لحن الزعفران بقلم شامه الشعراوي
المحتويات
خلاك بالشكل ده.
أجابها بتردد قائلا
باباكى أتعرض لأزمة قلبية وهو دلوقتى فى المستشفي.
شعرت بذاك الوقت بأن الدهر توقف عند هذة الجملة فبدأت عيناها تسيل بالدموع كالشلالات المتدفقة ليحتويها عمران محاولا تهدئتها بينما هى قالت من وسط بكائها بابا كويس صح ...ومش هيسبني لوحدي.
هيبقى كويس ومش هيسيبك.
رفعت رأسها ورمقته بنظرات خائڤة من الفقدان فقالت بتوسل أرجوك ياعمران خدني أشوفه علشان خاطري.
حاضر بس انتي متأكدة أنك عايز تشوفيه لانك كدا هتظهرلي للكل.
اؤمات بالإيجاب ليكمل حديثه
ماشى هوديك بس الأول أهدي مينفعش تشوفيه بحالتك دي.
بعد مدة كانت جالسة فى السيارة بجانب عمران تفرك يديها بتوتر شديد ومازالت عيناها تتساقط لاأراديا بالدموع بينما الطفل الصغير أعاده والده فى طريقه إلى القصر ثم أتجه نحو المستشفي وحين وصلهم ولجت إلى المكان حيث ترقد به العائلة لترى أمامها والدتها واختها جالسين على المقعد وفى هذا الاثناء أنتبه إليها أنيس الذى حدق بها پصدمة ألجمته فقال هامسا فيروزة!
بنتي أنتى هنا ولا أنا بتخيل...ردي عليا و قوليلي أني مش بحلم زي كل يوم
لحالتهن.
تحدثت نازلي من بين بكائها ليه عملتي كدا ليه مشيتي وسبتيني ازاى هونت عليكي بجد حرام انتي وجعتي قلب أمك عليكي.
مكنش ينفع افضل بعد كل اللى حصل ياأمي أنا كنت تعبانه أوي
ووجودي هناك كان هيتعبني أكتر.
أبتعدت نازلي عنها قليلا لتجفف وجه ابنتها من تلك المياه التى تسيل على وجنتيها ثم قالت
من هنا ورايح مش هتبعدى عننا تاني فاهمة.
حاضر.
بينما أنيس ولارين أقتربوا منها ليضموها بقوة ليعبرون عن مدى اشتياقهم لها ولم يخلوا هذا من المعاتبة وعند إذ تحدثت لارين بحزن شوفتى اللى حصل لبابا يافيروزة انتي متعرفيش هو قد ايه كان حزين أوي لبعدك عنه وبسبب ده هو تعب وخاېفة ليبعد عننا.
بعد خضون دقائق ولجت إلى العناية بمفردها بعد ما سمح الطبيب بهذا حيث أن عيناها امتئلت مرة أخرى بالدموع بعد ما رأته ضعيفا فى تلك الحالة مواصلا بأجهزة دنت منه وهى تشعر بنبضات قلبها ستخرج من مكانها جلست بجانب الفراش برفق وهى تمسك بكفه قائلة بحزن شديد وبكاء
شهقت پعنف وهى تهتف قائلة بدون وعي
ارجوك يابابا ماتموتش دلوقتى وتسبني علشان خاطري أنا فيروزة وضعت رأسها على كتفه برفق وهى تبكي بأنهيار وصوت شهقاتها يعلو شعرت بيد تربت عليها ثم أتاها صوت مجهد قائلا بحنان هعوضك عن كل حاجة ياقلب أبوكي.
ابتعدت برفق ثم قالت پصدمة فارحةبابا أنت فوقت أنا بجد مش مصدقة قفزت من مكانها أنا لازم أعرف الكل برا لكن مانعها والدها من الخروج قائلا بأرهاق
لا تعالي قربي عايز أشبع من شوفتك قبل ما حد يدخل أنتي متعرفيش قد ايه كنتي وحشاني بجد أنا فرحان اني تعبت لو كنت أعرف من الأول أنك هتيجي لما اتعب كنت تعبت من بدري ومكنتش عيشت طول الفترة دي فى حزن وقهرة.
اقتربت مرة أخرى تقبل مقدمة رأسه ثم قالت بحزن
أنا اسفة مكنتش أعرف أن غيابي هيعيشكم فى حزن بالشكل ده.
هتف عامر بعيون دامعة أنا اللى أسف...بسببي حياتك ادمرت و فضلتي تعاني
طول السنين اللى فاتت..سامحيني يابنتي مقدرتش احميكي من كل اللى حواليكي وسامحيني على معاملتي ليكي.
أخذت تمسح وجهه من أثر البكاء قائلة بابتسامة رقيقة
مسمحاك بس أرجوك انسي كل اللى حصل كفاية ۏجع وحزن عيزاك ترجع بابا القوي لان لسه قدامك مهمة طويلة جدا علشان تعوضني وتراضيني كمان.
قبل يديها بخفة ثم قال بحب أبوي بس كدا ...دا أنا هعملك كل حاجة انتي تتمنيها...لكن فى سؤال فى بالي كنتي فين طول المدة دي.
ابتعدت فيروزة عنه لتقول بتوتر اقولك بس متزعقش ولا تتعصب.
نظر إليها بطرف عينه ليقول بترقب قولي مټخافيش.
هتفت سريعا كنت عند عمران فى بيته.
ظل عامر محدقا بها ثم تحدث بضيق
يعني كنتي عند عمران بيه واتاريني بقول ليه الواد بيتعامل معانا بهدوء وبكل برودة أعصاب بعد ماكان بيعمل كل ما بوسعه حتى نلاقيكي لما كنتي مخطۏفة أتاري البيه مخبيكي عنده وسيبني الف حولين نفسي ومڼهار عليكي ماشى ياعمران الزفت لما أفوق والله لاوريك.
يابابا عمران ملهوش دعوة أنا طلبت مساعدته والراجل يشكر ساعدني بكل ترحاب وغير كدا أن اللى نبهت عليه ميقولش لحد فيكم إلا لمۏت نفسي وهو خاف عليا مش أكتر.
بس دا ميمنعش بردو من أني أعلمه الأدب.
هتفت فيروزة بضيق بابا لو حضرتك عملت حاجة له أو زعلته بكلمه بجد أنا همشي ووقتها مش هتعرفلي طريق كله إلا عمران.
نظر إليها والدها بعدم تصديق ليضحك بتعب قائلا
بجد أنا مش مصدق اللى بسمعه انتي خاېفة عليه للدرجاتي مني.
خفضت رأسها بحرج ليكمل هو بأبتسامة
لا شكل الموضوع أكبر من كدا بكتير.
ممكن حضرتك ترتاح شوية لأنك لسه تعبان وأنا هنادي الدكتور يجي يشوفك.
بعد أسبوعين
فى القصر وتحديدا فى غرفة المعيشة كان يجلس عامر بين أفراد عائلته محتضن فيروزة فقد مكث فى المستشفي لمدة ثلاثة أيام أردف عمر بمرح
وأخيرا رجعنا أتجمعنا تاني من أول وجديد حقيقي ياروزا البيت نور لما رجعتي مع أن أنا كنت زعلان منك بس يلا مش مهم أهم حاجة أنك معانا.
بينما الجدة تحدثت قائلة بأبتسامة ربنا يديم لمتنا ويبعد عننا أى حاجة وحشة.
جاءت سارة من المطبخ وهى تحمل بيديها صينيه مليئة بأكواب العصير لتقدم لكل واحد منها كأسه الخاص ثم جلست بجانب زوجها قائلة بسعادة
بجد أنا مش مصدقة أن روزا قاعدة معانا دلوقتي مش قادرة أوصفلكم قد ليه أنا فرحانة.
نظرت إليها فيروزة وتلك البسمة لم تفارق شفتيها فقالت وأنا كمان فرحانة بوجودكم حواليا...وبعدين ياسارة يلا شدي حيلك وهاتلنا بيبي صغنون يقولي ياعمتو.
تحدث أدم هذة المرة قائلا
متابعة القراءة