قلوب حائره
المحتويات
معه ليلة أمس كي لا يشعر بغياب والديه عنه
والصغيرة ليزا التي ما عادت تفارق مروان وكأنها وجدت ملاذها الذي طالما كان ينقصها وظهر علي هيأة مرون فتشبثت به وما عادت تتنازل عنه مهما حدث
تحدث مروان وهو يضع الطعام بداخل صحن شقيقه الصغير
كل يا حبيبي علشان أوديك عند ماما ونشوف النونو الجديدة
عزو مش عاوز يشوف حدهو أحنا ناقصينكل شوية حد جديد ييجي يقعد عندنا
واستطرد بحنق وهو يرمق الصغيرة بنظرات حادة
مش كفاية الرخمة اللي قاعدة دي
ثم حول بصره إلي ثريا التي إبتسمت علي ذاك المشاكس واسترسل بإمتعاض
ضحكة خاڤتة خرجت من تلك الثريا التي مازالت متأثرة جراء ما أصابها بالأمس وتحدثت من بين ضحكاتها
أنا مش عارفة بتجيب الكلام ده منين يا شبر ونص إنت
واستطردت لطمأنة غيرته
ما تخافش يا حبيبيالبيت كبير وواسعوبعدين النونو دي أختك ولازم تحبها وتخاف عليها وتحميها كمان
عزو مش بيعرف يحمي نفسه أصلا عشان يحميهاأنوس حبيبي بيحمينيومروان كمان وحمزة
واستطرد وهو يرمق تلك الليزا التي تجاور مروان بالجلوس وتتناول طعامها بشهية مفتوحة وصمت تام
بس لما البنت دي جت هناومروان مبقاش يحمي عزو
يا حبيبي ليه بتقول كدةإنت أهم حد عندنا كلنا...نطقها مروان وهو يبسط كفه للمقابل ليضع كفه علي شعر رأس ذاك الجالس بقبالته ويمسح بكف يده عليه
عز باشا واقف برة وبيستأذن علشان يدخل يا ست هانم
شعرت بتلبك أصاب جسدها وأربك روحهالما عاد يسأل عليها ويزورها ومن جديد
ألم يبتعد كما طلبت وجنبها ضغطه المرهق والذي كان يؤرق نفسها ويشعرها بالذنب طيلة الوقتلقد عادت أيضا عيناه تلومها وتستحلفها بأن ترحمه من ذاك العڈاب وتنهي بيدها هذا الإبتعاد
هاتي لي الطرحة من عندك بسرعة وخليه يتفضل
وقف مروان وتحدث إلي جدته
إلبسي طرحتك وأنا هطلع أستقبله وادخله يا تيتا
ربنا يبارك فيك يا حبيبي...نطقتها باستجواد ثم تحرك مروان وقام بإستدعاء جده الذي دخل بجانبه وهو يحتوي كتفه بحناننظر عليها بعيناي مشتاقة متفحصة لكل إنش بوجهها كي يطمأن علي حالها ويتأكد أنها أصبحت بخيروتحدث بعدما ألقي عليها تحية الصباح
تلبكت بفضل نظراته المكشوفة لكنها إدعت الثبات وتحدثت بنبرة هادئة وابتسامة شاكرة
بخير الحمدلله يا سيادة اللوا
هتف الصغير إلى غاليه
تعالي كل مع عزو يا جدو
أجابه بنبرة هادئة
أنا فطرت الحمد لله يا حبيبيأنا جيت علشان أطمن علي نانا وأشوف لو هتروحوا
عند ماما أوديكم
بعيناي شاكرة اردفت ثريا
يبقي كتر خيرك لو تاخدهم معاكهما لابسين وجاهزين وأنا كنت لسة هكلم طارق علشان ييجي يوصلهم
سألها متلهفا
وإنت مش هتيجي معايا
إبتلعت لعابها أثر نظراته الهائمة التي تربكها برغم عشقها الهائل ووفائها لحبيبها الراحلتحدثت وهي تسحب بصرها عنه وتمسك محرمة ورقية لتنظف بها فم الصغير
مش قادرة أخرج من البيت النهاردةحاسة نفسي لسة تعبانةإن شاء الله هروح لها بكرة
أومأ لها وتحرك إلي الصغيرة وقام بتقبيل وجنتها الناعمة تحت قبولها وتحدث بنبرة حنون
ازيك يا ليزا
إبتسمت له دون رد فتحدث هو من جديد إلي مروان
هي لسة بردوا ما بتفهمش عربي
أجابه مروان بإبانة
بدأت تفهم بعض الكلام البسيط زي ماية واكلبس مع الوقت هتتعود وتتعلم إن شاء الله
واسترسل ضاحكا
المشكلة إنها إرتبطت بيا إرتباط مرضيلدرجة إن طول ما ببقي في المدرسة بترفض الأكل والكلام وحتي اللعب لحد ما أرجعوكأنها بتعلن عصيانها وأحتجاجها علي بعدي عنها
وكأن الصغيرة شعرت بأنه يتحدث عنها فنظرت له وابتسمت ونطقت إسمه بعيناي سعيدة
مارو
إبتسم لها وأقترب عليها وبدأ يتلمس شعر رأسها بحنان تحت استحسان عزفي حين تحدثت ثريا بتأكيد وأسي
عمر لازم يشوفها ويقعد معاها يا سيادة اللواء ربنا يعلم أنا والأولاد وحتي يسرا بنعاملها إزاي بس برغم إهتمامنا بيها بتصعب عليا ودايما بحسها مکسورةالبنت لازم تعرف أبوها وياخدها في حضنه علشان تستقوي بيه
أومأ لها بأسي وتحدث بايضاح
أنا هقعد معاه النهاردة وأفاتحه في الموضوع دهولو إني عارف ومتأكد إنه هيرفض وجودها في حياته علي الأقل في الوقت الحالي
واسترسل بنبرة مټألمة حزنا علي صغيره
اللي حصل له علي إيد أمها ماكانش قليل يا ثريا
هزت رأسها بأسيدلفت يسرا من الخارج وما أن رأت عمها حتي إنفرجت أساريرها وتحدثت بترحاب عال
منور الدنيا كلها يا عمو
الدنيا منورة بوجودك فيها يا يسرا...هكذا رد تحيتها بعد أن سحبها داخل أحضانه
عودة إلي المشفي
كانت تقف أمام الحضانة بعدما أرتدت ثيابا معقمة هي وحبيبها الذي أسندها عندما شعر بإهتزاز جسدها فور رؤيتها لإبنتها ضعيفة البنية
إعترتها حسرة حين شاهدت صغيرتها ورأت صغر حجمهابنبرة صوت مخټنقة بفضل دموعها التي حضرت تحدثت إليه
دي
متابعة القراءة