انا لها شمس بقلم روز امين
تفعل متجاهلة وجوده تماما لينطق بنبرة حادة بعض الشئ
مهي دي مش عيشة يا إيثار مش كل ما هنختلف مع بعض هتتقمصي زي العيال الصغيرة
تطلعت إليه ونطقت بسخرية وتهكم
وسيادتك بقى عاوزني اتصرف إزاي لما أزعل منكأقدم لمعاليك فروض الطاعة والولاء!
وانتفضت واقفة لتواجهه وهي تتابع بسخرية
ولا ألبس لك أشيك لانچري عندي وأكتر لون بتحبه وأقدم لك نفسي زي الجواري علشان الباشا يتكيف وينبسط
إشمئز من حديثها ليصيح بها بحدة
إيه القرف اللي بتقوليه دههي دي طبيعة حياتنا يا إيثار!
هو ده اللي بينا من وجهة نظركلانچري ونوم مع بعض ووقت أتكيف فيه!
نطقت بحدة أظهرت كم الاستياء الذي أصابها
وإنت بقى شايفها إزاي يا سيادة المستشارقولي على حاجة واحدة بس مشتركة بينا غير الموضوع ده
أشار لها بحدة وعينين تطلقان سهاما ڼارية لينطق بقوة أرعبتها
مش هحاسبك على كلامك الفارغ ده الوقت لأنك مش في وعيك وباين قوي إن أعصابك تعبانة
واسترسل متوعدا
بس وحياة أمي يا إيثار ماهفوت لك كلامك ده ولا هنساه
همست بصوت خاڤت
أعلى ما في خيلك إركبه
هتف بحدة جعلت جسدها ينتفض
علي صوتك وسمعيني بتقولي إيه يا مدام
صاحت باستياء
بكلم نفسي ولا ممنوع ده كمان!
أجابها بقوة ولهجة حادة أظهرت ديكتاتوريته التي يمارسها بين الحين والأخر
أه ممنوع عاوزة تكلمي نفسك يبقى في سرك يا هانم
وضعت كفيها تتوسط بهما خصرها قبل أن تنطق متهكمة
وبالنسبة للكحة والعطس جنابك مسموح بيهم ولا أعملهم فيبريشن
كظم ضحكاته على هيأتها وكلماتها الساخرة ليستدير مواليها ظهره كي لا ترى ابتسامته وهو يقول
يكون أفضل
اتجه إلى الحمام ليأخذ حماما دافئا على عجالة وخرج مرتديا بنطالا قطني باللون الأسود وصدره عاري كما عادتهوجدها تجلس فوق الأريكة تربع
ساقيها وتضع فوقهما وسادة صغيرة موضوع عليها جهاز اللاب توب
الخاص بها تتصفح من خلاله أحد تطبيقات التواصل
الإجتماعي كي تمرر وقتها العصيب زفر بقوة وجذب حقيبة عمله ليجلس فوق الفراش ويخرج بعض أوراقه الخاصة ليعمل ولأول مرة من داخل غرفة النوم كي لا يتركها وحيدة فريسة للحزن ينهشها.
بمدينة سوهاج
استطاع العمال إخراج جميع القطع الأثرية وتسلمها رجال المهرب الأجنبي ليسلم الوسيط حقيبة المال إلى طلعت كما اتفق معه سابقا بعدما استطاع إثبات حاله وجدارته في إدارة العاملون مما نال من استحسان الخواجة والوسيط واتفق طلعت معهما بأخذ المال واقناع شقيقه وفي الحقيقة هو كاذب وقام بخداع الطرفين وسيأخذ المال لنفسه ويبدأ به من جديد ولن يعود لمنزل عمرو مجدداتحدث الرجل بنبرة سعيدة
إستنى مني تليفون قريب علشان نتفق على العملية الجديدة
أكيد يا باشا أنا ورجالتي تحت أمرك...قالها للرجل الذي تحرك إلى سيارته ليفتح طلعت حقيبة السفر الكبيرة المليئة برزم الأوراق المالية التي تحمل عملة الدولار ليقترب عليه رأفت ويسأله بنظرات زائغة
إنت اتفقت معاهم على فلوس إمتى يا طلعت!
ده عمرو متفق معاهم على حاجة تانية خالص... قالها باستغراب وهو يرى الرجال التابعين للمهرب يرحلون بسياراتهم رباعية الدفع بعدما حملوا بضاعتهملينطق طلعت بحدة
قصدك المصېبة اللي كان عاوز يوقع نفسه فيها تاني ويوقعنا معاه
وهتف بحدة لذاك الذي ابتلع لعابه
اللي أنا مستغرب له إنت يا رأفتإزاي توافقه على الجنان ده وإنت أكتر واحد إتأذى معاه المرة اللي فاتت ده انت اتحبست شهرين دوقت فيهم الذل على إدين رجالة المستشار
سأله رأفت بتلبك
إنت عرفت منين
أجابه
روحت للوسيط وسألته وعرفت منه كل حاجةواتفقت معاه ينسى الجنان ده كله وأخدت الفلوس وهديها لعمرومش ده أحسن لصاحبك بردوا ولا إيه يا سي رأفت!
ارتبك رأفت وتحدث بنبرة صادقة
أنا حاولت كتير أمنعه وأعقله بس إنت عارف أخوك لما بيحط حاجة في دماغه مفيش مخلوق يقدر يخليه يغير رأيه
هز رأسه بإيماء ليخرج بعض الرزم المالية ويوزعها على الرجال كما اتفق معهم قبل سابقنظر للمال بشراهة قبل أن يغلق الحقيبة وهو يقول بعدما ابتعد عنه رأفت
أيامك الحلوة هترجع تزهزه تاني يا طلعت وأول حاجة هعملها من الفلوس دي أتجوز بت صغيرة تخلف لي الولد اللي هيورثني ويمد في إسمي
بالكاد أنهى جملته ليستمع الجميع لصوت سرينة سيارات الشرطة ورجالها التي هجمت على المكان وحاوطته من جميع النواحي بعدما تأكدوا من ابتعاد رجال المهرب كي يكملوا طريقهم وتتابعهم رجال الشرطة المتخفيين وعبر كاميرات المراقبة المزروعة بالطرق إنتفض قلب طلعت حين وجد كم الرجال الهائل الذين كانوا يتخفون خلف الجبال ينتظرون إشارة الھجوموضع طلعت يده في جيب جلبابه وقبل أن يخرج سلاحھ استمع لصوت الشرطي عبر المكبر الذي امتزج مع صوت طلقات الڼار
مفيش داعي للمقاومةالمكان كله محاصرأي حركة هنضرب في المليان
رفع كفيه للأعلى هو وجميع الرجال لېصرخ وهو يقول متنصلا
أنا برئ يا باشا ومليش ذنبده شغل عمرو أخويا حتى إسأل الرجالة وصاحبهأنا كنت جاي أمنعهم من الجنان ده بس ملحقتش
نطق الضابط وهو يرى رجال الشرطة يلوون ذراعيه خلف ظهره ويضعون له الأصفاد الحديدية
الكلام ده تقوله في تحقيقات النيابة يا روح أمك
واسترسل
ولعلمك كل حاجة حصلت هنا متصورة صوت وصورة
نطق كلماته الأخيرة وهو يشير عاليا على أعمدة الإنارة المزروع بها كاميرات مراقبة بأمر من النيابة العامة لېصرخ طلعت كالمچنون
الله يخربيتك يا عمرومنك لله ضيعتني
تابعت الشرطة رجال الخواجة حتى وصلوا جميعهم إلى مقر الرجل وشركائه وتم القبض عليهم جميعا متلبسين بجرمهم
أما بمنزل عمرو المتواجد بأحد الأماكن الجديدة كان عائدا من أحد مراكز
التسويق الكبرى بعدما ابتاع بعض الملابس التي سيحتاجها له وإيثار
ويوسف في خلال رحلتهم إلى فرنسا كما وعده الرجلتفاجأ بسيارتي شرطة تقف أمام منزله ليعود للخلف سريعا في محاولة منه للهرب مما جعل رجال الشرطة يلاحظون وبسرعة البرق انطلقت السيارتين خلف سيارته لملاحقته
ترى هل سيستطيع رجال الشرطة التمكن منه والقبض عليه
أم سيستطيع الفرار
إنتهى البارت
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
الجزء الاول من
الفصل الخامس والأربعون
الحياة كلوحة بيضاء تنتظر منا الألوان لتغدو أكثر جمالا وتألقا وتأنقا فاختر ألونك بعناية كى تزهو حياتك وتزدهراصمد أمام حلمك حتى يتحقق فلا مستحيل مع الإصرار والتحديإذا حجبت سماؤك يوما وتلبدت بالغيوم أغمض جفونك لبرهة ترى خلف الغيوم نجوم والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج أغمض جفونك تجد تحت الثلوج مروجواعلم أن وراء كل فشل يوجد نجاح وخلف كل حزن تأتي السعادة لتفتح بابها على مصراعيها لاستقبالكوخلف كل جفاف بأتي غيث اللهفمهما يحدث تمسك بحلمك وأعلم أن برغم قساوة الواقع ومرارته دائما يوجد أمل.
تفاجأ عمرو بسيارتي شرطة تقفان أمام منزله ليعود للخلف سريعا في محاولة منه للهرب مما جعل رجال الشرطة يلاحظون وبسرعة البرق انطلقت السيارتين خلف سيارته لملاحقتهكان يقود سيارته بسرعة چنونية والسيارتين تلاحقاهظل هكذا لمدة خمسة عشر دقيقة حتى وصلا لنقطة تقاطع ومن حسن حظ عمرو فلت بسيارته لتقاطعهم شاحنة نقل كبيرة تجر خلفها مقطورة محملة بالأحجار البيضاء التي تستعمل في البناء لتقطع الطريق بأكمله حيث كانت تمر للطريق المقابل مما جعل إحدى السيارتين تصتدم بها والأخرى توقفت بصعوبة بأخر لحظة قبل الإصتطدام مما أحدث صوتا عاليا دب الړعب في قلوب الجميع إنشغل الجميع بالتصادم وتوقف الطريق ونزل المارة ليطمئنوا على سيارة الشرطة التي صدمت ليجدوا أن السائق قد أصيب بڼزيف في الرأس بينما أصيب الضابط المجاور له ببعض الكدماتانتهز عمرو الفرصة التي أتته على طبق من ذهب ليفر من المكان بأكملهخرج الضابط سريعا من السيارة التي لم تصدم ليراقب الطريق من جانب شاحنة النقل ليجد سيارة عمرو قد فرت واختفت من المكان ليدب بساقه الأرض لاعنا تلك الشاحنة وسائقها المخالف
عودة لحجرة إيثار وفؤادمازال يتوسط الفراش بجلوسه منكبا على أوراقهيتمعن بها عبر نظارته الطبيةشعر بوخزات بعنقه من طريقة جلوسه الخاطئة فتوقف وبات يدلك عنقه بعناية كي يحصل على بعض الراحةتطلع على تلك الجالسة فوق الأريكة والتي كانت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ليجد رأسها ساندا على الأريكة ويبدو أنها قد غفت انتفض واقفا ليتحرك صوبها فتيقن من نومها حقاتنفس بحنق من تلك العنيدة ليعود من جديد إلى الفراش يلملم أوراقه ويهئ الفراش لاستقبالهاتحرك إليها وما أن حملها بين ساعديه حتى رفعت أهدابها تنظر إليه لتجده فتحدثت باعتراض بصوتها الناعس
سيبنيأنا هنام على الكنبة
لم يعير لحديثها إهتمام وتوجه صوب الفراش لتعيد حديثها متذمرة
قولت لك هنام على الكنبة
اشتد ڠضبها من عدم رده عليها ليصل بها إلى الفراش ويقوم بوضعها برفق فوق الفراش لتحتد بحديثها
هو أنا بكلم نفسيبقول لك مش هنام على السرير أنا!
زفر بقوة قبل أن ينطق بلهجة حادة جعلتها تبتلع لعابها وتصمت
صوتك الحلو ده مش عاوز أسمعه وأحسن لك تنامي علشان ليلتك تعدي على خير
تعمق بعينيها وبث بنظراته الحادة تحذيرا قويا لتتنفس بهدوء فأشار برأسه يحيي تعقلها بطريقة استفزتها قبل أن يتحرك ويختفي داخل الحمامزفرت بقوة لتعود من جديد لغفوتهاخرج بعد قليل ليتلقى إتصالا هاتفيا من الشخص الذي يتابع تطورات الليلة فأخذ هاتفه وخرج بالشرفة لينطق بصوت جاد بعدما أغلقها عليه
طمني يا رامز بيه
نطق المدعو رامز بأسى
للأسف يا فؤاد باشا الأخبار متطمنش
اتسعت أعين فؤاد ليتابع الأخر بإبانة
اللي إسمه
عمرو قدر يهرب
منهم بسبب حاډثة على الطريقوالظابط اللي كان بيطارده بلغ بأوصاف العربية والطريق اللي هرب منه ولما الشرطة إتحركت لقت العربية بس للأسف كانت فاضية
سأله بصوت مهزوز
وعمرو فين!
أجابه باقتضاب
رجالة الشرطة مشطوا المكان كلهإختفى وملوش أي أثر
واسترسل معلما
جنابك عارف إن الكمبوندات الجديدة كلها محاطة بالصحرا فسهل جدا إنه يهرب
نطق فؤاد بجدية
أكيد إتصل بحد ساعده
نطق المدعو رامز بثبات
متقلقش يا باشارجالة الداخلية أكيد هيجبوه حتى لو رجع في بطن أمه
لقد شتته ذاك الخبر المشؤوم وبعد أن كان يشعر بالقلق حيال زوجته وصغيرها الأن أصبح مصاپا بهوس شبح ذاك المچنون فاقد العقل والبصيرةما زاد من قلقه هو فقدان عمرو لكل شئ كان يمتلكه لذا سينتقم بكل ما أوتي من قوة لينفث عن غضبه العارم بعدما فقد أخر أمل لهتحدث پغضب ظهر بنبرات صوته المحتدة
ياريت يتحركوا بسرعة قبل ما يعمل مصېبة جديدة أو يهرب بره البلد
واسترسل وهو يستعد لإنهاء المكالمة
ياريت لو حصل أي جديد تبلغني يا رامز بيه
أكيد معالك...نطقها الرجل قبل أن يغلق الخطإستند بذراعيه فوق سور الشرفة الحديدي ليرفع وجهه للأعلى وهو يزفر بقوةشعر بالإختناق وكأن أحدهم يقبض على عنقه بقوة نطق وهو يحملق في السماء بيقين ينادي ربه ويستعين به
ياربيارب
ولج لغرفة نومه يتطلع على تلك الغافية لينسحب بهدوء إلى الخارجتحرك داخل الممر المتواجد بين الغرف وتوقف حين وصل لحجرة الصبيأمسك مقبض الباب وتنفس مطولا قبل أن يديره ويدلف ويوصد خلفه الباب بهدوء كي لا يزعج الصغيرتمدد بجواره بخفة وبات يتأمل ملامحه البريئةلم يحتفظ بملامح والدته من يدقق بملامح وجهه يكتشف الشبه الكبير بينه وبين ذاك ال عمروومع أنه احتفظ بملامح غريمه