انا لها شمس بقلم روز امين
الهاتف إلى والدتها بسخط على حياتها بالكاملهتفت من بين أسنانها پحقد دفين على زوجها
منه لله عمرو إبن إجلالكل ما أجي أتقدم خطوة يوقفني بغبائه
واسترسلت بنبرة ساخطة
أنا مش عارفة أنا عملت إيه في حياتي علشان يحصل لي كل ده
ردت الأم عليها بنبرة متأثرة لأجل نجلتها
طب بس إهدي وخلينا نشوف هنعمل إيه في المصېبة اللي حطت علينا دي كمانما هو كان ناقصنا حبس عمرو ده كمان علشان يوقف الموضوع اكتر ما هو واقف
أخرجت كلماتها بغل ظهر بعينيها
مفيش في إيديا حاجة أعملها غير إني أستنى وكأني إتخلقت في الدنيا دي علشان أفضل مستنية في الدور اللي ما بيخلصش
نظرت أمامها وثبتت نظرها في نقطة اللاشئ وهي تنطق بشرود تتذكر مشوار حياتها
دخلت الكلية وفضلت مستنية إن حد من ولاد كبارات البلد يبص لي ويتجوزني علشان ينقلني من فقري وأعيش زي بقيت خلق اللهوبرغم إني عملت كل اللي لازم يتعمل علشان أظهر وأبان بين بنات البلد إلا إن الحظ سابني وراح يضحك لبنت منيرة وخلى إبن أكبر راجل في البلد كلها يحبها دونا عن الكلولما حاولت ألفت نظره قبل ما يتجوزها وصدني أستنيت استنيت لحد ما اتجوزها وفضلت قاعدة ومستنية الفرصة لحد ما جت لي وعرفت أوقعه بمساعدة العقربة نسرينوبعدها استنيت أخلف الولدولما جت لي الفرصة طلع لي موضوع الورمواستنيت بنت منيرة تتجوز واتجوزت بس ما ارتحتش
واسترسلت بهسيس حاد
ده زاد جنونه بعد ما حس إنها ضاعت من بين إيديه خلاص وجه طلع كل غله وغضبه فيا
واسترسلت بحدة
نخلص على كده لا طبعايروح إبن الهبلة يخطفها ويضيع نفسه ويوقف لي كل خطتي
قاطعتها والدتها باستحسان
وأهو اللي عمله جه في مصلحتك وضړبتي عصفورين بحجر واحدأديك خلصتي من الواد ومش هتشوفيه ولا هينكد عليك في كل مرة ييجي يقعد عندكم فيها وخلصتي من خۏفك ليرجع بنت منيرة في أي لحظة
وإنت تفتكري إن نصر هيسيبه لبنت منيرة بالسهولة دي... قالتها معترضة على تنبؤ والدتها لتهتف بقوة
ده هيهد الدنيا ويقلبها لحد ما يرجعه وبكره أفكركإصبري بس لحد ما يخلص من دوشة الإنتخابات وهتلاقيه إتحول لغول هيبلع كل اللي ييجي في طريقهوأولهم المستشار اللي بنت منيرة جريت واتحامت فيه
واسترسلت بدهاء يرجع لمعرفتها لشخصية نصر الشرسة
نصر ده عامل زي الحاوي بالظبطجرابه مبيخلاش من الحيلوالمجرمين اللي يعرفهم أكتر من المحترمين وألف من يتمنى يخدمه في الشړ
ولجت الصغيرة من باب الغرفة لتهمس قائلة پانكسار
ماما أنا جعانة
حولت بصرها باتجاهها لترمقها بنيران شاعلة فطالما حملت تلك المسكينة ما وصلت إليه من إخفاقاتلو لم تخلق أنثى لفتحت أمامها خزائن نصر البنهاوي على مصراعيها ول امتلكت المنزل وضمنت الجلوس على عرشه بعد رحيل تلك الجبروتإجلال لكن لسوء حظها أتت تلك الفتاة وجلبت معها النحسفمنذ ولادتها واللعنات تلاحقها أينما ذهبتهكذا هيئ لها الشيطان بتفكيرها فبدلا من أن تراجع نفسها وتتوب إلى الله من ذنبها العظيم عله يتقبل توبتها ويغفر لهاألقت بجميع أخطائها على عاتق تلك الصغيرة المسكينةهتفت بسخط وكلمات منزوعة الرحمة صاحبتها نظرات كارهة أصابت قلب الصغيرة بالړعب
غوري يا بت على تحت خلي حد من اللي في المطبخ يحط لك تطفحي
تراجعت الفتاة للخلف لترد بإنكسار وجسد مړتعب خشية من تعنيف تلك القاسېة لها
نزلت ومش لقيت حد تحت خالص
أشاحت بذراعها ترمقها
طب غوري اتلقحي برة قدام التلفزيون على ما أخلص كلامي مع جدتك واطلع لك
انسحبت الفتاة ذليلة بخيبتها لتكمل تلك الجبروت حديثها وهي تقول
كنا بنقول إيه يا ماما
تحدثت الأخرى ولم تعلق مطلقا على معاملة ابنتها شديدة القسۏة لحفيدتها الصغيرة وكأن الرحمة انتزعت من قلبيهما
سيبك من كل دهإحنا لازم نروح للدكتورة علشان تشوف الورم ده وصل لغاية فين
صاحت بحدة مرعبة لتنطق باعتراض
قولت لك مش هروح أي مكان غير ما أخلص من موضوع الحمل دهيخرج بس عمرو وأنا هتصرف بأي طريقة إن شالله حتى أحط له منوم في الماية واوهمه بإن حصل بينا حاجة وبعدها نبقى نروح للدكتورة ونشوف الحل إيه
وافقتها تلك المنزوعة العقل على تحالفهما الشيطاني وكأن شعور الامومة انتزع من داخلها فأصبح كل ما يهمهما هو الحصول على ذكر تستطيعا به ضمان بقائها بالمنزل ونيل مكانة عالية به دون التفكير بحياة تلك المړيضة بمرض مهلك قد يودي بحياتها بأية لحظة إذا أهمل.
داخل البلدة أيضاتقف نسرين أمام عربة لبيع الخضروات تنتقي منها لتبتاعها تجاورها شقيقتها ألاء التي هاتفتها لتلتقيا بالخارج فإلى الأن لم ترضى عنها والدتها ولم تسمح لها بزيارة منزل والدها منذ ۏفاة شقيقها علاء رحمة الله عليههتفت للرجل بحدة وهي تقلب حبة من ثمار الطماطم بين أصابعها تتمعن النظر بها
الطماطم كلها مفعصة كده ليه يا عم رجب
ليجيبها الرجل متذمرا من تلك المرأة دائمة الشكوى والذي سأم طريقتها
هو انت كل مرة تطلعي القطط الفاطسة في الخضارمفيش مرة تشتري وتمشي من سكات
واسترسل لائما
مرة البطاطس ومرة الكوسة والوقت الطماطم ما الستات كلها وزنت ومشيت ومحدش إتكلم
نطقت ألاء بكلام لين في محاولة منها لإرضاء الرجل
خلاص يا عم رجب حقك عليا أنا
تنهد الرجل وهو يتطلع على تلك الخلوقة ويتعجب كيف لهاتين المختلفتين أن تكونا شقيقتين من نفس الأب والأم لينطق بهدوء يرجع لاحترامه لها
خلاص يا بنتيهسكت علشان خاطرك إنت بس
كادت ان تتحدث لتمنعها شقيقتها حيث لكزتها بكتفها وهي تقول بحدة
خلصي ونقي الطماطم ويلا علشان تلحقي تجيبي الفطار وتروحي قبل ما عيالك يصحوا
أجبرت على الصمت لتكمل ما تفعلبعد قليل كانت تتحرك بجوارها في طريقها لمنزلها لتنطق بنبرة متأثرة
لسة
بردوا ما اتكلمتيش مع أمك في الموضوع
أجابتها الفتاة بهدوء
والله العظيم كل يوم بكلمها بس هي رافضة ده أنا يادوب بنطق إسمك وهي زي ما تكون بتتحول
نطقت بحيرة وخوف ظهرا بعينيها
طب والحل يا ألاءده أنا شايلة الفلوس اللي خدتهم من سمية في الدولاب عندي في وسط هدومي لو عزيز شافهم هتبقى وقعتي سودة
تغيرت ملامح الفتاة من هادئة لحادة وهي تبلغ شقيقتها باعتراض حاد
بصي يا نسرين وعلشان نكون متفقين من الأولحتى لو أمك وافقت على إنك ترجعي تزورينا زي الأول أنا بنفسي اللي هرفض دخول فلوسك على البيت
إمتلأت مقلتيها بغيمة من الدموع حين تذكرت شقيقها الراحل لتتابع بقلب ېنزف دما على فقدانه
دي فلوس ملعۏنة دخلت على بيتنا بالخړاب
تنهدت بحزن لتنطق بتبرير تقنع به حالها قبل الفتاة
ده نصيب ومكتوب يا ألاءوعلاء الله يرحمه كانت دي مۏته اللي ربنا كتبها له
نطقت الفتاة تنهرها بحدة
بلاش تجيبي سيرة ربنا في الموضوع الشمال دهربنا يسامحك ويهديك
أخرجت من كيس مالها بضعة ورقات لتدسهما بيد شقيقتها وهي تقول
طب خدي القرشين دول خليهم معاك يمكن تحتاجي تجيبي حاجة لنفسك
دفعت الفتاة بكفها وكأنها تدفع عنها المۏت لتهتف من بين أسنانها بشراسة
حد الله بيني وبين فلوسك الحړام إبعدي بأذاكي عني يا نسرينوبلاش تشيليني معاك ذنب المسكينة اللي خربتوا عليها إنت والحرباية اللي كانت عاملة فيها صاحبتها
وقع المال وتناثر على الأرض لتنحني بظهرها تلملمه بلهاث لترفع قامتها من جديد وهي تهتف بسخط وحقد ظهر بمقلتيها
المسكينة اللي صعبانة عليك دي إتجوزت مستشار غني وعنده فلوس قد اللي عند الحاج نصر ييجي عشر مرات
وده بقى الكلام اللي بتسكتي بيه ضميرك يا نسرين!...قالتها الفتاة متكأة على ضمير شقيقتها لكنها غفلت عن مۏت ضميرها من الأساس منذ اليوم الذي تحالفت فيه مع تلك الشيطانة.
بعد قليل كان الجميع يودع الحبيبان من داخل الحديقةكان الصغير يتعلق بعنق والدته التي تضمه بقوة والألم ينهش بداخلهالم تتركه من قبل سوى لمبيته بمنزل أبيهوبرغم عدم راحتها لهم إلا أنها كانت متأكدة من أمانه لحب جديه ووالده الشديد له عدا ذلك فهي لم تتركه على الإطلاق لكنها الأن مجبرة على تركه فزوجها له عليها حق ولابد من اتباع كل ما يسعد قلبهتحمحم فؤاد لينطق على استحياء بعدما رأى دموعها
إيثارميعاد الطيارة هيفوتنا
ذهب علام ليصل قبالتها وتحدث باسطا ذراعيه للصغير
مش كفاية كده يا بطلعاوزين نجهز علشان هنزور مزرعة الخيل عند جدو أحمد النهاردة
إلتفت الصغير له بلهفة رغم تأثره الشديد بترك والدته له لكنه تعلق مؤخرا بقوة بذاك الخلوق الذي قرر بين نفسه بأن يعوضه عن إبتعاده عن عائلته الأم لينطق متلهفا رغم دموعه
بجد يا جدوهتخليني أركب الحصان الصغير اللي قولت لي عليه
أجابه بابتسامة حنون ترجع لمكانته الكبيرة بقلبه
وأنا من إمتي قولت لك كلمة ومنفذتهاش يا أستاذ چو
هز رأسه نافيا ليشير علام إليه كي يحثه على ترك والدته وبالفعل إلتفت إلى والدته وحضنها بقوة ليخرج من جديد ويقول وهو يجفف دموعها بأنامله الصغيرة
ماتعيطيش يا مامي ومش تخافي علياجدو علام هياخد باله مني
حاضر يا حبيبي...قالتها لتنظر إلى علام وتقول بثناء
متشكرة يا باباربنا يخليك ليا
أخذ الصغير وثبته بأحضانه لينطق بحنان أب
روحي يا حبيبتي وانبسطي مع جوزك وماتشليش هم چو
إقتربت عليها عصمت لټحتضنها وهي تربت على ظهرها بحنان قائلة
ماتقلقيش على يوسف ده في عنينا كلنا ربنا يعلم إحنا قد إيه بنحبه وبنعتبره زي بيسان بالظبط
بإبتسامة شاكرة نطقت بامتنان
والله ما عارفة أودي جمايلكم دي كلها فين
عيب يا إيثار الكلام اللي بتقوليه دهإحنا أهلك ويوسف ده إبننا
إبتسمت بعينين لامعتين تأثرا بسعادتها النابعة من أعماق قلبها فهاهي الأن تشعر بدفئ العائلة التي حرمت منها هي وصغيرها فقد من الله عليهما وعوضهما بتلك العائلة التي احتوت كلاهما وغمرتهما بسيل جارف من الحنان والإهتمامودعتها أيضا فريال التي أصبحت تتعاطف مع قضيتها وتحتويها وكأنها مسؤلة منها بعد تعرض ذاك الجبان لهاوأيضا عزة التي تمنت لها السعادة
نظر فؤاد إلى عينيها اللامعتين بتأثر وهي تتطلع على صغيرها المبتسم بفضل كلمات علام التشجيعية والمحفزة له ليربت على وجهها بخفة قائلا بنبرة حنون
والله يا حبيبي لولا مدرسته لكنت أخدته معانا
أومأت له بتفهم ليبتسم بخفوت وهو يسحبها من كف يدها ناحية مقدمة السيارة ليستقلا الكنبة الخلفية ويندفع السائق للأمام تاركا خلفه الجميعأطرقت برأسها فى حزن وانهمرت دموعها ليزفر وهو يمد يده إلى ذقنها يرفعها لتتقابل عينيها الدامعتين مع خاصتيه ليقول هو بمشاعر جارفة
وحياتي عندك بلاش ټعيطيمتخلنيش أحس بالذنب
قالها بكثيرا من الصدق والتأثر لتومي له بابتسامة خافتهمسد على وجنتها يجفف دموعها تحت ابتسامتها الحنون بعد قليلكانت تجاوره الجلوس بمقعد الطائرة الملصق بالنافذةبدأت الطائرة تتحرك لتحلق في السماء فأغلقت عينيها وبدأ جسدها بالإرتعاش ليشعر بهاأمسكت بكفه بقوة حتى أن أظافرها غرست في لحم يده دون أن تشعر من شدة توترها مال على أذنها يهمس بنبرة حنون عله يستطيع عن طريقها أن يهدأ من رعبها
إهدي يا باباأنا جنبك ومش هسيبك
فتحت عينيها تتطلع عليه بهلع يرجع لكونها تجربتها الأولى للطيران ليتابع هو
خدي نفس عميق وخرجيه