هوس من اول نظره بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
كان عالاقل إستطاع السيطرة على ما يحصل و إنقاذه قبل السقوط في الهاوية تحدث بهدوء محاولا إقناعه صالح هو إنت ليه لحد دلوقتي بتعامل مراتك كده و متقليش إنتقام عشان بجد الموضوع بقى بايخ و اوفر جدا و متهيألي إنت حققت إنتقامك منها قبل ما تتجوزها حتى رفع صالح حاجبه باستهزاء قائلا يا راجل و المفروض إني اجاوبك فريدإنت مجبر تجاوبني عارف ليه عشان إنت نفسك عارف إنك خلاص وصلت لطريق مسدود و مش عارف تكمله و لا قادر بردو إنك تلف وترجعجاوبني عشان أعرف أساعدك تصلح حياتك إنت لحد إمتى هتفضل كده مع مراتك نازل فيها ضړب و إهانة و تعذيباكيد مش هتكملوا حياتكوا كده عشان انا عارف و متأكد إنك مستحيل هتطلقها صالح باستنكارلا طبعا أنا مستحيل أطلقها دي مراتي فريدأديك قلتلها مراتكيعني مش جارية عندك و إلا واحدة من الشارعإنت صح أذتها كثير بس أعتقد إن لسه الأوان مفاتش حاول تبدأ من جديد معاها لو مش عشانها فعشان الطفل اللي جاي في السكة مينفعش ييجي يلاقي ابوه و أمه كده تأفف صالح و هو يجلس مقابلا له على إحدى الآلات وضع المنشفة على رقبته ثم مسح وجهه بيديه مخللا بأصابعه خصلات شعره التي طالت قليلا لتزيد من وسامته هتف باعتراف لأول مرة بما يعتري صدره بص أنا هقلك على حاجة أول مرة أقولها لحد حتى سيف عشان تبطلوا تلوموني على القرف اللي بعملهأنا لما عملت الحاډثة و دخلت المستشفى و كنت بين الحياة و المۏت يارا كانت عايشة حياتها بتخرج و بتسافر و عايشة حياتها و كأن مفيش حاجة حصلت و كأني كنت صفحة ملهاش قيمة في كتاب و شالتها و رمتها في الزبالهلو كانت حتى جات و إعتذرت او عملت أي حاجة بينت ندمها كنت نسيت و كملت حياتي و ممكن كانت دلوقتي متجوزة واحد غيري و مخلفة عيال عشان كده انا قررت أنتقم منها بعد ما فضلت خمس سنين في أمريكا و انا بخطط إزاي أبوز حياتها من بعيد و حتى لما رجعت على مصر و فعلا حققت إنتقامي بالكامل بعد ما ضړبتها في القسم و دخلت المستشفىبس للأسف انا يومها إكتشفت إني لسه بحبها و مش هعرف أعيش من غيرها ثاني أنا عارف إنت بتفكر فيا إزاي اه انا فعلا مچنون و مريض و مهوس و كل قرف الدنيا فيا و اللي عاوز تقوله قوله أنا مش بنكر فريد محاولا التحلي بالهدوءلما إنت لسه بتحبها إبدأ معاها من جديد زي ما أنا عملت مع أروى صالح بسخرية و إنت فاكر إنها هتقبليبقى إنت متعرفش يارا زي ما انا عارفها يارا عنيدة جدا و شخصيتها قوية و مش بتسامح بسهولة متشوفهاش و هي مکسورة كده أنا لو طلبت منها تسامحني مستحيل هتقبل و لو قعدت مليون سنة مش هترضى تبص في وشي هي لسه معايا عشان مجبرة فريدطب و لحد إمتى هتفضل كده جابرها إنها تعيش معاك أصلا إنت إزاي تقبل على نفسك كده صالح بلامبالاةعادي المهم تكون معايا و كل ليلة تبات في حضڼيبكرة هتتعود و انا هحاول أعاملها كويس فريد بضحكلا كثر خيركطب أعمل فيك إيه أحبسك و إلا أتنيل اقټلك و اريح منك المسكينة اللي فوق دي يا إبني إنت مكانك السرايا الصفراء مستشفى المجانينو الله انا اللي اهبل عشان قاعد و بسمعكيا شيخ إجري ما انا عارفك مش هترتاح غير لما تجيب أجلهاأنا رايح لمراتي و إنت متتأخرش عشان تيجي تاخذ مراتك أكمل طريقه و هو مازال يشتمه معبرا عن ندمه لأنه ضيع وقته و تحدث مع مچنون مثلهو قبل أن يصعد الدرج متجها لجناحه أوقفته هانيا تناديه فريد بيه إلتفت نحوها منتظرا كلامها أنا كنت عاوزة أسأل حضرتك هي لوجي هتنام معاكوا الليلة دي و إلا أطلع مع حضرتك أخذها فرك فريد ذقنه بتفكير قبل أن يجيبها لابعد ساعة إطلعي خذيها إلتفت من جديد ليكمل طريقه لكن تلك اللزجة هانيا إستوقفته من جديد قائلة طب حضرتك ممكن تفهمني أنا هفضل أشتغل و إلا خلاص هتستغنوا عني رفعت يدها لتمسح دموعها ليتفخ فريد بضجر قائلا ما إنت بتشتغلي أهولو كنا هنستغنى عنك كنا طردناكي صعد الدرج دون إنتظار إجابتها تاركا إياها تنسج أحلامها و تخيلاتها المړيضة التي لا وجود لها سوى في عقلها حيث إعتقدت أنه معجب بها و لذلك لم يستجب لطلب زوجته وتركها تعمل وقف فريد أمام جناح غرفته ليطرق الباب عدة مرات حتى فتحت له أروى والتي وقفت في مدخل الباب واضعة يدها على الحائط تمنعه من الدخول قائلةنعمإتفضل عاوز إيه إبتسم غامزا إياها بشقاوةهكون عاوز مين غيرك يا قمر شهقت أروى من جرأته لتلتفت وراءها محاولة غلق الباب و هي تهمس بصوت خاڤت ششش وطي صوتك مينفعش كده يارا جوا أروى برفضلا هي هتبات هنا الليلة إمتعضت ملامح فريد على الفور لينطق بانفعال لا إنت عارفة إن الموضوع داه من الممنوعات عندي أدخلي قوليلها ترجع اوضتها عشان جوزها جاي ورايا تململت أروى محاولة التخلص منه قائلة حبيبي عشان خاطري الليلة دي بسدي لسه تعبانة و مش هتقدر تواجه أخوك و مش هتقدر ليه شايفاني وحش قدامك يا ست أروى صدح صوت صالح الساخر الذي أتى للتو لتتجهم ملامح أروى التي لم تتردد في شتمهلا و إنت الصادق شايفاك حيوان ضحك صالح بمرح واضح بينما عاتبها فريد هامسا في أذنهاأروى ميصحش اللي إنت بتقوليه داه أروى بصوت مرتفعأمال عاوزني أعمله إيه بعد اللي هببهأضربله سلام و إلا أرفعله العلم إذا كان انا مش طايقة أشوف خلقته يا ترى مراته هتقدر صالح ببرود و بلامبالاةلو سمحتي ممكن تنادي يارا أروى و هي تضغط على أسنانها أرخم من كده عمري ماشفت فريد و هو يفتح الباب من وراءها و يدفعها داخلا بخفةيلا قوليلها إن جوزك مستنيكي أروى برفضلاهاخذها تنام في اوضة لوجي حرك صالح رأسه بملل قبل أن ينادي بصوت عاليارا حبيبتي يلا تعالي عشان فريد عاوز مراته شهقت أروى من وقاحته لتتمتم بشتائم كثيرة بينما تراجع فريد إلى الوراء و هو يضحك قائلا كثر الهم بيضحكيا عم سيبها الليلة دي تبات في اوضة لجين على الاقل ترتاح شوية من خلقتك صالح برفض وهو يقترب ليدخل جناح شقيقه مش بطمن على مراتي غير و هي حضڼي تراجع للخلف عندما وجد يارا تقف وراء الباب مباشرة تحمل بين يديها لجين التي حالما رأت صالح إرتمت عليه لتتعلق بعنقه و هي تناديه بصوتها الطفولي صاصا صاصا علقت أروى و هي تلوي شفتيها بحنق كل الطول و العرض داه و مسمياه صاصا ملقيش حق يا لوجيقولي هرقل شمشوم الجبار هالكإنما صاصا مش لا يقة عليك خالص صالحبنت اخويا و تقول اللي هي عاوزاه إنت مالك حد خد رأيك متخليكي في حالك أروى پغضبتصدق بقيت بكرهك صالح بابتسامة مستفزةمش مهمكفاية مراتي حبيبتي تحبني نظرت أروى نحو فريد و هي تحرك يديها بجانب رأسها تخبره بجنونه ليرفع فريد يديه باستسلام قائلايلا يا خويا خذ مراتك و لو عاوز خذ لوجي كمان و لا هوينا مصدع و عاوز أنام صالح و هو يتراجع للخلفالساعة لسه ثمانية و نص قبل لجين على وجنتها ثم أعطاها لوالدها مضيفا هبقى آخذها عندي لما يشرف النونو الجديد يلا يا حبيبتي تعالي خلينا نروح باين عليهم مستعجلين جذب يارا من معصمها برفق نحوه و التي إنتفضت و كأنها أصيبت پصدمة كهربائية لترمق أروى بنظرات باستغاثة و التي كانت تنظر نحوه مذهولة قبل أن تنطقو الله عنده إنفصام في الجزيرة إستيقظت سيلين لتجد الفراش خالياأبعدت الغطاء عنها و هي تدير عينيها بكامل الغرفة بحثا عن سيف تذكرت ليلة البارحة وكيف أنها لشدة تعبها لم تشعر بنفسها و هي تغط في نوم عميق حالما وضعت رأسها على الوسادة إلتفت نحو الباب عندما سمعت صوته يفتح و يظهر من وراءه سيف بابتسامته القديمة يحمل بين يديه باقة من الورود الحمراء الخلابة لم تحتمل سيلين لتندفع نحوه و هي تشهق بالبكاء لتلقي بنفسها بين أحضانه و هي تتمتم بإعتذار أنا آسف آسف كثير عشان غلطت كثير في حقك ضحك سيف و هو يقبل رأسها عدة مرات قائلا رجعنا نخلط بين المؤنث و المذكر و انا اللي قلت إنك خلاص تعلمتي تمسكت به سيلين و قد إزدادت حدة بكاءها ليهتف سيف متعمدا إستفزازها طب إبعدي شوية بوزتي البوكيه ضحك باستمتاع و هو يشاهد إتساع عينيها الدامعتين و هي تنظر له باستغراب قبل أن ټخطف الباقة من يده و تضعها على السرير ثم تعود لتحتضنه مرة أخرى بقوة أكبر لتتعالى قهقهات سيف على تصرفها الغريب بعد دقائق قليلة كانا يجلسان في الأسفل و تحديدا في شرفة الفيلا يتناولان فطور الصباحكانت سيلين في غاية السعادة بعد أن صالحها سيف ووعدها بأنه في السنة القادمة سيسمح لها بالالتحاق بالجامعة الألمانية بالقاهرة و سيساعدها أيضا في تعلم اللغة العربية الفصحى قفزت من مكانها و هي تصرخ فجأة بعد أن سمعت زئير إحدى الأسود القريبة سيفعشان خاطري قلهم يطلعوه برا انا بخاف منهم وقفت بجانبه بينما هو ظل جالسا يراقبها كيف تنظر حولها بحثا عن ذلك الأسدحتي وجدته يسير ببطئ بالقرب من الشرفة أشارت نحوه قائلة بصوت منخفض بص أهو هناك جاي عليناأكيد شم ريحتنا و جاي عشان ياكلنا صړخت بفزع عندما فاجأها سيف و حملها بين ذراعيه ليضعها على سور الحديقة في نفس المكان الذي يوجد تحته الاسد لتتعلق برقبته و هي تصيح سيف عشان خاطري و الله بخاف منهم جدا أنا مش بهزر نزلني هيغمى عليا إبتسم لها سيف قائلا بهدوء مش قلتلك إوعي تخافي و إنت معايا أدارها حتى ترى الأسد الذي لازال يسير على طول الحائط متابعا طريقه ليختفي بين الأشجار و هذا ما جعل سيلين تهدأ من نوبة فزعها لتأخذ نفسا طويلا بينما تستمع لسيف الذي أردف بمزاح يا جبانة حد ېخاف من أسد داه حتى شكله طيب و كيوت شهقت و هي تستند عليه لتنزل من على السوركيوت إنت فاكره أرنب و إلا قطة ضمھا نحوه محيطا خصرها بيديه و هو يرفعها للأعلى قليلا هامسا أمام شفتيها أنا مبسوط أوي عشان رجعتيلي إرتبكت سيلين من كلامه المفاجئ لكنها لم تتردد لترفع يديها محيطة وجهه بكفيها و هي تقول و عمري ما هسيبك ثانيأنا خذت وقت طويل عشان أفهم كل حاجة حواليا و أوعدك إني هعوضك همهم سيف و هو ينحني ليداعب أنفها بأنفهو هتعوضيني إزاي بقى إستني الموضوع داه لازمه قعدة و كباية شاي حملها و جلس بها على الكرسي قبل أن يضيف هاقوليلي بقى هتعوضيني إزاي سيلين و هي تمط شفتيها مدعية التفكير بص يا سيدي أنا قررت بما إني السنة دي فاضية و موارييش حاجة فأنا هشغل كل وقتي بيك إنتلغاية ما تقلي أبوس إيدك حلي عنيهصحيك الصبح و أحضرلك الحمام و أختارلك هدومك و بعدين أحضرلك الفطار بإيدي و لما ترجع من الشغل هتلاقيني مستنياك تستحمى و تغير هدومك و بعدين نتغدى مع بعضمش هسيبك لحظة و اللابتوب تنساه عشان داه مكاني أنا و الموبايل كمان ممنوع عشان إنت في البيت ليا انا و بس و يوم الجمعة هتاخذني الملاهي عشان تفسحني و تشتريلي غزل البنات أصلي بحبها اوي بس بحبك إنت أكثر طبعا و لما نرجع تعلمني ألعب شطرنج عشان نلعب مع بعض و أغلبك و كل مرة تخسر تنفذلي طلب من طلباتي إيه رأيك حلو البرنامج الجديدااه نسيت و هبقى أكلمك كل ساعة فيديو كول عشان أطمن عليك أصلك هتوحشني 2 كانت سيلين تعلم أن هذه أفضل خطة تتبعها حتى تشعر سيف بأنه محور حياتها ليبدأ تدريجيا يتخلى عن هوسه و رغبته التي تزداد يوميا في إمتلاكهاو بالفعل أعجبه كثيرا إقتراحها ليومئ لها بالموافقة قائلا هنشوف مش يمكن كلام و بس سيلين بنفيتؤهتشوف و تتأكد بنفسك بس في حاجة ناقصة كمان سيفحاجة إيه اجابته باندفاع و دون تفكير عاوز بيبي توسعت عيناه بدهشة حتى ظن أنه سمعها بالخطأ ليردد وراءهاعاوزة إيه لاحظت ذهوله لكنها لم تبالي لتعيد لهعاوزة بيبي طفل يعني إنت مش عايز تخلف مني بيبي لم يشعر سيف بأطرافه التي إرتخت و هو مازال يحدق بها و كأنها كائن غريب ثم أردف بصوت متوسل سيلين إنت بتتكلمي جد إنت عارفة إن المواضيع مفهاش هزار أرجوكي بلاش تعشميني بحاجة إنت مش عاوزاها بلاش تضغطي على نفسك عشاني إنت لسه صغيرة ومش جاهزة عشان تبقي أم كانت سيلين تبكي من فرط تأثرها بنظراته الراجية و دموعه التي نزلت على خديه دون شعور منهلأول مرة تراه يبكي رغم كل ما مر به من ألمبدأت تقبل دموعه بشفتيها و هي تردد بخفوت بس أنا بحب الأطفال و عاوزة أخلف منك أطفال كثيريبقوا عيلتنا الكبيرة أنا مش خاېفة و لا قلقانة إنت معايا و كمان مامي و طنط سميرةأنا بحبك اوي يا سيف و غلطت في حقك كثير و إنت إستحملتني كنت غبية لدرجة إني معرفتش إنو لو لفيت الدنيا بحالها مش هلاقي راجل يحبني و ېخاف عليا قدكأنا بجد مستاهلكش الفصل التاسع بعد أسبوع كامل في صالون القصر كانت إلهام كعادتها تجلس بكامل أناقتها و جمالها ترتشف قهوتها الصباحية و هي ترمق سناء الشاردة بجانبها بنظرات حاقدة إبتسمت و هي تضع الكوب على الطاولة أمامها و هي تسألها مبددة الصمت الذي حل منذ ساعات مالك يا سناء بقالي نص ساعة بكلمك و إنت سرحانة إيه اللي شاغل دماغك بالطريقة دي تنهدت سناء بصوت مسموع و هي تجيبها بشكوى صالح تاعبني أوي يا إلهام من ساعة ما رجع من أمريكا و هو في عالم ثاني خالص منعرفش عنه اي حاجةبقى بيغيب بالاسابيع عن القصر ويرجع زي ماهو عاوزو جوازه المفاجئ مبقاش خاېف من حد و لا عامل حساب حد حتى جده أنا لسه مخاصماه من يوم ما ضړب مراته المسكينة قلبت إلهام عينيها بملل و هي تكتم بداخلها مشاعر الكره و الحقد التي تكنها لها قبل أن تجيبها طب ما تكلمي
متابعة القراءة