مريم روايه

موقع أيام نيوز

بقي أعمل محشي دي شغلانة زرقة
ضحكت يارا و قالت 
طيب خلاص خليها مكرونة بشاميل
يلا باي
و إنطلقت خارجة من المنزل ...
في ڤيلا آلداغر ...
كانت ميرا بالحديقة تجلس علي الأرجوحة بثياب الفروسية .. بدت نافذة الصبر و هي تعبث في شعرها الذهبي بأناملها الرقيقة
لترتعد فرائصها حين شعرت بمن يدفع بالأرجوحة فجأة ..
إلتفتت لترى سامح يقف خلفها مبتسما
ردت له الإبتسامة و قالت 
أنكل سامه سامح 
سامح برقة صباح الفل و الورد عليكي يا قمر . عاملة إيه يا ميرا
ميرا كويسة
سامح أومال فين باباكي 
ميرا دادي فوق بيلبس . أصله وآدني وعدني يآلمني يعلمني ركوب ال
سامح وااااو . لأ و أبوكي بصراحة في موضوع الخيل ده .. و أكمل بشئ من التردد 
طيب ممكن أقعد معاكي لحد ما ينزل !
ميرا و هي تفسح له قليلا 
!
جلس سامح بجوارها و باشر في هز الأرجوحة بقدميه ثم قال 
قوليلي يا ميرا .. و إنتي في أمريكا . ماكنتيش مصاحبة ولد من سنك أو زميلك في المدرسة مثلا 
عقدت ميرا حاجبيها بغرابة و قالت 
أكيد يا أنكل . كان آندي كتير مش واهد واحد بس
سامح بذهول معقول !
كنتي بتحبي كذا واحد في نفس الوقت !!
ميرا و قد أدركت ما يرمي إليه 
لا إنت فهمت إيه إنت قصدك  
سامح بترقب أيوه !
ميرا بخجل ممزوج بالدلال 
كان في .. إسمه كريس
سامح بإهتمام لسا بتكلموا بعض 
ميرا بحزن
سامح ليه !
ميرا ما أنا قلت لدادي آنه عنه قالي لازم أسيبه آشان عشان لو هبيت حبيت أتجوزه لازم يغير دينه و هو يآمل يعمل كده
أومأ سامح بتفهم و قال بإبتسامة ذات مغزي 
في كل الأحوال إنتي بنوتة زي القمر . و ألف راجل يتمناكي
نظرت ميرا له و قالت بإمتنان 
إنت لطيف أوي يا أنكل
سامح و قد تلاشت إبتسامته 
ما بلاش أنكل دي .. أنا بقولك ميرا منغير حاجة إنتي كمان قوليلي سامح عادي
ميرا و هي تضحك 
أوك يا سامه سامح 
سامح و هو يتفرس في ملامحها و تفاصيلها 
أيوه كده . طالعة من بؤك زي العسل
و كانت قوى مجهولة تدفعه من الداخل ليقترب منها أكثر و يفعل أشياء محظورة ...
لكن صوت صديقه جمده فجأة و مسح الفكرة من رأسه تماما ..
ميرا . إنتي فين يا حبيبتي ! .. هتف سفيان من مكان قريب
لتصيح ميرا بصوتها الموسيقي 
دآااااااااادي . أنا هنا
يظهر سفيان من بين الأشجار متتبعا صوت إبنته .. و تختفي إبتسامته كما لو أنها نور و أنطفأ عندما شاهد صديقه يجلس مع ميرا ..
لقد تفاجأ فلم يخبره سامح أنه سيأتي الآن
مشي سفيان ناحيتهما و هو يقول بصوته العميق 
أهلا يا سامح . خير إيه إللي جابك علي الصبح كده !!
إبتسم سامح مغالبا إرتباكه 
إنت علطول بتستقبلني إستقبالات ناشفة كده 
عموما أنا كنت جاي أبلغك خبر بخصوص ميرا
سفيان و قد تحفز وجهه
متخذا تعابيره الشيطانية 
خير يخص أمها !!
سامح لالالا أبدا . ده بخصوص المدرسة
مش إنت قولتلي أحول أوراقها لمدرسة زي مدرستها إللي كانت فيها في أمريكا أنا وديت الورق مدرسة إسمها آون هليوبوليس في المنطقة الخامسة عند الشيراتون كده
سفيان طيب .. تمام كده . هي الدراسة لسا مابدأتش أصلا صح 
سامح أيوه لسا
سفيان حلو . عشان تقضي معايا وقت قبل ما تنشغل بالمذاكرة .. و نظر إلي إبنته راسما تلك الإبتسامة الخاصة بها
إبتسمت ميرا أيضا و إرتمت عليه قائلة 
دادي فين ال إللي قولتلي عليها 
سفيان بلطف حالا يا حبيبتي أهو مش شايفاني لابس و مجهز نفسي !
ميرا بحماسة طيب بجد هتديني الهصان الحصان الإسود إللي قولتلي آليه عليه 
سفيان شوفي . الإسطبل و الڤيلا كلها و صاحب الڤيلا خاتم في صباعك .. كل إللي حواليكي ده ملكك إنتي
و لو أطول أجبلك الدنيا كلها مش هتأخر
دادي .. و أنا مبسوطة كتيييير إني مآك معاك هنا
سفيان و هو يمسح علي شعرها بحنان 
قولتلك قبل كده .. إنتي حياتي . إنتي إختصار كل سنين عمري إللي فاتت . إنتي أحسن حاجة حصلتلي !
تركن يارا سيارتها علي بعد مسافة قليلة من ڤيلا سفيان الداغر ... تترجل آخدة أشيائها
و تمشي بمحاذاة السور بهدوء حتي لا تلفت إليها الأنظار فكما علمت المنزل مدجج بالحراسة ... أخرجت الكاميرا خاصتها و بدأت تصوير
إنتي مين .. قالها الحارس بصوته الخشن
يارا و هي تحاول إفلات رسغها الصغير من قبضته الحديدية 
آ إووووعي . إووعي بقولك سيب إيدي إنت مچنون و لا إيه !!
الحارس ده إنتي المچنونة يا شاطرة . جاية و بتحومي عادي كده حوالين الڤيلا . نهارك إسود . إنتي ماتعرفيش ده بيت مين و كنتي بتصوري إيه وريني كده
و إنتزع الكاميرا من يدها بالقوة وسط إحتجاجها العڼيف 
سيب الكاميرآااا .. إنت يا حيوآان
ده أنا هاوديك في ستين داهية
الحارس بسخرية ده إنتي إللي مش هتخرجي من هنا سليمة .. ده لو خرجتي أصلا !
...........................
قبل أن يسمح سفيان لإبنته بأن تمتطي الخيل
تأكد أولا من تطابق مزاج الحصان مع مهارة ميرا المتواضعة و جعلها تداعب رأسه قليلا حتي يتألف معها و يصبح التعامل بينهما آمنا
إختارت ميرا الفرس الأسود المفضل لدي والدها و يدعى حيدر و هو إسم من أسماء الأسد يدل علي قوته و مهارته
ساعد سفيان إبنته علي ركوب الجواد حيث رفعها بذراعه المفتول بمنتهي السهولة و أجلسها علي السرج و هو يرشدها بأن تضع يدها اليسرى علي الكتف الأيسر و أن تستولى علي رقبته بإستخدام اليد اليسري أيضا ..
لأ كده غلط . ماتضغطيش برجليكي حوالين الفرس عشان مايجريش بيكي أو يمشي . خففي نفسك . براڤو
إمسكي اللجام بقي .. حركي وشه في الإتجاه إللي عايزة تمشي فيه . لأ مش تحركي وشه جامد كده . برآاحة .. شاطرة يا ميرا
إبتسمت ميرا بحبور ليرد سفيان لها الإبتسامة ثم يمتطي جواده هو الأخر ..
سمع صړختها الملتاعة و شاهد سفيان يهدئ من روعها و يطمئنها و هما ينطلقان بسرعة عبر المرج الأخضر بينما حفنة من الأزهار البيضاء تدور فوق رأسيهما
و هكذا إستمر التريض الصباحي لمدة معينة حددها سفيان ثم أعلن عن إنتهاء الجولة الأولى متوقفا في فناء الإصطبل الواسع
نزل عن حصانه بخفة مادا ذراعيه لميرا التي قفزت نحوهما مبتسمة مشرقة العينين ..
إتبسطي يا حبيبتي .. قالها سفيان
ميرا بإبتسامة عريضة 
مبسووووووووطة كتيييييير . ال كان جميل أووي و كان بيسمع كلامك !!
سفيان بتفاخر طبعا . كل ما تكوني واثقة و بتتعاملي مع الفرس بحزم هيطاوعك .. و ده إللي أنا كنت بعلمهولك
إنهاردة
و هنا جاء أحد الحرس و قال منكسا رأسه إحتراما لسيده 
سفيان باشا . عندنا مشكلة علي البوابة و محتاجين سيادتك ....... !!!!!!!!!!
يتبع ...
89 
كان بعض الطلاب قد بدأوا يصلون ... عندما أوقف سامح سيارته أمام بوابة المدرسة الخصوصية
كانت أقرب إلي مشروع إستثماري بحداثة إنشائها و فخامة بنائها بدت مثل مجموعة من البيوت المتشابهة تحيط بها الأشجار و الأجمات الخضراء
ينظر سامح إلي ميرا ليجدها متوترة الأعصاب فقال بإبتسامة 
إيه يا ميرا ! شكلك بقي كده ليه 
فين حماستك !
نظرت ميرا له و قالت مغالبة توترها 
مافيش هاجة حاجة يا سامه سامح
تم نسخ الرابط