للقدر للحكايه بقلم سهام صادق
المحتويات
ياسلام وكمان بتعترف
ضحك وهو يتمدد فوق الفراش
ما انتي اللي عندك خدود شبه خدود الأطفال
رفعت وسادتها لتدفعه بها... فرفع ذراعيه يحتمي بهما
فينك ياعمي تيجي تشوف بنتك وهي بتضربني بالمخده... تعالا طخها پالنار
لم تضحك ولم تبتسم كالعاده انما زفرت أنفاسها شارده
مراد انا حاسه ان طنط ناديه مخبيا حاجه
تنهد وهو يتذكر ماحدث لمريم
مش قصدي عن مريم... في حاجه قلقاني وقلبي قلقني على ياقوت..
وتمتمت بحزن حقيقي
احنا بعدنا عن بعض اوي من ساعه ماتجوزنا..
تلاعب بخصلاتها وهو يرمقها بحب
مالك يا هناء.. انتي قلقتيني ماتتصلي ب ياقوت واطمني عليها
تليفونها مغلق.. ولما سألت طنط ناديه عليها قالتلي كويسه
وثب ناهضا من فوق الفراش يجذبها
كانت كالطفله الصغيره حينا يحادثه عن نزهة... نست كل أفكارها ونهضت تتقافز فوق الفراش ثم تعلقت بعنقه تقبل خده
احلى واجمل مراد في الدنيا
دلف قبلها لدورة المياه... فأتجهت نحو الخزانه تخرج له ولها الثياب... تنبيه هاتفها بنغمه استلام الرسائل جعلها تتجه نحو هاتفها سريعا ظنا ان ياقوت فتحت هاتفها وستجد رساله ان الهاتف صار متاحا
لتنظر الي محتوي الرساله الغراميه مندهشه ولولا ذكر اسمها لكانت ظنت انها مبعوثه بالخطئ
لم يأتي على بالها الا خالد وانه اخلف وعده معها بأنه سيقاوم نفسه على نسيانها ويعود كما كان قبل أن يلقاها
هناء مالك واقفه كده
صوت مراد افزعها لتمحو الرساله سريعا
ارتبكت وهي تتجه نحو الخزانه ثانيه
كنت بشوف تليفون ياقوت اتفتح ولا لسا
شرع يعد حقيبته الصغيره من أجل العوده للبلاد بصحبه الطبيب... ترك ما يفعله ليأخذه الحنين
ألتقط هاتفه بلهفه وشوق حتى يخبرها انه عائد اليوم
تعجب من غلق هاتفها لتضيق عيناه ثم تنهد
صعد الدرج سريعا نحو غرفتهما... يشعر بالراحه بعدما عاين الطبيب حاله مريم وأخبره ان الأمل اجتاز السبعون بالمئه
فين المدام
تلجلجت في اخباره.. لتطرق عيناها أرضا.. فأحتقن وجهه من هذا الصمت... لينظر نحو ساعه يده فالساعه أصبحت في العاشره مساء
ساكته ليه فين المدام...
هبطت ندي الدرج على سماع صوته... علمت ان شهاب لم يخبره الي الان بشئ رغم انه انتظره بالمطار ولكن الآخر لم يستطع اخباره تمتمت مرتبكه
فين ياقوت ياندي
وكما فعلت الخادمه فعلت هي الأخرى
في ايه مالكم محدش بيرد عليا
شريف طردها ...
ولم يكن الصوت الا صوت مها التي وقفت أعلى الدرج تخبره بفعلة زوجها...
الفصل الواحد والستون
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
لم يصدق ما سمعه وكيف سيصدق بعد أن اضحي عمره يعطي من أجل سعاده من حوله.. انتقلت عيناه بينهم حتى يرى صدق مع سمع..
انت مش مصدقني... طب احكيلك طردها ازاي
شحبت ملامح ندي وهي تسمع مها.. فلاول مره تكن جريئه بين أفراد عائلتهم
حمزه.. شريف نادمان وبيدور عليها وهيعتذرلها
الڠضب أصبح يحتل كيانه وهو يتخيل كيف طردت زوجته واهانة من أفراد عائلته رغم كل شئ فعله معهم دون أن يفكر يوما بحاله
حمزه هنلاقي ياقوت وكلنا هنعتذرلها...
مراتي فين ياندي... هو سؤال وعايز اجابته
اطرقت عيناها فلا احد يعرف الي اين ذهبت.. رغم محاولتهم لمعرفة ذلك
انا اسف
رفعت ندي عيناها نحو شريف الذي اتي للتو يطرق رأسه خزيا وخجلا.. ساد الصمت للحظات ليتكرر اعتذار شريف
انا اسف.. صدقني بدور عليها.. مكنتش اقصد
لم يشعر بنفسه الا وهو يقبض على كتفي شريف بقوه ېصرخ پجنون
انا النهارده عرفت اني ضيعت عمري هدر... لأول مره في حياتي اكتشف اني كنت حاسبها غلط..ياخساره
سقطت دموع شريف.. فنفضه من بين ذراعيه .. ليسرع شريف في جذب ذراعه
اضربني.. اعمل اي حاجه بس سامحني... مش هسكت غير لما الاقيها
نظره لم يراها شريف يوما بأعين حمزه المحب له ولشقيقته وكأنهم منه.. لحظتها أدرك ان ما نظر شهاب نحو شقيقه الواقف يتحدث بهاتفه پجنون والخدم يحملون حقائبه وندى تقف جانبه باكيه من حينا الي اخر تطلب منه أن يفعل شئ.. أما مها وقفت تطالع كل شئ صامته يداها ترتشع خوفا
همست ندي برجاء وهي تجد الخدم أنهوا حاجة حمزه الذي لم يرمقهم الا بنظرات خذل
اعمل حاجه ياشهاب... ارجوك اتصرف
ماخلاص ياندي... البيه حاضرت الظابط دمر كل حاجه خلي يفرح بقى
سقطت دموع ندي بعجز تتذكر هيئه شريف وهو يغادر بسيارته مسرعا
حمزه لو مشي ولاد اختي هيضيعوا... انت متعرفش هو بالنسبالهم ايه
لم تجد من شهاب الا أبتسامه ساخره رمقها بها طعنت قلبها...
اشاحت عيناها بعيدا عنه ترمق مها الجالسه بمقت
كل الشنط اتحطت في العربيه يابيه
انتبه شهاب على خطوات شقيقه ونظرات ندي اليه... فتنهد ييأس واتبع شقيقه يهتف بأسمه قبل ان يصعد سيارته
حمزه... استنى ياحمزه
وقف مقتضبا يتحاشا النظر اليه
صدقني ياحمزه مكنتش ساعتها موجود... انت عارف اني بعتبر ياقوت اختي وعمري ماكان جوايا حاجه وحشه ليها وحزين على اللي حصل
مبلغتنيش ليه... يومين مراتي غايبه ومتعرفوش عنها حاجه وانا اخر من يعلم
اطرق عيناه معللا
افتكرت هقدر الاقيها قبل ما ترجع... مكنتش عايز نوصل للنقطه ديه
ضړب فوق صدره ينظر إلى المكان متذكرا اول يوم دلفوا جميعهم فيه ك عائله
الغلط غلطي ياشهاب... انا اللي خليتها اخر حاجه قدامكم في حياتي... ادتكم كل حاجه وهي دوست عليها كتير
واردف وهو لا يستطيع تحمل تخيل هجرها له وكيف يكون حالها
ابعد عني ياشهاب لان اللي جوايا ڼار....
غادر بسيارته ولم يفكر لحظه بحياته انه سيخرج من ذلك البيت نادما كارها له ولحياته فهاهو حلمه يتحقق وأتى موعده ولكن لا رساله تركتها له ولا شئ إلا نيران ټحرق فؤاده كلما تذكر
طول عمري كنت الحيطه المايله اللي الكل بيطلع همه فيها..مش هربيكم ابدا على الضعف
واردفت شاكره
مش عارفه اقولك ايه غير أن جميلك مش هنساه ابدا
تنهد وهو يعتدل في رقدته
قولت مش عايز اسمع منك شكر تاني
صمتت لثواني ليخبرها
بكره ياسمين هتكون عندك... انا وهي و والدك ظبطنا كل حاجه ومحدش يعرف مكانك غيرنا
حمزه بيدور عليكي زي المچنون
لا ياهاشم... ارجوك... لو مش حابب وجودي في بيتك قولي
قطع حديثها غاضبا
اتمنى مسمعش منك الكلام ده تاني.... الفجر قرب يأذن قومي صلي ونامي وبكره الضهر هتلاقينا عندك
انتهت المكالمه لټغرق في دوامه أفكارها وعبارة هاشم تتردد داخلها بيدور عليكي زي المچنون
ولكن الآوان قد فات
انا مش عارفه ازاي موافق تروح القاهره مع راجل غريب وتشتغل عنده... وبنتك التانيه محدش يعرفلها طريق... اقطع دراعي لو الموضوع ده مفيهوش آنه
ارتبك زيدان من نظرات زوجته فأسرعت ياسمين بجذب انتباه والدتها إليها
اولا ياماما مستر هاشم ده بتشتغل معاه ياقوت وهي موصياه عليا... وهعيش في نفس السك
والله عال ياست ياسمين بقيتي تعرفي تتكلمي...
ولمعت عيناها وقد انتبهت لحديث ابنتها
أنتي تعرفي حاجه عن ياقوت.. انطقي يابت خلينا نبلغ جوزها
ابتلعت ياسمين لعابها.. فلا احد يعلم بمكانها الا هي ووالدها
ما تسكتي بقى ياسناء وجعتي دماغنا.. قومي هاتي الفلوس اللي كنت شيلها لوقت زنقه اديهم لبنتك... العيشه في مصر غاليه...
احتقن وجه سناء فأنتفضت واقفه
مسيري اعرف يازيدان ايه اللي مخبي عليا بخصوص المحروسه بنتك
تنهدت ياسمين بقله حيله فتعلقت نظرات والدها بها
ياسمين خدي بالك من اختك يابنتي... اختك على وش ولاده
وسقطت دموعه بعجز
قوليلها ان ابوكي بيحبك... وخليها تسامحني انا اللي رميتها وسط ناس لا من توبنا ولا حياتنا تنفع معاهم
كادت ان تبكي ياسمين ولكن عودت والدتها إليهم وألقاء المال فوق الطاوله الخشبيه جعلها تضحك رغما عنها
خدوا الفلوس اهي ولو البت حصلها حاجه ذنبها في رقابتك يازيدان
تجاهل زيدان حديثها ووثب واقفا يحمل حقيبه ابنته
يلا ياياسمين يابنتي اوديكي الموقف الراجل زمانه مستنينا هناك
وقف هاشم في المكان الذي أبلغه به السيد زيدان كما اتفقا... استند بظهره جانب سيارته ينتظر قدومهم... كان لديه صوره في هاتفه تجمع ياقوت بعائلتها فلم يستصعب عليه الأمر فور ان وقعت عليهم عيناه اقترب منهم سريعا يعرفهم بحاله
تصافح زيدان معه بود
اهلا يابني... انا مش عارف اشكرك ازاي
متقولش كده ياعمي. ياقوت زي اختي
ابتسم زيدان براحه... فقد صدقت ابنته عندما أخبرته انه رجلا شهما
وقفت ياسمين جانب والدها مطرقه الرأس خجلا... لم تتعلق أعين هاشم بها ولكن عندما رفعت وجهها قليلا ألتقت عيناهم فشعر لوهله ان هناك شئ خفق بقلبه تجاهله سريعا ليحمل الحقيبة التي وضعها والد ياقوت أرضا
هنطمنك اول ما نوصل
مجرد ساعه غفاها وانتفض بعدها مڤزوعا من قسۏة أحلامه يهتف بأسمها
ياقوت
لا رد اتاه فتأكد انه كان يحلم بها... اسبوع مر وهو يبحث عنها كالمچنون لا وجود لها...امواله ونفوذه وسلطته لم تساعده بشئ
متابعة القراءة