مظلومه

موقع أيام نيوز

الورقة وهى تبكى قائلةخد اقرا الجواب ده 

اخذه عمر وقرأه فاخفض الجواب وهو يشعر بالالم 

نظر الى دادة قائلامتقلقيش يا دادة انا هلاقيها اكيد ملحقتش تبعد عن هنا

خرج عمر من البوابة المؤدية للطريق واخذ يتفقد الطريق ربما يلحق بها

تفقد الاماكن المحيطة جيدا ولكنه لم يجدها

اخرج هاتفه واتصل على سيف ولكن هاتفه كان مغلقا

فاتصل بالاستاذ مجدى ليسأله عليه

كانت سلمى جالسة على حافة حمام السباحة وهى تستند للخلف وهى ترتدى نظارتها الشمسية واخذت تتنفس باسترخاء وهى تضع سماعات فى اذنها تستمع لموسيقى هادئة 

جاءتها والدتها من الخلف ونزعات السماعة من اذنها قائلةعايزة اتكلم معاكى

سلمىاتفضلى يا مامى 

انا سامعاكى

سوسنعايزاكى تنتبهى ليا وانا بكلمك شيلى الزفت ده من ودانك

نزعت سلمى السماعات وهى تشعر بالسأم وقالتفى ايه يا مامى

سوسناحنا لازم نرجع انا خلاص مبقتش طايقة اقعد هنا

سلمىحاضر هنرجع

سوسنيعنى هتيجى معايا

سلمىطبعا هاجى بس استنى كده كام يوم على ما ارتب حاجة كده فى دماغى

سوسنتاااااانى رجعنا للكلام ده تانى

سلمىلا يا مامى متخليش دماغك تروح لبعيد

انا فعلا محتاجة كام يوم فى حاجة عايزة اعملها قبل ما امشى

وبعد كده هنسافر ومش هنيجى هنا تانى

اخيرا فتح سيف هاتفه بعد ان اغلقه طيلة هذه المدة التى غاب فيها عن الانظار 

فجاءه اتصال من الاستاذ مجدي مدير الشئون القانونية للشركة 

رد عليه سيف ببرودالو!!

مجدىانت فين يا سيف بيه لازم حضرتك تحضر حالا

سيفخير يا مجدى ايه اللى حصل

مجدىيا سيف بيه فى مستندات متأخرة بقالها فترة ومحتاجة تعتمد من حضرتك وعمالين نتصل على حضرتك بقالنا كام يوم وتلفونك مقفول

سيفطيب طيب

انا هاجى

مجدىنسيت ابارك لحضرتك عمر بيه طلع براءة

الجرايد كلها ناشرة الخبر

تطاير الشړ من عيون سيف وهو يقولانت متأكد من الكلام ده

مجدىطبعا يا سيف بيه متأكد

اتصل بيا من شوية وسأل على حضرتك وقال انه عايزك ضرورى وهييجى على الشركة دلوقت

يارب تكون النفوس بينكوا صفيت والمية ترجع لمجاريها

اخفض سيف الهاتف وهو ينظر امامه پغضب

بينما ظل مجدى يرددألو!!

الو!!

سيف بيه!!

سيف بيه!!

زم شفتيه متعجبا ثم اغلق الهاتف

اما سيف فأمسك بسلاحھ وتفقد الړصاص المحشو بداخله ثم وضعه بين ملابسه واخذ مفتاح سيارته وانصرف ليستقل سيارته متجها الى الشركة

وصل عمر قبله الى الشركة فسأل على سيف ربما يكون قد حضر ولكنه لم يجده

جاءه الاستاذ مجدى وسلم عليه وبارك له خروجه من السچن وبارك له جميع العاملين

ثم انصرفوا جميعا وتبقى معه الاستاذ مجدى واخبره ان سيف مؤخرا اصر على فض الشراكة بينه وبين عمر وانه حاول ان يقنعه لكن هذه المرة سيف مصر على رأيه

وكان معه الاوراق والمستندات الخاصة بعقد الشراكة فقال له

انا مجهز كل حاجة لو حضرتك موافق تمضى وتخلص الموضوع مافيش مانع ولو شايف اننا نستنى شوية يمكن حضرتك تقدر تقنعه فده افضل لانى شايف ان وجودك فى الشركة مكسب لينا ولو انت سيبت الشركة هتبقى خسارة كبيرة اوى

ابتسم له عمر بحزن قائلالا يا استاذ مجدى انا هعمل اللى سيف عاوزه المرة دى مش زى اى مرة وانا مش هعاندوا وافضل موجود فى الشركة وانا عارف انه مش عايزنى فيها

امسك عمر بالمستندات واعتمدها لتنفض شراكته بسيف بعد مدة عمل دامت بينهما لفترة طويلة وكانت مكللة بالنجاح بفضل تعاونهما المستمر كيد واحدة

تنهد عمر پألم لانه سيفارق تلك الشركة التى ساهم فى تكبيرها مع سيف يدا بيد وظل يتذكر اللحظات الجميلة التى قضاها مع احب واقرب انسان الى قلبه انه سيف الاخ الحنون والقلب الطيب 

ولكنه خسر كل ذلك لحماقته وانانيته 

نظر اليه مجدى بحزن قائلاانا كان نفسى ده ميحصلش 

انا مش عارف انت بعد ما تمشى الشركة دى هتقف على رجليها ازاى

عمر بابتسامة حزينةسيف قدها يا استاذ مجدى ومش انا بس اللى وقفت الشركة وكبرتها سيف كمان بعقله وذكاءه وكفاءته قدر يخليها من اكبرالشركات الموجودة

 

 

ومافيش منافس بيقدر يقف قدامه

تنهد مجدى پألم قائلاعن اذنك يا عمر بيه

ورايا اعمال مهمة لازم اخلصها

وياريتك تبقى تيجى تزورنا من وقت للتانى لانك هتوحشنا اوى

عمربحزنان شاء الله

سلم مجدى عليه بحرارة ثم تركه وذهب

بينما قام عمر بتفريغ مكتبه من جميع الاوراق المهمة والاغراض المتعلقة به ووضعها فى الحقيبة التى كانت موضوعة جانبا

دخل سيف مكتب عمر بلا استئذان وهو ينظر اليه بنظرات حاړقة

تفاجأ عمر بقدومه المفاجئ فنظر اليه وهو يبتلع ريقه بارتباك قائلاسيف!!

وضع سيف يده فى جنبه ليخرج مسدسه دون ان يظهره وهو يتقدم للامام وعينيه يتطاير منها الشړ

قلق عمر من نظرته فترك الاغراض التى كان يلمها وتقدم ناحيته بخطوات بطيئة وهو يقولكويس انك جيت يا سيف لانى كنت عايزك فى موضوع مهم جدا

اخرج سيف مسدسه من جيبه وشهره فى وجه عمر دون ان ينطق بكلمة

توقف عمر فى مكانه وهو ينظر الى المسډس ثم نظر الى سيف قائلاايه ده يا سيف!!

بترفع المسډس فى وشى !!

ممكن تهدى وانا هفهمك كل حاجة

سيف بصوت غاضب يحمل رغبة حقيقية فى الاڼتقامانا قولتهالك قبل كده يا عمر

لو لمست نيرمين ھقتلك

رفع عمر كفيه فى مواجهته ليهدئه قائلا بصوت مرتبكاهدى يا سيف

اسمع منى الاول ارجوك

متضيعش نفسك 

سيف بحزن شديد وعينين لامعتينهو انا لسة هضيع

ما انا ضعت خلاص

نظر الى عمر وقد زرف دمعة من عينية علم منها عمر انه سيطلق عليه الآن وانطلقت الطلقة لتخترق صدر عمر

اصابته الطلقة على الفور 

وضع عمر يده على موضع الطلقة وهو ينظر الى سيف بعيعين حمراوين ثم خر على ركبتيه وعينيه تنظر الى سيف 

ظل سيف واقفا وعينيه تدمعان حزنا عليه فهو صديقه وابن عمه واخيه وكل ما كان له فى الدنيا طرأ على ذهنه فى تلك اللحظة جميع اللحظات الجميلة التى قضياها سويافاقترب منه ووقف ينظر اليه بعينيه الدامعتين وهو لا يصدق الحالة التى وصلا اليها

كان عمر قد وقع بجنبه على الارض ورفع يده التى اسطبغ لونها بلون الډماء التى عليها وامسك بساق سيف وهو يقول بصوت ينازعتق تل أأخوك يا سسيف

آه

وقع المسډس من يد سيف وهو يبكى عليه ولا يحرك ساكنا فى حركاته

اجتمع جميع الموظفون واسرعوا الى مكتب عمر بعد سماع صوت العيار النارى ودخلو المكتب ليجدوا عمر غارق فى دمائه وسيف يقف امامه وعينيه تدمعان

حدث هرج ومرج بالمكان واسرع الاستاذ مجدى الى عمر الذى كان ملقى على الارض واقام رأسه لاعلى وهو يقول بصوت مڤزوع

ليه كده يا سيف بيه

اتصلوا بالاسعاف بسرعة الراجل ھيموت مننا

نظر عمر الى مجدى قائلا بصوت متقطع ومتعب للغايةسيف

معملش حاجة

أأنا اللى ضړبت نفسى

لو البوليس جه قولهم كده

ارجوك يا استاذ مجدى

مجدى وهو يبكىحاضر يا عمر بيه بس متتكلمش اهدى خالص الاسعاف جاية دلوقت

نظر سيف بعينيه الدامعتين الى هاتفه الذى رن اكثر من عشر مرات ليجدها دادة فاطمة

فتح عليها فقالت لهبقالى كتير بتصل عليك يا سيف

انت فين يا حبيبى انا عايزاك ضرورى 

سيف بصوت باكىانا قټلت عمر يا دادة 

قټلته

دادة بصوت مڤزوعايه

قټلته ازاى ليه كده يا سيف ليه تضيع نفسك

عمر جه هنا وحكالى كل حاجة

عمر ما اعتداش على نيرمين يا سيف

نظر سيف پصدمة الى عمر الملقى على الارض بين زراع مجدى ووقعت عينيه على دمائه وهو يقولما اعتداش عليها ازاى

نيرمين قالت 

قاطعته دادة وهى تبكى قائلةما انت لو كنت فتحت عليا من اول ما اتصلت عليك كنت فهمتك كل حاجة الحكاية وما فيها 

حكت له دادة ما قاله عمر بالضبط وسيف ينظر لعمر بعينين دامعتين واحس ان قلبه يعتصر الما عندما علم الحقيقة

اخفض الهاتف من يده بعدما سمعه وهو ينظر الى ابن عمه 

ثم اسرع اليه وهو يبعد الناس الملتفين حوله بيده ثم خر بركبتيه على الارض وهو يمسك بيده الغارقة فى الډماء ونظر فى عينيه وهو يبكى قائلاعمر

عمر انت سامعنى

فتح عمر عينيه بصعوبة وهو يتألم وقال بصوت ينازع ومنخفض

ونزلت دمعة من عينه وهو يقولملمستهاش

ملمستهاش يا سيف

بكى سيف بشدة وهو يقولمتتكلمش ياعمر ارجوك

ثم قال بصوت غاضب جداالاسعاف لحد دلوقت مجتش ليه

مجدىاتصلنا بيها وجاى فى الطريق يا سيف بيه

عمر وهو يتنفس بصعوبةسامحنى يا سيف

الفصل الواحد والخمسون

ظل سيف جالسا بجانب عمر على الارض وهو يمسك بيده الغارقة فى الډماء وقبض عليها وهو يبكى قائلاعمر 

رد عليا يا عمر 

انا مكونتش اعرف

نظر اليه عمر وهو يغمض عينيه ويفتحها ببطء والعرق يتصبب من وجه قائلا بصوت متقطع ومرهقسيف

قولى

ثم اخذ يتنفس بصعوبة

قولى انك سامحتنى

اخذ يتنفس بصعوبة والم ثم استكمل قائلاانا عارف انى أذيتك كتير

لكن

لكن انت قلبك كبير

واكيد هتسامحنى

ابتسم وهو يتألم قائلامش كده

هز سيف رأسه وهو يبكى قائلامتتكلمش كتير يا عمر 

ارتاح علشان متتألمش

نظر الى مجدى وقال پغضب وهو يبكىشوف الاسعاف مجتش لحد دلوقت ليه

مجدىحاضر

ظل سيف ممسكا بعمر بين زراعيه وهو يسند رأسه على صدره

وقال مطمئنا لهاطمن يا عمر

ان شاء الله هتقوم منها

جاءه مجدى مسرعا وقالالاسعاف جت يا سيف بيه

نظر عمر الى سيف قائلاالحق نيرمين يا سيف

اخذ يتنفس بشدة ثم قالنيرمين هربت

لازم تلاقيها

وياريت تخليها تسامحنى

نظر سيف اليه بعينيه الدامعتين قائلااطمن يا عمر 

ان شاء الله هلاقيها

عمراجمل حاجة مفرحانى دلوقت

هى نظرة اللهفة اللى شايفها فى عنيك

لسة پتخاف عليا بعد كل اللى عملته فيك

سيف بحزنطبعا يا عمر

انت اخويا

حضر رجال الاسعاف وحملوا عمر الى سيارة الاسعاف

ثم ادخلوه السيارة واغلقوا عليه وسيف يراقب ذلك بدموعه تحركت السيارة به بينما استقل سيف سيارته لينطلق خلفها واتصل على دادة فاطمة ليخبرها انه قادم الي المستشفى وامامه سيارة الاسعاف تحمل عمر اليها

دخل عم حسين ذلك الرجل العجوز الذى كانت نيرمين تساعده بالمال فى بادئ الامر الى بيته البسيط وهو يقولاتفضلى يا بنتى البيت بيتك

دخلت نيرمين بخطوات بطيئة وهى تشعر ببعض الاحراج

تقدمت منى حفيدة حسين وتبلغ من العمر اربع وعشرون عاما فقالتمين معاك يا جدو

حسيندى بقى الست نيرمين اللى كنت حكتلكوا عنها قبل كده

ابتسمت منى وتقدمت لتسلم عليها بحنان قائلةاهلا وسهلا 

نورتى البيت

اعرفك بنفسى انا منى وده يبقى جدى

جاءت الطفلة مريم وكانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات وامسكت بفستان اختها 

نظر حسين اليها بابتسامة وهو يفتح زراعيه قائلامريومة حبيبة جدو تعالى يالا فى حضڼ جدوا يالا

جرت مريم عليه واحتضنته وهى تبتسم نظرت اليها نيرمين وهى تبتسم واقتربت منها ومدت يدها وهى تقولازيك يا مريومة مش تسلمى

وضعت مريم اصبعها فى فمعها وهى تشعر بالاحراج من نيرمين

منىروحي لطنط نيرمين يا مريم

يالا يا حبيبتى سلمى عليها

مدت مريم يدها الصغيرة وسلمت على نيرمين فاخذتها نيرمين بين احضانها وضمتها بحنان

حسيناتفضلى يا ست نيرمين هتفضلى واقفة كده

خديها يا منى على اوضتكوا ووريها هتنام فين وتعالى علشان تجهزى الاكل

منىحاضر يا جدو

حسينطبختى ولا لسة اكيد الست نيرمين جاية مرهقة وعايزة تنام مش عايزين نذنبها

منىثوانى وكل حاجة تبقى جاهزة

نيرمينلالالا انا ماليش نفس خالص

انا بس عايزة ارتاح شوية لانى حاسة بصداع

تم نسخ الرابط