روايه للكاتبه دينا ابراهيم

موقع أيام نيوز


سمر سريعا ...
يابنتي مراد محترم جدا وبيحب يساعد الناس الشطرة اللي زيك ...
سلوي بابتسامه وهدوء...
ادخلوا يلا علي السفرا وتعالي ياسمر خدي عصير لمراد وغاده وسيبيهم يركزوا عشان منأخرش مراد ....
غمزت سمر لغاده بهدوء فكبتت غاده ضحكتها وهي تدعي الله ان تنجح تلك الخطه وان يحبها مراد بالفعل !! ففارق السن يقلقها للغايه ...وتخاف ان ينظر لها كمجرد طفله ....

جلست نصف ساعه تحدق به بحب وهيام ولم تفهم حرف واحد مما يقوله ولكنه ابهرها بصبرة وكلما وجدها لا تستوعب يعيد ويزيد لها ..فوبخت نفسها لتهتم بكلماته حتي لا يظنها بطيئه الفهم الايكفي تلك المخاطره التي تخشي ان يكتشفها مصطفي !!
جلست سمر في كرسي الصالون وهي تتابع مراد وغاده من علي بعد ويدها علي قلبها تخشي من علم مصطفي بالامر....
ولكن القدر لم يكن في صفها اليوم فقد سمعت خطواته الفجة قبل دقاته علي الباب....
التقت انظار غاده و سمر بهلع تعجب له مراد قليلا ...
توجهت سمر سريعا الي الباب علي امل انقاذ الموقف ...اخذت نفس عميق وفتحت الباب بابتسامه واسعه ...
كان وجوم وجهه كافيا لإخبارها بحالته المزاجيه ...رفع مصطفي حاجبه علي تلك الابتسامه الواسعه بشكل مبالغ فيه ولم يعتاده منها ...
سمر بسعاده شبه مصطنعه فبرغم من افعاله وڠضبها منه الا ان قلبها يرفرف دائما وقتما تراه ....
مصطفي !! احم عامل ايه 
حسنا هناك امر يدور من وراءه لامحال ...ولكنه سيطر علي اعصابه حتي لا تخاف منه ...
الحمدلله هو مراد هنا 
سمر بتلعثم مراد اه هنا ..ليه هو فيه حاجه 
مال برأسه الي اليمين هل هي غبيه ام تصطنع الغباء ! لكنه اردف بهدوءونظرة ذات مغزي...
لا انا كنت عايز اتكلم معاه شويه بس اټصدمت انه هنا ...انتي شايفه ايه !
اعادت شعرها الي الوراء وهي تنظر له بتوتر ....
انا اسفه كان المفروض تعرف صح 
تنهد مصطفي يبدو ان الطريق طويل امامها لتتعلم ...لكن لايهم مادامت ستحاول فاردف بهدوء ....
ايوة يا سمر كان المفروض اعرف طبعا !
لتردف بحزن مصطنع وانكسار تعلم انه سيؤثر به ...
ازاي فلتت مني دي ده بيتك و....
لا ياسمر مش بيتي ...انا لازم اعرف لانك مراتي !!
رمشت بخجل وهي تفكر في حل لتمنع ثورته لتردف بصدق...
حاضر ...اصل الصراحه بس من غير ماتزعق !!
اقلقه حديثها لينتابه الفضول ليردف...
قولي مش هزعق !
فركت اصابعها لتردف ...
لا احلف الاول عشان انا عارفه انك هتزعق ....
ليردف بعصبيه ...
الله ما تقولي علي طول في ايه !!!
لوت شفتيها لاسفل وهي تشير له ...
انت لسه معرفتش وبتزعق اهوه !!!
وفر بحنق وقال بابتسامه مصطنعه...
لا مش هزعق يا سمر ...ممكن تقولي بقي !
عضت علي شفتيها ونظرت له بتوتر...
انا كلمت مراد بس غاده ملهاش ذنب انا كنت عايزة اساعدها !
تغيرت ملامحه الي عدم الفهم ليأتي صوت سلوي من الخلف...
ايه قله الذوق دي يا سمر موقفه جوزك علي الباب كده ...ادخل يا ابني !!
دلف مصطفي ليجلس فلمح مراد يجلس علي السفره ويفر في بعض الاوراق بجانب غادة ....
فهم الامر علي الفور بانها استعانت به لحل مشكله ضعف غاده للرياضيات ولكن ما لا تعلمه ان دروس غاده تتم علي السطح امام انظاره هو او بلال ...
انزعج من غاده اكثر من سمر لعدم اخباره بذلك ولكنه رأف بحالها عندما لاحظ توتر انفعالاتها و الاثنتان يوشكون علي البكاء ما سر اصرار هاتان الفتاتان علي اغضابه !! ...
سلوي بحب انت جعان ياحبيبي اغرفلك 
ابتسم لها مصطفي فبرغم ضئالت حجمها فهذة المرأه مثال للحنان بعد منال زوجه عمه الودودة ...
ليردف بصوت هادئ مصطنع

ووجه احمر ..لا يريد التأثير عليها بعضبه وهي مريضه قلب ....
لا يا امي مش قادر لسه واكل انا بس كنت بطمن علي غاده تعبا مراد ولا لا...
جاءه صوت مراد الهادئ الغير فاهم للوضع ...
لا يا مصطفي اختك دماغها نضيفه هي بس محتاجه تركيز ...
هز رأسه قبل ان يردف مراد ضاحكا..
انا افتكرتك نازل تسلم عليا ولا حاجه...
ابتسم مصطفي قليلا قبل ان يردف بصدق...
كده كده كنت هكلمك فعلا ...خلص مع غاده ونتكلم ....
قاطعتهم سلوي 
طيب انا هدخل اصلي واجي ..البيت بيتكم طبعا ...
وقف مصطفي وهي تدخل ثم عاد للجلوس وهو ينظر پحده الي سمر ....
انتي قصدك عناد يا سمر ولا ايه بالظبط عشان نبقي علي مايه بيضه 
اردفت سمر مدافعه ....
لو هعاند مش هخاف منك ...انا فعلا كنت عايزة اساعدها بس كنت عارفه رد فعلك....
صمت لبرهه قبل ان يستكمل حديثه ...
متأكده انك مش پتخافي مني !
رفعت عينيها الي عينيه فتعلقت انظارهم هو بجراءته وشوقه وهي بحبها وبرائتها وخۏفها من تلك المشاعر !! 
رافضه ان تريح فضوله قررت تعليقه لفترة اطول حتي يتعلم من اخطاءه السابقه والا يكررها ....فبداخلها هي متأكده انها لا تخافه ولكنها تخاف مشاعرهم المفرطه السريعة بصورة غير وارده عليها لكن لن يضر ان تشعره
بان ذلك الخۏف منه مادام سيجعله يحميها هو ذاته من نفسه !!
لاحظت غاده نظراتهم فابتسمت لمراد الذي اشاح نظرة بصعوبه عنها لرؤيه مصطفي و سمر ....ليعود بنظرة كره اخري الي غاده يبادلها ابتسامتها و بدأ يشرح بهدوء حتي لايزعجهم ...
قدمت سلوي كيك البرتقال الذي يعشقه مراد اليهم مع العصير قبل ان يردف مصطفي بادب...
كنت عايز استئذانك يا امي ان سمر تطلع معانا كل يوم السطح انا وغادة وندي وبلال يعني متقلقيش كلنا هنبقي مع بعض ...
وقبل ان تبدأ في تفكيرها اسرع باعطاء مبرره...
انتي عارفه طبعا ان خروجها مش مستحب وكأي اتنين داخلين علي جواز لازم يفهموا بعض ويتأقلموا ويخرجوا سوا فاحنا هنخلي دي خروجتنا وبالمرة تتسلي عشان متزهقش...
قلقت سمر قليلا من مطلبه ونظرت له بشي من الشك ولكنه تجاهل نظراتها التي تخترق جانب وجهه...
هزت سلوي رأسها بإقتناع لتردف بثقه ...
ماشي يا ابني طالما كلكم متجمعين !!
حاولت سمر استكمال طبق الحلوي بينما مراد يأكل بنهم شديد وباستمتاع ....ذهلت منه غاده ...هل يحب الحلوي الي ذلك الحد ..حمدا لله انها بارعة في اعدادها ينوي هو فقط التزوج منها وهي ستغرقه بما يطيب له !!
عرض مصطفي علي مراد الصعود للاعلي للحديث مما اقلق الفتيات فوقفت سمر لتردف...
يلا يا غادة نطلع معاهم ...لو ينفع يا مامتي ....
وقف مصطفي ليردف پحده...
لا استنوا ساعه واطلعوا عشان هيبقي عندي ناس ...يلا يامراد....
نظر مراد نظره اخيرة مستتره الي صغيرته ولحق بمصطفي الي اعلي ..ما ان اغلقا الباب حتي وقعت غاده علي كرسيها بعد ان ارتخت من شده اعصابها ...
غادة وهي تزفر جميع الافكار السيئه من داخلها .....
احيه كنت مړعوبه !! انت عملتي ايه عشان يهدا كده 
جلست سمر بجوارها ....
مش عارفه والله تصدقي لو قلتلك مش فاكره حاجه اخوكي بيخليني مش علي بعضي....
دوت صوت ضحكات سلوي و اخترقت جدران المكان وهي تتنفس بصعوبه لتردف ....
ضحكتيني يا سمر والله ...طيب يا حبيبتي كويس انك طمنتيني عليكي بس متقوليش كده قدام حد...
نظرت لها سمر باستغراب...
اقول ايه 
هزت رأسها وهي تحاول الا تضحك مره اخري علي سذاجة ابنتها ولكن بداخلها شعرت بسعاده غامرة وامل بان قراراها في تزويجها من مصطفي كان الحل الانسب والامثل ....
بعد مرور سااااعه صعدت ندي تخبرهم بامكانيه اللحاق بمصطفي وان مراد قد رحل ...مطت غاده شفتيها لتردف ...
منك لله يا مصطفي طفشت الراجل...
هههههههههه معلش ومتنسيش ان حضرتك هتشوفي علي الاقل مرتين في الاسبوع ماشي وركزي عشان لو سقطي انا اللي هندم اني ساعدتك ....
اه عبس اساس مصطفي هيخلي يجي تاني ...
اسكتي انتي بس وانا هتصرف....
هااااااااااه اكمل ولا ايه
٢٩١٢ ١٠٢٥ م نودي الفصل الثالث والعشرون....
دفعتها غاده نحو الباب لتردف بغيظ...
يلا يا سمر يلا يا ماما يالا يالدلعدي ....
سمر باستغراب ....
يعني ايه يالدلعدي دي ....
اڼفجرت غاده وندي ضاحكتان مما اغاظ سمر منهما وتركتهم وهي ترمي بكلامها عليهم ...
سوفاج انتو اصلا ...انا غلطانه اني مصاحبه عيال زيكم !!
لحقت بها ندي وهي تضع اصابعها في جانب سمر لتركب الهوا كما يطلقون عليها وتصرخ الاخيره بخضه...
اوعي الجمبري يعضك هههههههه ونبي عسل يا عسل انت يا انجليزي ....
ضحكت سمر وهي تهز رأسها مستسلمه لطريقتهم وهي تردف بعدم تصديق...
انجليزي !!!! يخربيت اللي يتكلم معاكم ....
فجأه فتح مصطفي باب السطح وهم علي وشك فتحه انتقلت نظراته الحاده بين الثلاث فتيات ليدركن علو صوتهم فنظروا الي الارض منتظرين توبيخه ولكنه خيب ظنهم عندما قال...
اطلعوا وياريت متتكررش تاني ...فاهمين طبعا !!
نظرت سمر بنصف عين الي غاده ترغب في التمرد عليه ولكن الاخيره نظرت لها بتحذير الا انها

لم تأبه له ...
لترفع انفها الي اعلي وهي تقول بسخريه ..
فاهمين يا بابي !!
رفع مصطفي حاجبه وابتسم نصف ابتسامه قبل ان ېصفع اعلي رأسها بخفه وهي تمر بجانبه ليردف...
ادخلي يا روح بابي ...
ضحكت غاده لتردف بمرح...
قصف جبهه يا كبير ..اخويا اخويا يعني ...
فعل مصطفي المثل لها لتضحك سمر هذه المرة ومعها بلال الجالس منتظر الجميع ...
مرت ندي بثقه بانه لن يلمسها في وجود بلال لانه يعلم بغيرته الا ان مصطفي نظر بتحدي مرح الي بلال قبل ان يصفعها خلف رأسها بابتسامه صفراء غير عابئ بانزعاج بلال .....
توجهت ندي بابتسامه ودلع لتجلس بجوار زوجها الذي يلتهمها بعينيه تبعتها غاده ثم سمر و مصطفي ...
جلسوا يتسامرون مع بعضهم البعض ....ويتحدثوا عن الحياة واطلعهن بلال ببدأ تجهيز شقتي الزوجيه الخاصه بهم من الغد وانه قرر فتح موضوع زفافهم مع عمه ووالده ليتم بعد شهر ليواكب انتهاء العمل في الشقه والتجهيزات ...
نظر مصطفي الي سمر نظرة ذات مغزي اخجلتها قليلا بينما كانت السعاده تشع من عيون ندي التي نكزتها غاده تتهمها بقله الحياء وان تتماسك قليلا حفاظا علي ماء وجه النساء لتخبرها بان تذهب هي ونسائها الي الچحيم فما يهمها هو نفسها وزوجها وفقط ...
تنحنح مصطفي قليلا قبل ان يطلب ان يتحدث مع سمر علي انفراد في حجرته ...توترت سمر الا انه لم يعطها فرصه وامسك اصابعها بين اصابعه متجها اليها ...دلف الاثنان والرفض يلوح في عقلها الي ذكرياتهم معا في تلك الغرفه وخاصا الحاډث الاخير الصادر منه والذي لا يزال يؤثر بها بالرغم من اختفاء تلك الاثار ....
فاجأها مصطفي بانه ترك الباب مفتوح ووكأنه يطمئنها ويخبرها بانه يعلم بما يدور في نفسها ...ليردف بقليل من الضيق ولكنه الملام ..
اقعدي يا سمر انا مش هاكلك ...
رغبت لو تخبره بانه يبدوا كالدب الخطېر المهدد پقتل صاحبه ....ولكنها اكتفت بوجومها لتردف...
كنت عايز تقول حاجه 
جلس في مقابلتها ليقول بهدوء ...
ايوة ..كنت عايز اقولك ان انك حلوة اوي انهارده...
تبا لهذا القلب
 

تم نسخ الرابط