انا لها شمس بقلم روز امين
لكي لا يضعها بالبنوك وتأتي الهيئة العامة للرقابة المالية وتسأله السؤال الشهير....من أين لك هذا
نطق عمها بقوة مستهزئا_
ومن إمتى أبوك كان عنده فلوس يا طلعتأبوك لما أتقدم لجدك ناصف علشان يتجوز أمك كان حتة موظف كحيان محلتوش غير الكام جنية اللي بيقبضهم أخر كل شهر واللي مكنوش بيكفوه العيش الحافلعب على بنت الحاج ناصف وخلاها تتعلق بيه وفضلته عن كل شباب العيلة اللي تقدموا لها إكمنه متعلم وبيلبس بنطلون وقميصجدك ناصف هو اللي نضفه وعمل له قيمة بين الخلقوفلوسكم اللي فرحانين بيها دي بتاعت عيلتنا وأهو الحق رجع لأصحابه
تنفس محمد ليكمل على حديث عمه_
الفلوس والارض كلها هتروح دية ل أولاد الحاج هارون اللي أبوك غدر بيه وبينا كلنا وعض الإيد اللي إتمدت له
نفذ الحكم وخرجت إجلال لمنزل شقيقها والنساء بأطفالهم لمنزلي والديهما تحت دموعهما وصرخات الأطفال المړتعبة لتأخذ مروة زينة معها فقد رفضت التخلي عنهاوأجبروا الثلاث رجال على الخروج من البلدة تحت مرأى ومسمع أهالي البلد أجمعين حيث تجمعوا بناءا على رغبة عائلة ناصف كي يشهدوا على خروج أنجال نصر وهم أذلاء كي يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ويحاول الإقتراب من تلك العائلة وأفرادها الجبابرة كل هذا تحت نظرات أهالي البلدة الشامتة في نصر وأولاده حيث تجبروا كثيرا وانتشر ظلمهم واليوم هو يوم الحصاد
مساء اليوم التالي داخل منزل غانم الجوهري
حضر أيهم من القاهرة محملا بالهدايا للجميع وجميع أنواع الفاكهة وأصناف الحلوى المحببة للأطفال وساعدته سيارة إيثار لجلب كل تلك الأشياءاستقبله الجميع بحفاوة شديدة لتنطق منيرة بعد تبادل السلام الحارة_
إيه يا ابني اللي جايبه ده كله حرام عليك بهدلت المرتب
أجابها مبتسما وهو يرى سعادة الاطفال والكبار من حوله_
خير ربنا كتير يا ماما الحمدلله سيادة المستشار فؤاد خلى عمه حدد لي مرتب مفيش شاب في سني مهما كانت وظيفته بيقبضه
لم تعلم لما أصابها كلام نجلها بالحزن العميق بدلا من أن تسعد لأجله لتنطق نوارة وهي تتفقد ملابس أطفالها الذي جلبها لهم أيهم_
ربنا يسعده ويدي له على قد قلبه الطيبإيثار غلبانة وربنا كرمها ورزقها براجل باين عليه إنه إبن حلال وبيحبها
هتف أيهم بسعادة ونبرة حماسية_
لو شفتوا العيشة اللي عايشاها إيثارجنينة القصر اللي عايشة فيه قد نص مساحة أرض بلدناولا أهل جوزهاشايلينها هي وإبنها من على الأرض شيل
نطق وجدي بصوت يملؤه الحزن والخزي_
ربنا يسعدها ويعوضها خير
نطق بتأكيد_
عوضها يا وجدي إيثار حامل في توأم وعلى الفرحة اللي كانوا فيها أهل جوزها لما عرفواأصل فؤاد كان متجوز قبل كده ومخلفش
ضيق عزيز عينيه ليسأله متعجبا_
هما معندهمش عيال خالص!
نطق وهو يتناول واحدة من حباة الشيكولاتة ويزيل غلافها ويقتضم منها_
أبو فؤاد معندوش عيال غير فؤاد واختهوأخته عايشة معاهم في القصر هي وجوزها وعندهم ولد وبنت
رفع عزيز أحد حاجبيه بإعجاب لينطق_
البت دي محظوظة من يومها دخلت بيت نصر وجابت لهم الولد اللي طير عقل نصر وستهم وبقى هو اللي هنا وهو اللي هناك والوقت حامل في توأم هتقش بيهم خير الراجل كله
نطقت نوارة بصوت حزين لأجل الصغير_
ربنا يستر وحظهم ميطلعش زي حظ يوسف في أهله
سأل أيهم باهتمام_
هو إيه اللي حصل للحاج نصر وعياله وانا داخل البلد قابلت واحد صاحبي ركبته معايا لحد شارعهمحكى لي شوية تفاصيل كده مفهمتش منهم قوي
قص عليه شقيقاه ما حدث لينطق مؤنبا عزيز_
شوفت حكمة ربنا من اللي حصل يا عزيزأبويا أصله كان راجل طيب وبتاع ربنادعواته قعدت لنا وربنا بعد عننا الشړ والمال الحړام
هز عزيز رأسه فقد تغير نسبيا بعد حاډثة زوجته وتقرب من الله أكثر وواضب على إقامة الصلوات بأوقاتها داخل المسجد لتنطق منيرة بحمد_
الحمدلله يا ابني إن ربنا بعدنا عن سكتهم كان زمان همهم وشړ عيلة ناصف طايلنا
ثم صمتت لتسأله بنبرة حرجة_
أختك عاملة إيه في الحملبتروح لها وتشوفها
هتفت بصوت حماسي_
زي الفل يا ماماكنت معاها من يومينحماتها ست محترمة وبتعاملها زي بنتها بالظبطوعزة معاها على طول مبتسبهاش لا هي ولا يوسف
ضحك عزيز لينطق_
لهي إيثار أختك خدت الولية البومة دي معاها
القصر!
نطق أيهم بنبرة جادة مفتخرا بشقيقته_
إيثار أصيلة تربية غانم الجوهري هي الوحيدة اللي خدت كل خصاله الطيبة الله يرحمك يا بابا
ردد الجميع بتأثر_
الله يرحمه
ربنا يهدي سرها...جملة نطقها عزيز بتأثر ليؤمن الجميع لينطق أيهم متحدثا إلى والدته عندما رأى الحزن يخيم على عينيها_
جرى إيه يا أم عزيزإحنا هنقضي
الليلة في الكلام ومش هتأكلينا ولا إيهده أنا بحلم بالبط والمحشي بتوعك من أول إمبارح
واسترسل بمشاكسة كي يخرجها من تلك الحالة التي لا تليق بمنيرة الجاحدة_
ولا تكوني استخسرتي الدكرين بط فيا وبعتيهم يا أم عزيز
أطلق الجميع ضحكاتهم لتنطق بنبرة حنون_
أبيعهم ليه يا ابنيهما اللي هياكلوهم أحسن منكم
وهبت واقفة بعدما وضعت الاكياس المحملة بهداياها جانبا لتقول وهي تحث نوارة على النهوض_
قومي معايا يا نوارة علشان نغرف الأكل
نطق عزيز وهو يحث صغيرتيه إحداهما البالغة من العمر عشرة أعواما والأخرى ثمانية أعوام على مساعدة جدتهما وزوجة عمهما_
قومي يا چودي إنت وسما هاتوا الطبلية وإملوا شفاشق الماية وهاتوها
أطاعت الفتاتين والدهما وتحركتا لتنفيذ ما قال وبعد قليل كان الجميع يلتفون حول الطاولة الأرضية يفترشون الأرض يضحون وهم يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم ويتناولون طعامهم الحلال والذي يرجع أصله لسعي والدهما بشرف في الدنيا كي يجمع ثمن قطعة الأرض الصغيرة حيث بارك الله له فيها واستطاع من رزقها أن يدخل جميع أنجاله التعليم ويقدمهم للمجتمع كنموذج مشرفقد يشرد البعض منهم أحيانا لكنه يعود لأن منبع مأكله حلالا طيبا وهذا وعد الله لعباده الطيبين.
تناولت طعام العشاء بصحبة العائلة لتتحرك مع علام ويوسف وبيسان إلى الحديقة للتمشية بعدما ولج فؤاد داخل حجرة المكتب كي يراجع ملفا هاما خاص بعملهوتوجهت عصمت لقضاء صلاة العشاء حيث تأخرت اليوم عن أدائها بموعدهاأما فريال وماجد فصعدا لجناحيهما
أغمضت عينيها لتأخذ نفسا عميقا باستمتاع بتلك الروائح العطرة حيث اختلطت روائح الزهور والنباتات العطرية التي يهتم علام برعايتها لتنطق بعدما فتحت عينيها وهي تسير بجانبه تتفقد الزهور_
نوع الورد الأخير اللي حضرتك جبته تحفة يا بابا
نطق سريعا بنبرة حماسية_
شوفتيمكنش عاجب البيه جوزك
نطقت باستهجان_
معقولةدي ريحته تهوس
أسرعت بيسان لتهتف إلى إيثار بصوت مترجي_
أنطي إيثارخلي يوسف يرد عليا
تطلعت لذاك الجالس فوق الأرجوحة مربعا ذراعيه ويهز ساقيه بحدة تنم عن مدى غضبه لتسألها باهتمام_
وهو يوسف مش بيرد عليك ليه!
رفعت الصغيرة كتفيها لتنطق_
علشان إتكلمت مع شادي اللي معانا في تمرين السباحة
ابتسمت ليشير لها علام قائلا_
روحي حلى مشكلة الشرق الأوسط بعيد عني علشان مصدعوربنا معاك
ضحكت لتمسك كف الصغيرة وتتجه صوب نجلها وهي تقول_
مزعل بيسان منك ليه يا چو
نطق الصغير متذمرا بملامح وجه مستاءة_
لو سمحتي يا ماميخليها تبعد عني لأني مخاصمها ومش عاوز أكلمها
مطت الصغيرة شفتيها ببؤس لتسأله إيثار_
ليه كل الزعل ده
نطق بقوة وهو يرمقها بنظرات عاتبة_
علشان قولت لها قبل كده مش تتكلمي مع السخيف اللي إسمه شادي وهي مش سمعت كلامي
خلاص يا چومش هكلمه تاني...نطقتها متأثرة بعينين واعدة ليسألها بتوجس_
وعد يا بيسان
وعد يا چو...قالتها بعينين أسفة ليبتسم لها سريعا ويترجل من فوق الارجوحة وهو يسحبها من كفها_
تعالي نلعب عند حوض الورد بتاعي
ضحكت إيثار لتنظر باتجاه علام فوجدته يتحدث مع فؤاد الذي خرج للتو_
حضرتك عامل إنجاز في الجنينة يا باشا
تطلع على نجله ليرفع حاجبه وينطق متباهيا_
الإنجاز الحقيقي إنت اللي عملته يا سيادة المستشار
واسترسل قاصدا توأمه_
أما من أول جولة بتجيب جونين أومال هتعمل إيه في باقي الجولات يا باشا
رفع قامته ليعدل من ياقة قميصه قبل أن ينطق بتفاخر مصطنع_
هو أنا مش قولت لجنابك إني هبهرك
وقد كان معاليك...نطق بها علام سريعا لتنطلق ضحكاتهما التي وصلت حد القهقهة لتسأل تلك التي أقبلت عليهما_
ممكن تضحكوني معاكم
جوزك عندك إبقي إسأليه
ألقى من يده رشاش المياه لتسأله بعدما رأته يستعد للإنسحاب_
رايح فين يا بابا
هطلع أغير هدومي علشان تراب الزرع وهنزل تاني...قالها وانسحب لتتطلع على حبيبها الذي بدأ يسير بجانبها_
مش هتقول لي كنتوا بتضحكوا على إيه!
نطق بما أثار فضولها_
تؤكلام رجالة عيب تسمعيه
مطت شفتيها ببؤس مطصنع لتنطق بإلحاح_
وحياتي تقول لي نفسي أعرف حوارات الرجالة
اتسعت عينيه ليقول بذهول_
أخلاقك إتغيرت خالص يا إيثاربقيتي بجحة يا بابا
لكزته في صدره ليهمس بجانب أذنها_
ما هو ده المكان المناسب للكلام في المواضيع دي
قطبت جبينها تسأله_
قصدك إيه!
.قال كلماته وهو يسحبها لتفلت يدها من يده وهي تقول بنبرة خجولة_
فؤادأنا عاوزة أكل حاجة
توقف لينطق سريعا_
عيوني يا باباشوفي عاوزة تاكلي إيه وأنا أخليهم يجهزوها لك في المطبخ حالا
تحدثت وهي تبتلع لعابها بتلبك_
الحاجة اللي نفسي فيها مينفعش يجهزوها في المطبخ
ضيق بين عينيه لتنطق بتردد_
أنا نفسي في الفسيخ والملوحة قوي
نعم!...قالها بذهول لينطق سريعا_
على چثتي عيالي ياكلوا القرف ده
نطقت وهي ترمقه بازدراء_
قرفبقى الفسيخ قرف!
نطق بجدية ترجع أسبابها لخوفه الشديد على صحة جنينيه_
إيثار متهزريشالحاجات دي مش صحية وأنا مستحيل أخاطر بصحة ولادي وبقائهم شوفي أي حاجة غيره إن شالله يكون لبن العصفور
سألته بعينين تطلق سهاما ڼارية_
ده اخر كلام عندك
أجابها بجدية_
ومعنديش غيره
طيب يا فؤاد...قالتها وهي تكز على أسنانها لتنطلق مهرولة باتجاه باب المنزل الداخلي لينطق مناديا عليها_
إيثارطب إرجعي نتفاهم
رأها تدخل من البوابة لتختفي خلفها وينتهى الأمل لينطق وهو يشير لغرفة الچاكوزي_
طب والچاكوزي يا حبيبي
وضع كفيه داخل جيباي بنطاله لينطق وهو يهز رأسه باحباط_
كدة السهرة اتضربت وبسبب سمكة معفنة
داخل الحجز الخاص بقسم الشرطة المتواجد داخل المركز
كان يدور حول حاله كالثور الهائج بعدما علم بما حدث لأنجاله الثلاث على يد عائلة ناصففغدا سيترحل على القاهرة لبدأ التحقيق معه في النيابة العامة استعدادا لمحاكمته عن طريق القضاء العاليلم يستوعب الخبر بعد أيعقل ما حدث لأبنائه وثروته الطائلة التي عاش حياته يسعى ويلهث لجمعها من أي جهة كانت حلالا أو حرامكلما تخيل مشهد طرد انجاله من البلدة بمنتهى الإهانة يفور دمه داخل عروقه لتنفر بشدة جعلت من يراه يتيقن أنه على وشك إصابته بجلطة دماغية اتية لا محال هو من كان يجبر البشر على الرحيل وكم من أسر تشردت على يده هو ونجله طلعت واليوم عليه تسديد ديونه لكنه لم يقبل بحكم الله وقدره فقد ثار وهاج وصاح بكامل صوته يسب ويلعن عائلة ناصف وبالكاد كظم غيظه بعدما تعرض للإهانة اللفظية على يد العسكري الذي كان يعظم له بالماضي كلما حضر إلى القسم ليعطي له عدة ورقات مالية كهبة منه ليسددوا له الخدمات ويقدموا الإحترام والتعظيم والولاء كي يرضي غروره وكبرياءهالأن اصبح مجردا من المال الذي كان يجعل له قيمة بين البشر ليتحول بدونه إلى نكرة إمعة يهينه كل من هب ودب من رواد الحجزإقترب من أحد الرجال الذي