روايه صرخه على الطريق (من الجزء الأول إلى الاخير كامله) بقلم دفنه عمر
المحتويات
بحماس
أمين جسار ابنك أيوة جسار ابنك أنا متأكد
اتضاح الحقيقة بعد ما قاله الجد نادر ضخت الأمل والقوة في عروق أمين فنهض يمسك بشقيقه كمن يتعلق بقشة
تنجيه من الڠرق ليه متأكد يا رضوان أنه الني قول اللي تعرفه أرجوك وريح قلب اخوك
فاض عليه بما يعرفه لأن جسار عنده حساسية الألبان اللي كانت عند ريحانة مراتك بالظبط ودي حاجة وراثية عشان كده جسار ورثها من أمه الله يرحمها وكما بيستخدم ايده الشمال في كل حاجة اكل وكتابة واي شئ زيك انت يا أمين وزي ولادي ريان وحمزة اللي ورثوها منك هما كمان طباعه في نوعية الأكل اللي بيحبه وتعبيرات كتير في وشه كنت بحس اني شايفك انت قدامي ويستغرب من الروح اللي بحسها فيه منك انت اختلاطي بيه بجد جوازه من لنتي خلاني لاحظت كل الحاجات اللي بيشبهك فيها وكنت بقول لنفسي صدفة صدقني جسار ابنك يا أمين ابنك ومن صلبك
انه أبنه والأخر مذهولا لا يصدق ان طفله نجي وعاد إليه بعد سنوات طوال
الجد نادر متدخلا بانفعال مماثل يبقي لازم في اسرع وقت انتوا الاتنين تعملوا تحليل Dna قبل ما تقابلوا جسار مش هسمح انه يتعلق بأمل كاذب لازم انا شخصيا أتأكد انكم أهله قبل ما يعرف الحقيقة
قرار حسمه الجد بينهما وبالفعل أخد منهما شعرتان وتوجه على الفور لأخذ عينة من جسار دون علمه لعمل الإجراء اللازم
وجسار ماكث جوارها لا يفارقها ليل نهار أما والدتها مفطورة لما أصاب ابنتها والتي تعلم بعض أسبابه فقط وهو إجهاض جنين مشوة تكتم الجد والأب والعم عن تلك القصة التي دارت بين ثلاثتهم حتي صدور نتيجة تحليل ال Dna وجسار ذاته لا يعلم عنه
قالها أمين هامسا وهو يقترب من الجد لينظر له بإجهاد بكره هستلمه يا أمين بيه
تنهد الأخير مع قوله أنا خلاص يا دكتور متأكد انه ابني لكن عايزه هو اللي يتأكد ويصدق اني أبوه
نظر له الجد وشبح الفقد يلوح له بذراعيه وحانت فصول النهاية أن تكتمل ليعود كل شيء لاصله
هو لم يعد الآن جد لجسار
مجرد أن يعلم من هو أبيه ومن هم أهله سينساه ويختلط بهم ويعوض ما فاته سينزوي بعيدا ويتركه متنعم بدفء أسرة حقيقية ينتمي إليها فليكن معه الله حينها
مافيش داعي لوجودكم وتعبكم علي الفاضي أنا موجود مع شمس وانتم ارجوا بيوتكم ارتاحوا
هكذا هتف جسار على الجميع بتلك الكلمات وشحوب وجهه تضاعف مع سواد عيناه من قلة نومه وحزنه فاقترب أمين ورمقه بنظرة حانية وقال مش هسيبك هفضل معاك
غيرة قاسېة نهشت قلب أمين وهو يري أبنه يستنجد بغيره ويحدثه بهذا الحب والحنان وينتابه القلق عليه
غيرة لم تخفي عن عين جده نادر فسخر داخله من المفارقة العجيبة قريبا جدا ستتبدل الأدوار ويقف هو بعيدا عن حفيده يراقب عناقه لأبيه
أحاط وجهه براحتيه وغمغم بحنان متخافش عليا يا ابني أنا بخير ومش هسيبك غير لما مراتك تفوق
بتلقائية مال رأس جسار علي كتف جده والحزن يتملكه بشدة كأنه يتلمس تلك الجرعة القصيرة من حنان من رباه ليصمد امام ما يحدث
شعر بمن يمسك ذراعه گ مؤازارة ليجد رضوان يبادله النظرات الكاشفة لدواخله كأنه يقول له صبرا
لسه شمس زي ماهي يا سارة
غمغمت الأخيرة بحزن عبر الهاتف للأسف يا أدم زي ما هي غايبة عن الوعي أغلب الوقت صعبانة عليا أوي وكمان جسار مسكين هيتجنن عشانها ومامتها وعمو رضوان وبابا كلنا مش مصدقين اللي بيحصل بعد ماكانت الفرحة مش سايعانا فجأة
اتلقبت لحزن
معلش يا سارة ده قضاء ربنا وبإذن الله يعوضهم بطفل جديد معافى
معرفش ليه يا
أدم حاسة ان الموضوع أكبر من فقد الطفل نظرات بابا وعمو وجد جسار كمان مش طبيعية كأنهم مخبين حاجة
هيخبوا ايه أكتر من كده بيتهيئلك المهم ياحبيبتي امسكي نفسك شوية أنا خاېف عليكي
وزعلان عشانك
متخافش يا أدم وادعيلنا كلنا تمر المحڼة علي خير وشمس ترجع لوعيها وتتقبل الأمر
هتعدي بإذن الله
طيب هسيبك واروح اطمن علي شمس وهكلمك تاني
ماشي حبيبتي منتظرك
ذهب معه للمختبر لا يطيق صبرا للأنتظار ليعلم النتيجة ومعه رضوان مكث يترقب ظهوره ليهب من مقعده بعد أن بصره يغادر الغرفة التي اختفى بها
طمني يا دكتور نادر النتيجة ايه جسار طلع ابني صح
تجرع الجد ريقه وهو يرمقه من خلف زجاج نظارته قبل أن يغمغم أخيرا صح يا سيد أمين جسار أبنك
تنفس رضوان الصعداء وهواجسه المخيفة ټموت
في مهدها بينما أمين كادت قدماه تتهاوي به ليسنده بفزع امسك نفسك يا اخويا!
طلع ابني يا رضوان كنت حاسس انه ابني ابن ريحانة نجى ورجعلي بعد سنين طويلة جسار ابني
صار أمين يهذي وشقيقه يبكي فرحا لنجاة ابن أخيه ليستطرد الأول بلهفة عايز اشوفه لازم يعرف اني ابوه
طب اهدي وخلينا نفكر في طريقة مناسبة نعرفه بيها ماتنساش الولد غرقان في حزنه عشان بنتي
لأ مش هصبر
اسمحولي انا اتصرف واجيبلكم جسار في مكان مناسب للقاء زي ده لأن ماينفعش حد غريب يحضره
وذهب الجد ليستدعي جسار ويمهد له الحقيقة وليهون عليه الله ألم الفراق
الفصل السادس عشر
القلوب لا تنتظر صك هوية لتعبر المسافات لمن تحب
سلطانها نافذ أينما حلت لها عيون ترى وذراع يحتوي
لا تخطئ طريقها مهما تراكمت أسباب الضلال
انقلب عالمه رأسا على عقب صرخات قلبه العجوز تشبه صړخة صغيره حين تلقفه بين يديه قطعة لحم حمراء لا حول له ولا قوة تمزق وشاح الحقيقة عن وجهه وتجلت خبايا ماضيه هو ذاته من سيخط بدموعه كلمة النهاية من نبع مقلتيه الذابلة سيخبر جسار أنه لم يعد مجهول الهوية جذوره اضحت شجرة عريقة النسب تثير الفخر لم يعد مصدر أمانه و فخره الوحيد قريبا جدا سيصبح ذكرى بعالم صغيره سينتمي لغيره فقد كل الحق به ويا ۏجع روحه على هكذا فقد سيدعوه للحضور وليكن الله في عونه حين تحين ساعة الفراق
لا يعرف لما أصر جده أن يقابلته في الفيلا وعلى مضض ترك زوجته لرعاية والدتها وسارة متوجها إليه
عمي رضوان و أمين بيه هنا
اطلق جسار دهشته من رؤيتهما فور دخوله وغمغم أنا مش فاهم حاجة ياجماعة احنا ليه متجمعين هنا بالذات فهمني في ايه ياجدي!
تقدم نحوه الأخير وهو يحدجه بنظرة غريبة لا تخلو من الحزن العميق انا استدعيتك عشان هنا بدأت الحكاية وهنا مكتوب تنتهي يا ابني ضياعك وحزنك ووحدتك خلاص آن الأوان ينتهوا جذورك اللي كنت بتدور عليها اتشال عنها الغبار ورعرت فوق الأرض تاني و هتديك حياة جديدة وبداية تعوضك اللي فات
كلمات جده الغامضة أشعلت فضوله وحيرته أكثر دارت عيناه بين الجميع ليجد من أعينهم دموع صامتة تنهمر دون سبب
مش كان نفسك تلاقي أهلك و تعرف مين والدك يا جسار
أهله!
والده!
عقله يدور بفلك خواطره الخاطفة
بركانه الخامد اشټعل من جديد
أين عائلته!
من أبيه
له أشقاء أعمام واولاد عمومة
عشرات الأسئلة تدوي برأسه دون رحمة
لينتفض بغتة لخاطر فرض منطقيته بقوة
أيعقل أن من النقطه عقله صحيح!
آن الأوان تعرف مين هما أهلك يا ابني
هنا انتبهت كل حواسه مع حديث جده بدأ عقله يعمل بسرعة غير عادية ويحل الخيوط من عقدها وكلمات بعينها تعود وتدوي بخاطره!
في تطابق كبير في الجينات ما بينكم
التطابق ده مايحصلش غير لسببين
أولهم وأقواهم إنكم تكونوا أقارب
بصوت الطبيب انسابت في
دهاليز عقله
تنقلت حدقتاه بين أمين ورضوان وجده يغمغم
أنا عملت ليكم انتم التلاتة تحليل Dna والنتيجة أكدت مين أبوك وممكن ببساطة اقولك حالا النتيجة رجحت كفة مين فيهم وأثبت نسبك بس انا عايزك أنت اللي تحدد بإحساسك اللي عمره ماخذلك مين فيهم أبوك ومين عمك خلي قلبك يدلك علي اللي جيت من صلبه يا جسار
حملق بجده في ذهول شديد كأنه يتلمس منه يقينا
يثبت أنه لا يحلم وأنه بالفعل يقف أمام أبيه في حيز محيطه ولا يفصلهما شيء بإيماءة ونظرة حانية كنانه جده أنه يحيا واقعا لا يقبل الكذب شعور ضخ بروح جسار قوة وتقدم نحوهما ودموعه تنهمر دون إرادة وجسده يرتعد من فرط ما هو مقدم عليه جال بينهما مليا ودون شعور دنى من أمين وامتدت يده المرتجفة يتحسس وجه أبيه هو يطلق أه ۏجع لحرمانه من ابنه الأول كل هذه السنوات لم يكن يعلم أنه
حيا يرزق ظن النيران التهمته بأحشاء والدته لو علم بنجاته لما هدأ حتي وجده
كفاية كده يا أمين سيبني اخد ابن اخويا شوية
قالها رضوان وهو ينتزع جسار من صدر أبيه ويتلقفه بصدره رابتا علي ظهره وهو يهتف من يوم ما شوفتك في عيد ميلاد سارة حسيت اني حاجة شدتني ليك بس كدبتها ومع الوقت نسيت أتاري الډم حن لبعضه وقلبي عرفك يا حبيب عمك
العبرات كانت خير عنوان لما بحياه جسار يبكي ولا يصدق انه يتعانق الآن هو وأبيه وعمه عادت له هويته الضائعة ولم يعد شخص مجهول مبتور الجذور ها هم أهله وعزوته حمزة ريان سارة وحبيبته وزوجته شمس ابنة عمه الغالية قطعة من روحه وقطرة من دمه
شمس
همسهل جسار بلوعة وهو يبتعد عن عمه مواصلا بلهفة شمس يا عمي شمس لازم تفوق وتعرف أنها مراتي وبنت عمي وحبيبتي يمكن ده يخليها تخف وترجع زي الاول
بفيض حنان وحب يذيب
متابعة القراءة