للقدر للحكايه بقلم سهام صادق
المحتويات
معها
.................................
لاحت له بيدها قبل أن تختفي من صاله المطار نحو الطائرة المتجها ل سويسرا... تم استدعائها في عملها فأجازتها الممتده قد انتهت.. وقد قررت أن تقدم استقالتها وتعود اليه ثم يعودوا معا لمصر
وقف مراد للحظات ساكن في مكانه وانسحب مغادرا من المطار
ليعلو رنين هاتفه فنظر لرقم المتصل ثم أجاب
اجابه شهاب ضاحكا وهو ينظر لهيئته بالمرآه
المفروض كنت تبقى موجود ده انا في مقام خالك حتى
....................................
وقفت أمام القاعه الفخمه مع السيده سميره التي اتجهت على الفور نحو احدهن ويبدو انها تعرفها... ندي قد داعتها بدعوه رسميه تعجبت من الامر وظنت انها كانت مجرد كلمه ولكن دعوه العرس بعثتها لها مع شهاب
ياقوت
هتفت بها هناء فوجودها بالعرس شئ محسوم ف ناديه زوجه عمها
بعضهم بشوق... لتبعد هناء عنها ونظرت له بتدقيق وتفحص
ايه الشياكه ديه.. لا القاهره غيرتك
رغم بساطه الثوب ولونه الهادئ وعدم وضع الزينه على ملامحها الا انها شعرت بالحرج... سماح هي من اعطتها اياه واصرت على ارتدائه
طالعتها هناء بسعاده وهي ترى جمالها الذي أظهره الثوب
بس انتي طالعه قمر يا ياقوت
ثم اردفت بعدما غمزتها
بنظرة لعوبه
كنتي مخبيه عننا الجمال ده كله فين
................................
استمعت الي حديث خطيب شقيقتها وقد بدء يرسم عليهم محبته... خطبه اقترحها عليه احد أصدقائه.. عروس تخطت منتصف الثلاثون لديها وظيفه وشقه وشقيقة كفيفه من السهل التخلص منها اذا استولى على قلب الشقيقه الكبرى...وماجده كانت امرأة مشتاقه لمشاعر النساء التي تسمع عنها من صديقاتها المتزوجات... ورجلا خبير مثل سالم كان يعرف من اين يصل إليها ويخضعها له... كلام معسول مداعبات ستتمنع عنها في البدايه ولكن ستريد ولن تمانع بعد التجربه
ابتسمت مها بسعاده لأطراء خطيب شقيقتها... لتتمالك ماجده حالها وهتفت فخوره وسعيده بشقيقتها
مها جميله وشاطره في كل حاجه
العلاقه بين الشقيقتان كانت قويه..ليطالع سالم سعاده مها وعيناها التي لمعت من مديح شقيقتها.. فأرتسم المكر على شفتيه وتمتم وهو من ماجده اكثر
.................................
جلست على أحد الطاولات البعيدة بعض الشئ تتأمل العرس وهناء صديقتها التي اندمجت مع تقي ابنه عمها وفتاه أخرى عرفت اسمها من هناء ولم تكن الفتاه الا مريم التي كانت اغلب الوقت متعلقه بذراع حمزة او شقيقها
ترابط جميل كانت تراه...لم ترى السيده سلوى اليوم لعدم مجيئها من البلده
ودارت عيناها بين الضيوف ثم عادت تبتسم وهي ترى هناء تراقص ندي التي كانت تتحمل تلك الليله بصعوبه بعد الحديث الذي سمعته بين شهاب وحمزة
اهتزاز هاتفها اخرجها من تأملها فنظرت لرقم والدها لتخرج من الحفل بعيدا عن أصوات الموسيقى
اتاها صوت زوجه ابيها التي تسألت
ايه الدوشه ديه.. انتي فين
لم تمهلها الرد لتردف سناء حاقده
انتي رايحه تشتغلي ولا رايحه تدوري على حل شعرك
بهتت ملامحها من الكلمات.. لو كانت تعلم أن زوجه ابيها هي المتصله ما كانت اجابه عليها
بابا عارف اني في فرح... خير يامرات ابويا
احتدت ملامح سناء من الرد...وابدلت الحديث بمهارة امرأه ماكره
ابوكي عيان بس مش راضي يقولك ومحتاجين فلوس عشان التحاليل وكشف الدكتور
وتابعت وهي تلوي شفتيها بأستنكار
هتبعتي الفلوس امتى ولا احنا بعتينك تشتغلي من غير فايده... لو مش هتيجي من الشغلانه ديه فايده اقول لابوكي وترجعي البلد
تجمدت يد ياقوت على هاتفها وقد وصلتها رساله زوجه ابيها.. أما الاستجابة لتدبير المال او بث السمۏم في اذن والدها لعودتها وترك العمل والمشوار الذي بدأته
فاضل لسا اسبوع على المرتب.. هجيب فلوس منين انا... اول ما اخد مرتبي هبعت الفلوس علطول
لم يعجب سناء الحديث لتهتف بأنفعال قبل أن تغلق الهاتف
اتصرفي ولا ابوكي يضيع مننا
كانت آخر كلمه سمعتها ليصلها بعدها انغلاق الخط.. وصوت لم تتوقع سماعه
ابقى عادي على الحسابات بكره وخدي الفلوس اللي هيحتاجها علاج والدك
عيناها اتسعت پصدمه وألتفت بجسدها.. لتجده خلفها هاتفه وكأنه أنهى مكالمته للتو... وقبل ان تهتف بشئ انصرف من أمامها بثقته المعهوده وهيبته
وخطت بأقدام سريعه تتبعه واسمه يخرج من بين شفتيها بهتاف خاڤت
حمزة بيه...
الفصل الحادي عشر
هتافها الخاڤت وصل لمسمعه فوقق دون أن يستدير لها...ظنت انه سليتف نحوها ولكنه ظل ثابتا مكانه منتظرا ان تخبره بما تريد.. خطوات خطتها ببطئ حتى صارت أمامه
لتخفض عيناها خجلا تطالع طرفي فستانها
السلفه اكيد هتتخصم من المرتب مش كده
جالت عيناه بتدقيق على ملامحها لا يعلم لما تشعره بالماضي.. نفس أفعال صفا قديما الخجل التوتر الارتباك ونظرت عيناها الضائعه وعندما طال صمته رفعت عيناها بتوتر نحوه وكانت كنظرتها تماما نظرة تحمل الحزن نظرة تطلب الحمايه والدعم.. قبضه قلبه من تذكر الماضي الذي بدء تذكره منذ أن عرف بهوية صاحبة الخطابات التي كانت ترسل اليه
حمزة بيه حضرتك سامعني
سؤالها افاقه من حالة الشرود التي انتابته... ليعود الي غطرسته المعهوده ورفع كفه نحو جانب خده يمسح عليه
اكيد يا
انسه
ثم نظر إليها يسألها بلامبالاه
أنتي اسمك ايه
توردت وجنتيها وهربت بعيناها بعيدا عن نظراته الثاقبه نحوها
ياقوت
اسمها كان يعرفه ولكنه أراد أن يسمعه منها.. وخطوه تخطاها للأمام ليقف علي صوتها مجددا ولكن تلك المره كان صوتها مصحوبا بأبتسامه صادقه ممتنه لم يستطع عقله التشكيك فى نواياها
شكرا
قالتها وانصرافت على الفور دون كلمه أخرى... عيناه رصدتها بتروي ومن بعيدا كانت ناديه تطالع المشهد متعجبه
..................................
سعت وراء حلم كانت تعرف لعڼته وجاء اليوم الذي اكتمل فيه زواجهم وانتهى الحب الذي تمنته بالزواج والحفل السعيد وثوب الزفاف السعاده التي تمنته لم تشعر بها معه ف الفرحه أصبحت ناقصه كلما عاد الحديث الذي سمعته عنها يغرز سهامه
جوازنا هيتبنهي علي التقدير والاحترام وده كفايه اوي
الكلمه الاخيره اخذت تجثم على روحها... يبخل عليها بكلمه حب ويرى ما يقدمه لها ماهو الا كافي وهي كانت عطشه لكلمه واحده أعطتها له ولم تنالها
كنتي جميله اوي النهارده
وعادت شفتيه تلثم خدها
طالعه زي القمر
عيناها انفتحت على وسعهما... لتبتعد عنه بعدما تمالكت ضعفها معه... فنظر لانتفاضتها من بين ذراعيه متعجبا
مالك ياندي
رمقته بنظرة طويله تحمل اللوم والآلم وحملت فستان زفافها واتجهت نحو الفراش الواسع في الجناح الذي تم حجزه تلك الليله وجلست بهدوء
مالي ياشهاب.. انا كويسه اه
فأبتسم .. لن ينكر انه فتن بها اليوم لحظة رؤيتها بثوب الزفاف.. لحظتها شعر بخفقان قلبه بقوه وكأنه لأول مره يراها
لا فيكي حاجه ياندي.. انتي متغيره من قبل الفرح. فيكي هتخبي على شهاب حبيبك
ألقى كلماته بهدوء وهو يجلس جانبها محركا كفه ببطئ على خدها
اشاحت وجهها عنه تغمض عيناها بقوة... تجمدت ملامحه وهو يرى نفورها الواضح فنهض من جانبها صارخا
أنتي فيكي ايه.. قبل الفرح وقولت من الضغط اللي عليها.. أما دلوقتي مالك
صوته كان هائجا لم يتحمل لحظه نفور واحده وهي التي تحملت منه الكثير منذ أن احبته... دموعها الحبيسه سقطت دون اراده لتنهض صاړخة به پقهر
متحملتش لحظه رفض واحده ياشهاب
واردفت تتحسر على حالها وترخيصها لنفسها
لدرجادي انا كنت مرخصه نفسي اوي
وطرقت على قلبها وقد فاض بها واعادت على مسمعه العبارات التي أخبر بها حمزة
حب وتقدير كفايه عليها اوي كده.. مش كده يابشمهندس
الصدمه احتلت ملامحه لا يصدق انها سمعت حديثه الاخير مع شقيقه ولكن ها هو حدث مالم يتوقعه
دموعها انسابت على وجنتيها دون توقف وجسدها أرتجف من شعورها الممېت بوحدتها ويتمها الذي لأول مره تشعر به مع عائله زوج شقيقتها الراحله
محبتش غيرك ولا عمري شوفت راجل غيرك... حبيتك اوي بس حتى كلمه حب بخلتها عليا... كان نفسي اتحب منك انت وبس... من قالك اني محستش بعدم حبك ليا بس كنت بكدب على نفسي
واردفت تخفي وجهها بين كفيها
خدعت نفسي وقلبي
كان يسمعها وهو يحتقر حاله... يحبها ولكن حبه من نوع آخر نوع الاحتلال والانانيه واشباع الرجوله ومن دون كلمه
اهدي ياندي... انا لو مش عايزك مكنتش اتجوزتك
فهتفت پبكاء
بس محبتنيش
فتنهد وهو يريد ان يخبرها شعوره الحقيقي نحوها شعوره الذي يجهله
الحب بيجي مع العشره... الحب احنا اللي بنقدر نزرعه
الآلم جثي اكثر على قلبها وهي تتذكر صورة الفتاه التي كان محتفظا بصورتها لمده طويله رغم زواجها وخطبتهم ولولا غيرتها واصرارها عليه ما كان ازالها من جزدانه
دفعته عنها ثم اخذت ټضرب على صدره بقوه ممزوجه بضعفها
انا بكره نفسي ياشهاب ... بكره على كل لحظه نفسي اتكسرت فيها بسببك .. بكره كل لحظه شحت حبك كل لحظه شوفت حمزة رافض جوازنا وبيأجله خاېف... وبكرهك انت كمان
ولم يشعر بعدها الا بأنغلاق باب المرحاض بقوة خلفها... ليهوي بجسده فوق الفراش مطأطأ الرأس
كان عندك حق ياحمزة
........................................
ارتسمت السعاده على شفتيها وهي تتذكر أحداث اليوم معها واتكأت على جانبها الأيمن
طلع لطيف اومال ليه انا
بخاف منه
واستدارت بجسدها لتتكئ على جانبها الآخر
فوقي يا ياقوت وبلاش رسم احلام... طلع لطيف عشان عمل معاكي موقف عادي وكمان ديه سلفه هتدفعي تمنها من مرتبك
وتسطحت على ظهرها تلك المره تخبر نفسها
لو مكنتش سلفه مكنتش هقبلها...ده دين والدين لازم يتردد
هكذا مضت ياقوت ليلتها تحادث نفسها وتفسر لطافه حمزة الزهدي معها حتى لو لكانت لطافته احاطتها عنجهته وغروره
......................................
دلف من الشرفه بعدما وقف لأكثر من ساعه يزفر أنفاسه مفكرا ب بداية ليلتهم التي انتهت عكس ماخطت لها
وجدها تدثر نفسها أسفل الغطاء وتغفو
أنتي هتنامي
فتحت عيناها لتطالع هيئتها المشعثه.. ازرار قميصه مفتوحه المنتصف وازار أكمام القميص قد ازالها وشمر اكمامه للعلو
تفتكر يعني هعمل ايه
اجابته بتهكم ملحوظ رآه هو اما هي اجابه على سؤاله كما سأل
منها حانقا
ندي بطلي لعب العيال ده... انتي جايه دلوقتي تعاقبيني على حبك... انتي بتهزري صح
ملامحها كانت هادئه رغم داخلها عكس ذلك ولكن ستستمع لقرار عقلها حتى ترى ثمار العقل ولابأس ان تحرم قلبها قليلا من أحلامه الورديه
لعب عيال وبهزر... على العموم شكرا...
وتابعت وهي تهندم خصلات شعرها بأنوثه قصدتها
انا تعبانه وعايزه انام.. ممكن تطفي النور
وقبل ان ټدفن رأسها أسفل الوساده هتفت بتلاعب وهي تراه يبتعد عنها زافرا أنفاسه پغضب
عندنا طياره بكره بعد الضهر عشان شهر العسل ولا انت نسيت.. الواحد محتاج ينام كويس عشان يعرف يستمتع بالسفريه
واغمضت عيناها ليطالعها بأعين متسعه غير مصدقا ان التي أمامه الان ندي التي كانت تتمنى رضاه
.................................
فتح فؤاد عيناه ليجد ناديه مستيقظه والتفكير يشغل بالها فسألها بنعاس وهو يعتدل في رقدته
أنتي لسا صاحيه ياناديه
أنتبهت لصوته ونظرت اليه متسائله
انت صحيت
ضحك على هيئتها من يراها يشعر وكأنها فتاه في العشرين من عمرها ولست امرأه في سنوات عمرها الأربعين
ايه اللي شاغل بالك... طول عمرك مدام حاجه شغلاكي مبتعرفش تنامي
ابتسمت بدلال ودفعته
متابعة القراءة