عشق الهوي بقلم نونا المصري
المحتويات
الاخيرة بنبرة صوت مغرية جعلت مريم تنزعج اكثر لذا نظفت حلقها وقالت بنبرة جافة من فضلك باشري بعملك ان ابني يتألم ولا وقت لمثل هذا الكلام الان
فقال الطبيب حسنا لا تقلقي يا سيدتي سوف نعطيه حقنة لتخفيف الألم
اما ادهم فكتم ضحكته وهو يدرك ان موضوع الشبه
بينه وبين ابنه قد ازعج مريم التي رمقته بنظرة ذات مغزى وكأنها تعنفه لان الممرضة كانت تغازله فرفع حاجبه وتنحنح ثم اقترب من ابنه وجلس بجانبه وابتسم قائلا متخفش
فابتسم الطفل وقال انا مخفتش ابدا لانك انتي وبابا كنتوا جنبي
ابتسم ادهم بدوره ثم عبث بشعر ابنه وقال قولتلك ان الحقنة مش هتوجعك ابدا ومن هنا ورايح مش هسيبك تاخد اي حقنه من غير مكنش جنبك
ادهم وعد يا حبيبي
قال ذلك ثم نظر إلى الطبيب وسأله اخبرني ايها الطبيب كيف حال ابني
فابتسم الطبيب وقال حمدا لله ان الاصاپة كانت بعيدة عن عضلات فخذه والا لكانت ستسبب له اعاقة في قدمه
فقالت مريم اذا هو بخير الان اليس كذلك
الطبيب لا نستطيع الجزم في هذا الامر حتى يشفى الطفل لذا يجب ان يبقى في المشفى لعدة ايام لكي نراقبه جيدا
الطبيب يمكنكم اخراجه بعد ثلاثة ايام فحالته مستقرة ولكنه بحاجة للعلاج الفيزيائي حتى يتمكن من السير بشكل أفضل لذا سأحدد لكم موعدا مع الاخصائي
ادهم نحن سنعود الى موطننا في اقرب فرصة وسنجعله يتلقى العلاج الفيزيائي هناك لذا لا داعي بان تحديد موعد
فنظرت مريم الى ادهم وقالت مينفعش نفضل هنا لغاية ما ادهم يخف على الاقل نسيبه يستريح شوية وبعد كده نسفره
مريم بس احنا ممكن
قاطعها ادهم بقوله مش عايز اسمع اي مناقشه في الموضوع دا احنا هنقعد هنا اسبوع واحد وبعدها هنرجع مصر ودا قرار نهائي
تأفأفت مريم بضيق ولم تعلق بشيء لانها كانت تدرك بأن لا طائل من المجادلة مع حبيبها العنيد والذي ان عزم على امر سينفذه بكل تأكيد لذا فضلت الجلوس بصمت بجانب صغيرها واخذت تنظف له انفه بمنديل ورقي بينما رفع ادهم رأسه بكل شموخ وغرور لانه تمكن من فرض سيطرته عليها وجعلها تمتثل لأوامره كما في الماضي اما الممرضة الاجنبية فكانت وقحة جدا وسمحت لنفسها بأن تتعمق في مغازلته حيث قالت يبدو ان شخصيتك قوية جدا يا سيدي لقد لاحظت انك المسيطر في هذه العلاقة اكثر من السيدة
فاحنت مريم رأسها وادعت عدم الاهتمام به اما الممرضة فشعرت بأنه وضع لها حدا بكلامه فابتسمت بخيبة أمل ثم قالت ارجو لكم التوفيق
قالت ذلك وبعدها خرجت من الغرفة وبقيت العائلة الصغيرة لوحدها فكانت مريم تمسح على شعر ابنها الذي غفى بسرعة بعد ان اخذ الحقنة وكانت تبدو منزعجة بينما وقف ادهم يراقبها وهو يلوي شاربيه بطريقة مغرية فابتسم بخبث وسألها هو انتي غرتي ولا ايه
رفع ادهم حاجبه واراد ان يقول شيئا ولكن صوت قرع الباب اسكته فالټفت وقال تفضل
ففتح الباب ودخل كل من خالد وكمال ومعهما الهام التي ركضت نحو مريم بسرعة وعانقتها قائلة ازيك يا حبيبتي
فابتسمت مريم وقالت الحمد لله
اما ادهم فتغيرت ملامح وجهه إلى الانزعاج عندما رأى خالد الذي سأل ايه الاخبار يا مريم
مريم كلها تمام والحمد لله من شوية الدكتور كان هنا وقال ان حالة ادهم الصغير مستقرة وقال اننا نقدر نخرجه من المستشفى بعد تلات أيام
ابتسم خالد وغمغم طب الحمد الله
اما كمال فقال حمد لله على سلامته يا مريم
مريم الله يسلمك يا استاذ كمال
فنظر ادهم الى كمال وقال
كمال انا عايز اكلمك برا
أومأ
كمال برأسه واردف اوك
ثم خرجا من الغرفة وسأله ايه اللي بيحصل يا ادهم امبارح مقدرتش اسألك لان الوضع مكنش بيسمح بس مقدرتش انام طول الليل وانا بفكر في الحكاية دي هو انت اتجوزت مريم بجد !
فتنهد ادهم وقال ايوا وابنها يبقى ابني
كمال طيب ليه محدش يعرف حاجة عن الموضوع دا وبعدين انت ازاي وافقت ان ابنك يبعد عنك كل المدة دي
فتنفس ادهم بعمق واردف الحكاية معقدة يا كمال انا مكنتش اعرف ان عندي ابن لحد امبارح
كمال يعني ايه هي خبت عليك حملها ولا ايه وازاي قدرت تخبي الحمل وهي مراتك
ادهم انا طلقتها من اربع سنين
فعقد كمال حاحبيه وقال استنى استنى انت عايز تفهمني انك اتجوزت مريم وبعد كدا طلقتها وهي خبت عليك
حكاية حملها لغاية ما اكتشفت دا امبارح !
فتنهد ادهم ولم يقل اي شيء بل اكتفى بهز رأسه دليلا على نعم اما كمال فسأله بس ليه عملت كدا
ادهم دي حكاية طويلة وانا هحكيلك على كل حاجة لما نبقى وحدنا بس دلوقتي عايزك تجهز كل الاوراق الازمه علشان مريم وادهم يرجعوا مصر معايا
كمال هما هيرجعوا !
ادهم امال عايزني اسيب ابني يفضل في البلد الاجنبية وميعرفش هو مين
كمال طيب ومريم رأيها ايه في الموضوع دا
ادهم هتجوزها
فسأله كمال بانفعال هتتجوزها مرة تانية بجد
ادهم اساسا انا مكنتش ناوي اطلقها ابدا بس الظروف اجبرتني اني اعمل كدا
نظر كمال اليه مطولا ثم قال بتحبها يا ادهم
فنظر ادهم اليه ثم اشاح بنظره وقال بصوت حزين اكتر من روحي يا كمال عمري ما حبيت حد زيها ومش هتقدر تتخيلش انا تعذبت قد ايه وهي بعيدة عني وخصوصا بعد ما طلقتها حسيت ان روحي طلعت مني لما سبتها
كمال طيب وهي بتحبك كمان ولا ايه
ادهم على الاغلب لأ انا اذيتها اوي وجرحت مشاعرها كتير ومظنش
انها بتحبني اساسا هي وافقت تتجوزني من زمان لان الظروف اجبرتها تعمل كدا زي ما حصل المرة دي كمان يعني لو مكنتش هددتها اني هبعدها عن ابنها ماكنتش وافقت ابدا بس هفضل وراها لغاية ما تحبني زي ما بحبها والايام هتثبت كلامي
كمال طيب وهتعمل ايه مع العيلة دي هتبقى صدمة كبيرة بالنسبة لهم
ادهم مش صدمة وانما مفاجأة بص بما ان موضوع الشغل اللي جينا هنا علشانه مكتملش يبقى انا عايزك ترجع مصر وتقول للكل ايه اللي حصل واكيد ماما هتفرح اوي لما تعرف ان عندها حفيد
كمال طيب انا هعمل كل اللي انت عايزه بس عايزك توعدني الاول انك مش هتخبي عني اي حاجة بعد كدا ماشي
فابتسم ادهم ثم ربت على كتف كمال بخفة وقال خلاص مش هخبي عليك اي حاجة بعد كدا
متابعة القراءة