جوازه ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
ريهام حضوره بملامح شاحبة كأنها رأت ملاك المۏت يقترب منها في حين ظن عائلتها أنه جاء ليودعهم لكن ما نطقه من بين شفتيه كطلقات ڼارية جمدت الجميع في حالة من الصدمة المروعة وريهام في مقدمة من سقطت عليها كلماته كالصاعقة أنا هاخد ابني يقضي معايا كام يوم يا ريهام
تدحرجت عينا فهمي نحو ريهام عدم الاستيعاب ثم انتقلت بنظرات مشوبة بالغرابة إلى داغر كأنه يستفسر عن معاني الأمور التي تتجاوز فهمه ابنك مين يا داغر بيه
نهض الطفل وسط نظرات الصدمة التي تملأ وجوههم خاصة أن عمر بدا وكأنه يعرف داغر جيدا ولا يمانع على الإطلاق في الذهاب معه.
عمر .. تعالي هنا! انت رايح فين
ثم شرع الطفل في شرح كيف أن داغر طوال الأشهر الماضية كان يذهب إلى مدرسته ويقضي معه وقتا كبيرا وأن هذا كان سرا بينهما كما أخبره والده كان صوت عمر مفعما بالفرحة بينما تتجلى سعادته في عينيه البراقتين ولم يمانع عمر بل رحب بالحنان واهتمامه الكبير الذى غدقه به مما صعق ريهام في مقټل خاصة أمام نظرات عائلتها المشدوهة في حيرة من أمرهم حول ما يجري.
روايةجوازةابريل
روضتني عشقا
سلسلةحافيةعلي جمرالهوس
نورهان محسن
الفصل الثاني فراشة حول اللهب جوازة ابريل ج
يا سيدة الأنفاس المختبئة بين ضلوعي
هل تعلمين أنك تفتحين أبواب قلبي زرا زرا بنبض يرتعش تحت أطراف أصابعك مثل السحر يجذبني إليك
كل خفقة من عروقك ټنفجر في داخلي كالڼار
يجبرني على الاقتراب أكثر لأتذوق ذلك الرهف المتمرد من بين عنادك الصخرى.
دخلت إبريل بخطوات مرتعشة وجودها معه بمفردها سيثير مشاعرها المتناقضة لكنها تخفي ذلك تحت قناع من اللامبالاة وتجنب النظر إليه وإبداء التذمر لعله ينفر منها ويتركها وشأنها حيث أن قلبها الخائڼ كان يكشفها بنبضاته المتسارعة وهي لا تثق في قدرتها على التحكم بمشاعرها أمامه.
أما باسم فكان يتبع خطواتها بنظرة واثقة يتعمد تأملها من بعيد ملاحظا كيف تمشي متعبة حتى استقرت على أحد الأرائك لتنحني بجسدها المتعب وتفك حذاء الكعب العالي الذي أرهقها طيلة اليوم.
أطلق باسم ضحكة ماكرة متعمدا ان يثير أعصابها وصوته يحمل سخرية مفعمة بالحب لا يا حلوة مخلصناش .. احنا لسه بنقول يا هادي
لم تبال للرد فالتعب كان يغلبها على أن تدخل معه في جدال لا نهاية له وقامت من مكانها رافعة الفستان عن الأرض قليلا لتخطو حافية القدمين بخطوات مترددة نحوه كعادته لم يفوت الفرصة ليتلذذ بشذاها الخلاب الذي تغلغل في كيانه فأغمض عينيه بلحظة خفية من الانتشاء المغرم متمنيا لو يبقى هذا العطر مسكونا في أنفاسه بينما حاولت أن تبدو غير مبالية وتوجهت نحو حقيبتها القريبة من الباب ثم حملتها لتسأله ببرود مصطنع فين أوضتي
صحح لها باسم بحزم مع تقطيب حاجبيه بانزعاج مصطنع مفيش حاجة اسمها أوضتي وأوضتك .. اسمها أوضتنا!
وضعت ابريل الحقيبة على الأرض وتحدثت بنبرة متمردة احنا متفقناش على كدا
رفع باسم كتفيه بتحد وتلاعبت ملامحه بتعبير مفعم بالثقة مرددا العبارة بنبرة خشنة وهو إحنا كنا اتفقنا على حاجة ماتلومش حد غير دماغك الناشفة! مش أنا طلبت منك تيجي زي اي عروسة .. وتغيري العفش وتعملي الديكورات على ذوقك وانتي رفضتي
أثناء حديثه أخذ يدور حولها ببطء محاطا بجاذبيته المهيبة كغيمة داكنة تكتنف الأفق مما جعلها تشعر بالقلق والانزعاج فهتفت بحدة مضطربة انت بتحوم حواليا كدا ليه وايوه رفضت عشان ذوق الشقة كان عجبني زي ماهو .. بس ماجبناش سيرة اوض النوم في كلامنا..!!!
التفتت ابريل إليه نظرة مليئة بالسخرية والتذمر ثم أضافت مستاءة وبعدين عايز تقنعني ان شقة طويلة عريضة زي دي .. مافيهاش غير اوضة نوم واحدة .. انت بتكلم بياعة قوطة علي فرشة خضار!!!
رفع باسم حاجبيه بتحد مستفز بينما كانت رماديتيه تتأمل ملامحها الجميلة بإفتتان متسائلا بصوت منخفض تفتكري اتنين عرسان هيحتاجوا اكتر من اوضة نوم ليه ها يا روحي!!!
همس باسم بها بنبرة آثرة محتويا ذقنها بين أصابعه فانعكست على وجه إبريل ملامح الشك الممزوج بالخجل وعبرت بسخرية لاذعة وهي تدفع يده بعيدا بتوتر يعني مفيش اوضة للطوارئ .. للضيوف .. ولا بتسيبهم يناموا علي الكنبة كدا!!!
خطا باسم خطوة إضافية نحوها مبتسما بابتسامة غامضة احتبست انفاسها منها بينما عيناه تتلألأان بمكر عابث قائلا بنبرة خاڤتة جريئة ضيوفي ما بيلاقوش الراحة غير في حضڼي يا حبيبتي...
شهقت ابريل بخفة وارتبكت لوهلة تمالكت نفسها بنبرة تجمع
بين
الخجل والغيظ احترم نفسك .. واكلم جد شوية بقا
واحد عازب هيحتاج أكتر من سرير في البيت ليه يا ابريل
توسعت ابتسامته مستمتعا بمشاهدتها تهرب من نظراته مثل فرسة جامحة تحاول الإفلات من خيال يعرف نقاط ضعفها وفي صمتها العاجز أضاف بخبث ناوية تقضي الليلة وقفة مكانك كده .. ولا تحبي أشيلك زي ما شيلتك يوم الموقع على كتفي .. بس برومانسية المرة دي
تراجعت ابريل خطوتين بتوتر وهي تلعق شفتيها واتجهت لتجلس على كرسي السفرة متظاهرة باللامبالاة رغم اضطراب نبضاتها المتزايدة پعنف من جراءته اللامحدودة ممكن تبطل البواخة دي
اقترب باسم منها ليجلس على حافة الطاولة بتمهل واضعا مرفقيه على فخذيه وبنبرة تكاد تمزق أسوارها الدفاعية همس فيها إيه لما أشيلك مش العريس بيشيل عروسته الليلة دي ولا لسه بتتوتر مني
ابتلعت إبريل ريقها مستشعرة اهتزازات توتر تعصف بمعدتها وسألت بثبات نسبي وانا هتوتر ليه
انحنى باسم أكثر نحوها حتى أصبح فمه على بعد أنفاس بسيطة من أذنها معرفش واحنا لوحدنا... بحسك متوترة بزيادة
التفتت ابريل إليه فجأة لتجد وجهه قريبا من وجهها بشكل يكاد يعطل عقلها وعيناها تعلقتا بعينيه للحظات قبل أن تفر بنظراتها إلى الأمام متلعثمة بصوت منخفض لا .. أصلا مفيش حاجة فيك بتحرك أي إحساس جوايا بالتوتر يعني
تململ باسم بابتسامة جانبية بجد
ايوه!
أجابت ابريل بإصرار لكن اضطراب حركتها يمينا ويسارا بعشوائية ڤضحها فأطلق ضحكة جذابة وقال بهدوء خلاص .. مصدقك
أراح باسم يده برفق على كتفها مقترحا بنبرة هادئة تعكس الاطمئنان بالمناسبة .. لو حابة تاخدي شاور
انتفضت ابريب بسرعة فارتطمت ركبتها بالطاولة وأمسكتها پتألم ولا شعوريا استندت عليه في حين هو بقي متسمرا يراقبها بعينين تعكسان حرارة غلفت جسده وعندما التفتت مجددا ووجدت وجهه قريبا تراجعت قليلا مترددة فخفضت كفها لتجد نفسها تجلس على قدمه نظرت له مذهولة ليتمتم بصوت يشتعل بشغفه الجارف لها زي ما قولتلك .. انتي متوترة .. وبتوتريني معاكي كمان
نهضت ابريل عنه وتراجعت خطوتين إلى الوراء تتملكها مشاعر الحرج بينما ابتسم لها بدعابة وحنان مردفا وبعدين ماكنتش اقصد حاجة من اللي دماغك .. يعني بقول ان كل واحد فينا بعد اليوم الطويل دا محتاج دوش يريحه ولا ايه
أغمضت ابريل عينيها متنهدة بقوة دون أن ترد محاولة تفريغ شحنة التوتر المتراكمة داخلها وبعد لحظة من الصراع الداخلي تحركت بإستسلام نحو غرفة النوم تسحب حقيبتها الضخمة على المزلاج خلفها وهي تهمس في سرها بكلمات لاذعة بسبب تلاعبه الذي أثار حنقها.
توجهت إبريل إلى الحجرة الصغيرة المخصصة للملابس ذات التصميم الزجاجي الذي كان يعكس نور الغرفة الخاڤت لكن شيئا ما عاق حركتها استدارت برأسها لتجد فستان زفافها قد تشبث بطرف الباب الجرار فحاولت جذبه بحذر لكنها لم تنجح.
في تلك الأثناء دخل باسم وهو يفك ربطة عنقه وألقى بها على الأرض بإهمال محدقا فى مشهد الفستان العالق ثم أكمل سيره موجها حديثه إليها بنبرة ملؤها الشماتة لا تخلو من العجرفة خدي بالك لا يتقطع .. أنا دافع فيه ډم قلبي
نفخت ابريل پغضب ثم ردت عليه بعناد متمرد خليه يتقطع مايهمنيش .. انا اصلا مش طايقة الفستان دا عليا وكارهه افضل بيه اكتر من كدا .. وماهصدق اقلعو وارميه بعدها في الژبالة!!
زم باسم فمه وهو ينزع سترة البدلة عازما على التعامل معها بنفس أسلوبها ثم صاح بنبرة مشوبة بالسخرية وأنا كمان كاره البدلة دي .. والليلة كلها كانت حجر على قلبي ..
يلا خلينا نرميهم في ژبالة
واحدة
أنهى جملته ليرمى السترة عليها بقوة شهقت إبريل بتفاجئ مكتوم من حركته السخيفة لتبعد السترة عن وجهها وشعرها الذي تبعثر ثم ألقتها پقهر مغتاظ على الأرض وعادت تحاول جذب الفستان مرة أخرى.
من خلفها هتف بحنق لاذع وهو يرفع مرفقه على الرف بجانبه طلعت روحي طول اليوم معاكي .. وانتي التماثيل اللي في المتحف فيهم روح عنك
توقفت يديها عن الحركة وعينيها اتسعتا بنظرة مستنكرة نحوه ولاحت ابتسامة مبهمة على شفتيها ثم حدقت نحو الفستان وسحبته بقوة لتخرجه من أسره قائلة بنبرة ناعمة خبيثة تصدق .. شفقت عليك يا مسكين .. ويا ترى ناوي تطلقني إمتى عشان ترتاح من المجهود الجبار دا
قال باسم بلامبالاة مزيفة ما قدمناش غير الصبر يا مراتي الحلوة .. مش يمكن انتي اللي ماتقدريش تستغني عني ثانية واحدة
أعترضت بإصرار مغتاظة من عجرفته وثقته مظنش إن دا هيحصل
هعمل نفسي مصدقك مؤقتا.. لحد ما الأيام تثبت العكس
طب ممكن تتفضل عشان أغير الفستان
لو تحبي أساعدك .. معنديش مانع
باسم!! اخرج برا عشان أنا بدأت اتوتر بجد
تهربت ابريل بإنزعاج خجول من براثن جراءته وهي تعقد ذراعيها تحت صدرها بينما اتسعت ابتسامته المهلكة لتفصح عن استمتاعه الشديد بالموقف ماشي .. هسيبك تاخدي راحتك
هكذا تحدث باسم بضحكة وهو يسير نحو باب الغرفة ثم أخرج المفتاح من القفل وتابع بابتسامة لاذعة بس عشان دماغك الحلوة ما توزكيش .. هخلي المفتاح معايا
دبت إبريل بقدميها في الأرض غيظا بعد خروجه قبل أن يقع بصرها على ثوب نوم فيروزي على علاقة خشبية مغر جدا و ذو ذوق فريد مفرود بعناية على السرير فشعرت بحرارة تصعد إلى وجنتيها متذكرة جرأة باسم في اختياره.
استحضرت في ذهنها ذلك اليوم حينما اشتراه لها وكيف اندلعت بينهما مشاجرة لطيفة عندما أبدت اعتراضها على جرأة الثوب.
في سيارة باسم قبل الفرح بعدة ايام
لم تكد إبريل تستعد للنزول حين أوقفها صوته
متابعة القراءة