قلوب حائره
المحتويات
بين داخل عيناه
أنا كل اللي عاوزه هو إني أعرف مين اللي عمل كده في مراتي.
إستشعرت صدق حديثه ولمست من نبرات صوته القهرفتحدثت برجاء إلي زوجها
أرجوك تساعده يا سليم
واستطردت وهي تشير لذاك الواقف بالدخول إلي حجرة المكتب من جديد
إتفضل يا حضرة الظابط وأكيد سليم لو في إستطاعته يساعدك مش هيتأخر
ترجته بعيناها وتحدثت وهي تمسك كفه لتحثه علي الموافقة
علشان خاطري توافق يا سليمإحنا في الأخر ولاد بلد واحدةواللي إتقتلت دي مصرية زينا ولازم تساعده يجيب حقها
إكفهرت ملامحه وبسهو منه هتف بما كشفه أمام ذاك الداهي
واستطرد شارحا بتغافل منه
دي قضية مخابرات من النوع الأول وداخل فيها منظمة إرهابية وجماعات متطرفةيعني القټل ده أسهل حاجة عندهم
قطب ياسين جبينه ونظر له مدققا ثم سأله متهكما
وبتتهمني بإن أنا اللي بلف وادور!
طب ولما أنت عارف كل حاجة عن القضية قاعد تتلائم عليا وعامل فيها مش فاهم حاجة ولا عارفني ليه!
بمتتهي الثقة عقب علي حديثه بصدق تام
أنا فعلا ما أعرفش شكلك ولا شخصيتكلكن بالنسبة لچريمة القټل أنا عارف كل تفاصيلهالأن الشرطة الألمانية لجأت لي في التحقيقات علشان أساعدهم
واستطرد بإيضاح لائم
أنا قلت لك إني هحميك...جملة قوية نطقها ياسين بثقةتنهد سليم وزفر بقوة والحيرة سكنت عيناهشعرت أميرته بحيرة قلبه وضميره الحيوتردد عقله الواعي الذي يدرك جيدا كم المخاطر التي تكمن داخل ذاك الموضوع الأشبه بقنبلة موقوته والتي ستنفجر حتما بوجه من يتجرأ علي الإقترب منهاتحدثت بنبرة هادئة
مبدأيا كدة إنت تبعدي عن الموضوع ده وماتدخليش فيه نهائي...جملة مړتعبة نطقها سليم بحدة خشية علي متيمة روحه من أن يصيبها مكروه من هؤلاء الخارجون عن القانون
أومأت له لتستدعي سكون روحهتنهد بأسي ثم نظر إلي ياسين من جديد وتحدث مرغما وهو يستدعيه للعودة إلي حجرة المكتب من جديد
تقدمهما ياسين وجلس بعدما أشار له ذاك السليم بالجلوس
داخل الحجرة الخاصة بأيسلحيث كانت تجلس القرفصاء ودموعها تنهمر فوق خديها بغزارةخليطا من المشاعر تجتاح داخلها لتحدث ضجيجا وتجعل من عقلها مشوشاشعورا بإنشطار قلبها لاجل غاليتها التي إستعجلت الرحيل تاركة عالمها قبل الأوانوشعورا بالذنب يتأكل من روحهاتعض أصابعها ندما علي ما أقترفته من خطئ فادحا بحق تلك الراحلةصوتا عاليا داخلها دائما ما يؤنبها ويحملها جزءا كبيرا مما حدثيحدثها داخلها لو أنها لم تنصت لتحذيرات والدتها واخبرت حينها أبيهالكانت نأت بحال والدتها من الهلاك
وما زاد من أحزانها وجعل من ثقل أحمالها تتزايد وتكاد تقطم ظهرهاهو مكالمتها الهاتفية مع أستاذها بجامعة هايدلبرغ الألمانية والذي أخبرها بأن الجامعة لا يوجد بها فرعا لدراسة الطب البشري بالقاهرة
أخرجها من شعور الذنب الذي يعتصرها داخل مفرمته القاسېة إستماعها لبعض طرقات فوق البابعلي عجالة جففت دموعها ثم سمحت للطارق بالدخولفتح الباب ودخلت منه تلك الرقيقة التي تحدثت علي استحياء
ممكن أدخل
تعالي يا سارة...نطقتها بصوت خاڤت حزينتحركت إليها وجاورتها الجلوس فوق تختها وتحدثت بنبرة حزينة لأجل صديقتها
لحد إمتي هتفضلي حابسة نفسك في أوضتك كدة يا سيلا
إنت كدة بتدمري روحك
أجابتها بدموعها الحارة
مش قادرة أشوف حدحاسة إني فقدت القدرة على كل حاجة
تنهدت سارة لأجلها وتحدثت في محاولة لإخراجها من
تلك الحالة المؤلمة
لو حابة تريحي طنط ليالي يبقي حاولي تخرجي من اللي إنت فيههي أكيد حاسة بوجعك ده ومش مبسوطة علشان اللي إنت عملاه في نفسك
أردفت شارحة بنبرة مټألمة
لو فضلت قاعدة في إسكندرية يبقي عمري ما هرتاح يا سارةأنا راحتي الحقيقية إني أرجع ألمانيا تاني وأبعد عن هنا خالص
واستطردت وهي تهز رأسها برفض أظهر كم الألم التي تشعر به روحها المعذبة
مش هقدر أشوف بابي عايش حياته مع اللي إسمها مليكة ومكمل وسعيد من غير مامي
أردفت سارة بنبرة تعقلية
طول ما إنت بتفكري بالطريقة دي هتتعبي أكتر يا سيلاهوني علي نفسك يا قلبي
نظرت لها بترقب ثم تحدثت بنبرة مټألمة بعدما أنهمرت دموعها فوق وجنتيها
أنا كلمت دكتور عندي في الجامعة النهاردة علشان أعرف وضعي هيكون إزاي
نظرت لها سارة بترقب فاسترسلت الأخري بدموعها الحارة
الدكتور بلغني إن هايدلبرغ ملهاش فرع لدراسة الطب في القاهرة
واستطردت بإبانة
كلمت بابي وحكيت له علي اللي عرفته وأترجيته يخليني أرجع جامعتي تانيرفض وقال لي إنه سأل وعرف إن التحويل هيكون لجامعة القاهرة نظام الكريدت
واستطردت وهي تهز رأسها بذهول ورفض لواقعها المرير ولصفعاتها التي تتلقاها واحدة تلو الأخري
أنا ليه
متابعة القراءة