عشقت جواد بقلم ثريا فخري

موقع أيام نيوز


هزيله ضعيفه لا تقو على الحركه ولا النطق ولا الكلام .. لم يتخل عنها فى وقتها ولا حتى الأن فلقد عرضها على الكثير من الأطباء فى البلاد وخارجها لتكون اجابتهم .. مرض لم يعرفوه من قبل 
وانتهى بها المطاف فى احدى المصحات فى دوله اوروبيه .. أما الوالد فلقد اختار العيش معه على أن يذهب كل فتره لزيارة فتاته الصغيره .. 

أوصل والده .. وعانقه قبل ذهابه متمنيا له السلامه .. وهذه المره كما مثيلاتها يسأل قلبه نفس السؤال .. من أين وجدت تلك القوه على الغفران !
_ وحشتينى اوى 
_ بابى .. حواوه 
يمدها لها 
_ اتفضلى يا ستى .. احلى حلاوه لأحلى عنود فى الدنيا دى كلها 
وزع انظاره فى المكان عل نظره يقع عليها صدفه .. لينظر لساعته اخيرا قائلا وهو يمط شفتيه بضيق 
_ هى مامى لسه مجتش .. يا عنوده 
ببرائه نظرت له .. ليعرف الإجابه مسبقا .. نادى المربيه لتأخذ الصغيره عند هكذا اتفقوا على تسميتها عملا بأكثر شئ مشترك بينهما 
بينما تلاعبت يده بالهاتف مفكرا أيتصل ليطمئن عليها أم لا .. صوت بداخله أتاه يقول 
_ دا على أساس انها بتتصل تقولك انها هتتأخر .. متسألش فيها زى هى مبتسألش فيك 
وكما العاده إنصاع لهكذا صوت .. وقد أعلن الغرور سطوته فوق رقابهما معا .. 
بعد وقت ليس بالقليل أتت هى لتجده يجلس أمام التلفاز وقد غشيه الملل .. تجاهلها على الرغم من عينه التى كادت تعصيه وتنظر لها رغما عنه .. قالت وهى تجلس يبدو عليها الإرهاق الشديد 
_ مساء الخير .. هى عند فين 
_ نامت 
أومأت برأسها بإرهاق واضح .. فقال كمن لا يهمه الأمر 
_ باين عليكى تعبانه 
_ فعلا .. كان عندنا شغل كتيرالنهارده 
ترك الدعوى على المنضده بقصد لتراها هى .. فقالت وهو يقوم 
_ انت ناوى تروح فرح وليد 
استدار ناظرا لها يحاول فهم ما يدور بخلدها 
_ مش هينفع اروح من غيرك 
زفرت بضيق فهى لا تود الخنوع تحت اى سبب كان .. لتقول بلا مبالاه 
_ انا كمان عاوزه اروح .. وبالمره اغير جو وارتاح شويه من ضغط الشغل 
التمعت عيناه فجأه .. فربما تكون هذه خطوه نحو الأفضل لكنها خيبت أماله عندما أكملت 
_ عن اذنك انا داخله انام 
تتبعها بنظره ليراها قد ولجت لغرفتها .. غرفتها هى .. التى اتخذتها منذ اكثر من عام مأوى لها .. فعندما تصدعت علاقتهم واضحت على وشك الإنتهاء كابر كلاهما واتخذا ابنتهما درعا لحماية مشاعرهم 
اقتنع كلا منهما بحتمية وجودهما معا تحت سقف واحد .. ولكن تحت ذلك السطح لا يوجد مسمى لعلاقتهم .. أزواج منفصلين كلا منهما فى غرفه .. أحبه مفترقين كلا منهما فى فكر لا يدركه الأخر 
وظلا هكذا هو قاټل
من قبل لأجل الحصول على قلبها .. وهاله غرورها .. بينما هى قاتلت لتحافظ أولا وأخيرا على غرورها فبعدما سلمتها له عمتها كقربان بلا مقابل .. رأت أن تحارب لأجل كرامتها أفضل من أن تخوض معه معركة الحياه فينقلب يوما ضدها 
وصل الجميع لحيث مكان الزفاف .. فاليوم هو الموعود .. وصلوا نهارا .. فأوى كلا منهم لغرفته .. الا سلمى تلك التى كانت تقف تشرف على ترتيبات الزفاف فى القاعه ليجاورها ياسين 
_ سلمى .. ليو فين 
تسائل ياسين .. لتجيب وهى تلتفت حولها تبحث بعينيها قبل أن تقول 
_ مش عارفه .. كانت هنا من شويه 
_ طب روحى شوفيها وانا هكمل مكانك هنا 
الفصل التاسع والعشرون 
الجزء الثانى 
خرجت تبحث عنها لتراها من بعيد وقد وقفت تلعب مع الأطفال الأخرين .. ذهبت اليها ليسبقها اخر جلس أمامها وأخذ يلعب معها وهى بدت منسجمه بشده 
نظرت اليهم تستغرب من ذلك القادم ولا تعرفه هى .. تقدمت أكثر لتسمع صوته المألوف لدى قلبها وتلافيف عقلها تنسج ألحان صوته من قبل .. قالت بدهشه 
_ حسااام 
قام ينظر لها وبين ذراعيه طفلتهما الصغيره المشاكسه كما أمها .. قال بمداعبه 
_ وانتى كمان وحشتينى اوى 
نظرت له بعدم فهم ليقترب أكثر قائلا 
_ قريتها فى عيونك .. مش محتاجه انك تقوليها 
قالت بنصر 
_ شايفه انك جيت 
_ انا جيت دلوقتى بس الفرح مش دلوقتى .. واحنا اتفقنا على الفرح 
لاعب الصغيره قائلا مغيظا أمها 
_ ليو حبيبتى مامتك تفكيرها أخدها لبعيد .. ينفع اخسر .. ينفع بابى يخسر 
الصغيره مقلده كل حركات والدها 
_ بابى مش ممكن يخسر ابدا .. ماما غلطانه 
نظرت لهم بغيظ 
_ وقفتى معاه يا ليو ماشى أما نشوف اخرتها .. 
وقف ياسين مستغربا ذاك الذى تقف أمامه سلمى تكاد تستشيط من الڠضب .. رأى وليد وهو يمر من أمامه متعجلا 
_ وليد .. استنى 
وقف وليد على مضض 
_ يا نعم 
_ مين اللى واقف مع سلمى دا يا وليد 
نظر وليد لحيث ينظر .. ثم نظر له بدهشه 
_ يا نهار اسوح .. مش عارف مين دا .. دا حسام جوزها 
ضړب جبهته بباطن كفه قائلا 
_ معلش بقى .. مش شايف غير ضهره فمعرفتوش .. بس انت رايح فين كده 
وليد مستغربا 
_ يا بنى مالك النهارده ... انا رايح اجيب العروسه ولا عاوزنى اتجوز من غير عروسه وبعدين هو انا مش قولتلك امبارح ولا انت الزهايمر سيطر ولا ايه بالظبط 
_ والله ما عارف يا وليد حاسس انى قايم مش متظبط 
_ طب يالا يا حلو مش متظبط .. يمكن ألاقيلك عروسه .. أصل عروستى شالله يخليها يارب جايبه صاحباتها كلهم من تركيا .. حاجات ايه كده لوز 
_ يابنى ركز فى العروسه بس .. وسبلنا احنا صحباتها 
_ عندك حق ..
لازم يكون فى ايثار ما بينا بس لو فضلنا كده كتير مش هيكون فى ايثار ولا حبيبه ولا صحباتها .. عن اذنك 
_ استنى خدنى معاك 
سارا خطوات قليله حتى وصلوا لحيث يقف كلا من سلمى وحسام .. وليد مرحبا 
_ اهلا ابو نسب 
_ ازيك يا عريس 
نظرت لهم سلمى مستغربه .. ودهشة ياسين لم تقل عن دهشتها .. ليقول الأخير 
_ دا اللى هو ازاى دا بقى 
حسام متسائلا 
_ اللى هو ايه بالظبط 
سلمى پحده
_ هو مش المفروض انكوا .. متزاعلين سوا .. وان الكابتن دا مكنش عاوز يحضر الفرح وحصلت مشكله كبيره ما بينا بسبب كده 
نظر كلاهما لبعض لينكر وليد 
_ الكلام دا حصل يا ابو نسب 
حسام وقد أسند ذراعه عليه ليقول بتفكير 
_ ولا فاكر اى حاجه من دى يا خويا 
سلمى وقد عقدت ساعديها أمام صدرها 
_ ولا فاكر ان حضرتك قولت انك مش هتحضر الفرح 
_ دى بقى بالتحديد فاكرها وفاكر كمان انك قولتى انى لو محضرتش ابعتلك ورقة طلاقك .. بس احب اطمنك برضو مش هحضر 
وليد بإعجاب 
_ تعجبنى يا ابو نسب .. ايوا كده اكسر للبت ضلع يطلعلها اربعه وعشرين 
_ واقف معاه ضدى يا وليد .. ماشى يا وليد 
ياسين 
_ عادى كده يا وليد .. شكلك مش عاوزه يحضر الفرح 
وليد موضحا 
_ انا الليله دى .. ولا عاوز اشوف وشه ولا وش مراته اللى هى اختى اساسا .. ولا اى حد انا النهارده عاوز العروسه .. العروسه وبس 
حسام وهو يجذبه من يده 
_ طب يالا يا خويا
 

تم نسخ الرابط