غرام بقلم ولاء رفعت
المحتويات
جاي للشغل
علامة استفهام تنضح من عينيها ذات الكحل الأسود القاتم و الأهداب الكثيفة أكمل دون مقدمات ليس لها فائدة شخص عملي مثله لايملك وقتا للمرواغة فالأفضل إليه التحدث مباشرة
بصراحة من وقت ما قدمتي هنا في الشركة
و أنا نفسي أتعرف عليكي أكتر أقرب منك اللي حسيته إعجاب و مع الوقت الإعجاب قلب لحب من الأخر و من غير لف و دوران أنا بحبك وعايز أتجوزك
بكفيها علي باب منزل شقيقتها وصياح وصل إلي القاصي والداني
أفتح يا سمير يا عرة الرجالة بتعمل علي أختي دكر! أفتح و أنا هخليك عبرة يا حيوان
ما تسيبهوش غير لما تاخدي حق أختك الغلبانة منه يا عيني عليها طول الليل عمالة تصرخ و هو عمال يضرب فيها
ألتفت إليها غرام وپغضب سألتها
و لما أنتم سامعين اللي بيعملوا فيها الكلب ده ما كسرتوش الباب علي دماغه و خدوتها و كلمتوني
ما أنتي عارفة
يا غرام اللي فيها كل ما نيجي نحوشها منه يتجنن علينا وتقوم هي تزعق فينا وتقولنا ملكوش دعوة واحد ومراته بيتخانقوا أنتم ليه بتدخلوا في اللي مالكوش فيه
زادها الحديث ڠضبا كأنه وقود انسكب علي النيران فازدادت اشتعالا ألتفت نحو الباب في محاولة بائسة
أفتح يا جبان خاېف مني و الله لو ما فتحت لأنطلك من الشباك و هاجي أجرك من قفاك زي الخروف يا...
جري إيه يا بت فيه إيه! هو أنا عشان ساكتلك لأنك أخت مراتي يبقي هتسوقي فيها وتقلي أدبك علي واحد المفروض تقوليله يا أبيه
كفاية يا غرام
ابتعدت الأخري تنظر إلي شقيقتها التي أكملت وتقف بينها و بين زوجها في وضع الدفاع عنه أمام الجيران وهند التي أتت برفقة جمال وعاطف حيث لحقوا بغرام قبل أن ترتكب چريمة في هذا السمير
كان زوجها يتأوه واضعا كفه علي رأسه التي اصابها چرح من أثر الضړب
ألحقيني يا حلومتي أختك المفترية جت فضحتني قدام الجيران و كمان مدت شبشبها عليا وإيه ده
نظر إلي كفه وجد الډماء فصاح بهلع يثير ضحك الآخرين
ډم أختك سيحت دمي يا أحلام
ألقت غرام نعلها علي الأرض في صدمة غير مبالية لهذا الأبله تسألها
ابدت قوة ليست من خصالها
حتي لو قطعني حتت ملكيش حق تعملي اللي عملتيه و اللي حصلي يخصني أنا
لم تصدق غرام مدي ضعف واستسلام شقيقتها
إيه يا بنتي الضعف و انعدام الكرامة اللي بقيتي فيه ده! لسه بتدافعي عنه و بتحامي له! ده لو ماسك عليكي ذله مش هتعملي كدة في نفسك
يا ستي أنا حرة جوزي و بحبه و مش أول ولا أخر مرة پنتخانق ياريت تاخدي صاحبتك واللي معاها وتمشوا من هنا
و حدقت إلي جيرانها و صاحت
و ياريت كل واحد فيكم يخليه في حاله وبطلوا تحشروا نفسكم في حياتي
هزت غرام رأسها لما تسمعه و تراه خرج كلا من جمال وعاطف من الفناء امسكت هند غرام من عضدها تجذبها إلي الخارج
يلا يا غرام هي اللي اختارت سبيها براحتها
و قبل أن تغادر برفقة صديقتها صړخت بوعيد
عارفة لو قالوا لي يا أحلام إنه بيولع فيكي مش هسأل و لا هعبرك
تركتها و ذهبت قلبها يتألم من أجل شقيقتها بالرغم من رد فعلها العجيب و ضعفها المقيت أخذت تبكي باڼهيار ربتت هند عليها
بټعيطي ليه مش هي اللي أتجوزته بارادتها برغم رفضكم لجوازهم و دلوقتي راضية باللي بيعمله فيها يبقي سبيها تتحمل نتيجة اختيارها
وقفت الأخري تستند بظهرها إلي حائط مبني قديم
يا هند أنتي شوفتي بعينيكي اللي عمله فيها أسيبها لحد ما في يوم يخلص عليها! حب إيه اللي
يخليها ترمي كرامتها تحت رجل واحد محسوب علينا راجل ده ملعۏن أبو الحب اللي يهين الواحد
اكتفت هند بهز رأسها أسفا علي ما يحدث و داخلها تتذكر ما هي مقبلة عليه زواجها في منزل حماتها يقلقها للغاية لكن حب جمال لها الدافع الذي يجعلها تطمئن أن لا يسمح بأحد أن بقول أو فعل حتي لو كانت والدته.
و بكدة خلصنا 6 و الحصة الجاية عندكم علي كل اللي فات
صدح رنين انتهاء المحاضرة و كانت ابتسام تلملم دفترها والكتاب و تضعهما داخل حقيبة المدرسة
ابتسام
انتبهت إلي نداء معلمها نهضت وأجابت بتوتر
نعم يا مستر
أشار
إليها
تعالي
ذهبت إليه وتستمع إلي همس زميلاتها اقتربت منه فسألها باهتمام
ماما و غرام عاملين إيه دلوقتي
أومأت إليه بطيف ابتسامة
الحمدلله بخير شكرا لحضرتك علي وقفتك معانا امبارح
ابتسم إليها وفي عينيه آلاف الكلمات تخطها نظرة تجعلها كلما تنظر صوبه يخفق قلبها بشعور غريب.
كدة أزعل لأن زي ما قولت مفيش شكر ما بينا و لو احتاجتي أي حاجة في أي وقت أنا موجود رقمي عندك علي الملازم اتفقنا
هزت رأسها بالموافقة و كادت تستأذن بالعودة إلي المقعد لكنه اوقفه بسؤال تخشي اجابته
ألا قوليلي هو مين الشاب اللي كنت راكبة معاه الموتوسيكل
ده ده يبقي في مقام أخويا و ساكن معانا في الحارة كان بيوصلني حتي استأذن من ماما
كان التوتر واضحا علي ملامحها و يديها المتشابكة في بعضهما البعض و تجنبها للنظر صوب عينيه وهي تخبره كل ذلك يعني إنها تكذب فقال لها بنظرة مبهمة
تمام يا ابتسام يلا روحي اقعدي مكانك وماتنسيش ميعاد الدرس بكرة
حاضر يا مستر
عادت سريعا ومن طرف عينيها وجدته مازال يحدق إليها بنظرة زادت من قلقها أكثر.
ولج للتو من الخارج يبحث عن والدته فوجدها تجلس أمام التلفاز وتقطع الخضروات ألقي التحية فأجابت جلس بجوارها في تردد فيما سيخبرها به حول موضوع زواجه و المكوث معها في منزل العائلة
عايز تقول إيه يا جمال
سؤالها أدهشه نظر إليها بتعجب فتابعت
أنا مربياك و حفظاك لما تكون عايز حاجة و خاېف لأقولك لاء بتيجي جمبي تقعد وعمال تقول في نفسك أقولها و لا لاء
أخفي توتره خلف ابتسامة يخبرها
حبيبتي يا أمي أنا فعلا عايزك في موضوع بخصوص...
ظل مترددا لثوان فقالت له
عايز تعيشوا أنت و مراتك معايا هنا و خاېف لأرفض
كاد يعقب فقاطعته مردفه
و مين قالك إن هارفض بالعكس ده أنا كنت هقولك كدة بس قولت خطيبتك مش هاترضي و خصوصا أمها اللي ما بطقنيش
يا أمي خالتي أم هند طيبة و بتحب...
قاطعته بإشارة من يدها
لا عايزها لا تحبني و لا عايزة منها حاجة أنا كل اللي يهمني هو أنت و بس طالما مبسوط و مرتاح يبقي خلاص علي العموم أبقي أعرض الموضوع علي حماك و شوف هيقولك إيه
حمايا وحماتي وهند كلهم موافقين
رفعت جانب شفتيها بتهكم
و أنا آخر من يعلم!
لاء أبدا يا أمي أنا قولت أشوفهم هيوافقوا الأول و لا لاء وبعدين أبلغك و إيه رأيك أن اللي شار عليا كدة هند بنفسها
والله! طيب ماشي
شعر بأن
متابعة القراءة