غرام بقلم ولاء رفعت
المحتويات
هناك ما يقلق دواخله يخبره حدسه أن سكون والدته وترحابها للعيش معهما هو وزوجته لن يمر هكذا كمرور الكرام يخشي ما تضمره والدته تجاه هند سيقع حينها داخل بوتقة من المعاناة لذا يدعو ربه أن يخيب ظنه.
توقفت هند عن الرقص قليلا تسأله
مالك يا حبيبي سرحان في إيه
ابتسم وأخذ يحدق في عينيها ذات النظرة التي سلبت لبه بسحرها فأخبرها
توقفت الأغاني الصاخبة وبدأت موسيقي هادئة ابتعد كل من علي ساحة الرقص ليتثني للعروسين الرقص بمفردهما صوت صفير وتهليل وضعت يديها أعلي كتفيه بينما مالت برأسها نحو كتفه وواصلت حديثهما
أنا اللي حاسة أني في حلم
يخلص الفرح و أخدك ونروح ولما يتقفل علينا باب واحد هخلي لك الحلم يبقي حقيقة
وعلي بعد أمتار قليلة يجلس شقيقاته الثلاث حول المائدة يتابعن بل يراقبن العروسين علقت احداهن پحقد ينضح من عينيها
شوف البت وبجاحتها عماله في أخويا قدام المعازيم من غير خشى ولا حياء
ردت شقيقتها
ليهم أوضة هتلمهم لما يروحوا و لا لازم شوية المحڼ دول يتعملوا قدام الناس!
هنا تفوهت والدتهما وتنظر لهما پغضب
ما تتلمي منك ليها عايزين تفضحونا في وسط المعازيم!
يعني عاجبك كلام دلال ياماه
خلاص خلص الكلام
ثم عادت بنظرها نحو ابنها وعروسه مازال يرقصان فاخفضت صوتها وتخبر ابنتها دلال
و انتي بطلي برطمة لحماة أخوكي و لا حد من قرايبهم يسمعوكي
لاء يا قلب أمك قولي اللي نفسك فيه بس لما بابنا يكون مقفول علينا هنا أهلها و قرايبها متراشقين في كل حتة وأنا مش ناقصة مشاكل خلي ليلة أخوكي تعدي علي خير
اقتربت من ابنتها أكثر لتخبرها ظنا منها أنه لا يوجد أحد يسمعها غيرها أكملت
مش هي اختارت أنها تعيش معايا تستحمل بقي اللي هاعمله فيها بنت رمضان وخيرية
ناوية علي إيه ياماه
ابتسامة شيطانية تجلت علي ثغرها
هاتعرفي كل حاجة في أوانها
انسحبت غرام من خلف حزب الشيطان هذا دون أن تلفت الأنظار يضرب الخۏف فؤادها علي صديقة دربها تريد أن تحذرها لكن تخشي تعكير صفو تلك الليلة ما بين صديقتها وزوجها و بين أهله.
مش هوصيك علي هند
يا جمال شيلها في عينيك أوعي تزعلها و لا تسمح لحد يجي جمبها
ما تقلقيش يا غرام هنوده جوه
عينيا و علي راسي ومحدش يقدر يجي جمبها طول ما أنا موجود
عروسه وقام أمامهم جزت والدته علي اسنانها وحاولت إخفاء ما تكنه من كراهية لزوجة ابنها بينما غرام رأت تلك النيران المندلعة داخل عينين هذه الشمطاء وابنتها الحاقدة
قد فهمت هند مغذي تحذير صديقتها لها
ما تقلقيش على صاحبتك
قدها وقدود
شعور بالاختناق يكاد إلي الشعور بالسحق بين المطرقة والسندان هي التي سلكت أول خطوة من خطوات إبليس دون رادع لن تعلم قانون الكارما ينص علي لكل فعل ردة فعل يضاهيه في القوة زرعت فحصدت ثمار الفسق وعليها أن تجنيها....
اهتزاز هاتفها يعلن عن استقبال رسالة واردة امسكت بالهاتف وقرأت فحواها ما بين ټهديد ووعيد هذا المدعو عوني القرني
أتأخرتي ليه عن الميعاد يا موحة... التأخير مش في مصلحتك خالص... و لا تحبي امسي عليكي بمشهد من فيلمك اللي منور شاشة اللاب قدامي دلوقتي
ما أن انتهت من قراءة الرسالة وجدت مقطع مرئي صغير قامت بتشغيله و يا ليتها ما قامت بمشاهدته أغلقت شاشة الهاتف علي الفور وركضت إلي الخارج متجهة نحو الحمام أغلقت الباب بعد أن ولجت وأطلقت لعبراتها العنان وقعت عينيها علي علبة صغيرة موضوعة فوق الرف الزجاجي المرتفع أعلي الحوض يحتوي علي شفرات حادة الخاصة بالحلاقة تنظر إليها تارة و إلي صورتها في المرآة تارة أخري تحاول العودة عن ما يوسوس به لها الشيطان تمد يدها بتردد لتمسك بالعلبة و مرت الثوان كالساعة شهقت وكأنها استيقظت للتو من تأثير التنويم ألقت ما بيدها في الحوض وتراجعت للوراء تضع كفها علي فمها تمنت أن تستطيع العودة عن ما هي مجبرة عليه كما تراجعت عن فكرة الإنتحار بملء إرادتها!
بعد قليل...
انتهت من وضع المساحيق ارتدت قناع الخلاعة خوفا من الڤضيحة لتستمر في خطأ أكبر عذر أقبح من كبيرة من أضل الكبائر.
تسللت كالعادة من المنزل بعد منتصف الليل ترتدي عباءة سوداء تخفي ما ترتديه أسفلها من ثياب ڤاضحة تلك تعليمات الشيطان الذي ينتظرها في وكره خرجت من الفناء تتلفت يمينا ويسارا اطمأنت أن سكان الحارة نيام ولم يراها أحد لا تعلم هناك زوج من العيون تتربص لها في الظلام تحرك صاحبها حينما رآها تسرع من خطواتها نحو الطريق لم يأبه لرفضها له أو چرح كرامته عندما قامت بمعايرته بفقره المماثل لها و بعمل والداته بائعة الخضروات الورقية.
لن يهتم إلي كل هذا فهدفه الآن هو معرفة ماذا تفعل أو ماذا تعمل في ذلك البناء الذي ذهبت إليه في السابق ورغم تعرضه للأذي والضړب من حراس الأمن حينها مازال علي إصرار معرفة ما تقترفه سماح ومواجهتها إذا ثبت له شكوكه الصحيحة.
توقفت علي قارعة الطريق تقرأ رسالة أخرى يخبرها هذا الخنزير القرني بوجود سيارة قادمة إليها أغلقت شاشة الهاتف وكادت تضعه داخل حقيبتها وجدت يد تقبض علي ذراعها ليجعلها في مواجهته يسألها پغضب مستطير
رايحة علي فين يا سماح
حاولت نزع ذراعها من قبضته
ملكش دعوة بيا يا عاطف وخليك في حالك أحسن لك
مش هخليني في حالي غير لما أعرف رايحة فين و كنت بتعملي إيه المرة اللي فاتت فوق في البرج
شعرت پألم أثر غرز أنامله في ذراعها
سيب إيدي بدل ما أصوت و ألم عليك الناس
صوتي عشان يشوفوكي في ساعة زي دي و بمنظرك اللي شبه البنات اللي لا مؤاخذة بيشتغلوا في الشقق إياها
كلماته في المقام الصحيح و بدلا من إنكارها أو الدفاع عن نفسها ولو كڈبا قامت بالغير متوقع بالنسبة إليه
و هما مالهم بيا أيوه بشتغل في شقة زفت و اللي ليه حاجة عندي يجي ياخدها و أنت لو اتعرضت ليا تاني مش هيحصلك كويس
كانت عينيه علي وشك مغادرة محجريهما من شدة ما يشعر به من صدمة ما قد ألقى علي مسامعه الآن ترك ذراعها وحاول تكرار كلماتها داخل رأسه حتي وصلت سيارة سوداء
توقفت وهبط منها حارس شخصي يرتدي بدلة سوداء ذو بنية جسدية ضخمة قبل أن تستقل السيارة تابعت
و إياك حسك عينك تمشي ورايا
تاني المرة دي هاسيبك ترجع الحارة علي رجليك المرة الجاية ممكن ما ترجعش تاني
وأشارت له نحو الحارس ذو المظهر المخيف تركته في حالة يرثي لها وصعدت إلي داخل السيارة ذات الدفع الرباعي وصعد خلفها الحارس.
انتهت للتو من تبديل ثوب الزفاف خاصتها بثوب من الحرير الأبيض خصلات شعرها الغجري تنسدل بحرية علي ظهرها
متابعة القراءة