك اللحظة هدأت زهرة قليلا فقال مراد بحنان
كفاية يا ماما انتى تعبتى ارتاحى شوية مش مهم كلام دلوقتى
قالت زهرة بتصميم
لا مهم لازمن أجول كل اللى كنت كتماه فى جلبى طول السنين اللى فاتت يمكن أرتاح
حاولت كتير أخدكوا أو حتى أشوفكوا انت وخوك بس حماتى كان جلبها جاسى جوى وكانت رافضه انى أشوف ضفر عيل منكوا وأبوك مكنش فى يده حاجه مكنش بيكسر كلمة لأمه الله يسامحها كانت ست جويه جادره
ثم أكملت
فى الفترة دى حصلت چريمة جتل فى عيلة المنفلوطى والعيلة دى كانت بتعادى العيلتين الهواري و السمري وكان فى بينهم مشاكل وبين الاتنين خيري من العيلتين ولما اتجتل ابن حسن المنفلوطى جالوا ان اللى جتله اسمه خيري لانه كتب اكده بدمه على الجدار وأقسم حسن المنفلوطى انه يجتل الاتنين خيري فالعيلتين اتحدوا مع بعض وهربوهم على مصر وجبل ما أبوك يهرب يا ولدى روحت حداهم فى بيت العيلة كان بدى أشوفك انت وأخوك لجيت ماجد بيلعب جدام البوابه محستش بنفسي الا وآنى بخطفه وبهرب بيه
كان بدى أخدك انت كمان بس خفت أستنى أكتر من كده حدا يشوفنى ومحستش بنفسي أنى بعمل ايه خدت ماجد وطلعت أجرى بيه
تعالت شهقاتها وهى تجول
انا اتظلمت أوى أوى أوى وملقتش حل أدامى غير كده كان لازم أعمل كده سامحنى يا ولدى انتى سيبتك سامحنى
اقترب منها مراد معانقا ايها قائلا
قالت زهرة بسرعة
آنى مسمحاهم يا ولدى مسمحاهم ربنا يغفر لكل اللى ماتوا
ثم أخذت نفسا عميقا وأكملت قائله
بعد اكده عرفت بموضوع چريمة الجتل وعرفت انهم أكيد هيدوروا على ولاد خيري ويجتلوهم فإضطريت أهرب آنى كمان على مصر مكنتش أعرف حدا فيها واصل وسبحان الله يشاء ربك انى أهرب فى نفس اليوم اللى هرب فيه خيري السمري و خيري الهواري واټصدمت لما لجيتهم راكبين نفس الجتر وجلبى ۏجع فى رجلى وفضلت جاعده بعيد عنهم عشان
عمتو
قالت زهرة
ايوة يا ولدى اتصلت بيها وجولتلها انى اتجوزت على سنة الله ورسوله ولما ابنى مراد يكبر جوليله أمك ما غلطتش واصل ومعملتش أى حاجه يخجل منها
ثم غشت العبرات عينيها وهى تقول بصوت باكى
لكنها جالتلى ان أبوك جالك انى مت آنى وأخوك ساعتها حسيت انى مت فعلا يا ولدى
ربت مراد على كتفها وقالت وهى تبكى
ظلمونى وحرمونى منك ڠصب عنى يا مراد
تنهد مراد پألم وتساقطت العبرات من عيني مريم بدا على زهرة الإرهاق والتعب فقال لها مراد بقلق
ماما انتى كويسه
أومأت برأسها فقال
طيب نامى واتراحى كفاية كلام كده نكمل كلامنا الصبح
غادر الاثنان الغرفة بعدما طلب من الممرضة الحضور وملازمة فراش أمه دخلت مريم الى الغرفة وجلست على الفراش واجمة دخل مراد وأغلق الباب ومسح وجهه بكفيه ثم نظر اليها قائلا
انتى أول مرة تعرفى الكلام ده
أومأت برأسها ايجابا وقالت
أيوة كل اللى كنت عارفاه ان بابا كان متجوز ماما زهرة بعد ما جوزها طلقها
وانها جالها مرض وشالت الرحم ومعدتش بتخلف وبابا اتجوز ماما وخلفنى أنا واختى
ثم أكملت وهى شارده بحزن
ماما مكنتش بتحب ماما زهرة ومكنش فى اى علاقة بينهم وبابا كان معيش كل واحد فيهم فى شقة بعيده عن التانية ومبتدتش أشوف ماجد و اعرفه غير بعد ما أهلى ماتوا فى الحاډثة وبعدها كتبنا كتابنا وكانت ظروفنا صعبة واضطريت أنزل أشتغل عشان مصاريف علاج ماما زهرة كانت كبيرة علينا لانها تعبت أوى بعد ۏفاة بابا وأصلا كان عندها ضغط عالى واعدت فترة كبيرة فى المستشفى وده اللى عطل جوازنا لحد ما عرفنا بمرض ماجد بس للأسف معرفناش الا فى مرحلة متأخره جدا
قالت پألم
كان بيبقى تعبان ويخبى عليا لحد ما وقع فى الشغل وعرفنا ساعتها ان المړض اتمكن منه تماما وماما زهرة تعبت أوى ومعدتش بتتحرك ولا بتتكلم واضطرينا نوديها الدار عشان ياخدوا بالهم منها لانى كنت بضطر انزل اشتغل لحد ما ماجد ماټ الله يرحمه
ساد الصمت طويلا بينهما دخل مراد يغسل رأسه بالماء البارد ثم يجففه ويخرج من الغرفة دون القاء كلمة توجه الى مكتبه وظل غارقا فى شروده وهو يفكر فى كل ما قيل
الفصل السادس والعشرون
من رواية قطة فى عرين الأسد
أرادت من مراد أن يفعل مع مريم مثلما فعل أبوها مع أمه أحكم وضع الغطاء عليها وتوجه الى الأريكة شعر پألم فى ساقه فخلع الساق الصناعية وتركها فى مكانها تسد فراغ
قدمه تحت الغطاء وغط فى سبات عميق
استيقظت مريم لتجد مراد نائما على الأريكة اذن فقد عاد من الأسفل دون أن تشعر به نهضت لكى تتوجه الى الحمام وفجأة وضعت يديها على فمها تكتم شهقتها ودهشتها وفزعها رأت مريم الساق الصناعيه واقعه على الأرض بجوار الأريكة أخذ قلبها يخفق بقوة وهى لاتزال تضع كفيها على فمها بقوة نظرت الى مراد لتجده نائما اقتربت من الأريكة ببطء وهى تنظر لتلك الساق الموجودة على الأرض اقتربت أكثر لترى فى ضوء القمر المتسلل للغرفة الفراغ أسفل ساقه اليمني من فوق الغطاء أجهشت فى البكاء وكادت أن تعلو صوت
شهقاتها لولا أنها أحكمت تكميم فمها بقوة تساقطت العبرات من عينيها ساخنة وجسدها يرتجف بشدة وهى تنظر الى الفراغ فى مكان ساقه رفعت نظرها الى وجه مراد واقتربت منه تنظر اليه نائما كانت عيناها تشعان حزنا وألما وعذابا شديدا شعرت وكأنها اكتشفت بأن ساقها هى المبتوره نظرت اليه وهى تقول فى نفسها أهذا ما كنت تخفيه عنى أهذا ما كان يؤرق مضجعك أهذا ما كان يقلقك ويخيفك أهذا ما كنت أرى بسببه الألم والحيرة والقلق فى عينيك أهذا ما يبعدك عنى يا مراد أهذا ما يبعدك عنى يا حبيبى التفتت لتنظر الى الساق الملقاة على الأرض مرة أخرى اقتربت منها وحملتها ورفعت الغطاء برفق ووضعتها فى مكانها نظرت الى نهايه ساقه التى التحمت ببعضها فيما يشبه شكل الركبة المثنية شعرت بدموعها تنهمر مرة أخرى أحكمت وضع الغطاء عليه
متابعة القراءة