هوس من اول نظره بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
تمحي من ذاكرتها ذلك الألم الفظيع الذي شعرت به و هي تشاهد النيران تحاصرها من كل جانب و هي عاجزة عن إنقاذ نفسها لتقرر إصلاح بعض ما افسدته عل الله يرحمها و يغفر لها بعد أن علمت من خلال حديث الأطباء ان حالتها صعبة للغاية و إن إمكانية شفاءها ضئيلةإستجمعت ما تبقى من قوتها لتبدأ في إخبار صالح الذي كان ينتظر أن تتحدث بفارغ الصبر أنا هحكيلك كل حاجة بس إوعدني الأول لو حصلي أي خلي بالك من أمي و اخواتي و قلهم إني بحبهم اوي قاطعها صالحمتقلقيش أنا هسفرك برا و هتبقي كويسة هانيا بصوت متقطعأروى هانم قلها تسامحني أنا ندمانة و مكنتش حاسة بنفسي هي اللي كانت زي الشيطان بتوسوس في وذاني ليل نهار هي اللي عملت كل حاجة هي الشيطانة صالح باستغراب و حيرةأروى هانيا بتصحيحلا فاطمة طفقت هانيا تسرد له كل ما حصل بدءا من شجار فاطمة و يارا لأول مرة في الحديقة وصولا إلى ليلة هربها و مع كل كلمة كانت تحكيها كان صالح يشعر بأن قلبه على وشك أن يتوقف عن النبض في أي لحظة كان يتذكر كل تلك الأحداث و كأنها وقعت بالأمس بكاءها و توسلاتها في كل مرة يتهمها فيها بشيئ لم تفعله ضربه و إهانته لها أشهر من الظلم و العڈاب كانت تعيشها معه بسبب تلك الحقېرة التي لطالما حذرته منها لكنه لم يكن يستمع لها أغمض عينيه لبرهة من الزمن حتى يستعيد تركيزه فالتحسر على الماضي لن يفيده بشيئ الان فليجدها فقط و بعدها سيصلح كل شيئ عاود فتحهما من جديد حتى يسألها قوليلي مراتي فين دلوقتي إستنشقت هانيا الهواء عدة مرات و هي تشعر بأن مفعول المسكن قد بدأ ينتهي و بدأت تشعر بآلام فظيعة ټحرق جسدها لكنها رغم ذلك عزمت على إكمال ما بدأته حتى ټنتقم من آدم و فاطمة فهما السبب فيما تعانيه الان جاهدت لتتحدث رغم خۏفها من ردة فعل صالح لكن هي بالذات لم يعد لديها أي شيئ تخسره أنا سمعتهم و هما بيتكلموا مع بعض على يارا هانمو كنت هقول لحضرتك بس هما حرقوا اوضتي هانيا في الحقيقة لم تكن ستخبره لو ان فاطمة ساعدتها على التخلص من أروى لكن كذبت حتى تحرض صالح أكثر متستغربش حضرتك فاطمة دي شيطانة مستعدة تعمل كل حاجة عشان توصلكهي اللي ساعدت يارا هانم و فتحتلها الشباك و بعدين آدم خرجها من الباب الوراني للقصر بعد ما مشا القاردز اللي هناكو برا كانت في عربية مستنياها يارا هانم كانت فاكرة إنهم هياخذوها لعيلتها و مكانتش عارفة إيه اللي مستنيها آدم بيه أجر مچرم إسمه سعيد عشانېقتلها رجفة شديدة سرت في كامل جسده قبل أن ثابتا لم يزح عينيه عن هانيا التي كانت تغمض عينيها من شدة الألم و تواصل حديثها بصعوبة آدم بيه كلم المچرم اللي اسمه سعيد قله إنه قټلها عشان يديه بقية فلوسه اجهضت بس آدم اااا قله إنه مش مهم بعدها فاطمة قالت لآدم إنهم لازم يخلصو من سعيد عشان يضمنوا إن محدش يعرفوا سرهم و هما كمان ھيقتلوني مش هسيبوني عايشة اااااا بدأت هانيا تصرخ بأعلى صوتها بعد أن عجزت على تحمل المزيد من الآلام لتهرع نحوها الممرضة التي كانت تقف وراء الباب تنتظر خروج صالح إنتهت الممرضة من حقن بعض الأدوية في المحاليل الخاصة بها ثم إلتفتت لتجد صالح في شقة سارة كانت مليكة و سهى تقفان في الشرفة تستمعان لأحدى المشاجرات النسائية كالعادة حتى سمعا لصوت سارة اللي دوى في الشقة كصفارة إنذار إقفلي أم البلكونة و يلا على مذاكرتك إنت و هي فزعت الفتاتان فسارة كانت دائما تنهاهما عن الاستماع لتلك المشاجرات التي لا تخلو من بعض الشتائم و الكلام البذيئأغلقت سهى الشرفة ثم دلفت بسرعة هي و شقيقتها لتوبخهما سارة من جديد مش أنا منبهة عليكي يا جزمة منك ليها محدش فيكو يفتح البلكونة عشان ميسمعش موشحات نسوان الحارة المعفنين دول و إلا إنتوا مش بتفهموا الكلام و عاوزين اللي طبطب على قفاكوا عشان تتعلموا نزعت سارة حذاءها لتحتمي الفتاتان بيارا التي كانت تحمل صينية عليها كؤوس الشاي الفارغة حتى تأخذها إلى المطبخصړخت عندما رأت سارة ترفع الحذاء حتى ټضرب به شقيقتيها بينما لسانها لا يكف عن الشتم و التوبيخ مية مرة قلتلكوا النسوان اللي برا دول لساناتهم فالتة و مشافوش ربع ساعة تربية و انا لو مكنتش لسه عاملة زيارة للقسم كنت علقتهم في الشارع من لساناتهم اللي عاوزة حش ديقلت و إلا ما قلتش هدرت سارة بصوت عال مما جعل يارا ترتجف خوفا هي الأخرى و تجاهد حتى لا توقع الصينية من يدها و الكؤوس التي كانت تتراقص يارا برقةبالراحة يا سارة مينفعش كده إنت بتخوفيهم سارة بنفاذ صبر متقلقيش عليهم دول حلاليف و إنت إبعدي من قدامي الرقة و النعومة بتاعتك دي معندناش هنا مبتأكلش عيشغوري إنت و هي على اوضتك و لو شفت واحدة فيكوا هوبت ناحية البلكونة هقطع رجليها وضعت حذاءها على الأرض ثم أخذت الصينية من يارا مضيفة بحنق لو شفتك ماسكة حاجة في إيدك هقول لأمي و إنت عارفة بقى توسلت لها يارا و هي تلحقها نحو المطبخ لا بليز بلاش تقولي لطنطأنا كنت زهقانة و قلت أشغل نفسي بأي حاجة وضعت سارة الأطباق في المطبخ حتى تغسلها بينما جلست يارا على طاولة المطبخ سارةفكرتي هتعملي إيه بفلوس الخاتم ياراهأجر شقة و سارة بمقاطعةإنسي عشان ماما مستحيل هتسمحلك تخرجي من هنا ياراعارفة بس أنا هحاول أقنعها كفاية اللي إنتوا عملتوه عشاني مش عاوزة أثقل عليكوا أكثر من كده سارةمش هتوافق متتعبيش نفسك أمي و انا عارفاها الفصل الخامس و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الأول و الثاني لاإله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وصف سريع للأحداث الثانوية مرت اللحظات عصيبة في المستشفى سناء كادت أن تفقد عقلها حالما رأت الممرضة و هي تدفع الكرسي المتحرك الذي كان يجلس عليه جعلها ټنهار و من حسن الحظ أن سيف قد أتى مع سيلين حتى يزوره هو و جده بعد ساعتين من الانتظار خرج الطبيب الذي كان يفحصه و أخبرهم أنه تعرض لصدمة عصبية حادة كادت تودي بحياته لكنه الان تجاوز مرحلة الخطړ و يحتاج إلى الراحة و الإبتعاد عن أي اخبار سيئة حتى لا تنتكس حالته من جديد سناء حجزت غرفة في المستشفى و أمرت السائق أن يحضر لها بعض الملابس لأن مدة بقاءها ستطول هنا كما انها طلبت من سيف أن يسامحها مبدية ندمها التام على سكوتها و تأييدها لمخططات إلهام و زوجها و اقرت أن الان تعاقب في أبناءها أمين كذلك كان يذهب للشركة سويعات قليلة و يعود للإطمئنان على إبنه ووالده سيف و سيلين ذهبا حتى يطمئنا على الجد صالح الذي تحسنت صحته كثيرا و طلب منهما إحضار إبنته هدى حتى يصالحها بعد جفاء طال لسنوات من جانب آخر كان هناك من إستغل إنشغال الجميع و دخل لغرفة هانيا و حقن المحلول الخاص بها بأحد الأدوية اللتي أدت لمۏتها على الفور مش عارفة بقى اسامي الأدوية دي معلوماتي الطبية زيرو بس بشوف كده في المسلسلات المهم نترحم على هانيا قطعنا ذيل الحية بقى الراس و الوسط ههه في شقة هشام إستيقظت إنجي لتجد الغرفة مظلمة في البداية فزعت لكن بعد ذلك تذكرت ما حصل لتهدأ قليلا تحسست المكان حولها حتى وجدت بعضا من بقايا ملابسها التي تمزقت على يد هشام منذ سويعات قليلة لكنها لم تكن صالحة للاستعمال مجددا تحركت بصعوبة باتجاه الخزانة و أخرجت منها قميصا رجاليا و إرتدته على عجل ثم بحثت من جديد على زر النور لتضيئ الغرفة إنتابها القلق عندما لم تجد هشام في مكانه لتواصل طريقها للخارج بحثا عنه حتى وجدته يجلس في الصالون فبعد أن نامت ظل يتأملها لوقت طويل بغير قصد فليس قلبه او عقله من كان يحركه بل ذلك الدواء اللعېن الذي لازال يسري داخله و اللذي حوله لوحشأكثر ما يقلقه هو ردة فعلها عندما تستيقظ هل ستبكي من المحتمل أن تتركه بعد هذه التجربة القاسېة التي مرت بها معه تركها على مضص ليأخذ حماما باردا و هو يشعر بجسده يعود لطبيعته من جديد قبل أن يخرج للصالون منتظرا إستيقاظها رفع هشام رأسه عندما احس بوجودها ليبتسم تلقائيا على مظهرها الانثوي الناعم و هي ترتدي ملابسه فقد كانت في غاية الجمال و الإثارة لكنه سرعان ما تمالك نفسه حتى لا يظهر ضعفه أمامها و هو يتساءل بداخله ماذا يفعل لقلبه حتى يجعله يكرهها ما حصل بينهما منذ قليل جعله يتراجع عن فكرة الاڼتقام منها فقد كان يخطط لرميها خارجا بعد الانتهاء منها لشدة غضبه من أفعالها الهوجاء لكنه لم يكن يمتلك أي دليل ضدها كما انها لو كانت هي من فعل ذلك لرفضت الزواج منه تنهد بضيق و تعب و هو يرفع يده نحوها لتهرع إنجي نحوه و تنغمس في أحضانه مخفية وجهها داخل صدره همس لها و هو يلاعب خصلات شعرها إنت كويسة رفعت وجهها الذي تلون بحمرة الخجل و هي تومئ له بالإيجاب ثم سألته بتردد هشام إنت ندمان بدون تفكير أجابهاأبدا ليه بتقولي كده إنجي بعيون قلقةمش عارفة بس أنا خاېفة أوي هشام بغموضمبسوطة إنجيأيوا بس قاطعها هشاممبسش مش عاوزك تفكري في أي حاجة غيري أنا هحل كل حاجة إنجيإنت فسخت خطوبتك هشاملسه إنجيطب ناوي تعمل إيه هشام ببساطةهنرجع للاوضة انا لسه مشبعتش منك ظهر الهلع داخل عينيها لتحاول إثناءه هشام انا جعانة اوي إبتسم پألم و هو يتناول علبة الدواء التي جهزها مسبقا ليأخذ منها قرص مسكن و يجعلها تتناوله قائلا أحلى عشا لحبيبة قلبي إبتسمت له و هي تضم نفسها نحوه لتستمد منه الأمان بسبب شعور الخۏف الذي تسلل بداخلها من ذلك الصوت التي لا ينفك يعلو ليذكرها بأنها قد أخطأت و ستندم في المستشفى رمت وفاء هاتفها ليتحول إلى شظايا بعد أن أخبرها ذلك الرجل الذي عينته لمراقبة هشام بأنه قد تزوج و حسب وصفه للفتاة تبين لها أنها إنجي غرست أصابعها داخل خصلات شعرها پعنف و هي تتوعده أنا هوريك يا هشام ال إنت و ال اللي تجوزتها هندمك على اللي عملته معايا قريب جدا نزعت معطفها الطبي ثم غادرت المستشفى على عجل بعد أن أخذت جميع أوراقها المهمة عازمة على عدم العودة إلى هنا دلف سيف برفقة سيلين مكتب هشام الذي كان شبه مدمر ليجده يلملم بعض الملفات من الأرض و يرتبها سيف بدهشةإيه اللي حصل هنا زلزال هشام باستهزاءحاجة زي كده سيفيا ساتر هما اولاد عزالدين كده لما يقلبوا هشامإنت المعلم الكبير بقى سيلين بتدخللا سيف حلو هشام بضحكيا سيدي عالحب سيف و هو يرمق سيلين بتحذير هيبتي هتروح بسببك فمن الأحسن متتكلميش ثاني إلتفت نحو هشام مضيفا بجدية فكرت في موضوع خطيبتك هشاماه و نويت أفسخ الخطوبة سيف بسخريةبس كده دا اللي طلع معاك هشام و هو يدلك رأسه بتعبعاوزني أعملها إيه ثاني سيفتسجنها پتهمة التزوير دي كانت بتشتغل هشاممفيش أي دليل يثبت الكلام داه سيفإنت عبيط يالا نقابة الاطباء بذات نفسها شطبت إسمها و منعتها إنها تزاول مهنة الطب و كل الأوراق اللي عندها مزورة هشام پصدمةإنت بتقول إيه سيفبقلك الحقيقة اللي إنت رافض تصدقها انا مش عارف إنت جبتها من أي داهية النصابه دي و إزاي اصلا تخطب واحدة لا تعرف أصلها و لا فصلهابس عارف هي حظها حلو جات في وقت مناسب جدا عشان محدش فينا كان فاضي يدور وراها إنت كنت مجروح من إنجي و مصدقت ظهرت قدامك أنا كنت مشغول مع اللي مجنناني دي أشار نحو سيلين جدك كان تعبان و اخواتك كانوا مشغولين مع نسوانهميعني إنت كنت لوحدك و هي قدرت تدخل لدماغك بكل سهولة و تتحكم فيك هشام برفضانا محدش يقدر يتحكم فيا غلطة و صلحتها خلاص سيف بدهشةإنت سبتها هشام و هو ينظر لسيف بقلقانا تجوزت فزع سيف من مكانه و عيونه تكاد تخرج من محجريهما لېصرخ فيه بصوت عال إنت تجوزتها هشام بنفيلا أنا تجوزت إنجي سيف و سيلين بصوت واحدإيه اتجوزت مين هشام معيدا كلامه لكن بنبرة منخفضةإنجي جن جنون سيف و امسك هشام من تلابيبه يريد الفتك به بينما كانت سيلين تمنعه بصعوبة هتقتلك يا يا دي بنت عمك عرضك و شرفك إزاي تعمل فيها كده هشام و هو يحاول إنقاذ نفسه بحبها و مقدرتش استنى اكثر من كده و إنت شايف ظروفنا بقت إزاي كل يوم مصېبة تركه سيف و هو يرمقه بشړإنت غصبتها صح أومأ له هشام بالايجاب لأنه كان يريد تحمل كامل المسؤولية حتى لا تتعرض إنجي لأي لوم ليضيف سيفكنت متأكد إنها لا يمكن تعمل كده هشام معلقاما إنت كمان تجوزت سيلين ڠصب عنها أمسك سيف بقلم كان مرمي على الأرض و رماه به قائلا بحدة بتقارن نفسك بيا يا أنا بحب سيلين من أول مرة شفتها فيها قلب هشام عينيه بملل و هو يجيبه و انا بحب إنجي من و هي عيلة بضفاير وقف سيف و هو يمسك بسيلين التي كانت حائرة بينهما و هو ېصرخفي داهية إنت و هي انا هاخذ جدو يعيش معايا و مش عاوز اشوف وش حد فيكوا بعد كده عيلة ولاد سيلين باحراجحبيبي كفاية شتيمة نظر لها سيف لبرهة قبل أن يدفعها أمامه برفقماشي بس إبن هو اللي عصبني سيلين بيأسطب خلاص نقعد ساكتين لحد ما نوصل البيت و بعدها إشتم براحتك عاد هشام للقصر ليجده خاليا فالوقت كان متأخر و الجميع في غرفهم دلف غرفته ليستحم و يغير ملابسه البيتية ثم تسلل نحو غرفة إنجي التي كانت مضاءة فهي لا تنام بدون نورأوصد الباب وراءه ثم نزع قميص بيجامته و تسلل بجانبها لينعم بدفئها تململت إنجي عندما شعرت به بجانبها لتفتح عينيها مبتسمة بفرح هشام إنت جيت أيوا يا روحي إنجيوحشتني هشاميعني مش زعلانه مني إنجي بنعاسعمري ما هزعل منك اغمضت عينيها و هي تتشبث
متابعة القراءة