غرام بقلم ولاء رفعت
المحتويات
موجودة بالأمس
أنتي سماح
أومأت لها الأخرى
اه أومال فين عوني بيه
تعالي أتفضلي أستريحي و استنيه عنده ضيوف وهيمشوا بعد عشر دقايق تحبي تشربي حاجة
هزت رأسها فهي تشعر بالعطش الشديد
اه ياريت عايزة أشرب ميه
دقيقة و راجعالك
ذهبت الفتاة ذات المظهر الغريب لكن سماح لم تهتم كالعادة فالمال و الشهرة لديها هما الأهم
عادت
الفتاة تحمل صينية يعلوها كوب من العصير و آخر ماء
شكرا
تناولت كوب الماء ارتشفت القليل ثم أخذت العصير تشربه علي دفعة واحدة وكأنها تشعر بالحيوية بعد التوتر والقلق.
في الأسفل يصيح عاطف في الحارس
بقولك أنا عايز أعرف اللي طلعت دلوقتي دي في أنهي دور
و أنا بقولك معرفش و ماشوفتش حد طلع هنا يلا أتكل علي الله بدل ما أندهالك الرجالة يطلعوك بمعرفتهم
طيب إيه رأيك أنا مش ماشي من هنا غير لما أعرف هي فين و طلعت لمين
بقي كدة ماشي أنت اللي جيبته لنفسك
وفي الأعلى بدأت تشعر بالخدر في أطرافها و عدم اتزان أصبحت الرؤية مشوشة لديها و كانت عيون الفتاة ذات المظهر المريب تراقبها اقتربت منها وحاولت مساعدتها في النهوض
قومي معايا الضيوف مشيوا
وقفت بصعوبة واستندت علي ساعد الفتاة وسارت بخطى متعثرة
أنا.. مالي.. بيحصل.. فيا.. إيه
أجابت الفتاة
معلش هو تأثير كدة بيخليكي ما بين النوم والصحيان و تحسي أطرافك كلها كأنها مشلۏلة
ولجت داخل غرفة ذات مساحة كبيرة و إضاءة أزعجت عينيها رجل يجلس خلف جهاز عرض صغير يذكرها بمشاهد المخرج الجالس خلف الشاشة يراقب المشهد كما هناك وراء كل كاميرا رجل كل منهم ذو جسد طويل وعريض وكأنهم يعملون في الحراسة.
أوعي تخليه يطلع أنا هابعتلك الرجالة يخلوه يحرم يمشي من قدام البرج تاني
أنهي المكالمة ورأي الفتاة تخبره
النجمة جاهزة يا بوص
ابتسامة شيطانية علي محياه يتبعها أمرا
بلغي سام وقوليله النجمة جاهزة وخليهم يبدأوا تصوير
أمرك يا بوص
وبعد أن نفذت أوامر رب عملهم المشين خرج من الغرفة المجاورة لغرفة التصوير شاب خلف الشاشة
تسمع أصواتهم و تري هذا الضوء المزعج و المسلط عليها تريد أن تتحرك
لكن غير قادرة علي
سماح
الفصل الحادي عشر
تولت اليوم الوظيفة الجديدة أصبحت المساعدة الخاصة بيوسف وهذا بعد أن أشاد بها إلي والده بأنها من ساعدته علي معرفة المصنع المحتال الذي يقلد منتجاتهم ويغرق السوق بها بثمن بخس فذلك أدى إلي خسارة فادحة إليهم.
كان قول يوسف وقابلته غرام بإيماءة يصاحبها ابتسامة امتنان
شكرا أوي يا مستر يوسف بجد بجد مش عارفة من غيرك كان ممكن أعمل إيه
العفو يا غرام و بجد بجد لو قولتي مستر يوسف دي تاني مش هارد عليكي
ضحكت وليتها ما فعلت ذلك ملامحها تتسم بالبساطة وليست صاړخة الجمال كالفتيات التي تركض خلفه أو مثل ماهي التي تلتصق به كالبق أينما رأته لكنه يرى في غرام ما هو ليس في بقية الفتيات جمالا ينبع من داخلها يطغى علي ملامحها فيجعلها ساحرة لمن يتحدث معها تولج إلي القلب سريعا دون استئذان.
عارفة إن ضحكتك حلوة أوي
إطراء بل كلمات عصفت بداخلها ابتلعت لعابها بخجل رسمت الجدية علي ملامح وجهها
أوك يا مستر يوسف هاشوف و هاطبق الشرح و هابقي أبلغ حضرتك
رفع يده وأخذ يعد بأصابعه
مستر يوسف أدي مرة و حضرتك أدى مرتين طب والله ما أنا رادد
اثار حديثه بأسلوب فكاهي ضحكتها مرة أخرى نهض قائلا
مش هارد و لا هاعاكس برضو
ذهب إلي مكتبه و كان من هناك ينتظر خروجه ليذهب هو إليها طرق الباب حتي جاء صوتها إليه
أتفضل
فتح الباب و ولج إلي الداخل نهضت وتحاول استرجاع ذاكرتها عن هويته
خير مين حضرتك
ابتسم إليها و مد يده للمصافحة
أنا مستر رامي و تقدري تقوليلي يا رامي من غير ألقاب مسئول عن قسم ال في الشركة وصاحب يوسف ونور ويوسف أكتر
رددت في عقلها
و ده كمان جاي يقولي مفيش ألقاب هو إيه الحكاية أنا جاية أشتغل و لا أتشقط!
أهلا وسهلا بحضرتك يا مستر رامي
ظلت يده في الهواء دون مصافحة أعادها جانبه بحرج
علي فكرة أنا مش جاي أضايقك أنا برحب بيكي كموظفة جديدة عندنا أصلنا كلنا هنا أسرة واحدة
تمام يا مستر رامي أنا اسمي غرام وبشتغل سكرتيرة مستر يوسف و شغلي بيقتصر علي طلبات قسم التسويق وبس
تفهم رفضها الجلي للتعارف وتبادل الأحاديث بينهما فزاد إصراره علي لكن في وقت لاحق ليس الآن حتي لا تنفر منه.
تمام يا آنسة غرام عن إذنك
ذهب ولم ينتبه إلي يوسف الذي خرج للتو من غرفة مكتبه ليراه يغادر من غرفة غرام داهمه الشعور بالانزعاج كثيرا اقتحم مكتب الأخر دون استئذان
رامي أسلوب الشقط الرخيص اللي بتعمله مع أي بنت بتعجبك ده تنساه خالص هنا إلا و أقسم بالله ما هخليك تعتب باب الشركة ده نهائي
أوقفه رامي مدافعا عن نفسه
تعالي هنا فهمني شقط و زفت إيه اللي بتكلمني عليه! هي لحقت السكرتيرة تبلغك واضح بدأت تشوف شغلها كويس
أنا لسه شايفك بعينيا وأنت خارج من المكتب عندها طبعا داخل بترحب بيها علي طريقتك
وقف أمامه بتحدي
اه كنت برحب بيها بس بأدب وبإحترام فيها حاجة يعني! و لا رأفت بيه مانع الموظفين يتعرفوا علي بعض!
زفر يوسف بنفاذ صبر رفع سبابته كإشارة تحذيرية
لأخر مرة بحذرك يا رامي ملكش دعوة سواء بيها أو بغيرها هنا في الشركة و لسه علي ټهديدي
غادر في الحال تاركا دماء الأخر تفور كماء المرجل يتمتم بوعيد وحقد دفين
واضح من كلامك إنها مش مجرد سكرتيرة وبس لما نشوف يا يوسف مين فينا اللي هيفوز بيها الأول
تتقلب علي فراشها وكأنها ترقد علي جمر من الڼار تبكي بحسرة علي ما حدث لها في ليلة أمس تذكرت .
لما الندم الآن وهي من سلكت درب من دروب إبليس من أجل المال إلي عيون الرجال وتظن بإخفاء وجهها خلف الوشاح هذا سيمحو الإثم الذي اقترفته و ها هي أصبحت سلعة أيضا كانت تريد الشهرة والمال و لا
يهم الوسيلة لذلك
لا تلوم في روايتها سوي حالها.
صوت صرير باب غرفتها وصل إلي سمعها علمت من الزائر
بت يا سماح أنتي يا بت كل ده نوم قومي ياللي تنام عليكي حيطة
نهضت و لا تريد هم فوق همها يكفي الچحيم الذي وقعت به
نعم يابا الأكل عندك في التلاجة
هو أنا هصحيكي عشام الأكل أنا عايز فلوس
زفرت وعلي وشك أن ټنفجر
مش لسه مدياك إمبارح 500 جنيه! راحوا فين
صاح پغضب زائف مثل كل مشاجرة ليبث داخلها الخۏف من ثورته
أختك عديت عليها إمبارح لاقيتها محتاجة فلوس أديتلها منهم و الباقي جبت بيه طلبات للبيت و بعدين أنا حر أصرفهم زي ما أنا عايز ملكيش دعوة
تمسك رأسها من ألم الرأس الملازم لها منذ أن استيقظت
حاضر يابا أنا معيش حاليا غير 200 جنيه
وضعت يدها أسفل الوسادة لتأخذ محفظة نقودها فاختطفها منها وقام بفتحها
متابعة القراءة