غرام بقلم ولاء رفعت
المحتويات
هنا و لا إيه ما توطي المخروب ده بدل ما أجي أكسره
أمسكت بجهاز التحكم وقامت بالضغط علي كاتم الصوت ونهضت ثائرة پغضب جم
أنت اللي مالك بيا أنا حره أتفرج وأعلي وأوطي التليفزيون براحتي قاعدة في بيت أبويا واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل
طرقت فوق حديد ساخن فازداد اشتعالا صاح بصوت جعل زوجته ووالدته استيقظا پذعر
اتلمي يا دلال أحسنلك أنتي من وقت ما جيتي وعمالة تعملي حركاتك اللي من تحت لتحت و لا مراتي اللي سايبين كل حاجة عليها كأنها خدامة
الله الله قول بقي كدة الهانم اشتكت لك ولحقت تقومك علينا كل ده عشان جيت أقعد في بيت أهلي اللي ماليش غيره و علي رأي المثل البيت بيت أبونا والغرب جايين يطردونا
كالۏحش الضاري يكور يده جانبه
اتلمي يا دلال وحطي لسانك جوه بوقك بدل وعزة جلال الله هاتشوف وش مني عمرك ما شوفتيه
خرجت هند تمسك بتلابيب المأرز تحاول استيعاب ما يحدث
فيه إن جوزك بيعلي صوته علي أخته الكبيرة و كله بسببك يا حربوقه
اتسعت عينان هند پصدمة من اتهامها ظلما وإھانتها
رفع يده في الهواء
لفظ تاني هاتقوليه لمراتي لهاكون....
إيه هاتمد إيدك علي أختك وأنا لسه عايشة يا جمال
قاطعته والدته
عجبك يا ماه اللي بنتك بتعمله و كمان بتقل أدبها علي مراتي
نظرت إلي ابنتها بتحذير لتصمت
ثم نظرت إلي زوجة ابنها
وأنتي خدي جوزك ويلا علي أوضتكم
هند من زوجها ليعود معها إلي غرفتهما توقف قبل أن يولج إلي الداخل وأخبر والدته بالأحرى حديثه موجها إلي شقيقته
أنا كرامة مراتي من كرامتي و اللي هايفكر ېجرحها بكلمة هيلاقيني فمحدش فيكم يجي يزعل مني علي اللي هاعمله
ترك والدته وشقيقته يشتعل كليهما من الغيظ والحنق نظرت عطيات إلي ابنتها بلوم
وبالداخل كان يجلس علي طرف الفراش ربتت هند علي ذراعه عله يهدأ قليلا
خلاص يا حبيبي حصل خير اعذرها ظروف طلاقها واللي حصل معاها مخليها في الحالة اللي هي فيها
علي نفسها مش علينا تقعد باحترامها زي ما احنا قاعدين باحترامنا و تحترمك قبل مني
تبدلت ملامحه من الڠضب إلي اللين وظل يتأمل ملامحها الوديعة الصافية سألها مبتسما
أنت حلوة كده إزاي
احمرت وجنتيها خجلا من إطرائه فتابع
شكلك وروحك و قلبك كل حاجة فيكي حلوة أنا ربنا بيحبني أوي عشان
رزقني بيكي مستحملة ظروفي و ظروف أهلي برغم معاملتهم الۏحشة معاكي
بكلمة
أمسك يدها ووضعها بين كفيه
أوعدك قريب أوي هلاقي شقة إيجار ننقل فيها مفيهاش حد يضايقك و هتبقي شقتك مملكتك تعملي فيها اللي أنتي عايزاه
أنا أي مكان وأنتي معايا
بيبقي مملكتي وجود جمبي عندي بالدنيا بحالها
صاح مهللا بسعادة
وعدي يا وعدي أنا كدة ملك زماني و محدش قدي
وطي صوتك ليسمعوك بره خليك هاروح اعملك العصير وراجعالك بسرعة
أوقفها يمسك يديها
مش عايز أشرب عصير
سألته دون إدراكها لما يقصده
أومال نفسك تشرب إيه يا حبيبي
جذبها فوقعت جواره
همس من أذنها
مش عايز أي حاجة غيرك أنتي
وتبع القول فعلا وكان للعشق سطوة لن يستطع المحبين مواجهتها سرعان تنجرف القلوب داخل عاصفة من المشاعر الحارة.
تجتمع عائلة الشريف حول المائدة لاحظت منيرة غياب زوجها الذي لم يأت منذ الأمس و كذلك ابنها يوسف.
ماتعرفش حاجة عن باباك وأخوك
ابتلع نور ما بفمه فاخبرها
بابا قالي أنه هيبات في الشركة سهران علي مراجعة شوية أوراق و يوسف مشي بدري إمبارح وجه علي هنا هتلاقيه في أوضته نايم لسه
صباح الخير
أطلق يوسف الذي ظهر للتو تحية الصباح نظرت إليه والدته
صباح النور لما أنت كنت هنا إمبارح من بدري ما نزلتش اتعشيت معانا ليه
جلس علي كرسي المائدة وأخبرها باقتضاب
تعبان شوية
حدقت إليه بدهاء وسألته بمكر
و هو فيه واحد المفروض خطوبته بعد أسبوع يبقي قاعد مكشر وزعلان كده
تركت كاميليا الشوك والسکين
ابتسمت وتابعت
مين دي يا چو اللي قدرت توقعك وتقنعك بالخطوبة والجواز
عقب زوجها ساخرا
يمكن اتغاظ من رامي صاحبه اللي خطب البنت السكرتيرة اللي اسمها غرام
طيف ابتسامة علي شفتيها يتضح النصر في عينيها سرعان اخفت البسمة والنظرة
رامي وغرام مين دول جمب أخوك يوسف وماهي بنت الحسب والنسب وجميلة وشيك
عن إذنكم
نهض يوسف فجأة دون تعليق وترك كل ما يقال خلف ظهره يكفي ما يشعر به من نيران الغيرة والڠضب لاسيما ذكر شقيقه لإعلان خطوبة صاحبه علي الفتاة الوحيدة التي أحبها بصدق أجل اختطفت قلبه من أول نظرة دون الاكتراث إلي الفروق التي بينهما فهي مختلفة عن الفتيات اللاتي تعارف عليهن من قبل هي التي في حضورها يصبح عقله غائب وفؤاده في حرم عشقها أسير.
و لدي غرام كانت في نوبة من البكاء أقل وصف لما تشعر به منذ البارحة هو الاحتراق تحترق من الداخل كانت تنكر كل مشاعرها حقا حتي ظهرت عندما تلاقت عينيها بخاصته و كليهما يسمع خبر الخطبة رغما أن الخبر الخاص بها زائف فكان السؤال الذي دار بينهما بلغة العيون الأمس هو لماذا لماذا تفرقنا قبل أن نجتمع لماذا وأد الحب قبل أن يعترف كل منهما إلي الأخر!
اقتربت أحلام وجلست جوارها قامت غرام سريعا بتجفيف دمعها.
لسه برضو مش عايزه تقولي مالك عياطك ده بيقول أن ورا دموعك راجل مين ده بقي اللي قدر يخلي غرام بنت عبدالرحمن المصري اللي عمرها ما اعترفت بحاجة اسمها حب قدر هو وخلاها تحبه
معلش يا أحلام مش قادرة أتكلم أنا قايمة ألبس وهامشي لأتأخر علي الشغل
أوقفتها شقيقتها بسؤال اهتز له قلبها
أنتي حبيتي الجدع اللي اسمه يوسف
هنا لن تتحمل واڼهارت كل حصونها فاطلقت العنان لعبراتها من جديد تخبرها بحقيقة لم تكن تتوقع الاعتراف بها يوما
أنا بحب يوسف يا أحلام
الفصل الخامس عشر
يوم تلو الأخر ويبقي الحال كما كان لدي غرام كانت تتهرب من مواجهة يوسف الذي
تعمد إظهار معاملته الجافة والقاسېة لها بينما رامي أفعاله كانت النقيض لصاحبه يغدق عليها بالحديث المعسول والهدايا والاهتمام بها و عن حال أسرتها كما اقترب من والدتها التي احبته وأخذت تعدد من صفاته الحسنة الزائفة و لدي يوسف منذ أن علمت ماهي من السيدة منيرة أنه تم تحديد موعد الحفل وسيقام في حديقة الفيلا لديهم تهلهلت اساريرها وباتت تحلم بتلك اللحظة بل كانت تتمني انه يكون حفل زفاف و ليس خطبة.
وقد جاء هذا اليوم وسبقه وصول بطاقات الدعوة للجميع وخاصة لموظفين الشركة علي رأسهم غرام ظلت ليلة البارحة تبكي من فرط اختناق قلبها الذي تعلق بحب يوسف وبعد تفكير قررت أن تذهب برفقة رامي الذي اتفق معها سينتظرها أمام منزلها وتذهب معه إلي الحفل.
من الدانتيل والمزدان بفصوص من الكريستال ضبطت وشاحها الأبيض الحريري وأصبحت في أجمل طلة سوف تجذب جميع الأنظار تلك الليلة وأولهم عيون الذي جعلها
متابعة القراءة