جوازه ابريل
المحتويات
على شفتها المرتعشة بإغراء حارق له فاتسعت عيناها حين رأته يميل نحوها لكنها في اللحظة الأخيرة أدارت وجهها للجهة الأخرى قبل أن تنهض متوترة وتتقدم إلى الأمام بخطوات مرتبكة.
أغمض مصطفى جفونه لثوان بأنفاس متقطعة ثم مرر أصابعه على مؤخرة عنقه بتنهيدة قبل أن ينهض من مقعده ليذهب خلفها وهو يفك ربطة عنقه بسرعة محاولا التنفس بعمق للحد من الحرارة المنبعثة من جسده رماها على الأرض بلا مبالاة ثم خلع سترته السوداء وألقاها على أقرب مقعد مقابل له بإهمال بينما استمر في متابعتها حتى الطابق العلوي.
سألها مصطفي بصوت هاديء منخفض بجانب أذنها فعجزت عن الرد حيث شعرت بحرارة شديدة تشع من صدره الملاصق لظهرها إلى جانب أنفاسه الساخنة التي أحرقت جلد رقبتها الملساء بلا رحمة مما تسبب لها في ارتعاشة مربكة في جميع أنحاء جسدها الضعيف حتى أنها تمكنت أن تهتز رأسها بالنفي بمشقة لتحاول أن تجد صوتها بصعوبة فخانتها الكلمات وخرجت منها متلعثمة من التوتر عايزة .. اروح .. الحمام
حركت رأسها في رفض صامت وبأنفاسها تكاد تكون مسلوبة من رئتيها فحاولت الابتعاد حتى تستعيد ربطة جأشها لكنه آبى أن يطلق سراحها فتحاملت على نفسها لتهمس برقة يتخللها الحرج مالوش داعي .. ممكن تسيبني!!
تمتم بأنفاس متلاحقة ماتخافيش يا حبيبتي هكون هادي معاكي .. بس ماتحرمنيش
منك انا بحبك اوي يا ابريل بمۏت فيكي .. وحتي وانتي بين ايديا ھموت من كتر شوقي ليكي .. مش متخيلة قد ايه استنيت اللحظة دي من يوم ما عرفتك يا قلبي عايزك اوي اوي
بعد لحظات ابتعد عنها قليلا وأمسك وجهها بيديه متمتما بصوت حنون وهو يتأمل كل شبر من وجهها سامحيني يا حبيبتي مش قادر اشبع منك وماقدرتش اتحكم في نفسي قدام حلاوتك دي كلها .. هسيبك شوية وقت مع نفسك يا روحي
ردت حنين بإبتسامة باردة انا هنا في مكاني يا حبيبتي .. في اوضة جوزي انتي اللي مش في مكانك
استقامت من مجلسها وهي تردف بنبره قاسېة يتخللها الشماته دايما الاولي هي اللي في القلب يا ابريل و ليها النصيب والمعزة الاكبر .. يعني ماتخليش اوهامك الساذجة توهمك انك هتكون اهم حد في حياته .. مهما وصلت درجة تعلقه بيكي وخدعك تمسكه بيكي مستحيل هيفضلك علي ام ولاده واول حب في حياته .. انتي حاجة مؤقتة نفسه فيها مش اكتر في الاخر وبعد مايوصلك ويشبع منك هتبقي فعل ماضي
حنين بسخرية مبطنة ولا حاجة يا حبيبي كنت مستنية ابارك للعروسة
_يلا عن اذنكم انا هروح اوضتي
وعندما غادرت التفتت إبريل إليه وعلامات التعجب تحوم حول رأسها لتسأله بعدم تصديق اللي هي بتقوله دا حقيقي!!
إقترب مصطفى منها وهو يجيبها بتبرير بارد لا يشفع له انا مقدر انك مصډومة .. بس اللي احنا فيه وضع طبيعي وبكرا هتخدي عليه صدقيني مش هتحسي بوجودها ..
استندت على الطاولة خلفها بعد أن شعرت أن قدمها قد ټخونها وتسقط على الأرض قبل أن تتحدث معترضة احنا ماتفقناش علي كدا...
بتر باقى جملتها بلهجة حاسمة وهو يقف أمامها مباشرة ابريل انتي قبلتي تتجوزيني .. خلاص ارضي واتبسطي بأيامنا مع بعض .. بلاش تخربي حياتنا بالتفكير الكتير .. لانك مش هتعرفي تغيري الواقع .. والمصير دا اهون كتير من اني كنت اسيبك يوم فرحك واسيبلك ڤضيحة ليكي انتي واهلك تلازمكم طول العمر بعد اللي عملتيه معايا واھانتك لرجولتي قدام الناس كلها ..
صمت مصطفى لبرهة وهو يحدق فيها بغموض قبل أن يخفض حدة صوته من هوج مشاعره تجاهها بس يشفعلك اني بحبك وكان نفسي الجمال دا يكون بتاعي ودلوقتي خليني اقطف من شهد جمالك واتمتع بحلاوة طعمه المسكر
دفعته بعيدا عنها وهي تشعر بإشمئزاز وهناك شيء يؤلم روحها بقوة تجاوزت حدود صبرها وثباتها بينما ارتجف صوتها صاړخة بتشنج استهدف باقي جسدها ابعد عني .. هو انت ازاي طلعت بالحقارة دي
ظهرت علامات الاستياء على وجهه وهو يقطب بين حاجبيه ليقول بصرامة طب وليه الغلط دا بقا .. بلاش شغل جنان..
ابريل بتحفز المغادرة الجنان بجد لو فضلت هنا لحظة كمان خليني امشي
صړخت ابريل مذعورة حين شعرت بيده القاسېة تمسك بذراعها تجذبها نحوه قائلا باستفزاز تمشي علي فين يا عروسة
هو انتي فاكرة الطلوع من هنا بالساهل كدا .. انتي خلاص بقيتي تحت ايدي وحر فيكي اخد حقي منك علي مزاجي
هدرت ابريل بإنفعال يستحيل افضل مع واحد حقېر زيك .. انا بكرهك وبحتقرك
جز مصطفي على أسنانه قبل أن يتمتم بټهديد لسانك دا هعمله الادب بس خلينا الاول في ډخلتنا يا عروسة احسنلك تهدي وتسترخي كدا عشان الليلة تمر علي خير والا هتكون چحيم وۏجع عليكي ومتعة ليا في كل الحالات
إرتسم الړعب كل ألوانه الداكنة على ملامحها وهي تقاوم قوته الجسدية بعجز وهي تصرخ پجنون سيبني بقولك سيبني...
بقلم نورهان محسن
علي متن يخت فى نهر النيل
_بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
بقلب يتخبط يمينا ويسارا من التوتر الشديد داخل ضلوعها عادت إلى ارض الواقع من تفاصيل ذلك الحلم الملعۏن الذي طاردها قبل أيام على صوت المأذون الذي أعلن انتهاء مراسم زواجها من باسم الشندويلي الذي نهض من مقعده ليتجه نحوها بمظهره الرجولي الأنيق وشفتيه المزينتين بابتسامة رائعة.
قبل ظهر يدها برفق قبل أن يثبت عينيه داخل فيروزيتها المتلألئة سارحا في جمالها الملائكي الهادئ بفستان بيج بتصميم محتشم يناسب قوامها جدا حيث جاء بأكمام طويلة تصل إلى الأرض وخصر ضيقا بحزام رفيع وأنيق وجاءت تنورة الفستان بقصة انسيابية وجمع الفستان بين قماش التول والدانتيل المطرز بالورود البيضاء والفضية التي ظهرت في الفستان بأكمله.
التقت أعينهما في صمت بينما أرسلت نظراته إليها اهتزازات جعلت قلبها ينبض بقوة حتى استطاعت أن تقطع اتصالهما البصري بأصوات الزغاريد المتصاعدة من حولهما.
لم تمر ثانية حتى اقترب الضيوف منهم ليقدموا لهم تهنئتهم الحارة فاستقبلتهم بابتسامة مجاملة تخللتها نظرات باهتة إلى حد ما لم يلاحظها سوى نادية التي التقت عيناها بها وهي تهنئها بابتسامة غامضة تخفي الكثير من الامتنان لها لكن لا أحد سواهما يستطيع فك طلاسمها.
بالإضافة إلى حضور العديد من الشخصيات لكن الذين كانا يترصد لها باهتمام هم نظرات أحمد ومصطفى وفي داخلهما مشاعر متضاربة تغلي بين المعاتبة والاستياء.
flash back
قبل عقد القران بساعتين
_الف مبروك يا عروسة
التفتت إبريل لتنظر إليه رافعة أحد حاجبيها بتعجب فاستكمل حديثه بلهجة هازئة ايه متفاجئة انك شيفاني .. ايه كنتي فاكرة اننا مش هنتقابل انهاردة
أشاحت وجهها بعيدا عنه بعدم إهتمام تجلى بكلماتها لا عادي مابقتش اتفاجئ من حاجة .. مستغربة بس ان بعد دا كله قبلت الدعوة وجيت
_لولا اني بفهم في الاصول .. كان هيبقا ليا رد فعل مختلف .. وكنت وريتك من العڈاب اشكال والوان عشان اكسر عينك يوم ماتجرأتي وتحدتيني
أكمل مصطفى جملته باستياء خطېر فرفعت ذقنها متحدية إياه وفر تهديداتك دي عشان مش هتقدر تخوفني بيها .. ماتهددش انسان معندوش حاجة يخسرها .. لكن انت عندك كتير تخسره و اولها بريستيجك ومكانتك الاجتماعية وسط الناس
ضحك مصطفي بجمود تشابه مع نبرته حالما قال ساخرا مش قادر انكر اعجابي بثقتك في نفسك وشجاعتك دي .. بس خسارة جت عليكي بالسلب وخلتك تخسري فرص شغل كتير كانت كويسة وكملتي في عنادك معايا
إتسعت عيناها بتعجب مزيف ثم استفهمت بسخرية مستفزة معقولة ماوصلكش الخبر .. كنت فاكرة ان دبة النملة بتوصلك عني .. بس شكلي كنت غلطانة .. بدليل انك ماتعرفش اني اتعينت في شركة محترمة وكبيرة من كام يوم ..
شعرت بالنصر يتراقص بداخلها فور أن رأت إمارات الدهشة ترتسم على وجهه قائلة بحسم ولتاني مرة هقولهالك انا لا كنت و لا هكون محتجالك او ضاغط عليا في
اي حاجة .. ونصيحة مني روح اتعالج من مرض التمسك بالاشياء اللي بترفضك لان دا اسمه نقص في الشخصية عن اذنك
بقلم نورهان محسن
بعد مرور فترة وجيزة
_ابريل عايزاكي في كلمتين ضروري...
ابريل بإستفهام هادئ وايه اللي بينا ضروري ممكن يتقال يا نادية!!
نادية بنبرة يغلب عليها الإضطراب خلينا نبعد عن الدوشة هنا الاول
ابريل بإستسلام طيب
فى كابينة ابريل داخل اليخت
_اقعدي يا نادية .. عايزة تقولي ايه سمعاكي...!!
جلست نادية مقابلها تطالعها بنظرات غريبة قبل أن تبدأ حديثا غير مترابط طول عمرك رزينة وبتتكلمي من فوق يا ابريل .. ومحدش يقدر يغلطك في حرف بتنطقيه .. وهيغلطوكي ازاي وانتي لابسة وش الملايكة دا طول الوقت
نظرت ابريل إليها بعدم فهم قبل أن تهتف بلهجة حاسمة عايزة ايه يا نادية من غير كتر لف ودوران..
صاحت نادية بنبرة منفعلة ما كفاياكي تمثيل بقا يا شيخة ايه مابتزهقيش منه ..
أشارت نادية إلى نفسها وارتفع صوتها بإحتدام وهي تستأنف حديثها انا عملت كل حاجة عشان يشوفني ويحس بيا وكل مرة بتطلع سيرتك قدامه بيتقلب عليا ويجري عليكي .. ماكفاكيش السنين اللي فاتت وانتي بتتمنعي عليه وهو مش قادر يشيلك من دماغه .. قومتي عزمتينا انا وهو عشان تحرقيه وهو شايفك بين ايدين غيرو
استفسرت ابريل بإستنكار هو انتي بجد للي جاية تعاتبيني وتلومي فيا .. مين فينا يلوم التاني! انتي اللي من زمان حطيتي عينك علي اللي مع غيرك وانتي عارفة انه مش شايفك .. وبعد ما بقيتي مراته برده مش شايفك ايه ذنبي في اختيارك انتي
ردت نادية پقهر و إتهام انتي السبب يا ابريل .. عشان طول ما انتي موجودة في حياته مستحيل هيعرف ينساكي وهيفضل متعلق بيكي .. وصلت بيه انه يطلب من مراته تخطبلو حبيبته ولو رفضتي يبقالك ضرة عادي يطلقني
متابعة القراءة