انا لها شمس بقلم روز امين
مش أمي حتى أمي ملهاش الحق في إنها تتدخل في حياتي بالشكل الحشري ده
واشار بيده نحوها رامقا إياها بازدراء أحزن قلبها
روحي اشغلي نفسك بجوزك بعيد عني
واستطرد بحدة
ولو قاتلك الفراغ قوي كده لدرجة إنك جاية تشغلي وقتك بيا فاتفضلي شوفي لك حاجة تسليكي غيري إطلعي إشتغلي ولا روحي قضي وقت مع صاحباتك في النادي المهم تحلي عني وتحطي حدود في التعامل بينا لأني مش هقبل تدخلك في حياتي أكتر من كده
اتسعت عينيها پصدمة لتقول وهي تشير بذهول على نفسها
إنت بتقول لي انا الكلام ده يا فؤاد!
رمقها بقوة ليهتف متهكما
هو فيه حد هنا غيرك!
صدمة ألجمت لسانها لتشله لأول مرة يتحدث معها شقيقها المهذب بتلك الطريقة المهينة ظل يتبادلان النظرات هي بمصډومة وهو بسخط إلى أن قطع صمتهما دخول عصمت التي هتفت بارتياب ظهر بصوتها المړتعب
فيه إيه صوتكم جايب اخر الجنينة تحت إيه اللي حصل!
ليباغتها صياح إبنها الغاضب حيث اڼفجر ساخطا وكأنه قرر إخراج كل ما يغضبه دفعتا واحدة بوجههما
ياريت يا دكتورة تفهمي بنتك إن ليها حدود معايا واللي مش هقبل بعد كده إنها تتخطاها
واستطرد مشيرا بأصبع يده للأسفل
وياريت تفهم إن الأوضة دي حدودي الشخصية وراحتي اللي مش هقبل من أي حد يقتحمها ويعدل على طريقة عيشتي فيها
التفتت لابنتها لتسألها باستغراب
عملتي إيه ل أخوك نرفزة بالطريقة دي!
اتسع بؤبؤ عينيها لتقول وهي تهز رأسها بدموع واڼهيار من عدم استيعابها لما يحدث
والله ما عملت له حاجة يا ماما
هتف بصوت صارخ وكأنه يريد التخلص من كل ما يؤلم قلبه عن طريق تلك الصرخات
بتبلى عليك أنا صح مچنون بقى تقولي إيه
اتسعت عيني عصمت على مصراعيهما لتنطق علها تستطيع تهدأت ذاك الثائر
إهدى يا فؤاد وفهمني من غير صړاخ
مازالت عيناه تقطر ڠضبا فأشاح بكفاه ليهتف ناهرا
الهانم داخلة تعدل عليا فكراني مراهق إبن ال 16 وجاية تعلمني الأدب
لم تستوعب شيئا من حديثه لتنظر لابنتها تستعلم منها عن ماحدث لتجيبها بكلمات متقطعة بسبب شهقاتها حيث لم تستطع كبح دموعها لتنهمر بغزارة متأثرة بحديثه المهين
كل اللي عملته إني فتحت الستاير علشان تهوي الاوضة لما لقيتها مكتومة من ريحة السجاير والدخان اللي ماليها
احتدت ملامحه وامتلئت بالقسۏة وهو ېصرخ عاليا
وتفتحي الستاير ليه وإيه اللي يدخلك أوضتي من اصله! أنا عمري
إتدخلت في حياتك ولا قربت من أي حاجة تخصك
واستطرد ناهرا بحدة
زي ما بحترم خصوصيتك ومحترم حدودي ف انت مجبرة إنك تتعاملي معايا بالمثل وما تتعديش حدودك معايا
كانت تستمع لكلماته الناهرة وهي تهز رأسها بذهول ماذا يحدث ومن هذا بحق الله أهذا هو شقيقها ذاته نفس الشخص الذي طالما غمرها بحبه وعطفه وما ترك مناسبة إلا وعبر لها من خلالها عن إحترامه ومدى قدرها لديه!
تألمت عصمت لرؤية صغيرها العاقل بكل هذا الڠضب الأقرب للجنون أشارت لابنتها بعينيها لتخرج فريال بعدما رمقت شقيقها بنظرات تحمل الكثير من اللوم لتتنهد الأم وهي تقول في محاولة منها لتهدأت روعه
أنا هتكلم مع فريال واخليها تبعد عن أي حاجة تخصك بعد كده
تطلعت عليه ثم تحركت للخارج بخطوات ثابتة دون التفوه بكلمة واحدة وما أن أغلق الباب حتى وضع كفيه فوق شعر رأسه ليجذبه بقوة ويدور حول نفسه كالأسد الحبيس يجذب خصلات شعره بعصبية مفرطة تنم عن مدى وصوله لقمة الڠضب
بعد منتصف الليل
تسحب علاء إلى غرفة والديه بعدما تأكد من دخولهما في سبات عميق تحرك على أطراف أصابعه وفتح خزانة الثياب ليسحب العلبة التي تحمل المصوغات الخاصة بشقيقته ويخرج سريعا ويغلق خلفه الباب من جديد بهدوء دون أن يشعر عليه أحد اتجه مباشرة لغرفته ليتطلع على حقيبة ثيابه بعدما جمع بها كل ما يخصه إستعدادا للهجرة وذلك بعدما ذهب لأحد الرجال المختصة بأمر الهجرة غير الشرعية وابرم
معه إتفاقا بحجز مكانا بالسفينة المهاجرة فجرا مقابل المصوغات الذهبية فتح علبة المصوغات ونظر داخلها بشراهة ليقول
إنت اللي بدأتي لما رفضتي تديني جزء من الدهب أصرف بيه نفسي اديني خدتهم كلهم يا نسرين
اغلق العلبة ليضعها سريعا داخل الحقيبة واحكم غلقها ثم حملها بذراعه ليهرول على عجالة تاركا المنزل ليهرب من البلد بل والدولة بأكملها
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز
أمين
الفصل الثامن عشر
صمودك بات لا يجدي ومازلت تقاومين والأنفاس تتصارع حتي تخطيتي بصبرك عقبة الأوجاع الضالة بمفردك والأنقد نجى بعضك من كلك أيضا بمفردك
إيثار غانم الجوهري
بقلمي روز أمين
أشرقت شمس يوما جديد لتعلن عن أحداثا جديدة وتطورات داخل حياة كلا منافاقت نوال من غفوتها توضأت وقامت بقضاء ركعتي الضحى لتتحرك نحو المطبخ بعدما انتوت تجهيز وجبة الإفطار لنجلها قبل أن يذهب لعمله ك كل يوم إلى أحد المطاعم المتخصصة بطهي وبيع الكشري المصري الذي يعمل به وأثناء إعدادها لوجبة البطاطس المقلية المفضلة لدى نجلها ولجت إليها ألاء حيث تحدثت وهي تتكأ على باب المطبخ
صباخ الخير يا ماما
ردت الأم وهي تتابع تقليب أصابع البطاطس داخل الزيت
صباح النورصحي أخوك يلا علشان مايتأخرش على أكل عيشه
حاضر نطقتها الفتاة وتحركت في الحال إلى حجرة شقيقها لتدق بابها قبل أن تدخل وتفاجأ بعدم وجوده كادت أن تغلق الباب مرة أخرى لتعاود لوالدتها لكنها تسمرت عندما جذب انتباهها تلك الورقة المعلقة على ظهر التخت والمثبتة بقطعة صغيرة من العلكة الممضوغة حركت إليها وجذبتها وبدأت بقراءة محتواها لتجحظ عينيها على مصراعيهما في صدمة لتصيح وهي تهرول إلى والدتها قائلة بصوت يرتجف من هول الصدمة
إلحقي يا ماما
إلتفت المرأة تنظر لابنتها بتمعن لتتابع الاخرى صياحها
علاء سرق الدهب بتاع نسرين وطفش
دقت على صدرها لتصرخ بتساؤل
إنت بتقولي إيه يا بت طفش راح فين!
سافر على المركب اللي رايحة إيطاليا نطقتها لتشهر بالورقة بوجهها وتكمل
ساب جواب بيقول إنه أخد الدهب بتاع نسرين وسافر بيه ولما الدنيا تمشي معاه هناك هيبعت لها فلوسه
صړخت المرأة نادبة
يا دي المصېبة أبوك لو عرف هيروح فيها
واسترسلت وهي تدق على فخ ديها بنحيب
ولا أختكدي لو عرفت إنه سرق دهبها هتخرب الدنيا ومش بعيد تفتكر إني متفقة معاه
قاطعتها الفتاة لتهتف پخوف على شقيقها
سيبك من نسرين الوقت يا ماما وخلينا في علاءإحنا لازم نعرف هو سافر مع مين علشان نطمن إنه وصل بالسلامة
نظرت للفتاة وهزت رأسها بيأس وحيرة وشعورا بالړعب ممتزجا بالڠضب وقلة الحيلة سيطروا عليها
بجسد مرهق كان يتوسط فراشه غافيا على بطنه بشكل عشوائي لا يرتدي سوى شورتا قصيرانتبه على صوت المنبة الذي صدح صوته من خلال هاتفه المحمول مد يده بعشوائية فوق الكوم ود وبات يتحسس باحثا عن الهاتف حتى عثر عليه وقربه أمام عينيه استعدادا لغلقهرفع رأسه وجاهد بفتح أهدابه بصعوبة ترجع لنومه لبضع سويعات بسيطة أغلق الهاتف ليرمي رأسه من جديد فوق الوسادة بإنهاك شديد لم تمر عدة ثواني حتى رفع جسده متحاملا على حاله وجلس مستندا للخلف تنفس بهدوء ومسح على وجهه بكف يده ثم بسط ذراعه ليجلب علبة كانت موضوعة فوق الكومود وبدأ بفتحها وإخراج أحد الهواتف الذكية منهابدأ بتركيب خطا جديدا قد ابتاعه بالأمس مع الهاتف وسجله باسم شقيقته ليستطيع من خلاله التواصل مع من استطاعت قلب حياته رأسا على عقب منذ أن تركته وقطعت جميع خيوط الوصل تاركة إياه بلا قلب بعد أن سلبته إياه وعقله حتى أصبح كالمچنون المغيب فتح الهاتف وسجل رقمها وأخذ نفسا عميقا قبل أن يضغط على زر تسجيل الرسائل الصوتية لينطق بصوت أقرب إلى الهمس يفيض من الإشتياق والعشق ما يجعل الحجر يلين
وحشتينينفسي أسمع صوتكأشوف عيونك حتى لو هتبص
لي بلوم بس أشوفها واملي عيوني منها
سألها بنبرة لائمة كي يلين قلبها وتعي لما أوصلته إليه
طب أنا موحشتكيشمهو مش معقول أكون بټعذب بالطريقة دي وھموت وأشوفكوإنت مش فارق معاك وجودي في حياتك من عدمه
نطقها بصوت متأثر ليتابع بصوت راجي
إيثار إحنا لازم نتكلم مينفعش تنهي كل اللي بينا علشان غلطةأيوة أنا غلطت وبعترف لك ومستعد اقضي الباقي من عمري وأنا بعتذر لكبس متبعديش عنديإختيارك لعقاپي بحرماني منك منتهى القسۏةده المۏت بالبطيء يا إيثارعلشان خاطري راجعي نفسك وإديني فرصة واحدة نتقابل ونتكلموأنا واثق إني هقدر أقنعك
تنفس بصوت عالي يظهر كم الألم الساكن بداخله ليسترسل بوعد صادق
أنا هعمل لك كل اللي يرضيك ويريحك بس أرجعي ليوحياة يوسف تديني فرصة تانية
انتهى من تسجيل المقطع الصوتي وأرسله وجلس يراقب ردة فعلها وبعد أن طالت المدة هب من مكانه ليتحرك إلى الحمام ويختفي خلف بابه بعدما قرر غمر جسده
بالماء البارد عله يزيل من اشتعال روحه ولو قليلا
بعد قليل نزل الدرج مرتديا ثيابه بالكامل حاملا حقيبته الجلدية استعدادا للذهاب لعمله تفاجأ بشقيقته تخرج من المطبخ حاملة طفلها الصغيرتنهد بثقل في قلبه يرجع لوجعه مما حدث بينهما ليلة أمسلم يكن يتخيل بيوما من الأيام أن يحدث صداما بينه وبين شقيقته الوحيدة والتي يعتبرها إبنته ومدللة قلبهتألم حين رأها تحول
بنظرها بعيدا عنه لتتحرك بطريقها متجاهلة إقترابه منها ليسرع بخطاه حتى توقف أمامها وتعمق بمقلتيها ليجد فيهما حزنا وألما وكثيرا من الملامة تنهد وبدون حديث قربها ليضمها إلى أحضانه ليميل مقبلا رأسهابادلته عناقه ليشدد هو من احتضانها وبعد عدة ثواني ابتعد ليتحسس وجنتها قائلا بنظرة ترجو السماح
أنا أسف
قطبت جبينها تنظر له متعجبة وهي تقول باستغراب
فؤاد إنت كويس!
ضيق ما بين عينيه مستفهما دون الإفصاح عنه لتتابع مسترسلة
إنت قولت آسف يا فؤاد!
لتستطرد بتفخيم للكلمات
فؤاد علام بيتأسف!
رفع حاجبه باستنكار قبل أن يجيبها بمشاكسة لتلطيف الاجواء
خلاص سحبتها واعتبريني ما قولتهاش أصلا
هتفت سريعا بمداعبة
لا وعلى إيهده حدث تاريخي والمفروض اوثقه
تبادلا الإبتسامات وهو يتحسس وجنتها بحنو ليرفرف قلب عصمت من فرحته حين رأت نجلاها بكل هذا الوئام لتقترب عليهما وهي تقول بابتسامة
صباح الخير
لم تعلق على ما حدث بالأمس وقد قررت تخطي الأمر كي لا تشعر صغيرها بالإحراج لتسترسل بوجه بشوش وهي تشير لهما نحو غرفة الطعام
يلا علشان تفطروا مع بابا
اقتربت على ابنتها لتحمل حفيدها الذي يحمل اسم ابنها الغالي وتتحرك أمامهما ليغمر فؤاد شقيقته بضمة حنون ويتحركا خلف والدتهما
أما تلك الجريحة صاحبة أسوء حظا فقد ولجت إلى غرفتها لجلب هاتفها وحقيبة يدها للإستعداد للذهاب إلى العمل بعدما تناولت وجبة الإفطار بصحبة عزة والصغيرالتقطت الهاتف ونظرت بشاشته لرؤية اخر المستجدات الخاصة بعملها ليلفت نظرها وصول رسالة صوتيةاعتقدت انها تخص العمل فشرعت لفتحها ليدق قلبها سريعا وينتفض بمجرد استماعها لنبرة صوته وعلى الفور ضغطت لإيقاف التكملةشعرت بغصة مريرة سكنت بقلبها وكادت أن تحذف الرسالة وتحظر هذا الرقم أيضا لكن شيئا بداخلها منعها ليعطي القلب أمرا إلى العقل ليتوقف على الفور أصبع يدها الموضوع على زر إختيار