انا لها شمس بقلم روز امين
الاخر بصوت يحمل من الهموم ما يكسر ظهر الرجال
مصېبة وحطت علينا يا أيهم...لقينا نسرين مرات عزيز مقتولة عند مزرعة الحاج نصر والبوليس خد عزيز وبيحققوا معاه
اتسعت عينيه لينطق بذهول
يا نهار إسود...حصل إمتى كل ده !
أجابه باستفاضة
الناس لقيوها مقتولة الساعة ستة الصبح...بس البوليس قال إن شكلها مقتولة من بالليل لأن جسمها متخشب...ومحدش عارف أي حاجة
سأل شقيقه بهلع ظهر بصوته
إوعى يكون عزيز ليه يد في الموضوع يا وجدي !
أجاب شقيقه ليطمئنه
لا متقلقش...أنا بنفسي اللي طلعت لعزيز بلغته...وأنا أدرى بعزيز لو كان عملها كان هيبان على وشه...المهم لازم تسيب اللي في ايدك وتيجي حالا علشان نشوف هنعمل إيه في المصېبة اللي إحنا فيها دي
تحرك الشاب واستأذن من الجميع ليذهب لتسأله شقيقته بارتياب
فيه إيه يا أيهم
أجابها بمراوغة كي لا يفسد عليها الجمع وأيضا حفاظا على شكلها أمام عائلة زوجها الأرستقراطية
مفيش حاجة يا حبيبتي...ده واحد صاحبي عمل حاډثة ولازم أروح أشوفه
انسحب في هدوء...بعد قليل تحركت مع فؤاد لتقف في الإسطبل أمام حصان أسود مظهره رائع...وضع كفه على رأسه وبات يتحسس شعره الجميل بحنان ليتحدث وهو يقوم بتعريفها عليه
ده بقى يا ستي يبقى الحصان بتاعي من وأنا في الكلية...إسمه فرحان
فرحان...قالتها بابتسامة لتتحدث إلى الحصان بوجه بشوش
إزيك يا استاذ فرحان
السلام ميبقاش كده...السلام لازم يكون حار...قالها بجدية
هاتي إيدك وحطيها على راسه بحنيه علشان ياخد عليك بسرعة
جذبت كفها بارتياب لتنطق بصوت مرتعش
بلاش يا فؤاد...أنا بخاف قوي من الحيوانات
أجابها وهو يحتضن كفها من جديد
مټخافيش...أنا جنبك...وبعدين الاحصنة مبتخوفش...دي حيوانات أليفة
أخذت نفسا عميقا لتستعيد هدوئها وسلمت حالها لحبيبها الذي قرب كفها من رأس الحصان وبدأ بتحريكه بين عينيه وبدأ يتحدث بصوت حنون
دي إيثار اللي كلمتك عنها يا فرحان...خلاص سامحتني وبقت مراتي وشايلة جواها حتة غالية مني
قطبت جبينها لتسأله متعجبة
كلمته عني إمتى !
لما كنتي زعلانة مني وعملتي لي بلوك...قالها بتأثر ليعود للحصان وينطق من جديد
يومها جيت اشتكيت له ڼار بعدك...وركبته وفضلت ألف بيه طول اليوم
نظر للحصان لينطق بتفاخر
مقولتليش يا فرحان...إيه رأيك
رفع الحصان رأسه ليصدر منه صهيلا مرتفعا أرعب تلك التي تراجعت للخلف وهي تصرخ بهلع من المفاجأة لينتبه الجميع لها...أحنت جسدها وأمسكت أسفل بطنها لتتسع عينيه وهو يسألها بهلع ظهر بصوته المنتفض وهو يقول
مالك يا بابا...فيه إيه
أغمضت عينيها وباتت تنظم أنفاسها لتهرول عليها عصمت التي انحنت بمستواها لتسألها والفزع تملك من ملامحها
مالك يا إيثار...حصلك إيه
رفعت قامتها وأسندها هو بجسد منتفض لتتحدث إليه سريعا
متخافش يا حبيبي أنا كويسة...أنا بس إتخضيت من صوت الحصان وافتكرته هيهجم عليا فمعدتي كركبت
تنفس أخيرا لينطق بهدوء
يا حبيبي ده بيرحب بيك
خلاص يا فؤاد أبوس إيدك...نطقتها عصمت بحدة مبالغ بها لتتابع والڠضب ظهر فوق ملامحها
بلا يرحب بيها بلا يسلم عليها
سحبتها بجوارها لتنطق وهي تتحرك بها للأمام
هي أصلا خاېفة منه فسيبها بقى وخلي الموضوع يتم على خير
أسندها من الجهة الأخرى ليقول لوالدته
إهدي يا ماما محصلش حاجة تستدعي خۏفك ده كله
يا حبيبي خلي ربنا يتم فرحتنا على خير...قالتها والهلع مازال يسيطر عليها حتى وصلوا للمقاعد وساعداها بالجلوس ليجلب هو كأسا من الماء ويناولها إياه
بعد حوالي ساعة تحدث إليها بهدوء
حبيبي...هروح ألف شوية بالحصان أصله وحشني
تمام...بس بلاش تتأخر عليا...قالتها بعينين مترجيتين ليجيبها بصوت
حنون
حاضر يا قلبي...ساعة بالكتير وهتلاقيني قدامك
إنحنى لمستوى جلوسها ليهمس بجانب اذنها كي لا يستمع إليه فريال ووالدته وزوجة عمه وسميحة
على فكرة...شكلك يجنن النهاردة
شعرت بالسعادة تغزو روحها ...ذهب وامتطى حصانه وانطلق به تحت نظراتها الحنون لتقف سميحة وهي تقول بذات مغزى كي تشعل الاخرى
هروح ألف شوية بحصاني أنا كمان...من زمان ما اتمشيناش أنا وفؤاد بالاحصنة
ذهبت وامتطت حصانها وانطلقت بأقصى سرعة خلفه لتختفى عن بصرها لتشتعل روح تلك العاشقة...شعرت بڼار الغيرة تسري بأوردتها حتى أنها لم تشعر بصوت عصمت التي تناولها المشروب قائلة
العصير يا إيثار
التفتت لها لتنطق بصوت خاڤت
مش عاوزة أشرب حاجة
باتت الڼار تتزايد بقلبها كلما تخيلت تلك الحية وهي تحاول التقرب من رجلها...فكرت بأن تهاتفه كي يعود ويطفئ لهيبها المشتعل لكنها تراجعت لاجل الحفاظ على شكل زوجها وشكلها هي أيضا...فما كان عليها سوى الصبر لحتى عودتهما
داخل كفر الشيخ...عاد عزيز بصحبة ضابط الشرطة وبعضا من رجاله...صعد إلى مسكنه الخاص بصحبتهم بعد أن قرر الضابط تفتيش المسكن علهم يعثرون على دليل إدانة لعزيز وذلك لشكوك الضابط به بعد توجيه والد القتيلة تهمة القټل إلى زوجها...بات الرجال يبعثرون محتويات المكان بأكملها حتى وصلوا إلى خزانة ملابسها ليعثر أحد الرجال على حقيبة سوداء فتحها ليجد بها مبلغا كبيرا من المال وهاتفا حديث ليذهب إلى الضابط ويقول بجدية
تمام يا افندم...لقيت الشنطة دي في وسط هدوم القتيلة
فتحها الضابط وأخرج رزمتان من الاموال ليوجههما إلى عزيز متسائلا
بتاعت مين الفلوس دي يا عزيز
اتسعت عينيه بذهول لينطق بكلمات خرجت پصدمة
معرفش يا بيه...أنا أول مرة أشوف الشنطة دي
أخرج الهاتف لينظر به وتسائل
بتاع مين التليفون ده كمان
هز رأسه مصډوما لينطق
معرفش...ده مش تليفون نسرين
إنتهى الجزء الاول من الفصل السابع والعشرون
أنا لها شمس
إنتظروني غدا في نفس التوقيت مع الجزء الثاني
بقلمي روز أمين.
الجزء الثاني
الفصل السابع والثلاثون
أمسك الضابط الهاتف وحاول فتحه لكنه كان مغلقا بأرقام سرية فنظر إلى عزيز وتحدث
تعرف الرقم السري بتاع التليفون ده
نطق بلسان يرتجف من شدة خوفه
يا باشا هعرفه منين بس والله العظيم أنا ما أعرف أي حاجة لا عن الفلوس دي ولا التليفون
رمقه بنظرة حادة قبل أن يهتف پغضب
يعني الحاجة موجودة في شقتك ومتعرفش عنها حاجة إيه مراتك كانت مقرطساك ولا إيه يا روح أمك
ابتلع غصة مرة من حديث الضابط المهين لرجولته ثم تذكر زوجته وكل علامات الإستفهام التي تدور حول مقتلها لتشتعل الڼار وتسري في جميع أوردته ليسأله الظابط من جديد
طب فين تليفون مراتك
طأطأ رأسه وأجاب بصوت ذليل
معرفش يا باشا
نظر الضابط إلى أحد رجاله وقال
هاتي لي أي حد من بتوع التليفونات يفتح لنا التليفون ده يا ابني علشان نشوف حكايته إيه ده كمان
ونظر إلى عزيز لينطق أمرا وهو يتحرك للعودة إلى قسم الشرطة
وهات لنا الواد ده لحد مانشوف أخرتها معاه
يا باشا والله العظيم ...هكذا كان جوابه ليتوقف الضابط ويلتفت إليه بعدما تذكر حديثه عن دخوله في سبات عميق فور ارتشافه لمشروب الشاي ضيق عينيه وسأله مستفسرا
فين كباية الشاي اللي مراتك إدتها لك يلا
أجابه سريعا
برة في الصالة يا بيه
تحرك الضابط صوب الخارج ليجد منضدة صغيرة موضوع عليها صينية وفوقها كوبا زجاجيا به بقايا شاي تحرك ليقف أمامه ثم أشار لأحد رجاله قائلا
شوف لي يا ابني أي كيس جوه في المطبخ
واسترسل امرا
وعاوزكم تقلبوا لي الشقة على أي قزازة دوا أو برشام تلاقوه أي حاجة تلاقوها هاتوها علشان نبعتها للطب الشرعي تتحلل
أتي الرجل بكيسا شفاف فأمسك به الضابط الكوب واحتفظ به داخله منعا لضياع البصمات ثم ناوله للعسكري وشدد على الاحتفاظ به وانصرف بصحبة عزيز مع جميع الادوية التي عثروا عليها كانت منيرة تنتظر أسفل الدرج وما أن وجدت إبنها مازال مكبلا من رجال الشرطة حتى صړخت متأذية من المنظر
واخدين إبني تاني ليه يا باشا إبني معملش حاجة إبني كان نايم فوق وأنا واخوه اللي صحيناه بنفسنا
أجابها الضابط بعملية وهو يترجل من فوق الدرج
لو إبنك برئ هيخرج بعد ما نتأكد من خلال التحقيقات
خلي بالك من عيالي يا أما...قالها برجاء بعدما وجدها تحتوي الصغار بكفيها لتنطق
العيال في عنيا يا عزيز متشلش همهم وخليك في نفسك إنت
بات يتطلع من حوله بعينين زائغتين حتى عثر على شقيقاه يقفان وسط التجمع من أهل البلد ليهتف بنبرة اظهرت كم رعبه وهلعه
شوف لي محامي يا أيهم متسبنيش إنت ووجدي
نظر له أيهم بقلب ېنزف دما وهو يرى شقيقه الأكبر مكبلا بأصفاد حديدية كالخارجين عن القانون يجر من قبل رجلين بمظهر مهين لأدميته لينطق سريعا كي يزرع بقلبه الطمأنينة
متخافش يا عزيز أنا كلمت محامي شاطر وأنا ووجدي جايين وراك على القسم ومش هنسيبك
تطلع على شقيقيه بعينين تكسوهما غشاوة دموع ليجذباه الشرطيين ويخرجا من الباب ليهتف وجدي كي يبث بروح شقيقه الطمأنينة
متخافش يا عزيز إحنا معاك ومش هنسيبك
أما نوارة فكانت تبكي وهي تحمل إبن
عزيز الصغير والذي يبكي منذ أن استيقظ منذ الصباح إلى الأن وكأنه تعلم بما حدث لوالدته ولجت ألاء وأخذت الصغير منها لتعود به للمنزل حيث طلبت منها والدتها جلبه إليها
عودة لمزرعة الخيول
كان يسرع بالجري بحصانه الذي يرمح بقلب سعيد ولما لا وقد شعر باكتمال سعادته فقد رزقه الله حب الزوجة التي تمناها وأصبحت لقلبه وروحه الخليلةأزهى عصوره ورزق بخبر حملها وبعد أقل من ثمانية أشهر سيحمل بين يديه قطعة غالية تشكلت من دمه وخصال مشتركة بينه وبين مالكة الفؤاد ماذا سيتمنى اكثر من هذا
قطع اندماجه صوت تلك التي لحقته وهي تناديه
فؤاد
شد لجام الحصان كي يهدئ من سرعته ثم إلتفت عليها بجبين مقطب لتتابع وهي تسرع باتجاهه
من زمان ما جريناش بالخيل مع بعض
ضيق بين عينيه متعجبا تصرفها لكنه يفهم جيدا محاولاتها المتكررة للتقرب منه لذا أراد أن يقطع عنها أمل الإنتظار لينطق بنبرة هادئة وهو يتحرك للأمام بحصانه الرياضي الرشيق
كان نفسي أتمشى معاك بس حابب أجري بالحصان
واسترسل بذات مغزى علها تفهم وتكفيه شړ الحرج
وللأسف لا لياقتك ولا لياقة حصانك تقدر على المنافسة
إكفهرت ملامحها من ذاك الحبيب الذي لم يشعر بها أبدا فقررت أن تلعب على وتر الغيرة لدى زوجته وبالمرة تتقرب منه فكت السرج لتجعل وقوعها سهلا شد لجام حصانه ليعود للخلف يبحث عنها فوجدها متكومة على نفسها تأن بصوت مكتوم قفز من فوق ظهر حصانه سريعا وبات يتفحصها وهو ينطق بنبرة هلعة على إبنة عمه التي يعتبرها كشقيقته
سميحة ردي عليا إنت كويسة!
تحدثت بصوت خاڤت يرجع لتألمها حقا فقد ټأذى جسدها من إثر إحتكاكه بالأرض وټأذى وجهها أيضا
أنا تعبانة قوي يا فؤاد أرجوك وديني عند مامي وبابي بسرعة
طب قومي معايا نتمشى...نطقها لتقاطعه بصوت يئن كي تستدعي تعاطفه
رجلي شكلها إتلوت واكيد مش هقدر أمشي عليها كل الطريق ده
تنهد بحزن لأجلها ثم تحدث وهو يساعدها على الوقوف
طب تعالي أساعدك تركبي الحصان تروحي بيه وأنا هرجع مشي
تعلقت برقبته لتصيح بفزع ظهر على ملامحها اتقنت صنعه بمهارة عالية لدرجة أنه مر على رئيس النيابة
مش هقدر أركب الحصان لوحدي يا فؤاد
واسترسلت بدهاء
وبعدين هو أنت ناسي إن حصانك مابيقبلش حد غيرك
زفر بضيق كيف له أن يغفل عن تلك النقطة الهامة ليتنهد بقلة حيلة والان لم يعد لديه خيارا أخر حملها بين يديه ووضعها على ظهر الحصان الذي صهل فوضع كفه سريعا بين عينيه