هوس من اول نظره بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز

لاقية وقت اسرح شعري ضحكت أم إبراهيم عليها ثم قالت متقلقيش انا كلمت البت تهاني و هي هتيجي تقعد معاياما إنت عارفاها بټموت في سليم و ريان قد إيهو اهي فرصة تخرجي شوية داه إنت من يوم ما جيتي عندنا مخرجتيش غير للدكتورة حتى الولاد سارة هي الي بتاخذهم تفسحهم أومأت لها يارا بالايجاب فهي فعلا محقة في كل ما قالتهلقد نسيت شكل الشوارع و العالم في الخارج بعد أن حبست نفسها في الشقة و لم تكن تخرج إلا قليلا جدا للضرورةحتى صغارها حرمتهم ان يعيشوا حياة طبيعية كسائر الأطفال تحدثت بعد طول تفكير مقررة لا أنا هاخذ الاولاد معايا شجعتها ام إبراهيم بفرحة اهو داه الكلاملحد إمتى هتفضلي ډافنة نفسك بالحياة اخرجي و تمتعي بحياتك إنت لسه صغيرة و من حقك تعيشي إبتسمت لها يارا بحب و هي تقول حاضر يا طنطهعمل كل اللي تقوليلي عليهو بالمرة اعدي على فيلة بابا أصلهم وحشوني اوي المرة اللي فاتت إستنيت قدام الفيلا ييجي ساعتين و محدش فيهم خرج أم إبراهيم بشفقة عليهاإن شاء الله المرة دي هتشوفيهم يارا تعودت ان تمر على فيلا والدها بالتاكسي و تقعد تستنى عشان تشوف اي حد فيهم من غير ما يشوفوها عشان تطمن عليهم من بعيد عشان لسه خاېفة من صالح و آدم لحسن يكونوا مراقبين البيت عشان كده محبتش تعرض عيلتها للخطړ لكن بعد جواز سارة من أمير قدرت تسمع عنهم أخبار كثيرة زي انهم خرجوا من القصر و إن آدم سافر بقاله أربع سنين و لسه مرجعش طبعا مفيش حد يعرف انه ماټ غير سيف و صالح و سعدية الفصل الثاني و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني وقفت يارا من مكانها لتنعم بحمام ساخن ثم دلفت غرفتها حتى ترتدي ملابسها و تطمئن على الأطفال اللذين وجدتهم لازالوا يغطون في النوم إرتدت فستانا شتويا اللون الأزرق الغامق و فوقه حجاب أحمر داكنإكتفت بوضع القليل من خافي الهالات السوداء تحت عينيها و ملمع شفاه شفاف إنتهت من إرتداء حذاءها المسطح ثم وقفت أمام مرآة خزانتها الصغيرة حتى تلقي نظرة اخيرة على طلتهاضحكت بسخرية و هي تتذكر في الماضي كيف كانت ترتدي أفخم الملابس و الاحذية عكس الآن حيث أصبحت ترتدي اول شيئ تقع عليه عيناها أفاقت من تخيلاتها عندما شعرت بأن أحد الطفلين يتململ في نومه و يبدو أنه سيصحو قريبا خطفت حقيبتها و هرعت نحو الخارج لتجد ام إبراهيم لازالت في المطبخ تتناول طعام الإفطار مع بناتها ألقت عليهن تحية الصباح ثم قالت أنا طالعة دلوقتيلو سمحتي يا طنط خلي بالك من الأولاد هما شوية و هيصحوا أجابتها أم إبراهيم و هي تترشف كوب الشاي الخاص بها متقلقيش عليهمانا هقوم اشوفهم حالا أشارت لها يارا بيدها ليترقفها و هي تقول متتعبيش نفسك خليكي قاعدة كملي فطارك و هما لما يصحوا هيبقوا يطلعوا لوحدهم عاوزين حاجة قبل ما أخرج هتفت مليكة بحماسايوا عاوزة شكلاطة من نفس المحل الفخم الذي يحضر منه فريد الشكلاطة لاروى و لجين ڼهرتها ام إبراهيمعيب يا بتالبتاعة دي غالية اوي و يارا كل أسبوع بتجيبلكوا منها ضحكت يارا قائلة حاضي يا ست ملوكة تأمري بحاجة ثانية أرسلت لها الفتاة قبلة في الهواء ثم همست لها بصوت خاڤت لوف يو إبتسمت لها يارا ثم إستدارت لتخرج فتحت الباب لتعترضها تهاني تلهث بسبب ركضها على الدرج تهانيصباح الخير يا جوليإنت طالعة يارا بضحك فمنذ اول مرة رأتها فيها و هي تناديها جولي نسبة لانجلينا جولي ايوا رايحة عند سارة تهللت أسارير تهاني لتردف بمزاح كفارة يا شيخة أخيرا قررتي تطلعي من السچنبقلك إيه إتبسطي على قد ما تقدري و لا يهمك في العيال انا هخلي بالي منهم هما فين وحشونيواد يا ريان سلومة إنتوا فين يا أولاد قهقهت يارا ثم أكملت طريقها نحو الاسفل بينما إعترضت ام إبراهيم تهاني حتى تسكتها حتى لا يستيقظ الأطفال بسبب صوتها العالي بعد أكثر ساعة كانت يارا تجلس في إحدى سيارات الاجرى أمام فيلة والدها تنتظر ان يخرج أي منهمسمعت صوت السائق يتأفف بملل قبل أن بتحدث بصوته المزعج ليسألها للمرة الالف إحنا هنقعد هنا كثير يا أبلةمش هنتحرك لم تجبه يارا بل كانت مشغولة بالنظر نحو بوابة الفيلا التي فتحت فجأة و خرجت منها سيارة شقيقها رياندققت النظر في ملامحه التي لم تتغير كثيرا فمازال شقيقها وسيما كما تركته منذ أربعة سنوات تنهدت بحزن و هي تكتم رغبتها في الخروج من التاكسي و الركض نحوه حتى تحتضنه و تخبره كم إشتاقت له و أنها فضلت البقاء بعيدة حتى عنهم حتى لا تؤذيهم كانت سارة هي من تنقل لها أخبارهم و قد اعلمتها مؤخرا ان والديها قد عادا لبعضهما و ان والدتها ميرفت لم تعد تخرج كثيرا من الفيلا و قطعت كل علاقاتها مع معارفها القدامىو كم لامت يارا نفسها فقد إعتقدت انها هي السبب فالجميع طبعا سوف يسألونها عن سبب غياب إبنتها لذلك فضلت سجن نفسها هي الأخرى لكن الحقيقة كانت عكس ذلك فميرفت تغيرت كثيرا بعد حاډثة إختفاء يارا و عرفت اخيرا معنى الحياة حيث كرست نفسها للاهتمام بزوجها و إبنها الذي تبقى لها و قد ساندها ماجد زوجها في ذلك حتى أنهما ذهبا للحج اكثر من مرة و قامت بتأسيس جمعية باسم إبنتها و باعت جميع ملابسها الثمينة و مجوهراتها و تصدقت بها مسحت دموعها ثم أشارت للسائق ان يتحرك و الذي تمتم بضيقالحمد للهإفتكرت هنقعد واقفين هنا للمغرب أغمضت يارا عينيها پغضب فما كان ينقصها في هذه اللحظة هو هذا المزعج الذي لم يتوقف عن إستفزازها منذ أن ركبت سيارته إستجمعت باقي تركيزها ثم هدرت فيه پعنف تماما كما كانت تفعل سارة أو تهاني و باقي نسوان الحارة إذا ضايقها أحدهم جرا إيه يا خويا ما تتلم بقى مش معنى إني ساكتالك من الصبح يبقى خلاص هتسوق فيها هو إنت يعني كنت واقف بالعربية الخردة بتاعتك دي بلاش ما إنت هتاخد فلوسك على داير مليم يبقى تعمل اللي بقلك عليه و إنت ساكت مش دي شغلتكتمشي توقف ملكش فيك و يلا أوقف على جنب و نزلي صوتك جابلي صداعجتك القرف توقف التاكسي لترمي له بعض النقود و هي مازلت تشتمه ثم أوقفت سيارة اجرى أخرى لتوصلها إلى المطعم المنشود كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر و النصف عندما وصلت يارا و التي حالما رأت أناقة المكان ندمت جدا على إختيارها لهذه الملابس البسيطة التي كانت ترتديهاتأففت و هي ترتب حجابها و لم تنتبه لتلك السيارة الفاخرة التي مرت بجانبها مما جعلها تنتفض بفزع لقد كانت قريبة منها جدا و لو أنها لم تتفطن لها في آخر لحظة لكانت دهستها توقفت السيارة لتخرج منها رباب صديقة سارة و هي تتفقدها بلهفة قائلة يارا حبيبتي إنت كويسةأنا آسفة و الله وسام ميقصدش بس انا و هو كنا پنتخانق في العربية عشان كده منتبهناشإنت كويسة صح ضمتها إليها و هي تبكي لتضحك يارا عليها فرباب دائما هكذا حساسة و دموعها قريبة جداسمعت صوت وسام المتذمر و هو يخرج رأسه من نافذة السيارة عجبك كده ياختي اهي آخرة زنكقربنا نقتل البت و نيتم عيالهامنك لله يا شيخة كنتي هتخليني أرتكب چريمة شهقت رباب التي صدقت كلامه كعادتها لټنفجر بالبكاء مما جعل يارا تهدأها و هي ټشتم وسامحرام عليك مراتك حامل إمتى هتبطل هزارك السخيف داه خلاص يا روبي كفاية عياط ما إنت عارفة جوزك و عمايلهإحنا ندخل جوا و نحكي لسارة و هي هتخلي أمير يعمل منه كفتة عشان يبطل غلاسة تحدثت رباب من بين شهقاتها قائلة بس هو بيتكلم جد انا كنت بتخانق معاه عشان إسم البيبي عاوزة أسميه مهيار و إلا ساجيبس هو رفضوقال إني جايبة الاسامي دي من المتحف حرك وسام السيارة ليركنها في مكان مناسب بعيد عن الطريق ثم عاد ليجد يارا مازلت تحاول تهدأة ربابليضحك قائلا خلاص بقى يا حبيبتي هي نافورة الدموع لسه شغالة عندك رمقته يارا بيأس ليلوي شفتيه بملل ثم يجذب زوجته نحوه و يهمس لها بعدة كلمات جعلتها تتوقف عن البكاء فورا و تبتسم له إستدار نحو يارا و هو يراقص حاجبيه بانتصار لټضرب الأخرى كفيها بيأس و تتمتم بغيض شوف البت بكلمتين منه جابها الأرض أنا الغلطانة عشان بتدخل بينكوا رغم إن سارة حذرتني كثيريا خاېنة إلتفت لها وسام هامسا بمزاح لو سمحتيمتقوليش كده على ام ناجي ضړبته رباب على كتفه هاتفة باحتجاج ساجي مش ناجي تذمر وسام و هو يصعد درجات المطعم بينما كانت يارا تتبعهما ااه إيدك ثقيلة يا حبيبتي هو إنت بقيتي بتتدربي مع صاحبتك علقت من خلفه يارا على غباءه هتتدرب تايكواندو إزاي و هي حامل ضحكت رباب بصوت عال بينما دمدم وسام بإنزعاج مصطنع فهو دائما هكذا شخصيته مرحة و يمازح الجميع توقف عن السير فجأة و هو يضرب جبينه بكفه دلاله على نسيانه لشيئ ما ليهتف على الفور حبيبتي أنا نسيت موبايلي في العربية ممكن تدخلي إنت و مدام يارا و انا هبقى أحصلكوا أوام مش هتأخر عليكوا سألته ربابطب هي سارة جوا اجابها على الفورايوا هي و أمير الشخصيات دول أبطال رواية هي و الأمير تابعت يارا و رباب طريقهما إلى الداخل بينما عاد وسام بخطوات مسرعة نحو سيارته قبل نصف ساعة في المقر الرئيسي لشركات صالح عزالدين دلفت مها السكرتيرة مكتب صالح بعد أن طرقت الباب طبعا فلو لم تفعل ذلك لكانت الان مطرودة كانت تسير و هي تخفض رأسها بسبب أوامر مديرها الصارمة فأي موظفة تعمل في شركته يشترط أن ترتدي ملابس محتشمة و أن لا تنظر إليه و هي تحدثهمحدش يسألني ليه عشان انا نفسي معرفش الظاهر إنه خلاص تجنن وضعت بعض الملفات أمامه ثم قالت بنبرة عمليةحضرتك فاضل نص ساعة على الاجتماع مع شركة ال همهم صالح و هو يقف من مكانه ليأخذ متعلقاته الشخصية ثم قال خلي ناجي يجهز العربية و قولي لمحمود مساعده يحصلني حالا مهاباشمهندس محمود مستني حضرتك برا أشار لها صالح أن تخرج ثم أخذ حقيبته التي تحتوي على ملفات الصفقة التي كان يراجعها توقفت السيارات الخاصة به و بالحراسة التابعة له أمام المطعم الذي سيجري فيه الاجتماع الذي إختاره مدير الشركة الأخرى نزل صالح و بجانبه محمود بينما اشار للحرس أن يلتحقوا به لكن شرط أن يظلوا بعيدين عنه حتى لا يجلب الانظارفي نفس اللحظة كان وسام قد أنهى مكالمته مع أمير الذي هاتفه ليسأل عنه فهو قد تأخر بسبب إنشغاله في البحث عن هاتفه الذي سقط تحت كرسي السيارة نزع نظارته حتى يتأكد من أن من يسير أمامه هو نفسه صالح عزالدين الذي لم يره منذ أشهر طويلةثم نادى عليه حتى ينتبه له صالح عزالدين و إلا أنا متهيألي إلتفت نحوه صالح ليبتسم تلقائيا عندما عرف هويتهرفع يده ليوقف الحرس الذين تقدموا حتى يمنعوا وسام من الاقتراب منه قبل أن يجيبهوسام العراقيشكو ماكو صافحه بحرارة قبل أن يضيف إزيك بقالي كثير مشفتكش وسام الحمد لله أخبارك إيه أومأ له صالح باقتضاب ثم سأله تمامأمير عامل إيه لسه بتشتغلوا مع بعض وسام بإيجابأيواهو جوا على فكرة تعالى سلم عليه صالح بترددجيتوا لوحدكوا وسام بنفي لا معانا زوجاتنا ضحك و هو يسألهبتقولوها إزاي بالمصري شاركه صالح الضحك معلقا بقالك سنين في مصر و لسه متعلمتش وساملهجتكوا حلوة بس صعبة اوي المهم أمير معاه سارة مراته و انا معايا مراتي و معانا قريبة سارة إسمها يارا خفق قلب صالح عند سماعه لذلك الاسم المحبب إليهجاهد حتى يبدو طبيعيا و لحسن حظه ان وسام لم ينتبه لخطأه تنحنح حتى يجلي صوته ثم هتف معتذرا هبقى اسلم عليه بعدين انا دلوقتي عندي إجتماع مهم و لازم امشي رمقه وسام بضيق مصطنع ثم قال يعني الشغل أهم من اصحابك اللي مشفتهمش بقالك شهورياعم هما خمس دقائق مش اكثر غمزه بشقاوة و هو يضيفعاوز أعرفك على صاحبة سارةانا متأكد إنها هتعجبك يلا متبقاش قفل كده تعالى جره رغما عنه ليكلف صالح بتولي الاجتماع و هو سيلحق به لاحقا فهو يعلم أن المچنون وسام لن يدعه و شأنه حتى ينفذ ما في رأسه رفع صالح رأسه حيث أشار له وسام ليرى أمير الذي كان لا يزال يمسك بهاتفه و إلى جانبه زوجته سارة التي كانت منشغلة بتصفح المنيو لقد رآها بضع مرات و في كل مرة يتعجب من نظراتها الحاړقة نحوه و كأنه قتل لها عزيزا عليهاحتى أنه سأل وسام اكثر من مرة لكن الاخير كان دائما يخبره أن شخصيتها صعبة قليلا و تكره الغرباء هتف وسام قبل أن يصل إليهم حتى ينبههم ميروبص مين معايا رفع أمير رأسه نحوه و هو يبتسم لكن إبتسامته ماټت على شفته حالما رأى صالح أمامهوجهه شحب فجأة و بصره إنتقل تلقائيا نحو يارا التي كانت تجلس مقابلا لزوجته سارة أيضا لم تكن أحسن حال منه الصدمة ألجمتها و لم تستطع ان أن تنبه يارا التي لم تر صالح بعد لاحظ صالح صدمة الجميع مما جعله يشعر بالغرابة ألهذه الدرجة وجوده غير مرغوب فيه أم انه يهيئ له ذلك اكمل وسام حديثه معلنا صالح عزالدينمفاجأة مش كده توتر أمير الذي شعر بجفاف حلقه فجأة جاهد حتى يستطيع الوقوف من مكانه ليسلم عليه و يرحب به اه فعلا أهلا وسهلا مد صالح يده حتى يصافحه لكنه توقف بعد أن لمح تلك العيون المألوفة التي كانت تنظر له بفزع و كأنه وحش ظهر فجأة إلتفت إلى جانبه و كانت الصدمة عيناه توسعتا حتى كادتا تخرجان من محجريهما بعد أن وقع بصره عليها جسده حرفيا شل عن الحركة و قلبه توقف عن النبض بينما إختفت الأصوات و البشر من حوله و لم يعد يرى سواها لا يدري كيف إستطاع أخيرا تحريك لسانه لينطق بإسمها دون صوت يارامستحيل قدميه عجزنا عن حمله ليرتد جسده قليلا إلى الخلف و لو لا وسام الذي أسنده لسقط
تم نسخ الرابط